الدعاء يُعَدّ واحدًا من أساليب العبادة التي تحمل في طيّاتها معاني عميقة تُجسِّد صلة الإنسان بربه حيث إنه وسيلة عظيمة جعلها الله سبحانه وتعالى للعباد ليتمكنوا من التواصل معه، ويُعتَبَر الدعاء طريقًا لتفريج الكروب ودفع الشرور وجلب السكينة والطمأنينة إلى القلوب خاصة عندما يتعلق الأمر بحفظ وتحصين الأولاد والأحفاد.
الالتزام بالدعاء بصورة دائمة يُعد أمراً ضروريًا حيث يكون وسيلة للتوجه إلى الله وطلب العون والحماية لأولادنا وأحبائنا والبركة في حياتهم، فالإنسان بعيداً عن الاعتماد على الله يكون ضعيفاً مهما بلغت أسباب قوته والله سبحانه وتعالى هو المنجى والملتجأ في كل الأحوال سواء في أوقات الفرح والسرور أو عند الحزن والشدائد، وإليك مجموعة من الأدعية التي نُسخت من مصادر موثوقة وأوصى العلماء بها نظرًا لفضائلها العظيمة ويمكن استخدامها لتحصين الأبناء والأحفاد والزوج.
- دعاء لحماية الأحفاد: اللهم احفظ لي أولادي وأحفادي ووفّقهم لطاعتك وبارك لي فيهم واجعلهم هداة مهتدين لا ضالين ولا مضلين.
- دعاء صيانة الأولاد من الشر: اللهم احفظ أولادي ولا تجعل مصيبتي فيهم واحرسهم من كل أذى أو ضر قد يصيبهم، اللهم كما صِنت كتابك الكريم احفظ أبنائي من الشيطان الرجيم.
- دعاء لتحصين الأسرة: اللهم اجعلهم في حفظك وكنفك وأمانك وجوارك وعياذك وحزبك وحرزك وسترك واحفظهم من كل شيطان وإنس وجان ومن كل باغٍ أو حاسدٍ ومن شر ما خلقت وأنت على كل شيء قدير.
يحتاج الإنسان إلى تحصين نفسه بالدعاء بشكل دائم حيث إن الدعاء يُمِدّه بشعور بالطمأنينة واليقين في رحمة الله وحفظه فهو ملاذ المؤمن عند مواجهة أي ضرر أو ابتلاء، ومهما ازدادت التحديات التي نواجهها في حياتنا فإن الدعاء سيبقى السبيل الأهم لتحقيق الثبات النفسي واستشعار الأمان وطلب المدد من الله عز وجل الذي بيده مفاتيح الفرج والقوة.
لهذا السبب ينبغي علينا أن نحرص على الدعاء الدائم لأولادنا وأحفادنا ولنُخصّص الوقت لندعو لأنفسنا وأسرنا وبيوتنا لأن الله سبحانه وتعالى هو الحامي والرازق والمُيسِّر لأمور حياتنا وآخرتنا وفي كل لحظة نحن بأمس الحاجة إلى عونه ورحمته وتوفيقه في كل شؤوننا.
أدعية مكتوبة لحفظ وتحصين الأبناء
- اللَّهُمَّ احفظ أولادي ووفقهم إلى طاعتك وانثر البركة فيهم واملأ حياتهم بالقرب منك واجعلهم من عبادك الصالحين الذين يسلكون طريق الهداية والرضا، اللهم اجعل قلوبهم محبة للإيمان ومليئة بالنور وكره إليهم طريق الكفر والفسوق والعصيان.
- اللَّهُمَّ افتح على أبنائي خير الفتاحين وامنحهم العلم والحكمة وذكرهم بما غاب عنهم ، وارزقهم الخير والبركة من خزائنك التي لا تنفد لأنك قريب يا ربنا وتستجيب لمن يدعوك.
- اللَّهُمَّ علّم أبنائي المعرفة وألهمهم الفهم الصحيح لكل ما يمرون به ووفقهم إلى كل أمر فيه خير لهم وبارك لهم من رزقك النازل من السماء، وجعلهم في دائرتك من الرعاية والرحمة واللطف لأنك الكريم الوهاب الذي يغدق إحسانه على عباده.
- اللَّهُمَّ ارزق أولادي قوة الحافظة وسرعة الإدراك وأصف ذهنهم من كل شر واجعلهم من المصلحين الذين يدلّون الناس على الخير ويكونون سباقين إلى المعروف دائماً.
