إذاعة مدرسية عن اليتيم كاملة جاهزة للطباعة

في المدارس يتم إعداد مجموعة متنوعة من النماذج للإذاعة المدرسية التي تتناول موضوع اليتيم بحيث تكون كاملة وجاهزة للطباعة ويتم تطبيق هذا الأمر في مختلف المراحل الدراسية لا سيما في يوم اليتيم حيث يتم تخصيص فقرات محددة تتناول كيفية التعامل مع الأيتام بأسلوب يعكس حسن الأخلاق وتتمحور جميع الفقرات حول تعزيز قيم الرحمة والمودة بين الطلاب مع تشجيعهم على تقديم الدعم والمساندة لمن فقدوا أحد والديهم أو كليهما.

استفتاح إذاعي حول اليتيم

قبل أن نبدأ فقرات هذه الإذاعة لا بد من التعرف على المقصود باليتيم الذي نتحدث عنه اليوم فاليُتْمُ هو فقدان الأب أو الأم أو كليهما معًا قبل أن يصل الإنسان إلى سن البلوغ وقد أوصى الإسلام برعاية الأيتام والاهتمام بهم وكفالتهم لما لذلك من أجر وثواب عظيم.

أما إذا تخيلنا طفلًا فقد والده وهو في أشد الحاجة إليه فمن الطبيعي أن نشعر بحاله ونتلمس مدى حاجته لمن يعوضه عن هذا الفقد فهو أشد الناس احتياجًا للعطف والرفق واللين ومن كان في قلبه رحمة لليتيم وسعى لرعايته فقد تحلى بأجمل الصفات وأرفع الأخلاق.

لهذا ينبغي أن نعزز في أنفسنا معاني الرحمة والكرم تجاه الأيتام ونسعى جاهدين لحسن رعايتهم والاهتمام بأحوالهم تنفيذًا لأوامر الله سبحانه وتعالى الذي جعل كفالة اليتيم من أعظم الأعمال التي ينال بها الإنسان أجرًا كبيرًا وقد وعد الله من يكفل اليتيم بمكانة رفيعة في الدنيا والآخرة ومن أفضل الأعمال التي يمكن للإنسان القيام بها أن يسعى لإدخال الفرح والسرور في قلب يتيم.

افتتاحية (مقدمة) إذاعية حول اليتيم

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله الذي أرشدنا إلى طريق الحق ووفقنا لاتباع منهج التربية الصالحة وجعل لنا في تعاليم ديننا نورًا وهداية والصلاة والسلام على النبي الذي أرسله الله رحمةً للعالمين.

مديرنا الكريم معلمينا الأفاضل زملائي وزميلاتي الطلاب والطالبات موضوع إذاعتنا لهذا اليوم يتناول قضية في غاية الأهمية وهو رعاية اليتيم.

دِينُنا الإسلامي أَسَّس لمبادئ عظيمة في العناية بالطفولة وذلك لأن المجتمع المسلم يقوم على التكافل والمودة بين أفراده فالصغير يُجلُّ الكبير والكبير يرحم الصغير وهذه القيم هي جوهر أخلاقنا الإسلامية.

ومن أسمى صور الرحمة التي أرشدنا إليها الإسلام هي كيفية التعامل مع اليتيم إذ أَوْلت السنة النبوية اهتمامًا بالغًا بالفئات المستضعفة والمحتاجين وكان النبي صلى الله عليه وسلم قدوتنا في العطف عليهم وإكرامهم وكان اليتيم أحد الفئات التي جاء التأكيد على رعايتها في القرآن والسنة.

ومن عدل الله سبحانه وتعالى أنه جعل لليتامى نصيبًا في الزكاة والصدقات فهم من أكثر الفئات احتياجًا لهذا العون إلا أن رعاية اليتيم لا تقتصر فقط على الدعم المادي بل تتجاوز ذلك إلى الجوانب النفسية والاجتماعية من خلال منحه الحب والرعاية والتوجيه ليشعر بأهميته في المجتمع وينعم بالطمأنينة والاستقرار.

