في الآونة الأخيرة، انتشرت ظاهرة الزواج المبكر، والتي تُعرف أيضًا بـ”زواج الأطفال” حيث باتت أكثر وضوحًا في المجتمعات التي تعاني من تدني مستوى الوعي لا سيما في المناطق الأقل حظًا من الناحية المعيشية والتعليمية إذ تترتب على هذا الزواج أضرار صحية ونفسية شديدة تؤثر بشكل مباشر على حياة الفتيات كما أن له انعكاسات خطيرة على النمو الجسدي والاستقرار العاطفي لهن وعلى الرغم من أن الدولة أقرّت قانونًا في عام 2006 يصنف هذا الزواج ضمن الأفعال غير القانونية ويعتبره جريمة يعاقب عليها القانون فإن هذه الظاهرة لا تزال قائمة ولم يتم القضاء عليها بشكل نهائي إذ تستمر بعض المجتمعات في ممارستها رغم التشريعات الصارمة.
مفتتح حوار بين شخصين حول الزواج المبكر
- الزواج المبكر يُعد من الظواهر المنتشرة في العديد من المجتمعات، حيث يتم تزويج الفتاة قبل بلوغها سن 18 عامًا أي في مرحلة لم تكتمل فيها نضجها الجسدي والعقلي مما يجعلها غير مستعدة لتحمل أعباء ومتطلبات الحياة الزوجية.
- الإشكالية تكمن في أن الفتاة تُجبر أحيانًا على الزواج دون أن تؤخذ رغبتها في الاعتبار إذ قد لا تكون مدركة بشكل كافٍ لمعنى الزواج الحقيقي وما يترتب عليه من مسؤوليات.
- غالبًا ما تواجه الفتاة تحديات صحية نتيجة الحمل المبكر ما ينعكس على صحتها العامة بسبب عدم اكتمال نمو جسدها بالشكل الذي يؤهلها لخوض هذه التجربة.
- إضافة إلى المشكلات الصحية فإن الزواج في سن صغيرة يحرم الفتاة من عيش المراحل الطبيعية لعمرها مما يؤدي إلى شعورها بالإجهاد النفسي والإرهاق والاكتئاب لأنها لم تحصل على الفرصة للاستمتاع بطفولتها بعيدًا عن الضغوط.
- علاوة على ذلك قلة التعليم وضعف الخبرة الحياتية للفتاة يجعل من الصعب عليها اتخاذ القرارات الصائبة عند اختيار شريك الحياة المناسب.
- ويرجع ذلك إلى افتقارها للمعرفة الكافية بطبيعة الشخصيات المختلفة وكيفية التعامل مع تحديات الحياة الزوجية.
- نتيجة لهذا الوضع قد يكون القرار بالكامل بيد الأهل الذين يختارون الزوج بناءً على معاييرهم الخاصة دون مراعاة لصغر سن الفتاة وعدم جاهزيتها نفسيًا وجسديًا لهذه المرحلة من حياتها.
- في بعض المجتمعات يكون اختيار الزوج وتحديد موعد الزواج أمرًا محسومًا منذ أن تكون الفتاة طفلة صغيرة بناءً على العادات والتقاليد المتوارثة.
- وعندما تكبر تجد نفسها في موقف لا يمكنها فيه رفض القرار سواء كان يتوافق مع رغباتها أم لا.
- رغم التطور الكبير الذي شهده العالم في جميع المجالات لا تزال هذه الممارسات قائمة في بعض الأوساط مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتغيير المفاهيم وتعزيز الوعي بحقوق الفتيات.
- ومع ذلك لا يزال البعض ينظر إلى الفتاة على أنها عبء يجب التخلص منه بأسرع وقت دون منحها الحق في اتخاذ قراراتها المصيرية بنفسها.
دوافع الزواج المبكر
- يتبادر إلى الأذهان دائمًا تساؤل حول السبب الذي يدفع بعض العائلات إلى تفضيل تزويج الفتاة في سن مبكرة قبل بلوغها السن القانوني.
