يُؤدي كل عُضو في جسد الإنسان وظيفة معيّنة ويُعتبر جزءًا لا يتجزأ من منظومة أكبر، حيث يتألَّف كل جهاز ضمن الجسم من مُجموعة من الأعضاء المُترابطة التي تعمل بتناغم لتحقيق نظام مُتكامل، حيث توجد 12 نظام أساسي داخل جسم الإنسان، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأنظمة لا تعمل بشكل منفصل بل تتفاعل مع بعضها البعض بشكل مستمر. حيث يتمكن بعضها من أداء وظائفه بكفاءة عالية بفضل الدعم المتبادل من الأجهزة الأخرى التي تُساهم في القيام بنفس المهام أو المُساعدة في إكمال وظائفها.
مفهوم العضو في الكيان البشري
يُعرَف العُضو في جسم الإنسان وفقًا لعلم الأحياء بأنه مجموعة من الأنسجة المتكاملة التي تتعاون في أداء وظيفة معينة أو أكثر، وينطبق هذا المفهوم على جميع الكائنات الحية سواء كانت نباتات، حيوانات، أو إنسان ، فَفي جسم الإنسان يُصمم كل عضو لأداء وظيفة خاصة به تختلف عن غيره من الأعضاء، حيث تتعلق بعض الأعضاء بوظائف حيوية مهمة تساهم في الحفاظ على حياة الإنسان، كما تختلف الأعضاء في الحجم، والوزن، والموقع، وتتباين حسب الدور الذي تقوم به، فعلى سبيل المثال:
- يُعد الجلد أكبر عضو في جسم الإنسان.
- يحتوي تجويف البطن على أعضاء حيوية وأساسية مثل المعدة، الأمعاء، بالإضافة إلى أعضاء أخرى تقوم بوظائف مختلفة وضرورية للجسم.
- تشمل منطقة الصدر الرئتين، وهما اللبنة الأساسية للجهاز التنفسي والضروريتين لإتمام عملية التنفس.
- ويُعد الرأس موضعًا للمخ الذي يُعتبر المركز الرئيسي للتحكم في جميع أجهزة الجسم كما أنه يتولى توجيه الأعصاب والتحكم بكل العمليات الحيوية.
أكبر الأعضاء في جسم الإنسان
وعند النظر إلى أوزان أعضاء جسم الإنسان، يبرز الجلد كأكبر عضو من حيث الوزن حيث يبلغ وزنه حوالي عشرة كيلوغرامات تقريباً وَ هذا يُشكِّل ما يقارب 16% من إجمالي وزن الإنسان وقد يختلف قليلاً بالزيادة أو النقصان تبعاً للشخص:
- يُقدر وزن الجلد بما يقارب عشرة كيلو، أي بما يعادل نحو 16% من كتلة الجسم وقد يزيد أو يقل بشكل طفيف اعتماداً على الشخص.
- يمتد الجلد ليغطي حوالي 22 قدم مربع، أي ما يقارب 2 متر مربع من مساحة جسم الإنسان.
- يُعتبر الجلد الذي يضم البشرة والشعر وحتى الأظافر هو الغلاف الخارجي الذي يوفر الحماية ويغطي الجسم بأكمله.
- تصل سماكة الجلد إلى حوالي 2 ملم تقريباً مع وجود اختلافات بسيطة في السماكة حسب مناطق الجسم.
دور الجلد ووظائفه الحيوية
يعتبر الجلد أكبر عضو في جسم الإنسان وله دور محوري في حفظ وظائف عديدة ومتنوعة لأعضاء الجسم المختلفة، إذ إنه يشكل الغلاف الخارجي الذي يغطي ويحمي الجسم بالكامل، وتتمثل مهامه فيما يلي:
- يعمل كحاجز طبيعي يحمي الجسم من فقدان الماء، مما يسهم في الحفاظ على الترطيب الضروري الذي يحتاجه الجسم لبقاء أعضائه نشطة وصحية.
- يقوم بتخزين الدهون وبعض العناصر الغذائية والفيتامينات الأساسية التي لا غنى عنها لضمان صحة الأعضاء ووظائفها الحيوية.
- يساهم في طرد السوائل الزائدة عن طريق عملية التعرق، سواء كانت هذه السوائل مياه أو أملاح، وهذا يلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على مستوى توازن السوائل داخل الجسم.
- عند تعرضه لأشعة الشمس، يعمل الجلد على تحفيز إنتاج فيتامين د، وهو عنصر ضروري للمحافظة على صحة وقوة العظام.
- يوفر حماية موثوقة ضد العوامل البيئية الضارة مثل أشعة الشمس الضارة والأشعة فوق البنفسجية والتي قد تؤثر سلبًا على صحة الجلد وأعضاء الجسم الداخلية الأخرى.
- يلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم درجة حرارة الجسم بشكل مستمر، ويحافظ على استقرارها وفقًا للظروف الخارجية المحيطة بالجسم.
- يعمل كعازل طبيعي يحمي الجسم في ظروف الطقس القاسية، من الحرارة العالية أو البرودة الشديدة، مسهمًا بذلك في تقليل تأثيرات هذه التغيرات المناخية على الجسم.
- يمتلك الجلد قدرة عالية على استقبال المعلومات الحسية مثل الحرارة والبرودة أو اللمس والألم، مما يساعد في حماية الجسم من المخاطر الخارجية المحتملة.
- يوفر حاجزًا يحمي الجسم من الملوثات والسموم البيئية، ويساهم في منع وصولها إلى الجسم عبر الجلد.
- يفرز الجلد مواد مضادة للبكتيريا تمنع انتشار العدوى وتعمل على تعزيز سلامة الجسم من الميكروبات والجراثيم المتنوعة.
- تساهم مرونة الجلد العالية في منح الجسم حرية الحركة والتنقل دون أي قيود أو صعوبات.
- يساعد الجلد على تحويل بعض العناصر المهمة داخل الجسم مثل تحويل الكالسيوم إلى العظام لتقويتها، الأمر الذي يحافظ على صحة الهيكل العظمي ويعزز عمل باقي أجزاء الجسم المرتبطة بالهيكل العظمي.
تركيبة طبقات البشرة
يتكون جلد الإنسان من عدة طبقات مترابطة فيما بينها حيث يؤدي كل منها دوراً محدداً ومهماً في دعم وتحسين وظائف الطبقات الأخرى لضمان التوازن والتكامل بين جميع أجزاء الجلد وهذه الطبقات هي ثلاث كالآتي:
- طبقة ما تحت الجلد: تشمل هذه الطبقة النسيج الدهني الذي يتواجد تحت طبقة الأدمة ويعمل كعازل حراري يحافظ على الحرارة داخل الجسم كما أنه يساهم في توفير العناصر الغذائية الضرورية التي تغذي الطبقات العليا مما يساعد في دعم القوة والحماية للبشرة ويساهم في الحفاظ على الطاقة المطلوبة لوظائف الجسم.
- الأدمة أو (الطبقة القرنية) (The Stratum): تُعرف أيضاً بطبقة الأدمة وتحتوي على ألياف قوية تقدم الدعم الأساسي للبشرة التي تعلوها تقوم بتغذيتها جيداً لضمان بقائها قوية وقادرة على تحمل ومواجهة الظروف البيئية والتحديات الخارجية.
- البشرة (The Epidermis): تُعد هذه الطبقة هي واجهة الجلد وتكون الطبقة الخارجية المسؤولة عن الدفاع ضد الجراثيم والبكتيريا وكل العوامل الخارجية الضارة التي قد تواجه الجسم فهي الحارس الأمامي الذي يحافظ على سلامة الطبقات الداخلية من الأضرار المختلفة.
الوزن التقريبي للأعضاء الداخلية
بعد تحديد حجم الجلد كأكبر الأعضاء في جسم الإنسان نستعرض الوزن التقريبي لعدد من الأعضاء الأخرى بمعلومات دقيقة ومرتبة بالشكل التالي:
العضو | الوزن |
الأمعاء | وزنها يصل إلى 3.4 كيلو جرام |
الرئتان | وزنهما يصل إلى 2.27 كيلو جرام |
الكبد | وزنه يصل إلى 1.45 كيلو جرام |
الدماغ | وزنه يصل إلى 1.36 كيلو جرام |
القلب | وزنه يصل إلى 0.27 كيلو جرام |
الكلى | وزنها يصل إلى 160 جرام |
والآن نتابع الحديث حول وظائف تلك الأعضاء لنضع شرحًا تفصيليًا عن كل منها كالآتي:
- الأمعاء: تُشكِّل شبكة معقدة من الأنابيب الملتفة بحيث تتمثل وظيفتها الأساسية في امتصاص الفضلات التي لا يحتاجها الجسم بعد عملية الهضم، إذ تقوم بتجميع تلك الفضلات استعدادًا لإخراجها من الجسم خلال عملية الإخراج النهائية، فهي بمثابة وحدة التخزين والنقل للفضلات.
- الرئتان: تعتبر الرئتان جزءًا حيويًا من جهاز التنفس، حيث تؤدي عملية امتصاص الأكسجين الضروري للجسم وإخراج ثاني أكسيد الكربون عبر عمليتي الشهيق والزفير، تضمن تلك الآلية الاستمرارية والديمومة في تزويد الخلايا بالأكسجين.
