هُناك دعاء يمحو الذنوب جميعها حتى لو قاله الإنسان مرة واحدة في عمره ولكن كيف يكون هذا الدعاء وكيف يمكن للمرء أن يُكفر عن ذنوبه فالبعض قد ينشغل بمشاغل الدنيا وينسى أن يتقرّب إلى الله فتتكدس عليه الذنوب دون أن يشعر حتى إذا مرت السنوات وأدرك أن العمر يمضي سريعًا يبدأ بالتفكير في العودة إلى الله حتى لا يجد نفسه محمّلًا بأثقال المعاصي ويكون أول ما يتبادر إلى ذهنه حينها هو الدعاء.
دعاء يغفر جميع الذنوب ولو لمرة واحدة في العمر
يُتاح للعبد أن ينال المغفرة ويتخلص من ذنوبه متى ما تضرع إلى الله واستغفره بصدق خاصة في الأوقات التي خصها الله بالإجابة مثل الأوقات التي تفصل بين الأذان والإقامة وفي الثلث الأخير من الليل وكذلك خلال الأيام الفضيلة التي ورد في الشرع الحث على الإكثار من الذكر فيها مثل يوم عرفة وليلة القدر ومن الأدعية التي يستحب تلاوتها طلبًا للمغفرة ما يلي:
- (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
- (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد).
- (اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلَهَ إلا أنتَ خلَقتني وأنا عبدُكَ وأنا على عَهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بِكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لَكَ بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ بذنبي فاغفر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلا أنتَ).
- (رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ).
- (اللهم لك أسلمتُ وبك آمنتُ وعليك توكلتُ وإليك أنبتُ وبك خاصمتُ وإليك حاكمتُ فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ أنت المُقدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ لا إلهَ إلا أنت أو لا إلهَ غيرك).
- (اللهمَّ إنِّي أستغفرك من كلِّ ذنبٍ خطوتُ إليه برجلي أو مددتُ إليه يدي أو تأمَّلته ببصري أو أصغيتُ إليه بأذني أو نطق به لساني ثمَّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليَّ وسألتك الزِّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائداً عليَّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين).
- (أستغفر الله العظيم حياءً من الله أستغفر الله العظيم رجوعًا إلى الله أستغفر الله العظيم ندماً واسترجاعاً أستغفر الله العظيم فراراً من غضبِ الله إلى رضى الله أستغفر الله العظيم فراراً من سخطِ الله إلى عفوِ الله).
- (يا إلهي، إنَّك تقبل التوبة عن عبادك وتعفو عن السيئات وتحبُّ التوابين فاقبل توبتي كما وَعَدت واعفُ عن سيئاتي كما ضَمِنت وأوجب لي محبتك كما شَرَطت ولك يا رب شرطي ألَّا أعود في مكروهك وضماني ألَّا أرجع في مذمومك وعهدي أن أهجر جميع معاصيك).
- (اللهمَّ إنِّي أستغفرك من كلِّ سيِّئةٍ ارتكبتها في بياض النَّهار وسواد الَّليل في مَلَئٍ وخلاء وسرٍّ وعلانيةٍ وأنت ناظرٌ إليَّ اللهمَّ إنِّي أستغفرك من كلِّ فريضةٍ أوجبتها عليَّ في آناء الليل والنَّهار تركتها خطأً أو عمداً أو نسيانًا أو جهلًا).
أدعية مستحبة لتكفير الذنوب
الإنسان ليس معصومًا عن الخطأ فمن طبيعته أن يقع في الذنوب والمعاصي ولكن الأهم هو أن يسارع إلى التوبة بصدق وإخلاص فلا يتمادى في معصيته بل يعود إلى ربه نادمًا مستغفرًا والله سبحانه وتعالى يقبل توبة عبده متى ما صدق في ذلك وندم على ما فات وعزم على عدم العودة إلى الذنب ومن الأدعية التي تُعين على الاستغفار والتقرب إلى الله تعالى ما يلي:
- (اللهم إنِّي أستغفِرُك من كلِّ ذنبٍ تُبتُ منه ثم عدتُ إليه، وأستغفِرُك من نِعَمٍ أنعمتَ بها عليَّ فاستعنتُ بها على معصيتِك، وأستغفِرُك من الذنوب التي لا يعلمُها أحدٌ غيرُكَ ولا يغفرها إلا أنت، ولا يكشفها إلا رحمتُك، ولا يُنقذني منها إلا عفوُك).
