بحث حول السمنة المفرطة

السُمنة المفرطة تُعد من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا في مختلف المجتمعات وأصبحت عاملًا رئيسيًا للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب وتجلطات الدم نتيجة تراكم الدهون في عدة مناطق من الجسم مما يؤدي إلى انخفاض مستوى النشاط العام وضعف القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية وكلما زادت نسبتها في الجسم ازدادت الأضرار المصاحبة لها لذلك من الضروري التعامل معها فور ملاحظة بدايات ظهورها والعمل على الحد من تفاقمها لتجنب المخاطر الصحية المرتبطة بها.

مقدمة دراسة حول السمنة المفرطة

تُعدّ السمنة من الحالات التي تظهر عند الأفراد الذين تتجاوز كتلة أجسامهم حاجز الـ30 حيث تعتمد كتلة الجسم على قياس نسبة الدهون مقارنة بالكتلة العضلية مما يساهم في تحديد مدى التناسق بين الوزن والطول إضافةً إلى أنها تقدم صورة واضحة عن الهيئة العامة للجسم ومدى ملاءمته للمقاييس الصحية.

تمثل السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم المصدر الرئيسي للطاقة اللازمة لممارسة الأنشطة المختلفة سواء خلال الحركة أو أثناء فترات الراحة إذ يستمر الجسم في استهلاك الطاقة حتى دون بذل أي مجهود بدني وإذا لم يتمكن من حرق السعرات الحرارية الزائدة عن حاجته فإنها تتراكم تدريجيًا على شكل دهون زائدة تؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة.

العوامل المؤدية إلى السمنة المفرطة

السمنة تُعد من المشكلات التي تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية والصحية للأفراد وهناك العديد من الأسباب والعوامل التي تساهم في حدوثها ومن أبرزها:

الإفراط في تناول الطعام

  • عند استهلاك كميات كبيرة من الطعام دون ممارسة نشاط بدني كافٍ يتسبب ذلك في عدم حرق السعرات الحرارية المتناولة مما يؤدي إلى تراكم الدهون وزيادة الوزن.
  • تناول الأطعمة المقلية والوجبات السريعة والمشروبات المحلاة يسهم بشكل رئيسي في زيادة الوزن لاحتوائها على نسب عالية من السعرات الحرارية كما أن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الأرز والمخبوزات ترفع الوزن بسرعة عند الإفراط في تناولها.

العوامل النفسية

  • التوتر والضغوط النفسية قد تؤدي إلى زيادة الشهية لدى بعض الأشخاص مما يدفعهم إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون وعي وهو ما يؤدي إلى اكتساب الوزن الزائد.

الخمول وقلة النشاط البدني

  • عدم ممارسة الرياضة بانتظام يسبب اضطرابات في إفراز بعض الهرمونات مثل الأنسولين مما يساهم في تخزين الدهون داخل الجسم ويؤدي إلى زيادة الوزن.
  • الخمول وعدم الحركة اليومية يقللان من معدل الأيض مما يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على حرق الدهون ويجعل الشخص أكثر عرضة لاكتساب الوزن الزائد.

بعض الحالات الصحية

  • هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى السمنة أو تساهم في تفاقمها مثل التهاب المفاصل الروماتويدي الذي قد يعيق الحركة بالإضافة إلى اضطرابات الغدة الدرقية واضطرابات الهرمونات كتكيسات المبايض التي تؤثر بشكل كبير على معدل الأيض.

قلة النوم

  • عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم خلال الليل يؤثر سلبًا على تنظيم الشهية حيث يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية كما أنه يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون اللبتين المسؤول عن التحكم في الشعور بالشبع.

العوامل الوراثية

  • إذا كان هناك تاريخ عائلي مع السمنة فقد يكون لدى الشخص استعداد جيني لاكتساب الوزن بشكل أسرع حيث تلعب بعض الجينات دورًا في تنظيم الشهية وسرعة حرق الدهون.

تأثير بعض الأدوية

  • هناك أدوية تحتوي على مواد فعالة تؤثر على معدل حرق الدهون وتسبب زيادة الوزن مثل أدوية الكورتيزون وبعض مضادات الاكتئاب والأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي والتي يمكن أن تساهم في تراكم الدهون بالجسم.