- اللَّهُمَّ ازرع حب الإيمان في قلوب أبنائي وزيّن إيمانهم واطرد عنهم الكفر والفسوق والعصيان واجعلهم على بصيرة يهتدون بها، واجعلهم يا الله قرة أعيننا وبارك فيهم ليكونوا من عبادك المتقين الذين يسيرون في طريقك المستقيم ويكونون قادة في الصلاح والهداية.
- اللَّهُمَّ اجعلهم من أسعد خلقك نصيباً في خيري الدنيا والآخرة واملأ قلوبهم بنور الإيمان ، واجعلهم من أوليائك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وامنحهم القوة في إيمانهم ليعيشوا مطمئنين برضاك نقياً نفوسهم.
- اللَّهُمَّ اغفر آثامهم وتجاوز عن زلاتهم وطهّر قلوبهم من كل دنس واملأها بالنقاء والحكمة ، واجعل أخلاقهم حسنة وحصّن أجسادهم ومتعهم بالقبول في كل ما تمنحهم إياه من عطاياك.
- اللَّهُمَّ اجعل ألسنتهم معطرة بذكرك وقلوبهم مملوءة بمحبتك واحطهم بعنايتك واملأ أرواحهم بشغف الدعاء لك، واجعلهم متعلقين بك لا يشغلهم شيء عنك ويكونون متوجّهين إليك في سرهم وعلانيتهم.
- اللَّهُمَّ اجعلهم يا رب من أسباب فخر نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأسعدهم برضاك عنهم واجعلهم من حَمَلة الدين ورافعي راية الإسلام، واحفظهم لشريعتك تجعلهم مناراً للإيمان لأنك القوي العزيز الذي يحب أهل الحق ويدعمهم.
- اللَّهُمَّ افتح لأبنائي بكل خير وعلّمهم من علمك وزينهم بالحكمة وسعة الصدر وحلّي نفوسهم بالتقوى، واجعل خطواتهم دوماً في مسار الخير وهداك واملأ قلوبهم بالحلم وحب العلم الذي ينير دروبهم.
- اللَّهُمَّ هيئ لهم معلماً ناصحاً يقودهم بحسن توجيهه وصديقاً طيباً يحبهم للخير وارزقهم طمأنينة تربط قلوبهم برضاك، واشحنهم بالقناعة والرضا فتكون قلوبهم دوماً مستبشرة وممتلئة بعطائك ولا تجعلهم يتعلقون إلا بك وحدك يا الله.
- اللَّهُمَّ ارزقهم حبك وحب من يحبك وكل عمل يقربهم منك واجعلهم يا رب من أهل التواضع الذين يرفعهم أناقتهم في الإيمان، فيحبهم خلقك وامنحهم الخير الذي يسعون إليه وحقق ما يتمنونه بما يرضيك عنهم.
- اللَّهُمَّ أبعد عن أبنائي كل رفقاء السوء واحفظهم من مغريات المعاصي وكل ما يفسد حياتهم مثل الزنا والمحرمات والخمر والمخدرات واغمر حياتهم بالأمان والعافية واحميهم من كل ضرر ظاهر أو خفي.
- اللَّهُمَّ اجعل أعمارهم مباركة مكللة بالصحة واجعلني أشهدهم بأفضل حال ووفقني لتربيتهم تربية صالحة ليكونوا من عبادك النافعين لأمتهم، واغمرهم بالقوة والصلاح لأنك يا الله تحب عبادك الذين ينبتون في كنفك نباتاً حسناً.
- اللَّهُمَّ سلم أولادي من أي أذى واحفظهم بعنايتك في الليل والنهار وتولَّ أمرهم بما تحبه منهم، واغفر أخطاءهم وأدِم قربهم منك لأنك الكريم المغفور وواسع الرحمة.
الدعاء سبيل لرحمة الله
الدعاء هو مفتاح الوصول إلى رحمة الله عز وجل وهو الوسيلة التي تمد الإنسان بالقوة اللازمة للالتزام بطريق الطاعة والسير على الصراط المستقيم الذي شرعه الله لعباده، وذلك لأن الدنيا مليئة بالمغريات والشهوات التي قد تضعف الإنسان وتجذبه نحو المعاصي والذنوب وعندما يكون الدعاء جزءًا أساسيًا من حياة المؤمن فإنه يمنحه طاقة داخلية تسهم في تهذيب النفس وحمايتها من الانجراف نحو الأعمال التي تغضب الله ويساعده هذا الوعي الروحي على إدراك أن الذنوب والمعاصي تعد من أسباب سخط الله عز وجل.