- (اللهم إليك أرفعُ يديّ وبك عَظُم رجائي، فتقبَّل توبتي وارحم ضعفي، واغفر خطيئتي، وتجاوز عني واكتب لي نصيبًا من كل خير، واجعل لي طريقًا إلى كل باب رحمة، برحمتك يا أرحم الراحمين).
- (يا من إذا عظُمت الذنوب على عبده، فإن عفوك أعظم، وإذا كثرت العيوب فإن رحمتك تَجبُرُها أسألك يا كريم يا غفور، أن تغفر لي زلاتي، وتقبل توبتي وتَمحُ عني خطاياي).
- (اللهم استُرنا في دنيانا وأخرتنا، ولا تفضحنا يوم العرض عليك اللهم اجعل وقوفنا بين يديك شرفًا لنا، وأحسِن خاتمتنا في أمورنا كلها، ونجِّنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة اللهم برحمتك الواسعة أغثنا، واكفِنَا شرَّ ما يُحزننا ويُرهِقنا، وأعنا على طاعتك حتى نلقاك وأنت راضٍ عنَّا).
- (اللهم لا تجعلني من الذين يُحرَمون استجابة الدعاء، ولا تردني خائبًا وأنا أرجوك اللهم أنت كاشف الهم، وفرج الكرب وأنت مُجيب دعاء المضطرين، يا أرحم الراحمين اغمرني برحمتك التي تُغنيني عن رحمة غيرك).
- (اللهم إنِّي أسألك بأسمائك العظيمة، يا واحد يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد أن تغفر لي كل ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم).
- (اللهم اغفر لي مغفرة تمحو كل ذنوبي، وتجعلني لا أفكر إلا فيما يُرضيك، وهب لي تقواك ووفقني لأن أكون من عبادك الذين يحبونك ويخشونك بصدق).
- (رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ).
- (أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ).
- (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
- (اللهم اغفر لي جميع ذنوبي صغيرها وكبيرها، أولها وآخرها، ظاهرها وباطنها).
- (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت).
- (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه).
- (رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
أساليب تكفير الذنوب
ترديد الأدعية التي تُكفّر الذنوب حتى لو كان ذلك مرة واحدة في العمر قد لا يكون كافيًا إذا كانت الذنوب كثيرة لذلك ينبغي على المسلم أن يحرص على أعمال أخرى ترفع عنه السيئات وتزيد حسناته هناك العديد من العبادات التي تساعد في تكفير الذنوب ومن هذه الأعمال:
- الصلاة: يجب على المسلم المحافظة على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها دون تهاون أو تأخير فهي وسيلة لتكفير الذنوب وتقرّب العبد من ربه كما أن السجود والخشوع في الصلاة لهما أثر في تطهير القلوب من الخطايا.
- الحج: من أتمّ مناسك الحج بإخلاص واتباع صحيح لشعائره يُمحى عنه ما تقدّم من ذنوبه ويرجع كما وُلد بلا أي خطايا فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”.
- الصيام: الصيام يعد من العبادات التي تهذّب النفس وتطهّرها من الذنوب فصيام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا يكون سببًا في مغفرة الذنوب وكذلك صيام النوافل يمنح العبد فرصة لمحو السيئات.
- الصدقة: الحرص على التصدق خاصة على الفقراء والمحتاجين يعد من الوسائل التي يكفّر بها العبد ذنوبه لأن الصدقة تُدخل السرور على المحتاجين وتقرب العبد من الله عز وجل كما أن “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”.
- صيام يوم عرفة: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صيام يوم عرفة يكفّر ذنوب سنة ماضية وسنة مقبلة ولهذا ينبغي للمسلم أن يحرص عليه فهو من أفضل الأعمال التي يُرجى منها المغفرة.
- صيام يوم عاشوراء: من صام يوم عاشوراء غُفرت له ذنوب سنة مضت وقد ورد ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا فهو فرصة عظيمة يجب اغتنامها من أجل تطهير النفس من الذنوب الماضية.
- ذكر الله تعالى: الحفاظ على الذكر سواء بالتسبيح أو التهليل أو الاستغفار يجعل العبد قريبًا من ربه ويمنع قلبه عن الغفلة وهو من الأعمال التي تكفر الذنوب وتُرقي العبد في درجات القرب من الله.
