كيف يتم تناول حبوب الغُدّة أثناء شهر رمضان؟ وهل لصيام مريض الغدة أي تأثير على حالته الصحية؟ فالغدة تُعتَبر أحد أبرز الأعضاء المسؤولة عن تنظيم وظائف الجسم الداخلية إذ تلعب دورًا رئيسيًا في ضبط إفراز الهرمونات وأي اضطراب في عملها قد يؤدي إلى حدوث مشكلات صحية متعددة وهذا ما يجعل المرضى الذين يعانون من اضطرابات الغدة يتساءلون عن الطريقة المُثلى لاستخدام علاجاتهم خلال فترة الصيام وهذا ما سيتم تسليط الضوء عليه هنا.
طريقة تناول أقراص الغدة الدرقية خلال شهر رمضان
الكثير من المصابين بقصور الغدة الدرقية يتساءلون عن الطريقة الأمثل لتناول علاجهم خلال شهر رمضان خاصة أن انتظام الجرعات بالطريقة الصحيحة يضمن تحقيق الفاعلية المطلوبة ويمنع حدوث أي مشاكل تتعلق بامتصاص الدواء وتأثيره.
بناءً على ذلك أكد عدد من المختصين أن أنسب وقت لتناول أقراص الغدة الدرقية هو قبل النوم مع ضرورة الامتناع عن تناول الطعام لمدة ساعتين قبل الجرعة وساعتين بعدها ويرجع ذلك إلى أن امتصاص هذا النوع من الأدوية قد يتأثر بتناول الطعام حيث أن هناك أدوية تتطلب أخذها مع الأكل بينما أدوية الغدة الدرقية تحقق أفضل امتصاص عند تناولها على معدة فارغة مما يسمح للجسم بالاستفادة منها بشكل كامل.
أما خلال شهر رمضان فإن الخيار الأمثل هو تناولها قبل الإفطار مباشرة ولكن إذا لم يكن ذلك مناسبًا فيمكن أخذها بعد الإفطار بثلاث ساعات على الأقل حتى تكون المعدة قد فرغت تمامًا من الطعام مما يتيح امتصاص الدواء بالشكل الصحيح كما يُمكن أيضًا تناولها قبل وجبة السحور بنصف ساعة على الأقل مع التأكد من مرور فترة كافية على آخر وجبة بحيث لا تقل عن 3 إلى 4 ساعات مع ضرورة تجنب أخذ أي أدوية أخرى في نفس الوقت قد تؤثر على امتصاص علاج الغدة.
هل يتوجب على مرضى الغدة الدرقية الاستمرار في تناول الأدوية مدى الحياة
يتساءل العديد من مرضى الغدة الدرقية عما إذا كان من الضروري الاستمرار في تناول الأدوية بشكل دائم، خصوصًا أنهم يرغبون في معرفة كيفية تناول حبوب الغدة خلال شهر رمضان وما إذا كان بإمكانهم التوقف عنها أم لا، ويعتمد هذا الأمر بشكل أساسي على حالة كل مريض وتقييم الطبيب المختص.
مدة استخدام أدوية الغدة الدرقية لا تتحدد بمجرد كونها علاجًا دائمًا أو مؤقتًا، بل تخضع لاستجابة الجسم للعلاج وتوجيهات الطبيب، سواء في شهر رمضان أو بقية شهور السنة.
هناك بعض المرضى قد لا يحتاجون لاستخدام الأدوية مدى الحياة، لكن هذا لا يعني أن علاج الغدة يكون لفترة قصيرة حيث إن تأثيره يتطلب وقتًا طويلًا حتى تظهر نتائجه بوضوح.
خلال فترة العلاج يعمل الطبيب على مراقبة مستويات الهرمونات في جسم المريض وبناءً على ذلك يحدد ما إذا كان التوقف عن تناول الدواء ممكنًا أم لا. وإذا استقرت الحالة وتحسنت وظائف الغدة بشكل كافٍ قد يوصي الطبيب بإيقاف العلاج وفقًا لحالة المريض.