لقد تناول النبي صلى الله عليه وسلم أهمية الدعاء وفضله في كثير من أحاديثه الشريفة حيث أوضح مدى قرب الله من عباده واستجابة دعائهم كما أن القرآن الكريم قد أشار للدعاء في آيات متعددة تثبت قيمته العالية في العلاقة بين العبد وربه ومن أروع الآيات التي تجسد مكانة الدعاء قوله تعالى:
- و﴿إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾.
الله سبحانه وتعالى أقرب إلى الإنسان من أي شيء آخر في هذا الوجود ولهذا فإن المؤمن الحقيقي الذي يعلم بعظمة خالقه يلجأ إليه وحده ويبتعد عن التوسل بالمخلوقات ليقينه بأن الله هو السميع البصير الذي يستجيب لكل دعاء، وخاصة إذا أتى هذا الدعاء من قلب متواضع ومخلص لله يعكس خشوعه وتذلله بين يدي رب العزة فالدعاء يعد من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه وتملأ قلبه بالطمأنينة والإيمان واليقين بأن الله وحده هو المتحكم في الرزق والتوفيق وسائر أمور حياته وكل لحظة يمضيها الإنسان تكون بإرادة الله ورعايته.
الدعاء رفيق النفس المؤمنة
الدعاء يُعتبر ملجأ المُؤمن وقت اشتداد الأزمات وحينما تشتدّ عليه الظروف ويُحاط بصعوبات الحياة يظهر الدعاء كأنه نور وسط ظلام أيّامه، فهو الرفيق الذي يحتضن الإنسان في أصعب اللحظات والإنسان الذي يجعل ذكر الله دائمًا حاضرًا في قلبه يشعر بأن وجود الله يمنحه القوة والسكينة في أوقاته الحرجة وحتى وإن تخلى عنه الجميع فهو على يقين بأن الله سبحانه وتعالى لن يخذله أبدًا حينما يتوجه إليه بالدعاء ويناجيه طلبًا للعون والدعم.
ما يزيد جمال هذه العلاقة هو نقائها فهي علاقة مباشرة وغير معقدة بين العبد وربه ولا تحتاج إلى وسطاء ولا شفعاء ما يُضفي عليها مزيدًا من الراحة والطمأنينة وحين يُرفع هذا الدعاء من قلب مخلص وواثق بإجابة الله تأتي الاستجابة بأشكال قد لا تخطر على البال، وقد يُبهر الإنسان بالطريقة التي يخفف الله بها عنه ما يواجهه من محن أو شدائد ليبدل تلك اللحظات الصعبة بأيام يُغمر فيها بالخير والرضا ويشعر بها براحة النفس والبال ليس ذلك فحسب بل كل دعاء يرفعُه المؤمن لله يساهم في مضاعفة حسناته ورفع درجته عند الله، مما يجعل الدعاء فعلًا مليئًا بالثواب والبركات.
طرق استجابة الدعاء
لتحقيق استجابة الدعاء من الله سبحانه وتعالى ينبغي الالتزام بجملة من الشروط والآداب التي تعزز من فرصة القبول وتجعل الدعاء مقبولًا عند الله عز وجل ومنها، أن يكون الدعاء صادرًا من أعماق القلب ممتلئًا بالإيمان والخشوع مع إخلاص النية لله وحده الذي لا شريك له وأن يخلو الدعاء من الرياء أو أي محاولة لجذب أنظار الآخرين للحصول على المدح أو السمعة وأن يكون موجهًا لله عز وجل وحده وانتقاء كلمات دعاء متناسبة مع مقامه والتركيز على التضرع والخشوع بصدق لأن الله يحب أن يكون الدعاء نابعًا من إحساس حقيقي وصادق من العبد.
كما يُفضل أن يلتزم المسلم بتحري الأوقات التي وردت بأنها تستجاب فيها الأدعية بشكل أكبر وهذه الأوقات تتميز ببركتها وعلو احتمالية القبول مثل أوقات نزول المطر وفي الثلث الأخير من الليل وهي من الأوقات التي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما تحمله من بركة واستجابة ورحمة من الله.
وينبغي على المسلم أن يكون دائم الدعاء لله في كل حالاته فلا يقتصر دعاؤه على أوقات المصاعب والمحن فقط بل يدعو الله سواء كان في سرائه وفرح أو في ضرائه وكربه لأن الدعاء في الأحوال كافة هو تجسيد لمحبة الله واعتماد العبد عليه وإظهار الاعتراف بأن السراء والضراء كلاهما من عند الله.