إنَّ الله سبحانه وتعالى أمر عباده بذكره في كل الأوقات والظروف ليكون المؤمن دائم الصلة بربه وليحصن نفسه من الشرور كافة اقتداءً بسنة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لذلك يمكن للمسلم أن يدعو الله ويتلفظ بالأذكار قبل وبعد أداء صلاة الظهر ومن بين الأدعية التالية التي يجوز ذكرها:
- اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ من الجُبْنِ والبُخْلِ وأسألك يا رب العالمين أن تجيرني من أن أعيش في مراحل ضعف أو إذلال في حياتي وأعوذ بك من أي فتنة في الدنيا وأسألك العافية دومًا من عذاب القبر لا إله إلا الله وحدك لا شريك لك لك الملك ولك الحمد وأنت على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وحدك يا عظيم لا إله إلا أنت لا نعبد سوى وجهك الكريم لك الفضل والنعم والثناء الحسن لا إله إلا الله نخلص إليك ديننا مهما اشتدت على ذلك محاولات الكافرين.
- اللَّهُمَّ أتوسل إليك أن تجعل خاتمة حياتي أفضل أوقاتي وتختم لي بأحسن أعمالي وتجعل أجمل أيام حياتي هو يوم لقائك يا كريم.
- اللَّهُمَّ أتضرع إليك أن تغفر لي كل ذنوبي وتستر عيوبي وتغمرني برحمتك وتثبتني على طاعتك وتنير قلبي وتجبر خاطري نحو الاستقامة وتهديني لكل خصال البر والخير إنك أنت القادر وحدك على الهداية ومن يصرف السوء إلا أنت يا الله.
- اللَّهُمَّ أمدّني بعونك في ذكرك وشكرك وأداء عباداتك بطريقة تليق برضاك عني ووفقني لما تحب وترضى.
نص دعاء صلاة الظهر مكتوب
من المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان دائمًا يُكثر من الدعاء لله عز وجل بعد كل صلاة وخصوصًا بعد أداء صلاة الظهر حيث تُعتبر الأدعية بعد الصلاة وسيلة للتقرب إلى الله ونيل رضاه فهي تحمل بين طياتها الرحمة والراحة والسكينة لمن يدعو بقلب مخلص ونية صادقة لله تعالى وقد وردت العديد من الأدعية عن الصحابة رضي الله عنهم مما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة:
- اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أُرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
- اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني إنك أنت المُقدِّم وأنت المؤخِّر لا إله إلا أنت.
ويُنصح المسلم بأن يُخصص وقتًا كافيًا بعد الصلاة ليجلس في هدوء وتأنٍ وهو يناجي ربّه ويُغمر دعاءه بالصدق والخشوع إذ أن هذه اللحظات ذات قيمة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى الذي يفرح بسماع دعاء عباده ويرضى أن يلجأوا إليه ويسألوه بما في أنفسهم وهو القادر على تحقيق الآمال ودفع البلاء.
دعاء صلاة الظهر لطلب الرزق
الرِزق يُعد من النعَم التي يسعى إليها كل إنسان في حياته راجيًا تحصيلها من فضل الله عز وجل وحده فالرزق من أمور الحياة المكتوبة بتقدير الحكيم سبحانه وتعالى ولا يُمكن لأحد أن يمنع أو يزيد فيه إلا بإذنه لذلك كان من الواجب على المسلم أن يتقرب إلى الله عز وجل في كل وقت وحين من خلال أداء العبادات والطاعات والإلحاح في الدعاء وقراءة القرآن بقلوب خاشعة وصادقة الله سبحانه وتعالى يُحب العبد الذي ينكسر بين يديه ويدعوه بإخلاص ويُلح في طلب حاجته وقد جاءت نصوص كثيرة تُشير إلى أهمية الدعاء بصدق وإلحاح لاستجابة الله لعباده لذا يمكن لكل مسلم أن يدعو بأدعية عظيمة بعد أداء صلاة الظهر لطلب واسع الرزق من الله ومن نماذج الأدعية المأثورة لذلك:
- اللّهُم اكفِني بحلالِك عن حرامِك وأغنِني بفضلِك عمّن سواك اللّهُم ارزقني رزقًا واسعًا لا شُبهة فيه ولا تجعل لأحدٍ عليّ فيه منة ولا تجعل لي في الآخرة عليه تبعة برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين.