المؤشرات الصحية المرتبطة بالسمنة المفرطة

السُمنة تَتسبّب في ظُهور عَديد من الأعراض التي تؤثّر بشكل مُباشر على الحالة الصحّية للشخص الذي يُعاني مِنها وتؤدّي إلى تَدهور جودَة الحَياة مع الوَقت ومن أبرز هذه الأعراض:

ضِيق التَّنَفُّس

  • الأشخاص الذين يُعانون مِن زيادة مُفرطة في الوَزن يُواجهون مَشكلة في التَنفس حتى مع أقل مجهود مُمكن فبَمجرد قيامهم بأي نشاط بَسيط يَشعرون بكُتمة وضِيق واضِح في التَنفس.

اضطِراب نَبَضات القلب

  • زيادة الوزن تُشكّل ضغطًا إضافيًا على القَلب ما يَدفعه للقيام بمَجهود أكبَر من الطّبيعي لضَخ الدّم الأمر الذي يُؤدّي إلى خفقان مُستمر في القَلب وأحيانًا تُرافقه نَوبات إرهاق مُفاجِئة.

التَعرُّق الزَائِد

  • الأشخاص المُصابين بالسُمنة غالبًا ما يُعانون مِن التَعرق المُفرط حتى دون بَذل أي نَشاط وذلك بسَبب ارتِفاع نِسبة الدُّهون في الجِسم التي تَزيد من حَرارته مما يَجعل إفراز العَرق أكثَر من المُعدّل الطّبيعي.

الشَّخير أثناء النّوم

  • الشَخص الذي يُعاني من السُمنة يكون أكثر عُرضة للشَخير خاصّة عند النّوم على الظّهر وأحيانًا يَكون مُرتبطًا بانقِطاع التَنفس أثناء النّوم مما يُؤدّي إلى استِيقاظ مُتكرّر أثناء الليل.

آلام المَفَاصِل والرُكبتَين

  • الزِّيادة المُفرطة في الوَزن تُشكِّل ضغطًا كَبيرًا على المَفاصل وتُؤثّر بِشكل مُباشر على الرُكبتين مما يُؤدّي إلى تزايد الشّعور بالألم مع الحَركة كما يُمكن أن تُسبّب خشُونَة مُبكّرة وصُعوبة في المَشي.

التأثير على الحالة النَّفسيّة

  • الأشخاص المُصابين بالسُمنة أكثر عُرضة للشُعور بالضّيق والاكتِئاب وغَالبًا ما تَزداد لديهم مَشاعر العُزلة مع الوقت خاصّة عند فُقدان الثِّقة بالنّفس مما يُؤدّي إلى التَأثير السَّلبي على الصِحة النَّفسية.

اضطِراب الشَّهِية والعَطش المُتكرّر

  • اختِلال تَوازُن الهرمُونات في الجِسم نتيجة السُمنة يُؤثّر بشكل مُباشر على الشَّهِية فيَشعر الشّخص بالجُوع المُستَمر حتى بعد تَناول الطّعام وأحيانًا يُواجه إحساسًا مُتزايدًا بالعَطش النّاتج عن اضطِراب تَوازُن السّوائل.

التِهابات الجِلد

  • الأماكِن التي تتَكوّن فيها الطّيات الجِلديّة تكون أكثر عُرضة للالتِهابات والحَكَة وفي حال ازدِياد التَّعرُّق والاحتِكاك يُمكن أن تُؤدّي إلى تَهيُّجات وأحْيانًا تَقَرُّحات في الطّبقة السَّطحية للجِلد.

مشاكِل الهَضم

  • الجِهاز الهَضمي يُصبح أكثر عُرضة للاضطِرابات مع تزايُد الوَزن فقد يَبدأ الشّخص بمُواجهة مشاكِل مِثل الغازات الإمساك المُزمِن واضطِرابات القُولون التي قد تُؤدّي إلى انتِفاخ البَطن وانعِدام الشُّعور بالرَّاحة.