أما في الحالات المزمنة التي تتسم بانخفاض حاد ومستمر في هرمونات الغدة فإن العلاج قد يستمر لفترات أطول وقد يلجأ الطبيب إلى خيارات أخرى مثل العلاج باليود المشع أو التدخل الجراحي إذا استدعى الأمر ذلك.
حكم صيام الأشخاص المصابين بالغدة الدرقية خلال شهر رمضان
يصوم الكثير من مرضى الغدة الدرقية خلال شهر رمضان دون مشاكل سواء كانوا يعانون من خمول أو فرط نشاط في الغدة شريطة التزامهم بإرشادات الطبيب ومتابعة حالتهم الصحية بانتظام خاصة إذا كانت الأدوية تُؤخذ في مواعيد محددة.
أما في الحالات التي تستدعي الإفطار فإن ذلك يكون عند الإصابة بالتهاب حاد في الغدة الدرقية مصحوب بارتفاع في درجة الحرارة حيث يُصبح الصيام غير ممكن طبيًا ولا إثم على المريض إن أفطر بناءً على توصية طبية.
هل يوجد تعارض بين أدوية الغدة الدرقية ومكملات الكالسيوم
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية غالبًا ما يكون جهازهم المناعي ضعيفًا مما يجعلهم يعتمدون على المكملات الغذائية لدعم صحتهم خاصة خلال شهر رمضان حيث يحتاج الجسم إلى كميات إضافية من الفيتامينات لتعويض فترة الصيام الطويلة التي تمتد لساعات دون تناول أي طعام وهذا ما يدفع الكثيرين للبحث عن التوقيت المناسب لتناول أدوية الغدة.
في هذا الجانب يُفضل دائمًا الرجوع إلى الأطباء المختصين لأخذ المشورة الطبية وهو ما قمنا به للتحقق من تأثير التفاعل بين علاج الغدة ومكملات الكالسيوم وكانت الإجابة مباشرة وواضحة حيث أكد الأطباء أن هناك تعارضًا بين أدوية الغدة والكالسيوم تمامًا كما هو الحال مع العديد من الأدوية الأخرى مما يستدعي من الأشخاص الذين يتناولون علاجات الغدة استشارة طبيبهم قبل تناول أي مكمل غذائي أو دواء آخر تجنبًا لأي آثار جانبية محتملة.
السبب في ذلك يعود إلى أن الكالسيوم يعيق امتصاص الجسم لأدوية الغدة الدرقية التي تحتوي على هرمون الليفوثيروكسين وغيره من العلاجات الهرمونية بالإضافة إلى أن بعض المكملات الغذائية يتم تصنيعها من مواد مشتقة من الغدة ذاتها ولهذا السبب يُفضل عدم تناول مكملات الكالسيوم مع أدوية الغدة لتجنب أي تأثير سلبي وللحفاظ على فاعلية العلاج يجب الالتزام بالنقاط التالية:
- عدم تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم في نفس الوقت مع أدوية الغدة، بل يُنصح بترك فاصل زمني مناسب بينهما.
- الحرص على تجنب الأدوية التي تحتوي على أي نسبة من الكالسيوم سواء قبل أو بعد استخدام علاج الغدة، والأفضل أن يكون الفاصل الزمني بينهما ما لا يقل عن 4 ساعات.
- كما أن الكالسيوم يتداخل مع امتصاص أدوية الغدة فإن الحديد أيضًا يؤدي إلى نفس المشكلة لذلك يُفضل عدم تناول أي مكملات تحتوي على الحديد بالتزامن مع أدوية الغدة الدرقية.
الإجراءات الواجب اتباعها عند نسيان تناول دواء الغدة الدرقية
تم توضيح الأوقات التي يمكن فيها تناول دواء الغدة خلال شهر رمضان ولكن هناك استفسار شائع من المرضى حول كيفية التعامل في حال نسيان الجرعة وفي هذه الحالة يُفضل اتباع التعليمات التالية:
- في حال تناول الجرعة مرة واحدة يوميًا: ينبغي تناولها فور تذكرها ما دام الوقت قريبًا من الموعد المعتاد. إذا مضى أكثر من 12 ساعة على وقتها فمن الأفضل تجاوزها واستكمال الجرعات في اليوم التالي وفق المعتاد.