تلاوة عطرة من القرآن الكريم

نستهل إذاعتنا اليوم بآيات كريمة تذكرنا بمكانة اليتيم في الإسلام وحقوقه التي شرعها الله سبحانه وتعالى ويتلوها عليكم الطالب/ ……

بسم الله الرحمن الرحيم:

“وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا” (سورة النساء: 6).
وفي سورة الضحى يذكر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بنعمه عليه ومن بينها أن الله آواه بعد أن فقد والديه: “وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)”.

فالرسول صلى الله عليه وسلم عاش يتمًا لكن الله سبحانه وتعالى تكفل به وأكرمه ولهذا أوصى بعدم التعدي على اليتيم أو إلحاق الأذى به بأي شكل من الأشكال لينال الإنسان رضا الله.

كما أن الله عز وجل شدد على ضرورة الحفاظ على أموال اليتامى وعدم المساس بها إلا بما فيه صلاح لهم فقال تعالى: “وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ۖ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” (سورة الأنعام: 152).

حديث نبوي شريف عن اليتيم

للباحثين عن أعظم الدرجات وأرفع المنازل في الآخرة فإن كفالة اليتيم والإحسان إليه تعد من أسمى الأعمال التي تقرب العبد من رسول الله ﷺ في الجنة فالاهتمام باليتيم ورعايته ليس مجرد عمل خيري، بل باب واسع من أبواب الرحمة والمغفرة التي يُرجى بها الفوز العظيم.

قال النبي ﷺ: “كافِلُ اليَتِيمِ له، أوْ لِغَيْرِهِ أنا وهو كَهاتَيْنِ في الجَنَّةِ وأَشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابَةِ والْوُسْطَى” (صحيح مسلم).

هذا الحديث الشريف يبين مدى قرب كافل اليتيم من النبي ﷺ في الجنة سواء كان اليتيم من أقاربه أو لم يكن فالأجر ثابت لمن تكفل برعاية اليتيم وسد احتياجاته المادية والتربوية وعمل على تنشئته تنشئة صالحة كما لو كان أحد أبنائه.

وهذا يوضح أن كفالة اليتيم ليست مجرد إحسان عابر بل عمل ذو أثر عظيم يجلب لصاحبه رفعة في الدرجات وقربًا من رسول الله ﷺ في دار النعيم.

تأملوا في هذا الأجر الجزيل كيف أن رعاية يتيم واحد فقط قد تكون سببًا للفوز برضوان الله ومرافقة النبي ﷺ في الجنة ومن لم يكن قادرًا على توفير الكفالة الكاملة لليتيم فليس أقل من أن يبذل له الرحمة ويمد إليه يد العون بالكلمة الطيبة أو المساعدة المادية ولو كانت يسيرة لأن أي صورة من صور الإحسان تترك أثرًا بالغًا في نفس الطفل اليتيم حتى وإن كانت مجرد ابتسامة أو دعم عاطفي.

وجاء عن النبي ﷺ قوله في حديث آخر: “من ضمَّ يتيمًا بين مسلمَين في طعامِه وشرابِه حتى يستغنيَ عنه؛ وجبتْ له الجنةُ، ومن أدرك والدَيه أو أحدَهما ثم لم يبَرَّهما؛ دخل النَّارَ، فأبعدَه اللهُ، وأيما مسلمٍ أعتقَ رقبةً مسلمةً كانت فَكاكَه من النَّارِ” (صحيح الترغيب).

ويوضح هذا الحديث عظيم الفضل الذي يناله من يضم اليتيم إلى بيته ويتولى رعايته حتى يبلغ مرحلة يستطيع فيها الاعتماد على نفسه، حيث جعل النبي ﷺ هذا العمل سببًا مضمونًا لدخول الجنة فكيف يفرط الإنسان في مثل هذا الفضل وهو قادر على تحقيقه؟

معلومات شيقة: هل تعلم؟

بما أن موضوع اليوم عن اليتيم فإليكم بعض المعلومات القيمة التي يشاركنا بها الطالب/ حول هذا الموضوع المهم:

  • ذُكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم 23 مرة، وهذا يدل على عظمة العناية بهذه الفئة وأهمية توفير الرعاية الكاملة لهم، سواء من الناحية المادية أو المعنوية أو الاجتماعية.
  • الحفاظ على أموال اليتيم واجب شرعي، ولا يجوز لأي شخص أن يتعدى عليها بغير وجه حق، ومن يفعل ذلك فإن جزاءه في الدنيا والآخرة يكون عظيمًا لقاء ظلمه واستغلاله للضعفاء.
  • التعدي على أموال الأيتام من أعظم الذنوب، حيث ورد في السنة النبوية ضمن السبع الموبقات التي توعد الله أصحابها بعقاب شديد.
  • يقال إن دموع اليتيم إذا نزلت فإنها تحرك عرش الرحمن، وهذا يعكس مدى الحاجة إلى توفير الرعاية لهم ومواساتهم بأفضل شكل ممكن.
  • النبي محمد صلى الله عليه وسلم وُلِد يتيمًا، فقد توفي والده قبل ولادته، ثم فقد والدته آمنة بنت وهب عندما كان في السادسة من عمره.
  • تم اعتماد أول يوم جمعة من شهر إبريل منذ عام 2004 ليكون يومًا عالميًا للاهتمام باليتيم وإبراز قضاياه واحتياجاته.
  • يجوز لمن يكفل يتيمًا أن يأخذ من ماله إذا كان في حاجة ماسة ولا يمتلك مصدر دخل كافٍ، بشرط أن يكون ذلك بالحد الذي يلبي ضرورياته فقط لضمان رعاية اليتيم وحفظ حقوقه.

حكمة اليوم عن اليتيم

الحكمة كنز لا يملكه إلا من يستحقه ولا ينالها إلا القليل وهي مطلب لكل إنسان يسعى وراء المعرفة والفهم العميق لمعاني الحياة.

وفي إذاعتنا المدرسية عن اليتيم نقدم لكم حكمة اليوم مع الطالب/

  • البيت الذي يضم يتيمًا هو البيت الذي تحل فيه بركة السماء وتمتلئ أرجاؤه بالرحمة.
  • إدخال السرور على قلب اليتيم من أعظم ما يمكن أن يفعله الإنسان في حياته.
  • اليتيم لا يقتصر على من فقد والديه فقط بل إن من فقد القيم والأخلاق النبيلة فهو يتيم بمعنى آخر.
  • من رسم البسمة على وجه يتيم وأسعد قلبه فقد كتب الله له أجرًا عظيمًا يوم القيامة.
  • أكرم الناس هو من يعطي وهو في أشد الحاجة ويحفظ لليتيم كرامته ويجنبه مشاعر الذل.
  • الإحسان لليتيم دليل على كمال الإيمان وقلب ينبض بالخير والعطاء.

حكاية عن معاناة اليتيم

في إطار برنامجنا الإذاعي نسلط الضوء على حكاية مؤثرة عن اليتيم حيث جاء شاب يتيم إلى رسول الله ﷺ يشكو من جاره الذي كان يزعجه ويرفض أن يبيعه النخلة التي تقع بجوار الحائط الذي كان يبنيه قرب بستانه.

سأل النبي ﷺ هذا الرجل عن الأمر فلم ينكر موقفه ومع ذلك حاول النبي ﷺ مرارًا إقناعه ببيع النخلة لهذا اليتيم وعرض عليه أنه إذا تخلى عنها فسيكون له بديلًا عنها نخلة في الجنة.

لكن الرجل لم يوافق رغم كل المحاولات إلى أن قال له النبي ﷺ: “ألا في الجنة ما قد وعدت به الرجل إن أعطيتها لليتيم؟” هنا استجاب الرجل وقال نعم ومنح النخلة لليتيم أخيرًا.

تعكس هذه القصة عمق الرحمة والعطف تجاه اليتيم وأهمية معاملته باللين والرفق كما تُبرز المكانة الكبيرة لمن يسهم في تلبية حاجاته وتحقيق رغباته دون حرمانه مما يحتاج إليه.