- الكبد: يُعَد هذا العضو الأكبر داخليًا وهو مخزن للعديد من الغدد، يشمل مهام إنتاج وإنفاذ مواد كيميائية رئيسية تُسهم في أداء وظائف عديدة لأجزاء الجسم المختلفة، بالإضافة إلى دوره في تنظيم واستخدام الدهون والسكريات والبروتينات.
- الدماغ: يُشكِّل الدماغ المركز الرئيسي للنظام العصبي حيث يحتوي على عدد هائل من الشبكات العصبية الدقيقة والمسؤولة عن التحكم في كل شيء تقريبًا ضمن الجسم، يتقسم لأجزاء متخصصة كل منها يؤدي مهام محددة تتعلق بالحركة والإدراك والسيطرة على العمليات الحيوية الأخرى.
- القلب: هذا العضو الذي ينبض بشكل مستمر يُعتبر حقيقةً هو المحرك الأساسي للجسم، يكمن دوره في ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، يتألف القلب من أربعة أجزاء رئيسية تعمل بشكل متناسق لضمان تدفق الدم عبر الشرايين والأوردة والشعيرات التي تغذي الخلايا بالمواد الضرورية وتعيد الفضلات لضمان التخلص منها.
- الكلى: هي جزء لا يتجزأ من الجهاز البولي حيث تتمثل وظائفها في تصفية الدم القادم من الشريان الكلوي لإزالة الأملاح الزائدة والسموم، كما تقوم بإنتاج العديد من الهرمونات الأساسية مثل الرينين واريثروبوتين التي تلعب دورًا حيويًا في تنظيم ضغط الدم وتحفيز إنتاج خلايا الدم مما يحافظ على التوازن الداخلي للجسم.
دراسة جديدة تكشف معلومات حول أكبر أعضاء الجسم
استكمالًا للحديث حول التعريف التقليدي لأكبر عضو في الجسم الذي اعتبر الجلد حتى الآن، خرجت دراسات جديدة تشير إلى احتمال وجود عضو آخر يشكل جزءًا أكبر من الجسم وهو يُعرف باسم النسيج الخلالي حيث تزعم بعض الأبحاث أن هذا النسيج يمتد عبر معظم أجزاء الجسم ويشغل مساحة أوسع من المساحة التي يشغلها الجلد ومع ذلك، لم يتم التعرف على هذه الدراسات كنهائية أو موثوقة إلى الآن مما يجعلنا نستمر في اعتماد الجلد كأكبر عضو في جسم الإنسان حتى يتم إثبات هذه المعلومات بشكل رسمي وقاطع فَقد يحدث في المستقبل القريب حين تنتهي الدراسات العلمية وتجلب لنا نتائج أكثر دقة وتحليلية.
النسيج البيني (الخلالي)
النسيج الخلالي يُعتبر أحد الأجزاء الأساسية التي تُحيط بأعضاء جسم الإنسان ويتوجب عليك أن تكون على دراية أعمق بوظيفته وتركيبته، وذلك نظرًا لما يُقال عنه بأنه قد يكون أكبر عضو في الجسم من حيث المساحة والوظائف.
حيث يحتوي هذا النسيج على نسبة كبيرة من السوائل التي تتواجد داخل الجسم، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الخلايا، كما يقوم بدور فاعل في توزيع السوائل الحيوية وضبط توازنها داخل مختلف أجهزة الجسم.
يتولى الجسم بشكل طبيعي توزيع هذه السوائل على المناطق الحيوية مثل الغدد الليمفاوية، والأوعية الليمفاوية، والشبكة الدموية، بما في ذلك القلب، وما يتبقى من هذه السوائل ضمن الهياكل الأخرى يتم اعتباره جزءًا من السائل الخلالي المرتبط بالنسيج الخلالي.
وَ يتكون النسيج الخلالي بشكل أساسي من فراغات منتشرة بين أعضاء الجسم، حيث تتشبع هذه الفراغات بسوائل ناتجة عن أنسجة ضامة ومرنة.
وهذا النسيج يمكن العثور عليه في أماكن متعددة داخل الجسم مثل المنطقة المحيطة بالشرايين والأوردة وفي بطانة الرئتين والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى بطانة الجهاز البولي والأنسجة التي تربط أجزاء الجسم المختلفة مع بعضها البعض.
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن النسيج الخلالي يُعتبر المصدر الرئيسي لتكوين السائل الليمفاوي داخل الجسم والذي يلعب دورًا هامًا في حماية الأنسجة والتخفيف من تأثير حركتها أثناء نشاط الأعضاء الطبيعي.
ونظرًا لأهمية هذا النسيج في الحفاظ على التوازن الحيوي واهتمام العلماء خاصة فيما يتعلق بتأثيره في حالات الإصابة بالسرطان، فقد ظهرت مطالبات جدية من بعض الجهات البحثية بضرورة إعادة تصنيفه كعضو مستقل.