- الإجابة تتفاوت بحسب كل أسرة والظروف المحيطة بها، فهناك عدة عوامل تجعل البعض يتخذ هذا القرار، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
التقاليد والموروثات الاجتماعية
- العادات والتقاليد بمثابة القوانين غير المكتوبة التي تُحدد سلوك الأفراد داخل المجتمعات وتُشكل جزءًا أساسيًا من هويتها مما يجعل تغييرها أمرًا صعبًا نظرًا لارتباطها العميق بالموروث الثقافي.
- من أكثر العادات التي ما تزال راسخة في بعض المجتمعات ظاهرة تزويج الفتيات في سن مبكرة دون أخذ رغباتهن بعين الاعتبار وهي ممارسة منتشرة في بعض القرى والمجتمعات الريفية وكذلك في بعض الثقافات مثل الهند.
- حين تبلغ الفتاة الرابعة عشرة من عمرها يُنظر إليها على أنها مؤهلة للزواج وفي كثير من الحالات يتم تزويجها إما لأحد أقاربها أو لأي شخص ترى العائلة أنه مناسب لها بغض النظر عن رغبتها في ذلك.
الأوضاع الاقتصادية الصعبة
الظروف الاقتصادية القاسية تدفع العديد من الآباء إلى اتخاذ قرار تزويج بناتهم في سن مبكرة بهدف التخفيف من الأعباء المالية الملقاة على عاتقهم، إذ يرون في الزواج وسيلة لتقليل التكاليف المرتبطة بتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والملبس والتعليم.
- يعد الفقر من أبرز العوامل التي تدفع العائلات إلى تزويج الفتيات في عمر صغير حيث يرى الأب أن زواج ابنته قد يسهم في تقليل النفقات المعيشية المترتبة عليه ويخفف من المسؤوليات المالية المطلوبة لتلبية احتياجاتها اليومية.
- في بعض البيئات الاجتماعية يتحول الزواج إلى شكل من أشكال التسويات المالية إذ يمكن أن يلجأ الأب إلى تزويج ابنته لسداد دين متراكم أو للاستفادة من مهر مرتفع يعينه على تجاوز الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها.
الحرص على حماية الفتيات
- في العديد من المجتمعات، تزايدت حالات الاعتداء والتحرش والمضايقات التي تتعرض لها الفتيات مما يؤدي إلى شعور الأسر بالقلق المستمر على بناتهم والسعي الدائم لتوفير الحماية لهن عبر مختلف الوسائل والإجراءات.
- بسبب ذلك، يتجه بعض الآباء إلى اتخاذ قرار تزويج بناتهم بدافع الخوف عليهن وحرصًا على الحفاظ على شرف العائلة وسمعتها حيث يرون في الزواج وسيلة تضمن لهن حياة مستقرة وتقلل من احتمال تعرّضهن لأي أخطار اجتماعية قد تواجههن.
غياب الأمن وحالات الاختطاف القسري
- تعاني بعض المناطق والبلدان من تراجع مستوى الأمن، مما أدى إلى استغلال بعض الأفراد لهذا الوضع لتنفيذ عمليات خطف تستهدف الفتيات أثناء عودتهن من المدارس أو الأسواق بغرض إجبارهن على الزواج القسري.
- يُلاحظ انتشار هذه الظاهرة في بعض أجزاء آسيا الصغرى وأماكن متفرقة من أفريقيا، مما دفع العديد من العائلات إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة خوفًا من وقوعهن ضحايا للاختطاف القسري.
تعزيز الروابط الأسرية من خلال الزواج
تَعتمِد بَعض الأُسَر علَى الزَّواج كَوسِيلة لِتَعزِيز الرَّوابِط بَينها سَوَاء مِن النَّاحِية التِّجَارِية أَو السِّياسِية أَو حَتى الاقتِصَادِية حَيث يَكُون الزَّواج عَامِلًا مُساعدًا فِي تَقوِية العَلاقَات بَين العَائِلتين مِمَا يُسهم فِي تحقِيق مَصالِح مُشتَرَكة.