التأثيرات السلبية لزيادة الوزن

كلما زاد وزن الجسم ازدادت المشكلات الصحية التي قد تنتج عنه وفيما يلي بعض الآثار التي يمكن أن تحدث:

  • داء السكري تؤدي السمنة إلى زيادة خطر الإصابة بداء السكري وكلما ارتفع الوزن ازدادت احتمالية التعرض لمضاعفات خطيرة قد تشمل فقدان البصر وبتر الأطراف بالإضافة إلى التأثير على القدرة الجنسية.
  • التأثير على الخصوبة تلعب زيادة الوزن دورًا رئيسيًا في تقليل فرص الحمل حيث تؤثر على مستويات الهرمونات وعلى انتظام الدورة الشهرية لدى النساء مما قد يسبب تأخيرًا في حدوث الحمل.
  • المشاكل الجلدية ترتبط السمنة بظهور مشكلات جلدية مثل الطفح الجلدي في المناطق التي يحدث بها احتكاك كما تساهم في تكون بقع داكنة على الجلد وتزيد من احتمالية ظهور التجاعيد المبكرة على الوجه.
  • آلام العمود الفقري يؤدي الوزن الزائد إلى الضغط على فقرات الظهر وزيادة الشعور بآلام مزمنة كما يؤثر على المفاصل والقدمين نتيجة الحمل الإضافي الواقع على الجسم.
  • التسمم الداخلي عند الوصول إلى درجات عالية من السمنة قد تزداد نسبة السموم الناتجة عن عمليات الجسم الداخلية مما قد يؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة على الأنسجة والأعضاء.

المخاطر الصحية الناجمة عن السمنة المفرطة

السمنة المُفرطة تُعَدّ أحد العوامل التي تؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية الخطيرة والتي قد يكون علاجها ليس بالأمر السهل ومن بين هذه المشكلات:

ضعف الذاكرة والأمراض المرتبطة بالدماغ

  • ارتفاع الوزن بشكل كبير قد يُؤثّر سلبًا على وظائف الدماغ مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مثل الخرف كما أن الأشخاص الذين يُعانون من السمنة لفترات طويلة يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.

الأورام السرطانية

  • تُعدّ السمنة من العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان بما في ذلك سرطان البروستاتا لدى الرجال وسرطان الرحم لدى النساء بالإضافة إلى دورها في تعزيز انتشار الخلايا السرطانية داخل أعضاء الجسم كالبنكرياس والقولون.

المشكلات النفسية الحادة

  • الأشخاص الذين يُعانون من السمنة المُفرطة قد يواجهون أزمة نفسية حادة حيث يؤدي الإحساس بالعجز عن فقدان الوزن إلى مشاعر اليأس والإحباط مما قد يدفع البعض إلى التفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.

الجلطات الدماغية

  • ارتفاع مستويات الكوليسترول في الجسم لدى المصابين بالسمنة يؤدي إلى تراكم الدهون في الشرايين مما يُؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية نتيجة انسداد الأوعية الدموية.

مشكلات الجهاز الصفراوي

  • زيادة الوزن تؤدي إلى ضغط زائد على المرارة مما قد يُسبب التهابات مُتكررة ويعزز ظهور الحصوات المرارية مما قد يستدعي التدخل الطبي للعلاج.

الأساليب الطبية لمعالجة السمنة المفرطة

مواجهة السمنة قبل تفاقمها أمر ضروري وهناك العديد من الأساليب الطبية التي يمكن اتباعها لتحقيق خسارة الوزن بفعالية.

العلاج الدوائي

  • يصف الأطباء أدوية تعمل على تثبيط الشهية وتقليل امتصاص الدهون بهدف تقليل الوزن، كما تساهم بعض الأدوية في تعزيز الشعور بالشبع لفترات أطول.

الاستخدام العلاجي للأعشاب

  • تحتوي بعض الأعشاب على مركبات طبيعية تعزز عملية الأيض وتساعد على تقليل الشهية، ومن بين هذه الأعشاب الميرمية والزنجبيل والشوفان والبابونج.

اتباع أنظمة غذائية متوازنة

  • يضع المختصون خططًا غذائية تتناسب مع الحالة الصحية لكل فرد ولذلك يُفضل استشارة الأطباء أو خبراء التغذية للحصول على نظام صحي يناسب احتياجات الجسم.

