ما يقال عند ذبح الأضحية عند أهل السنة ؟

يُعَدّ ذبح الأضحية من السُنن المؤكدة التي يحرص المسلمون القادرون على أدائها خلال عيد الأضحى المُبارك ويُستحب الالتزام ببعض الأمور عند الذبح ومن أهمها ذكر الدعاء المشروع حتى ينال المسلم الأجر والثواب وقد وردت عن النبي ﷺ أدعية مأثورة يرددها أهل السُنة عند ذبح الأضحية.

ما يقال أثناء ذبح الأضحية وفق مذهب أهل السنة

الأضحية تُعد من الشعائر الإسلامية المتعلقة بيوم النحر الذي يوافق العاشر من ذي الحجة ولها آداب وأدعية مخصوصة يُستحب أن يلتزم بها المُضحي،  فقد وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- سنن وأذكار تُقال عند الذبح ومن المهم أن يكون المسلم على دراية بها ليؤدي هذه الشعيرة وفق الهدي النبوي.

عند ذبح الأضحية يُستحب أن يبدأ المُضحي بالتسمية على الأضحية قائلًا “بسم الله” ثم يكبر ثلاث مرات ويُقال الدعاء الذي يوضح أن الأضحية تُذبح خالصة لوجه الله قُربةً له ورجاءَ قبولها، وهذا الدعاء من الأمور التي ينبغي على من يُقدم على الأضحية أن يتعلمها خاصة مع اقتراب عيد الأضحى حيث يحرص المسلمون على اتباع هذه السنة اقتداءً بنبي الله إبراهيم -عليه السلام- وهي سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا أراد ذبح أضحيته قال: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني.

  • ثبت عن جابر -رضي الله عنه- أنه قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذبح يوم العيد كبشين أملحين أقرنين مخصيين، وعندما أعدهما للذبح قال: “إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ، بِاسْمِ الله، وَالله أَكْبَرُ، ثُمَّ ذَبَحَ”.
  • كما ورد في حديث آخر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بكبش أقرن كان يتميز بأن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد، وعندما أُحضر إليه قال لعائشة -رضي الله عنها-: “هلمي المُدية”، ثم طلب منها أن تُشحذها بحجر، ففعلت، فأخذها وأضجع الكبش، ثم قال: “بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ“، ثم ضَحَّى به.

شروط تقديم الأضحية

توجد شروط محددة لصحة الأضحية في الإسلام فلا بد أن تتوافر هذه الشروط لتكون الأضحية مقبولة شرعًا وقد تم تحديدها في القرآن الكريم، ووردت في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لذا يجب على المسلم أن يكون ملمًا بهذه الشروط لضمان اكتمال أضحيته دون أي نقص وهذه الشروط تشمل:

  • الأضحية يجب أن تكون من بهائم الأنعام: قال تعالى: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ.
  • يشترط أن تبلغ الأضحية السن المحدد شرعًا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْن.
  • يُشترط سلامة الأضحية من العيوب: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: لا يجوزُ مِنَ الضحايا: العَوْرَاءُ الَبيِّنُ عَوَرُهَا، والعَرْجَاءُ البَيِّنُ عَرَجُهَا، والمريضةُ البَيِّنُ مَرَضُهَا، والعَجْفَاءُ التي لا تُنْقِي.
  • يجب أن يتم الذبح في الوقت المحدد بعد صلاة العيد: أقوال العُلماء.

الشروط الواجب توافرها في ذبح الأضحية

عند ذبح الأضحية يُشترط الالتزام بالأحكام التي جاء بها الشرع الحكيم فذلك مما يحقق المعنى المقصود من الأضحية ويضمن صحة الذبح وفقًا لما ورد عن النبي ﷺ لذا فإن كل من أراد التضحية ينبغي أن يكون عارفًا بالشروط التي يجب تحققها في الأضحية والذبح والتي تتضمن:

  • يجب أن يكون الذابح مسلمًا ولا يقتصر الذبح على الرجل فقط بل يجوز للمرأة القيام به أيضًا.
  • النية عند الذبح ينبغي أن تكون خالصة لله تعالى فقد ورد عن النبي ﷺ قوله: لَعَنَ اللهُ مَن ذَبح لغيرِ الله.
  • التسمية عند الذبح واجبة فيقول الذابح “بسم الله” قبل أن يشرع في الذبح.
  • يجب أن يخرج الدم بوضوح عند الذبح فهذا يدل على أن الذبح وقع بالطريقة الصحيحة.
  • يشترط أن يكون الذابح عاقلًا قادرًا على أداء الذبح بالشكل المشروع الخالي من أي خطأ قد يؤثر على صحة الذبيحة.
  • يجوز للمضحي أن يقوم بذبح أضحيته بنفسه وإن لم يكن قادرًا أو لم يكن لديه معرفة بطريقة الذبح فيجوز له أن يوكل غيره على أن يكون الموكل مسلمًا ويُستحب له حضور عملية الذبح.
  • الأداة المستخدمة في الذبح ينبغي أن تكون حادة لضمان سرعة إنهاء حياة الذبيحة كأن تُستخدم السكين المصنوعة من الحديد أو الحجر أو أي مادة حادة يمكنها تحقيق الغرض.
  • يُستحب عند الذبح أن يكون الاتجاه نحو القبلة.
  • ينبغي معاملة الأضحية برفق فلا يجوز إرهابها أو تعريضها لرؤية السكين قبل الذبح كما يُفضل ألا تُذبح أمام باقي الأضاحي.
  • من الأمور المستحبة ذكر التكبير بعد التسمية عند الذبح إلى جانب قول الدعاء المأثور عن النبي ﷺ عند ذبح الأضحية.
  • يُستحسن للذابح أن يستخدم يده اليمنى عند إمساك الأداة المستخدمة في الذبح.

مكانة وأجر ذبح الأضحية

تُعد الأُضحية من أفضل العبادات التي يحرص عليها المسلم في يوم النحر وهي سُنة مؤكدة عن النبي ﷺ ولها مكانة عظيمة وأجر كبير عند الله فمن خلال التعرف على دعاء ذبح الأضحية وفق ما ورد عن أهل السُنة يُدرك المسلم فضل هذا العمل العظيم وفيما يلي بعض الأدلة التي توضح مكانة الأضحية وأجرها العظيم.

  • لها أجر عظيم وتكفير للذنوب: عن زيد بن أرقم قالوا: يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم، قالوا: ما لنا منها؟ قال: بكل شعرة حسنة، قالوا: يا رسول الله، فالصوف؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة.
  • من أعظم الأعمال وأحبها عند الله: ما عمل ابن آدم يوم النحر عملًا أحب إلى الله – عز وجل – من هراقة دم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله – عز وجل – بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسًا.

الأضحية شعيرة إسلامية جليلة تعكس المعاني العظيمة للطاعة لله والاقتداء بسُنة النبي ﷺ وهي وسيلة يُعبّر بها المسلم عن امتثاله لأوامر الله وسعيه للتقرب إليه، حيث يُستحب أن يحرص عليها خلال العشر الأوائل من ذي الحجة فالأضحية ليست مجرد ذبح وإنما تحمل في طياتها معنى التضحية والتقوى والإخلاص وجزاؤها يمتد إلى كل جزء منها حتى أدق شعرة فيها وهذا ما يبرز أهميتها ومكانتها العظيمة في الإسلام.

يارا محمد محمود، خريجة هندسة ، كاتبة متخصصة في الأخبار السعودية والأدعية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x