- فِي بَعض الوَاقِعَات يَتم تَزويج أَحد الأَفرَاد مِن عَائلَة ذَات نُفُوذ إِلَى فَرد مِن عَائلَة أُخرَى بِنِيَّة تَحقِيق مَنفَعَة خَاصَّة دُون أَن يَكُون اخْتيَار الطَّرفَين أَو فَارق السِّن بَينهم فِي المَقدمَة.
- يَكُون الِاهتمَام فِي تِلك الزِّيجات مُرتَكزًا علَى الفَوَائِد المُحتَملة لِلعَائلتين أَكثَر مِن مُرَاعَاة مَشاعِر الزَّوجَين أَو مُنَاسبَتهم بَعضهم لِبعض.
ضعف تأثير التعليم وغياب التشريعات الرادعة
قِلّة تأثير المُؤسسات التعليمية وعدم وُجود قوانين صارمة تُعد من أبرز العوامل التي تُساهم في استمرار بعض العادات والتقاليد دون أي تغيير.
- يُعتَبر التعليم الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها الدول في تشكيل وعي الأفراد وبناء أجيال قادرة على التفكير النقدي واتخاذ القرارات الصائبة.
- فهو يُساعد الإنسان على تنمية قدراته العقلية والتأمل في قراراته قبل اتخاذ أي خطوة.
- إلا أن ضعف المنظومة التعليمية أو عدم تأثيرها القوي على المجتمع يُفسح المجال أمام استمرار العادات والتقاليد القديمة لتكون المرجع الأول في الحياة اليومية.
- وفي ظل غياب التشريعات الصريحة التي تُجرّم بعض الممارسات الخاطئة أو تُلزم الأفراد باتباع أنظمة واضحة.
- يظل الوضع مُفتقدًا للتنظيم ويترك لكل فرد حرية التصرف وفقًا لما يراه مناسبًا دون أي رقابة أو ضوابط تُحدد إطار السلوك المقبول.
الزواج المبكر بين الإيجابيات والتحديات
يُعَدُّ الزواج المبكر من القضايا التي تُثير نقاشات واسعة وتباينًا في وجهات النظر بين أفراد المجتمع فالبعض يرى فيه خطوة إيجابية تساهم في بناء أسرة مستقرة وانخفاض معدلات التأخر في الزواج بينما يجد آخرون أنه قد يكون سببًا لتحديات مستقبلية تؤثر على استقرار الحياة الزوجية واستدامتها يظل هذا الموضوع حاضرًا بقوّة في المجتمعات العربية حيث تتزايد الآراء بين مؤيد يراه وسيلة للحفاظ على التقاليد.
وتجنّب الانحرافات السلوكية وبين مُعارض يعتبره قرارًا قد يترتب عليه التزامات تفوق قدرة الشباب في سن مبكرة مما يطرح تساؤلًا هامًا هل العقبات المصاحبة له تتجاوز منافعه أم أن الفوائد التي يُحققها تجعل منه خيارًا صحيًا ومستدامًا في بعض الحالات فيما يلي تحليل لأبرز الجوانب الإيجابية والتحديات المرتبطة بالزواج المبكر:
- يُلاحَظ انتشار الزواج المبكر في بعض المجتمعات العربية مما يولّد تفاوتًا في وجهات النظر فالبعض يراه قرارًا صائبًا يحقق التوازن الأسري والبعض الآخر يراه مسارًا صعبًا يتطلب نضجًا أكبر.
- هناك من يعتقد أن بدء الحياة الزوجية في سن صغيرة يعزز روح المسؤولية والاستقرار الأسري بينما يرى آخرون أن قلة الخبرة الحياتية قد تؤدي إلى مشكلات زوجية لاحقة.
- يبقى السؤال الأهم هل العوائق التي قد تواجه الزواج المبكر تفوق فوائده أم أن الإيجابيات التي يوفرها تمنحه شرعية الاستمرار والتوسع بشكل متزايد؟
- فيما يلي استعراض لأهم الفوائد والتحديات المرافقة للزواج المبكر:
المزايا المحتملة للزواج المبكر
يرى البعض أن الزواج في سن مبكرة يحمل العديد من المنافع ومنها:
- توفير الحماية والاستقرار للمرأة: الزواج المبكر يُؤمّن الفتاة من التعرض لأي مؤثرات قد تؤثر على مسار حياتها ويمنحها بيئة مستقرة تحفظها في زمن امتلأ بالتحديات والمغريات التي أصبحت في متناول الجميع بفضل التطورات التكنولوجية المتسارعة.