إرشادات في التعامل مع الأيتام

يُولي الله سبحانه وتعالى اليتيم عناية خاصة وقد أوصى في كتابه الكريم وعلى لسان نبيه ﷺ بضرورة معاملته بالرحمة والعطف حيث تكررت الوصايا بخصوصه في أكثر من موضع مما يُبرز أهمية أن يكون هناك تعامل خاص يُراعي مشاعره ويمنحه الأمان والاستقرار.

اللين والتواضع أساس الأخلاق النبيلة وقد كان النبي ﷺ خير مثال في الرحمة بالأيتام مما يدل على أن إظهار الحنان لهم ليس مجرد خيار بل مسؤولية ينبغي الالتزام بها ليشعروا بالمحبة التي يحتاجون إليها بشدة.

التربية السليمة تُمثل حجر الأساس في بناء شخصية الطفل وفي حالة الأيتام فإنهم يفتقدون الدعم الأسري الذي يوجههم في الحياة لهذا فمن الضروري تقديم النصح والإرشاد لهم وتعليمهم كيفية التعامل مع مختلف المواقف بالحكمة والصبر.

إدخال السرور إلى قلب اليتيم من القيم الإنسانية العظيمة فمجرد ابتسامة صادقة أو كلمة مشجعة قد تُحدث فرقًا كبيرًا في نفسيته والنبي ﷺ كان حريصًا على إدخال البهجة في نفوس الصغار وهو ما يعكس أهمية هذه التصرفات البسيطة في إحداث أثر عميق.

“الكلمة الطيبة صدقة” وهذه القاعدة تزداد أهمية عند مخاطبة الأيتام فكل كلمة إيجابية تترك أثرًا طيبًا في نفسه بينما أي لفظ جارح قد يعمّق إحساسه بالحرمان لذا يجب اختيار الألفاظ بعناية والحرص على استخدام كلمات تحفّزه وتشعره بالتقدير.

الإحساس بالثقة في النفس عامل أساسي في بناء شخصية الإنسان لكنه يصبح أكثر حيوية لدى الأيتام إذ أن غياب هذه الثقة قد يجعله يشعر بالضعف أو النقص لذا فمن الضروري تعزيزه بالمدح البناء والتشجيع المستمر ومنحه الشعور بأنه قادر على تحقيق طموحاته دون أن يكون اليُتم عائقًا.

من أبرز المبادئ في التعامل مع الأيتام الحرص على توعيتهم دينيًا وتقويتهم روحيًا فالإيمان يمنحهم السكينة ويرشدهم للطريق الصحيح وقد كان النبي ﷺ نفسه يتيم الأب والأم ومع ذلك أصبح أعظم الناس شأنًا مما يؤكد أن فقدان الوالدين لا يعني غياب النجاح والتأثير في المجتمع.

رواية قصيرة تسلط الضوء على اليتيم

ختامًا لبرنامجنا الإذاعي الذي يتناول الحديث عن اليتيم نروي هذه القصة التي تحمل في طياتها معاني مؤثرة دخل رجل إلى المسجد في وقت لم يكن مخصصًا للصلاة فرأى طفلًا صغيرًا لا يتجاوز العاشرة من عمره يصلي بخشوع شديد.

وقف يراقبه وهو يرفع يديه بالدعاء باكيًا بحرقة فلما أنهى الطفل صلاته تقدم الرجل نحوه وسأله عن اسمه وقصته فأجابه الطفل بصوت متأثر أنه يتيم فقد والديه ولم يعد له في الدنيا أحد.

امتلأ قلب الرجل تأثرًا وقال له بلطف: ما رأيك أن أكون لك أبًا؟ فالتفت إليه الطفل وسأله: هل ستطعمني إذا جعت؟ قال الرجل: نعم، وإذا احتجت إلى ملابس هل ستكسوني؟ فأجابه: نعم، ثم سأله الطفل: وإذا مرضت هل ستشفيني؟ فتوقف الرجل قليلًا ثم قال: لا يا بني، هذا أمر لا أقدر عليه، فقال الطفل بصوت هادئ: وإذا مت، هل تستطيع أن تحييني؟ فأجاب الرجل: لا أستطيع يا بني.