تحسين العادات الغذائية

  • التقليل من استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات يعد خطوة مهمة في تقليل الوزن.
  • تناول الطعام ببطء مع التركيز أثناء الأكل دون تشتت يساعد في تقليل كميات الطعام المستهلكة كما أن المضغ الجيد يمنح إحساسًا أكبر بالشبع.

إجراء التدخلات الجراحية

  • يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي للأشخاص الذين لم ينجحوا في تحقيق خسارة الوزن من خلال الأنظمة الغذائية أو الأدوية وتشمل هذه العمليات تكميم المعدة، شفط الدهون، وتركيب بالون المعدة.

الإرشادات الوقائية للحد من زيادة الوزن

للحفاظ على الوزن المثالي وتجنب اكتساب المزيد من الكيلوغرامات يُفضل الالتزام بمجموعة من العادات الصحية وتطبيقها بشكل يومي وفيما يلي بعض الإرشادات التي تساهم في تحقيق ذلك:

ممارسة الأنشطة البدنية

  • للرياضة دور أساسي في السيطرة على الوزن والتخلص من الدهون المتراكمة لذلك يُنصح بممارستها بانتظام.
  • المشي السريع الجري والانخراط في التمارين الرياضية بمختلف أنواعها خطوات مهمة تساعد في الحفاظ على اللياقة وتحقيق التوازن في الوزن.

التحكم في حجم الوجبات

  • تقنين حجم الوجبات أمر ضروري لتجنب استهلاك كميات زائدة من السعرات الحرارية وأحد الأساليب الفعالة لتحقيق ذلك هو استخدام أطباق أصغر لتقليل الكميات المتناولة تلقائيًا.

الحصول على نوم كافٍ

  • النوم الجيد يلعب دورًا مهمًا في تنظيم العمليات الحيوية بما في ذلك توازن الهرمونات التي تساعد في إدارة الوزن لذا يُفضّل تجنب السهر والحصول على عدد ساعات نوم كافٍ.

الحد من التوتر

  • التوتر قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول في الجسم مما يعزز من تخزين الدهون وقد يزيد من الرغبة في تناول الطعام لذا من المفيد ممارسة أنشطة تساعد على تخفيف التوتر والابتعاد عن الضغوط النفسية.

زيادة نسبة البروتين في النظام الغذائي

  • تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والبيض والبقوليات يمنح إحساسًا أطول بالشبع مما يساعد في تقليل كمية الطعام المستهلكة خلال اليوم.

تناول الأطعمة الغنية بالألياف

  • الألياف تساهم في تحسين عملية الهضم وتمنح الشعور بالشبع لفترات طويلة الأمر الذي يقلل من كمية الطعام المتناول ومن أبرز مصادرها الخضروات الفواكه والبقوليات.

التقليل من تناول السكريات والحلويات

  • السكريات المضافة تساهم في زيادة الوزن بشكل سريع لذا من الأفضل تقليل استهلاكها سواء في المشروبات أو المأكولات مع محاولة الحد من تناول الحلويات.

متابعة الوزن بشكل دوري

  • مراقبة الوزن بشكل منتظم يساعد في اكتشاف أي زيادة مبكرة مما يمنح فرصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة من خلال تعديل النظام الغذائي أو زيادة ممارسة التمارين الرياضية.

الكثيرون يبحثون عن السمنة المفرطة لفهم أسبابها وأفضل الطرق للوقاية منها والتخلص منها وهي غالبًا ما تنتج عن قلة النشاط البدني تناول كميات كبيرة من الطعام التعرض المستمر للتوتر وعدم الحصول على ساعات نوم كافية ويمكن التعامل معها عن طريق اتباع أنظمة غذائية متوازنة ممارسة الرياضة بانتظام تقليل استهلاك السكريات والحلويات وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف وفي بعض الحالات قد يكون التدخل الجراحي أحد الحلول المتاحة إلا أن الأهم هو تبنّي أسلوب حياة صحي يضمن تحقيق التوازن الغذائي والتحكم في الوزن على المدى الطويل.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x