- تقوية العلاقة بين الأم وأبنائها: ارتباط المرأة مبكرًا وتكوين أسرة في سن صغيرة يساعد على بناء علاقة قوية بينها وبين أبنائها مما يجعلها أقرب إلى فهم تطلعاتهم وأفكارهم فتكون على دراية بطبيعة تفكيرهم وتتمكن من مشاركة تجاربهم اليومية وكأنها صديقة لهم مما يعزز الروابط الأسرية ويخلق بيئة أسرية أكثر انسجامًا.
- زيادة فرص الإنجاب: في سن الشباب تكون معدلات الخصوبة أعلى مما يُمكّن المرأة من الإنجاب بسهولة دون مواجهة التحديات التي قد تظهر عند الزواج في سن متأخرة حيث تواجه بعض النساء صعوبات في الحمل عندما يتزوجن في مرحلة عمرية متقدمة لذا فإن الزواج المبكر يمنحها فرصة أكبر للإنجاب دون قلق من المشكلات الصحية المتعلقة بتأخر الحمل.
- تحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي: شعور المرأة بأنها بدأت حياتها الزوجية في الوقت المناسب يمنحها راحة نفسية ويبعد عنها القلق المرتبط بتأخر الزواج أو نظرة المجتمع إلى ذلك مما يعزز ثقتها بنفسها ويجعلها أكثر اطمئنانًا ورضا عن حياتها الشخصية.
- الزواج المبكر يمنح المرأة دعمًا معنويًا كبيرًا ويجعلها تشعر بالأمان والاستقرار العاطفي مما يساعدها على خوض تجربتها الجديدة بثقة وراحة داخل بيئة أسرية متماسكة.
التحديات المترتبة على الزواج المبكر
تُوجَد رُؤى مُخْتَلِفة حَوْل الزَّوَاج في سِنٍّ مُبَكِّر فالبَعضُ يَرَى أنَّه يُؤَدِّي إلى تَحْديد طُفُولة الفَتَاة ويَسْلُبُهَا حَقَّهَا في العَيش بِدُون تَحَمُّل مَسؤُولِيَّات لَم تَكُن مُهَيَّئَةً لَهَا بعد مِمَّا يُسَبِّبُ لَهَا ضُغُوطًا كَبِيرَة ويَفْرِضُ تَحَدِّيَات عَدِيدَة مِن أَبْرَزِهَا:
- عَدَم الإلمام بِمَسؤُولِيَّات الحَياة الزَّوجِيَّة: الحَياة الزَّوْجِيَّة تَتَطَلَّب شَرَاكَة واعِية وتَحَمُّلًا مُشتَرَكًا للمَسؤُولِيَّة لكن تَزْوِيج الفَتَاة في عُمْرٍ صَغِير يَجْعَلُهَا غَير مُؤَهَّلَة لإدَارَة شُؤون المَنْزِل بشَكْلٍ كَامِل كما أَنَّ قِلَّة الخِبْرَة والتَّجْرِبَة تَجْعَلُها غَير قَادِرَة عَلى تَحْقِيق التَّوافُق مَع طَرفِهَا الآخَر.
- الاِنْقِطَاع عَن التَّعْلِيم: الفَتَاةُ الَّتِي تَدْخُل قَفَص الزَّوَاج في سِنّ مُبَكِّر تُضْطَر لِلتَّخَلِّي عَن طُمُوحَاتِهَا الدِّرَاسِيَّة بِسَبَب انْغِمَاسِهَا في الوَاجِبَات المَنْزِلِيَّة والمَسؤُولِيَّات الجَدِيدَة المُتَرَتِّبَة على الحَياة الزَّوجِيَّة.