ابتسم الطفل ونظر إليه بنظرة يملؤها اليقين وقال: إذن دعني مع من خلقني، فهو الذي يهديني، وهو الذي يطعمني ويسقيني، وإذا مرضت فهو الذي يشفيني، وأطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين، تأثر الرجل بشدة بكلماته وقال: آمنت بالله، فمن يتوكل على الله فهو حسبه وكافيه.

ختام الإذاعة المدرسية عن اليتيم

وَبذلك نَصل إلى ختام إذاعتِنا المَدرسية لهَذا اليوم التي نَرجو أن تَكون قد تَرَكت بَصمة في نُفوسكم وَأثّرت في أفكاركم وَأن تَكون رسالتها قد بَلغت مَقصِدها وَنالت الفَائدة المَرجُوّة نَشكُر لَكم تُفاعُلكم وَاستِماعكم وَنُثَمن مُشارَكتكم وَحُسن إِنصاتكم نَرجو مِن الله أن يُكتَب لَنا وَلكم الأَجر وَنَلتقي بِكم فِي إذاعات مَدرسية قادِمة وَالسّلام عليكم وَرحمة الله وَبَركاته.


نموذج آخر لإذاعة مدرسية عن اليتيم

عند الحديث عن إذاعة مدرسية بمناسبة يوم اليتيم من المهم أن ندرك أن كفالة اليتيم لا تستلزم امتلاك ثروة أو موارد طائلة إنما يكفي أن تمنحه الرعاية والاحتواء وتحميه من صعوبات الحياة وتوفر له الطعام الذي تأكله والماء الذي تشربه وبهذا تحظى بشرف كافل اليتيم.

من مسؤولياتنا أن نقف إلى جانب الأيتام ونكون لهم العون الذي يعوضهم عن فقدان ذويهم ونسعى لأن يكونوا سببًا في سعينا للجنة فقد وعدنا الله بذلك ووعده الحق ومن هذا المنطلق ومن خلال إذاعتنا المدرسية عن يوم اليتيم سنستعرض مجموعة من الفقرات التي تسلط الضوء على هذا الموضوع بشيء من التفصيل.

تمهيد إذاعي عن اليتيم

يَسرنا أن نبدأ معكم اليوم هذه الإذاعة المُخصصة للحديث عن مكانة اليتيم في الإسلام إذ يحمل هذا اليوم رسالة إنسانية عظيمة تُذكرنا بضرورة الإحسان إلى الأيتام والاهتمام بشؤونهم استجابةً لأوامر الله سبحانه وتعالى الذي أوصى بذلك في كتابه الكريم.

الرسول ﷺ نفسه نشأ يتيمًا وهذه حكمة إلهية عظيمة تُعلمنا أن اليُتم لا يُعيق الإنسان عن تحقيق الخير والتفوق بل قد يكون بداية لطريق مُشرق كما كان حال النبي ﷺ الذي أصبح رحمةً للعالمين وقدوة لكل يتيم.

أحبّتنا الطلاب والطالبات وأساتذتنا الأفاضل تتناول إذاعتُنا اليوم أهم القيم النبيلة التي يدعو إليها دين الإسلام في هذا اليوم الذي يصادف وهو يوم اليتيم لذلك اخترنا لكم مجموعة من الفقرات التي تُبرز واجب المجتمع تجاه الأيتام وتُعزز قيم التكافل الاجتماعي والتآخي الإنساني فيما بينهم.

تلاوة قرآنية مباركة

نستمع الآن إلى آياتٍ بينات من سورة الإنسان تُبيّن الجزاء الكريم الذي وعد الله به عباده الذين يُحسنون إلى اليتامى والمحتاجين ويعاملون الناس بالبر والعطاء، ويتلوها علينا الطالب، بسم الله الرحمن الرحيم: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10).

فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15).

قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) صدق الله العظيم.

توضح هذه الآيات عِظَم الثواب الذي أعده الله للمُحسنين الذين يقدمون الخير ابتغاء وجه الله دون انتظار مقابل وتؤكد على المكانة الرفيعة التي ينالها هؤلاء يوم القيامة.