- إسباغ الوضوء: الحرص على إتمام الوضوء بإتقان والتأكد من وصول الماء لجميع الأعضاء يساعد في غفران الذنوب فقد ورد في الحديث أن المسلم عندما يغسل أعضاءه أثناء الوضوء تتساقط ذنوبه مع قطرات الماء.
- كثرة الاستغفار: المداومة على الاستغفار تجعل العبد نقيًا من الذنوب فالله سبحانه وتعالى يغفر للعبد مهما عظمت ذنوبه إذا أكثر من الاستغفار وقد قال تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا”.
- التوبة الصادقة: إذا شعر العبد بالندم الصادق على ما فعل وأخلص نيته في عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى فإن الله يغفر له جميع ذنوبه مهما بلغت فالتوبة النصوح تمحو الخطايا بشرط أن تكون نابعة من قلب مخلص.
- الشهادة: من جاد بنفسه في سبيل الله ونال الشهادة يُغفر له ما تقدم من ذنوبه بشرط أن تكون نيته خالصة لله فالشهادة تعد من أعظم الأسباب التي ينال بها العبد رحمة الله.
- شفاعة الرسول: من فضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنه أكرمهم بشفاعة نبيهم يوم القيامة فمن نال شفاعة الرسول غُفرت ذنوبه وكان ذلك سببًا في دخوله الجنة بعد الرحمة والمغفرة من الله.
أعمال صالحة تزيل الذنوب
اتفق العلماء والفقهاء على أن الحسنات التي يقوم بها المسلم في حياته تكون سببًا في تكفير الذنوب والمعاصي الصغيرة أما الكبائر فلا يغفرها إلا توبة خالصة بشروطها المعروفة.
- ورد في الحديث النبوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِنَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاةٌ مَكْتُوبَةٌ فيُحْسِنُ وُضُوءَها وخُشُوعَها ورُكُوعَها، إلَّا كانَتْ كَفَّارَةً لِما قَبْلَها مِنَ الذُّنُوبِ ما لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وذلكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ).
إرشادات للتغلب على ذنوب الخلوات
الإنسان قد يجد نفسه ضعيفًا أمام المعاصي عندما يكون وحده بعيدًا عن أعين الناس لأن النفس تميل إلى اتباع الشهوات وتزيّن له الذنوب ولكن هناك وسائل يمكن أن تعينه على التغلب على هذا الابتلاء مع الحرص على ترديد دعاء يغفر الذنوب كلها ولو لمرة واحدة في العمر ومن أهم النصائح التي تساعد في تحقيق ذلك:
- المداومة على تزكية النفس والسعي لتطهير القلب من كل ما يعكر صفاءه، لأن القلب إذا امتلأ بالإيمان أصبح صاحبه أكثر قدرة على مقاومة المغريات.
- استحضار أن ذنوب الخلوات لا تمضي دون محاسبة، وأن العذاب الذي قد ينتظر العبد بسبب هذه الأعمال ليس بالأمر الهيّن يوم القيامة.
- التفكر في أن الموت قد يأتي في أي لحظة، وإن جاء والإنسان واقع في معصية فكيف سيكون موقفه عند لقاء الله؟
- استشعار مراقبة الله سبحانه وتعالى في كل وقت، فهو يرى كل شيء ولا يخفى عليه شيء، وهذا كافٍ ليجعل الإنسان يخشى اقتراف الذنوب حتى في الخفاء.
- تذكير النفس أن مجاهدة الشهوات والصبر عن الذنوب له أجر عظيم عند الله، وأن مقاومة الرغبة المحرمة في الدنيا أهون بكثير من العقوبة التي قد تلحق بصاحبها في الآخرة.
- استرجاع الشعور بالحياء والتفكير كيف سيكون الموقف لو علم الأهل أو الأصدقاء بأمر المعصية؟ إذا كان العبد يستحي من البشر فكيف لا يستحي من الله الذي يراه في كل حين؟
- الإكثار من ترديد دعاء يغفر الذنوب كلها ولو مرة واحدة بالعمر، لأن الاستغفار والتوبة هما الوسيلة التي تخلص العبد من آثار الذنوب وتُعيده إلى رحمة الله.