- ضَعْف التَّوافُق الزَّوجِي: الحَياة الزَّوجِيَّة تَحْتَاج إلى نُضْج كَافٍ لفَهْم مُتَطَلَّبَات العَلاقَة، وعِنْدَمَا يَكُون الزَّوْجَان غَير ناضجَيْنِ، تَنْشَأ الكَثِيرُ مِن الخِلافَات والتَّصَادُمَات، مِمَّا يُسَاهِمُ في زِيَادَة المُشْكِلات بَيْنَهُمَا، وهَذا يَرْفَع مِن اِحْتِمالِيَّة انْهِيَار العَلاقَة.
- مَع مَرُور الوَقت، وتَرَاكُم الضُّغُوط الحَيَاتِيَّة، تَتَفَاقَم الأَزَمَات بَيْن الطَّرَفَيْن، وفي ظِلّ غِياب الخِبْرَة الكَافِيَة لِحَلّ المُشْكِلات، يُمكِن أنْ يَصِل الأَمر إلى الطَّلاق.
- التَّأثِير السَّلْبِي على الصِّحَّة النَّفْسِيَّة: دِرَاسَات عِلْم النَّفْس تُؤَكِّدُ أن الزَّوَاج المُبَكِّر يُؤَدِّي إلى ضُغُوطٍ نَفْسِيَّةٍ شَدِيدَةٍ قَد تُؤَثر على الحَالَة العَقْلِيَّة، وتَزيدُ مِن احتمال الاِصَابَة بالإكْتِئَاب، والاضْطِرَابَات المِزَاجِيَّة، وحَالَات القَلَق الدَّائِم.
- هذه التَّغَيُّرَات النَّفْسِيَّة قد تَصِل بِالبَعْض إلى اضْطِرَابَات أَكْثَر تَعْقِيدًا كالتَّوَتُّر المُزْمِن واضْطِرَاب بَايبُولَار، مِمَّا يَنْعَكِسُ سَلْبًا عَلى تَجْرِبَة الفَتَاة في التَّكَيُّف مَع ظُرُوف الحَياة الجَدِيدَة.
- العَوَاقِب الصِّحِّيَّة الجَسَدِيَّة: البَنَات الَّلاتِي يَتَزَوَّجْنَ فِي مَرحَلَةٍ مُبَكِّرَة قَدْ لا تَكُون أَجْسَامُهُنَّ مُستَعِدَّةً لِلْحَمْلِ والإنْجَاب، فالجِسْم في هذه الفَتْرَة يَكون لا يَزَال فِي طَورِ النمُوّ، وَهَذَا قَد يُشَكِّلُ عَامِلَ خُطُورَة عَلى حَالة الأُمّ الصِّحِّيَّة.
- الحَمْل فِي سِنٍّ صَغِير يُعَرِّضُ الفَتَاة لِمُضَاعَفَات تَشْمَلُ فَقْر الدَّم، ونُقْص العَنَاصِر الغِذَائِيَّة اللازِمَة لِنُمُوّ جَسَدِهَا بِشَكْلٍ صِحِّي.
- الحَوادِث المُتَعَلِّقَة بالمُخَاطِر الطِّبِّيَّة تَشْمَل مُشْكِلات الوِلادَة العَسِيرَة التِي يَتَعَذَّر فِيهَا الوِلادَة الطَّبِيعِيَّة فِي بَعْضِ الحَالات، كَمَا أَنَّ الاحْتِمَالَات المُرْتَبِطَة بوفَاة الأُمّ أو الطِّفْل تَكُون أَعْلَى فِي حَالَة الحَمْل المُبَكِّر مِمَّا يَجْعَلُها تَجْرِبَةً مَحفُوفَةً بالمَخَاطِر.
معالجة ظاهرة الزواج المبكر
تناول مجموعة من الباحثين الاجتماعيين والمتخصصين في قضايا الأسرة بعض الحلول التي يمكن أن تُسهم في الحد من انتشار الزواج المُبكر وتقليل تأثيراته على الأجيال القادمة ومن أبرز هذه الحلول
- التوعية بأضرار الزواج المبكر على الفتيات والمجتمع.
- العمل على زيادة فرص التعليم للفتيات وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لهن.