حديث نبوي شريف

جاء رجل إلى النبي ﷺ يشتكي من قسوة قلبه فسأله الرسول: “أتحبُّ أن يلينَ قلبُك، وتُدْرِكَ حاجتَكَ؟ ارحَمِ اليتيمَ، وامسَح رأسَه، وأطْعِمْه من طَعامِك، يَلِنْ قلبُك، وتُدْرِكْ حاجتَكَ” (صحيح).

بهذا الحديث الشريف يبين لنا الرسول ﷺ أن الإحسان إلى الأيتام ومد يد العون لهم من أعظم أسباب تليين القلوب وجلب البركة وتيسير الأمور فهو يحث الأمة على التراحم والمودة ويجعل رعاية اليتيم مقياسًا لصدق المشاعر ورفعة الأخلاق.

كيف يكون الإحسان إلى اليتيم؟

الإحسانُ إلى اليتيم يَشملُ مختلف الأفعال التي تُجسد الرِّفق والرحمة وكل ما يُظهر اللُّطف والعناية يُعد جزءًا أساسيًا من هذا الإحسان فكلما زاد البذلُ والعطاء تضاعف الأجر والثواب.

توفير الطعامِ لليتيم يُعد أحد أوضح صور الإحسان والأمر ذاتهُ ينطبق على تأمين اللباس وسد احتياجاته الأساسية فحين تضمن له مأكلًا ومشربًا وملبسًا كافيًا فإنك تُسهم في توفير حياة كريمة له لا يُعاني فيها الحاجة ولا يشعر بالنقص.

لكن التأثير الأعمق لا يقف عند هذا الحد فمُجرد المسح على رأسه بلُطف وإشعاره بالأمان يُعوضه عن الحرمان الذي يعيشه بفِقدان والده الذي كان له السند والحماية ويملأ قلبه بالراحة والسكينة ويُعيد له شيئًا من دفء الأبوّة الذي افتقده وكذلك رحمة الأم وعطفها.

وأيضًا من صور الإحسان أن تتكفل بتعليمه وتحرص على ضمان استمراريته في الدراسة فواجبك أن تُعامله برعاية تامة مثل أبنائك دون تفريق تهتم بمستقبله تتابع تحصيله العلمي تدعمه وتُحفزه ليشق طريقه الصحيح نحو النجاح.

وفي حال أخطأ فإن الحِكمة تقتضي التعامل معه بلين ورحمة فالتربية ليست قائمة على القسوة وإنما تعتمد على حسن التوجيه وحكمة التأديب ومن الضروري أن يكون هناك وَعي في التعامل مع مالِ اليتيم إذا كنت مسؤولًا عن أمواله فلا يجوز التعدي عليها أو استخدامها لمصالح شخصية بل يجب حفظها وصونها بكل أمانة حتى يكبر ويأخذ حَقَّه كاملًا.

الله سبحانه وتعالى أكد في كتابه الكريم خطورة أكل مال اليتيم بغير وجه حق وجعل ذلك من الكبائر التي تُوجب العقوبة الشديدة حيث توعد من يُضيّع حقوق الأيتام بعذاب أليم ودخول النار لذلك ينبغي على الإنسان أن يتقي الله في أموالهم ويكون أمينًا عليها ولا يقترف أي تجاوز فيها.

أبرز حقوق الأيتام

اهتم الإسلام اهتمامًا بالغًا بحقوق الأيتام وأكد على ضرورة رعايتهم وصون كرامتهم امتثالًا لتوجيهات الله سبحانه وتعالى التي تحث على رعاية هذه الفئة وضمان حسن معاملتهم تمامًا كما يتم تسليط الضوء على هذا الأمر في يوم اليتيم خلال الإذاعات المدرسية المختلفة.

يُعرف عن الإسلام أنه حرص كل الحرص على ترسيخ حقوق الطفل بشكل شامل عبر مختلف العصور وهذا ما جعل المؤسسات الاجتماعية والخيرية تولي الأيتام رعاية كبيرة وتبذل جهدها في تطبيق تعاليم الدين التي تكفل حقوقهم دون أي انتقاص أو تعدٍّ عليهم.