- الحمد لله الذي له خضعت كل الخلائق لعظمته الحمد لله الذي أذعن كل شيء أمام قدرته الحمد لله الذي زالت بقوته الصعاب والحمد لله الذي كلّ القلوب انحنت تحت ملكوته.
- لا إله إلّا الله الذي لا شريك له بيده مُلك كلّ شيء وبيده أمر الموت والحياة يُحيي ويُميت وبيده الخير وهو القادر على كلّ شيء.
- اللهم أجرني من عذاب النار واحفظني بواسِع رحمتك وأغنني عن كلّ خلقك بجودك وكرمك يا كريم.
دعاء مكتوب ليوم الجمعة بعد صلاة الظهر
يُعدّ يوم الجمعة من الأيام المباركة التي يزداد فيها المسلم تقربًا إلى الله بالدعاء والإكثار من الصلاة على النبي محمد ﷺ ويُفضل المسلمون استغلال هذا اليوم للدعاء بأدعية نابعة من القلب مليئة باليقين والإيمان بالله وخاصة بعد أداء صلاة الظهر. يُشار إلى أن أفضل الأوقات المستحبة للدعاء فيه يوم الجمعة هو بين العصر والمغرب كما ورد عن النبي ﷺ. ومن الأدعية التي يمكن الدعاء بها في هذا اليوم المبارك:
- اللَّهُمَّ بارِك لي في دِيني الذي هو عصمةُ أمري وبارك لي في آخرتي التي إليها مصيري وبارِك لي في دُنيَايَ التي فيها بَلاغي واجعلْ حياتي زيادةً لي في كل خير واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر.
- اللَّهُمَّ يا فاطر السماوات والأرض ويا عالم الغيب والشهادة أنا أعهد إليك في حياتي هذه أنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتُبعدني عن الخير وما لي ثقة إلا برحمتك فاجعل هذا العهد بيني وبينك عهدًا تؤديه إلي يوم القيامة لأنك أنت الذي لا تُخلف الميعاد.
الدعاء المستحب بين صلاتي الظهر والعصر
بين صلاتي الظُّهرِ والعصر يُعد هذا الوقت من الأوقات المميزة للدعاء لما له من فضل وأهمية عند المسلمين حيث يُعتبر فرصة للتقرب إلى الله عز وجل والتضرع إليه كما أن هذه الفترة كان لها مكانة خاصة عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذ كان يعوِّل فيها على الدعاء لما فيها من سكينة للقلب وراحة للنفس وإزالة للهموم ومن الأدعية التي يمكن للمسلم أن يرددها في هذا الوقت المبارك:
- اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ علَى نِعْمَتِكَ العَظِيمَة، أنت الَّذي تهدي من الضَّلَالَة ولا عِزَّ لِمَنْ أذْلَلْت ولا ذُلَّ لِمَنْ أعْزَزْتَ ولا نَصْرَ لِمَنْ خَذَلْتَ ولا خُذْلَانَ لِمَنْ نَصَرْت، أنت وحدك يا رب من له القدرة المطلقة على العطاء والمنع فلا يستطيع أحد أن يمنع ما أعطيته ولا أن يُعطي ما منعته، وأنت الرَّازِقُ مَنْ تَشَاء ومن لا يشاء لا يستطيع أن يحرم رزقك، اللهم أنت الخافض والرَّافِعُ ولا معقب لحكمك وأنت منزل الستر ورافع من تَشَاء، لا يمكن لأحد أن يُفْضِحَ من سترته ولا أن يُحْدِث تغييرًا في حكمك وقضائك، ولكَ الحمدُ يا ربّ لا شريكَ لكَ في الملك والحكم ولا مماثل لكَ في القدرة والسلطان.
- سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عمَّا يَصِفُون وسَلَامٌ علَى المُرْسَلِينَ، الذين كانوا دائمًا قدوة عظيمة في الطاعة والإيمان وسبيل من سُبُلِ الإرشاد للخير والحمدُ للهِ رَبِّ العَالمين الذي هو الكريم الأكرم والقوي الأعظم.
- اللَّهُمَّ إنّي أَسْتَغْفِرُكَ لكلِّ ذنب اقترفَتْه يداي أو مشيتُ إليه برجلي أو نطقتُ به بلساني أو رأيتُه بعيني أو سمعتُه بأذني، وأستغفرك لكل تصرف أو فعل صدر مني ولم يكن موافقًا لرضاك، أستَغْفِرُكَ يا الله لأنك بالرغمِ من زلاتي كنتَ تُكْرِمُنِي من رزقك ولم تحرمني بل زدتني من فضلك وجودك حتى مع تقصيري ومخالفتي، ادعوك اللهم إن تستُر عيوبي برحمتك وتواصل أنعامك عليّ بحلمك وكرمك، يا رب أنت أرحم الراحمين وأكرم الكرماء وألطف اللطفاء.
شروط وأحكام صلاة الظهر
تُعدُّ صلاةُ الظُّهر واحدةً من الصلواتِ الخمس المفروضةِ على المسلمينَ يوميًا وهي الصلاةُ الثانيةُ من حيثُ الترتيب بعدَ صلاةِ الفجر وتتميَّزُ بكونِها سريَّةَ القراءةِ سواءً في سورةِ الفاتحةِ أو غيرها من الآيات وذلك لأنَّ الإمامَ إذا صلَّى الظهرَ فلا يجهَرُ بالصوتِ أثناءَ القراءةِ في جميعِ الركعات وتتكونُ صلاةُ الظُّهر من أربعِ ركعاتٍ فرضٍ يؤدِّيها المسلمُ كما أمرَه اللهُ عزَّ وجلَّ وأوصاهُ بها دينُه لأهميتِها الكبيرةِ كمظهرٍ من مظاهرِ طاعةِ اللهِ والخضوعِ له.
أما بالنسبةِ لركعاتِ السُّنَّةِ المرتبطةِ بهذه الصلاةِ فقد اختلفَ العلماءُ حولَ عددِها فمنهم من ذكرَ أنَّها ثماني ركعاتٍ مُوزعةٍ ما بينَ أربعٍ قبلَ الصلاةِ وأربعٍ بعدها بينما يرى آخرونَ أنّها عبارةٌ عن ستِّ ركعاتٍ تشملُ أربعًا قبلَ الصلاةِ واثنتَينِ بعدَها وهذا يدلُّ على وجودِ اختلافٍ بسيطٍ في الآراءِ الفقهيةِ إلا أنَّ الثابتَ أنَّ تأديةَ ركعاتِ السُّنَّةِ مستحبٌ ولهُ فائدةٌ عظيمةٌ حيثُ يزدادُ بها الأجرُ وتكثرُ بها الحسناتُ ويُقرِّب المسلمُ نفسَه إلى اللهِ ويُحصِّلُ رحمتَه وكرمَه.
إنَّ أداءَ الصلاةِ في وقتِها المحددِ يُمثلُ أحدَ الجوانبِ المهمةِ التي يُوليها الإسلامُ عنايةً بالغةً لذلك من الضروري أن يُحرصَ المسلمُ على أداءِ صلاةِ الظُّهر في وقتِها دونَ تأخيرٍ أو جمعِها مع صلاةٍ أخرى لضمانِ الفوزِ بالثوابِ الموعودِ من اللهِ سبحانه وتعالى وعلاوةً على ذلك يُعَدُّ الدعاءُ بعدَ الانتهاءِ من الصلاةِ فرصةً كبيرةً لقبولِ الدعاء خاصةً عندما يكونُ المسلمُ في حالةِ خشوعٍ وتوجهٍ صادقٍ للهِ عزَّ وجلَّ رغبةً في رضاه.