- في حال تناول الجرعة مرتين يوميًا: يُفضل تناولها بمجرد تذكرها وإذا كان المرض من النوع الالتهابي فمن الضروري استشارة الطبيب بشأن الصيام. إذا كان موعد الجرعة الثانية قد اقترب فيجب الالتزام بموعدها دون محاولة مضاعفة الجرعة.
الأدوية الموصوفة لعلاج الغدة الدرقية تُؤخذ غالبًا مرة واحدة يوميًا على معدة فارغة ولا يتم زيادة الجرعة إلا في حالات خاصة يحددها الطبيب مثل الأمراض الالتهابية التي تتطلب جرعات أعلى للسيطرة على الحالة.
إرشادات لاستخدام وتناول أقراص الغدة الدرقية بطريقة صحيحة
الانتظام في تناول العلاج يُعد أمرًا ضروريًا لضمان فعالية الدواء وبالنسبة لأقراص الغدة الدرقية خلال شهر رمضان هناك بعض الإرشادات التي ينبغي الالتزام بها وهي:
- يُفضل تناول القرص كاملاً مع كمية كافية من الماء دون طحنه أو مضغه.
- لا يُنصح بفتح الكبسولة أو تفريغ محتواها بل يجب تناولها كما هي لضمان الامتصاص الصحيح.
- يجب التقيد بالموعد الذي يحدده الطبيب لتناول الدواء خلال رمضان لضمان فاعليته واستفادة الجسم منه بالشكل المطلوب.
- يُنصح بشرب كوب كامل من الماء عند تناول الحبة لأن ذلك يُساعد على امتصاص الدواء بطريقة أفضل.
- في حال أوصى الطبيب بالاستمرار في تناول الجرعة حتى مع غياب الأعراض فهذا يعني أن الحالة تستدعي متابعة دائمة حيث إن اضطرابات الغدة قد تكون مزمنة مما يستوجب الحرص على تناول العلاج بانتظام.
توجيهات غذائية موجهة للمصابين بأمراض الغدة الدرقية
لا يوجد نظام غذائي محدد يجب الالتزام به بشكل صارم لمريض الغدة الدرقية ولكن هناك بعض العادات الغذائية التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في تخفيف الأعراض وتعزيز الاستجابة للعلاج مما يساعد في الحد من المشكلات الصحية الناتجة عن قصور أو فرط نشاط الغدة وتشمل النصائح التالية:
- يُفضَّل شرب كمية كافية من السوائل خلال فترة الإفطار للمحافظة على توازن السوائل في الجسم.
- من الضروري استشارة الطبيب بشأن التوقيت المثالي لتناول دواء ليفوثيروكسين خلال شهر رمضان لضمان فعاليته.
- زيادة استهلاك الأطعمة الغنية باليود مثل الأسماك والمأكولات البحرية خلال الأسبوع قد يسهم في تعزيز تأثير العلاج وتحقيق نتائج أفضل.
هل يجوز تناول علاجات الغدة الدرقية دون استشارة طبية
من الضروري عدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب المختص فحتى إن كان المريض يظن أن العلاج مناسب لحالته فإن تحديد الجرعة الملائمة يعتمد على عوامل عديدة قد لا يكون على دراية بها مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية غير متوقعة لذلك يُوصَى دائمًا بمراجعة الطبيب قبل البدء في استخدام أي دواء لضمان الحصول على العلاج المناسب وفقًا للحالة الصحية لكل مريض.
الصيام لا يمثل أي مشكلة لمريض الغدة الدرقية إلا في ظروف استثنائية تحدثنا عنها عند توضيح أفضل وقت لتناول أدوية الغدة خلال شهر رمضان وللحفاظ على استقرار الحالة الصحية يُفضل الاستمرار في متابعة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة بشكل دوري خلال الشهر المبارك.