- سن قوانين وتشريعات تمنع الزواج في سن مبكرة وتحدد عمر الزواج القانوني.
- تشجيع الأسر على تأخير زواج بناتهم حتى يتمكنّ من استكمال تعليمهن وتحقيق استقلالهن الاقتصادي.
- تنظيم برامج للخدمات الاستشارية للأسر لتوعيتهم بأهمية تأخير زواج أبنائهم.
- تقديم دعم اقتصادي للأسر المحتاجة التي قد تلجأ إلى تزويج بناتهم في سن مبكر لأسباب مالية.
توعية الفتيات بحقوقهن
- مَعرفة الفتاة لِحقوقِها يُمكنها مِن اتِّخاذ القَرارات الصَّحيحة سواء في مَجال التَّعليم أو في اختِيار شَريك حياتِها.
- التَّعليم يُساهِم في توسيع آفاقِها وَيُعزِّز مِن خِبراتِها كما يُوفِّر لها فُرصًا مِهنيَّة تُمكِّنها مِن تحقيق الِاستقلاليَّة والاعتماد على نَفسِها.
رفع مستوى الوعي لدى أولياء الأمور
- يعتقد عدد كبير من الآباء والأمهات أن تزويج الفتاة في سن مبكرة قد يكون وسيلة لحمايتها من الانحراف أو التعرض لأي خطر مثل التحرش أو الخطف.
- إلا أن الواقع يشير إلى أن الزواج المبكر يمكن أن يؤدي إلى تحديات بدنية ونفسية قد تؤثر سلبًا على استقرار الفتاة كما تم توضيحه مسبقًا.
- من هنا تأتي أهمية توعية أولياء الأمور بضرورة إعطاء الفتاة حقها في التعليم والتأكد من عدم تزويجها إلا بعد بلوغها سنًا تكون فيه قادرة على تحمل مسؤوليات الزواج بكل جوانبه.
تجديد الخطاب الديني بما يواكب العصر
ضرورة تَجديد الخِطاب الديني بمَا يتلاءم مع تَغيرات العصر تَكمن في تحقيق فَهم أكثر شُمُولية وإيجاد تعامل مُتزِن مع القضايا الحياتية المُستَجِدّة حيث يُعَدّ الفقهاء ورجال الدِّين المحور الأساسي في هذه العملية فَهُم المَصدر المُعتمد عليه في استِنباط الأحكام وَإصدار الفَتاوى التي تَتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية.
كما أن دَورهم لا يَنحصر في تَفسير النصوص الدينية بل يَتَعدّاه إلى إحداث نَهضة فِكرية تُعزز المفاهيم الصحيحة للدِّين لدى أفراد المجتمع فَهم يُشكلون الجِسر الذي يَربط بين التعاليم الدينية ومُقتضيات الحياة المُعاصرة وهو أمر يَزداد أهمية حين يتعلّق بِمُناقشة قضايا ذات جذور ثقافية واجتماعية.
مثل مَسألة الزواج في سِنّ مُبكرة حيث يَلعب العلماء دورًا جوهريًا في تَوجيه الأُسر نحو إدراك الآثار المُترتبة على هذا الأمر سواء من الناحية النَّفسية أو الاجتماعية مما يُسهم في تَغيير المفاهيم التقليدية وَدَفع الأسر لاتخاذ قرارات أكثر وِعياً بما يَتناسب مع مَصلحة أبنائهم وَحياتهم المستقبلية.
تحسين الأوضاع الاقتصادية للأسر
يُعَدّ تعزيز الدخل الأسري من العوامل المهمة التي تُسهم في الحد من ظاهرة الزواج المبكر إذ يُعتبر الفقر أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الأسر إلى تزويج بناتها في سن صغيرة فإذا حَظِيَت العائلات ذات الدخل المحدود بفرص دعم اقتصادي أدّى إلى تحسن أوضاعهم المعيشية وتمكنوا من تأمين احتياجاتهم الأساسية إلى جانب توفير التعليم المناسب لأبنائهم فإن هذا الأمر يقلل من احتمال اللجوء إلى تزويج الفتيات لأسباب مادية.