- فضل صلاة الظهر.
- تحظى صلاةُ الظُّهر بمنزلةٍ عظيمةٍ عند اللهِ عزَّ وجلَّ نظرًا لتأديتِها في وقتٍ تكونُ درجاتُ الحرارةِ فيه مرتفعةً وهذا يُظهر من المسلمِ إخلاصَه وصبرَه في سبيلِ طاعةِ ربِّه وقد وردَ في فضلِها أنَّ من يؤدِّيها بخشوعٍ وإخلاصٍ كاملٍ يُكتبُ له عند اللهِ أن يُجنَّبَ جسدَه نارَ جهنم وهذا من نعمةِ اللهِ ورحمتِه بعبادِه كذلك فإنَّها تحملُ معنى كبيرًا يتمثلُ في تركِ المسلمِ أعمالَ يومِه ومشاغلَه وكلَّ ما يشغلهُ من شؤونِ الدنيا لتحقيقِ إقامةِ الصلاةِ في وقتِها مما يُبرهنُ على قوَّةِ إيمانِه بربِّه وتعلُّقِه به.
- والجانبُ الأروعُ هو أنَّ المسلمَ عندما يُؤثِرُ تكاليفًا دنيويةً مثلَ الراحةِ أو المالِ أو غيرِها على إقامةِ الصلاةِ يَنضمُّ إلى الفئةِ التي وصفَها اللهُ في كتابِه الكريم بصفاتٍ عظيمةٍ فقال: رِجالٌ لَا تُلْهِيهِم تجارتُه وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار.
إجابة الدعاء عقب كل صلاة
إجابة الدعاء بعد كل صلاة تُعتبر من العبادات العظيمة التي تُعزز العلاقة بين العبد وربه فالدعاء هو السبيل المباشر للتقرب إلى الله عز وجل الذي أمر عباده بالدعاء ووعدهم بالإجابة حيث قال في كتابه العزيز: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” والدعاء الذي ينبع من قلب صادق مطمئن مليء بالخشوع والرغبة الصادقة يُعد وسيلة فعالة لجلب استجابة الله لعباده ولعل أوقات الطاعات والمداومة على الأعمال الصالحة تكون من أفضل اللحظات التي يحرص فيها المسلم على الدعاء لأن هذه الأوقات تكون فيها القلوب أقرب إلى ربها وأكثر إخلاصًا في الرجاء وحث الرسول صلى الله عليه وسلم دائمًا على ذكر الله سبحانه وتعالى والدعاء والتضرع إليه وكان يهتم بهذا الجانب بشكل كبير فنقل إلينا أهمية الدعاء بعد كل صلاة من خلال أحاديثه النبوية الشريفة حيث كان يقدم النموذج الأمثل للمسلم في المداومة على ذكر الله والدعاء المستمر طلبًا للرحمة والمغفرة.
الدعاء بعد الصلوات المكتوبة يُعتبر من أعظم الأوقات التي يُمكن أن تنفتح فيها أبواب الرحمة ويُزيل الله بها عن المسلم الكرب والضيق حيث يجلب الراحة النفسية والطمأنينة للمؤمنين عندما ينبع الدعاء من قلب مليء بالثقة والإيمان بالله يكون له أثر في تيسير الأمور وجلب الخير من أكثر الأوقات التي يحرص فيها المسلم على الدعاء هي بعد صلاة الظهر حيث إنها لحظة مباركة تحمل معاني الإخلاص والرجاء الصلاة بحد ذاتها تُعتبر فرصة عظيمة ليُعيد المسلم قلبه إلى طاعة الله خاشعًا بعيدًا عن المشاعر السلبية مثل الكراهية أو الحقد لأن القلب النقي هو الذي يجد القبول عند الله سبحانه وتعالى ومن خلاله تُستجاب الدعوات ويُعد هذا دليلًا قاطعًا بأن الله يفتح باب رحمته ومغفرته لمن يأتيه بقلب سليم ونيات صادقة خالية من الشوائب.