من أخطر أنواع الظلم هو الاعتداء على حقوق الأيتام أو أكل أموالهم بغير وجه حق إذ إن الله توعد بعقوبة شديدة لكل من أقدم على هذا الفعل لأن حقوقهم أمانة يجب الحفاظ عليها وخاصة ما يتعلق بميراثهم حتى لا يُهضم حقهم بأي شكل من الأشكال.

من يكفل يتيمًا يتحمل مسؤولية كاملة تجاهه فيحرص على تقديم كل أشكال الدعم له ويلبي احتياجاته بمودة دون أن يعامله بجفاء أو ينقص من حقوقه حتى يُمنح فرصة العيش في بيئة عادلة خالية من الظلم أو التفرقة.

يشمل حق اليتيم توفير حياة كريمة له تتضمن المأكل والمشرب والملبس وكل ما يحتاجه من ضروريات لضمان نشأته في ظروف مستقرة إلى جانب توفير تعليم متكامل قائم على بناء شخصية متوازنة تؤهله ليصبح فردًا فاعلًا في مجتمعه وقادرًا على الاعتماد على نفسه مستقبلًا.

أنشودة معبرة عن اليتيم

الشعراء دائمًا يُجسِّدون مشاعرهم تجاه الأيتام في أبياتهم ويُبرزون أهمية رعايتهم والحرص على مشاعرهم ومن أبرز من تناول هذا الموضوع الشاعر “إيليا أبو ماضي” الذي عبَّر في أبياته عن المعنى الحقيقي لليُتم من خلال الأبيات التالية:

قالوا: اليتيمُ فقلتُ: أَيْتَمُ مَنْ أرى!

مَنْ كان للخلُقِ النَّبيل خَصيما.

قالوا: اليتيمُ فقلتُ أَيْتَمُ مَنْ أرى!

مَن عاشَ بين الأكرمينَ لَئيما.

كم رافلٍ في نعمةِ الأبوين.

لم يسلك طريقاً للهدى معلوما.

بهذا نكون قد اختتمنا فقرتنا التي استعرضنا فيها أجمل الأبيات الشعرية التي تناولت موضوع اليتيم ضمن فقرات الإذاعة المدرسية اليوم.

أدعية مستحبة لليتيم

نختتم إذاعتنا عن اليتيم بأجمل ما يمكن أن نقدمه بالدعاء فهذه كلمات نرفعها إلى الله نسأله فيها الخير والرحمة:

  • اللهم إنا نسألك من واسع جودك ورحمتك أن تفيض بنور عطفك على كل يتيم.
  • اللهم ارزقنا قلوبًا تمتلئ بالحنان والرأفة تجاههم واجعلنا ممن يراعونهم حق الرعاية ويمنحونهم الاهتمام.
  • اللهم نسألك قرب نبيك الكريم في الجنة فاجعلنا من الذين احتضنوا الأيتام وراعوهم برحمتك.
  • اللهم أزل عنهم كل ضيق وحزن وامنحهم السكينة والطمأنينة.
  • اللهم كن لهم عونًا وسندًا واكفهم بحولك وقوتك.
  • يا حي يا قيوم يا واسع الفضل والعطاء نسألك أن تستجيب لنا.. آمين.

ختام الإذاعة حول اليتيم

وبذلك نكون قد اختَتمنا فقرات إذاعتنا المدرسية التي تناولنا فيها الحديث عن اليتيم وأهمية العناية به والدور الأساسي الذي يتحمله كل فرد في المجتمع لدعمهم والوقوف إلى جانبهم فإن رعاية اليتيم ليست مجرد التزام بل هي فرصة عظيمة لنيل الأجر وتحقيق مبادئ الرحمة والتكافل التي أوصى بها الله في كتابه الكريم فقد قال سبحانه وتعالى: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ” وأكد نبينا محمد ﷺ على فضل كفالة اليتيم وما لها من جزاء عظيم في الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يكون ما قدمناه قد ذكَّر الجميع بأهمية الاحتواء والرحمة تجاههم، شاكرين لكم حسن استماعكم، ونسأل الله أن يجعل يومكم عامرًا بالبركة والعطاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x