المرض يُعد من الابتلاءات التي يُواجهها الإنسان في حياته وهو اختبار من الله سبحانه وتعالى لمدى صبر عبده على المحن والشدائد وعندما يُصاب الإنسان بالمرض يشعر بالحاجة الماسة إلى الدعاء والكلام الطيب الذي يرفع من معنوياته ويُعتبر الدعاء والزيارة من أعظم الأمور التي يُوصي بها ديننا الإسلامي لما لها من أثر كبير في دعم المريض وإشعاره بالمؤازرة والمحبة وقد جعل الإسلام لزيارة المريض فضلًا عظيمًا وعائدًا إيجابيًا ينعكس على نفسية المريض ويقوّي أمله بالله وسنوضح في هذا النص بعض الأدعية المأثورة وآيات القرآن الكريم التي يستحب أن تُقال عند الدعاء للمريض.
- آيات وأدعية شفاء المريض لنفسي: اللّهُمّ اكشف عني كل وجع وآنِر دربي بالشفاء يا شافي القلوب ويا رب الناس أنت وحدك القادر على رفع البلاء اجعل عافيتي كاملة وألا يعود لي مرض أو ألم بعد ذلك يا صاحب القدرة التي لا يعجزها شيء اجعل شفائي قريبًا وبفضلك أتم عليه النعمة اللهم اجعل جسدي معافى وروحي مطمئنة بكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
- آيات وأدعية شفاء المريض الذي يتألم: اللّهُمّ اكسه لباس الصحة والسلامة وامنحه راحة وعافية تامة يا من وسعت رحمته كل شيء اللهم ارحمه واشفِ كل علة فيه وكرّر الدعاء ثلاث مرات: اللّهُمّ اشفه بدعائك يا رحيم اللّهُمّ اشفه برحمتك يا كريم اللّهُمّ اشفه بحق قدرتك يا قدير بسم الله أرقيك من كل وجع يُثقل الجسد ومن شر الوساوس والأحزان وأعوذ بك من كل مرض يعجز أمامه الأطباء أو من قلق يُحاصر أفكاره اللهم ارزقه الطمأنينة في قلبه والهناء في بدنه يا رحمن يا رحيم.
- آيات وأدعية شفاء المريض أنثى: اللّهُمّ برحمتك وعطفك ارفع المرض عن جسدها وطمئن قلبها يا حنان يا منّان أنت ملاذها وموضع رجائها يا رب ابعد عنها الغم والألم وأبدل حالها من ضعف إلى قوة ومن مرض إلى صحة اللهم امنحها الشفاء الكامل الذي لا يُغادر سقمًا ولا يُعيد همًا يا من تُجيب من يستغيث بك وتفتح له أبواب الفرج اجعل لها نصيبًا وافرًا من رحمتك وأبعد عنها البلاء بحولك وقوتك يا شافي العلل.
- آيات وأدعية شفاء المريض: اللّهُمّ بعزّتك وقوتك أذِب عن جسده كل مرض وأسبِغ عليه ستر العافية يا من بيده الشفاء اشفه شفاءً لا يُغادر سقمًا ولا يُبقي ألمًا اللّهمّ إن عجزت أرواحنا وضعفت أجسادنا فأنت القادر على تحقيق الشفاء وإن عجز الأطباء فأنت الذي يقول للشيء كن فيكون وإن قلّت السُبل فأنت صاحب القدرة على منح العافية اللّهُمّ اشفِه وردّ إليه قوته وألبسه لباس العافية بكرمك وفضلك يا رب العالمين.
آيات وأدعية لتعجيل شفاء المريض
- لا إله إلّا الله الحليم الكريم ولا إله إلّا الله العلي العظيم ولا إله إلّا الله ربّ السّماوات السّبع ورب العرش العظيم ولا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والحمد لله الذي لا إله إلّا هو وهو أهلٌ للحمد وهو على كل شيء قدير وسبحان الله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم وأسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك برحمته وقدرته.
- اللهم يا واسع المغفرة والرحمة اشفه شفاءً لا يغادر سقماً ابداً وامنحه القوة والعافية وخذ بيده برحمتك واحفظه بعينك التي لا تغفل واحرسه بعزك الذي لا يُضام وبارك له في صحته وأيامه واجعله في أمانك وعنايتك في كل وقت اللهم كن عونه وسنده وألبسه لباس رحمتك المعافاة وأبعد عنه كل مكروه برحمتك يا أرحم الراحمين.
- يا ربنا اصرف عنه البأس وامنحه الشفاء التام الذي يغمر روحه وجسده اللهم أنت وحدك القادر على إزالة الهموم وصاحب الشفاء الذي لا يعادله شفاء اجعل له نصيباً من عطفك ورحمة قدرتك ورفع البلاء عنه يا شافي يا من بيدك كل شيء.
- اللهم إنك القادر على كل شيء والرحيم بعبادك يا ذا الجلال والإكرام اجعل للمريض من رحمتك مغفرة وصحة من مقامك العالي اللهم إنك تعلم خفايا القلوب وضعف الأجساد فاجعل عافيتك عليه تشمله برحمتك وقدرتك التي لا تُحصى.
- اللهم يا ملجأ المرهقين ويا نصير المضرين أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبرأفتك الكاملة أن تجعل الشفاء نصيبه اللهم اجعل ما مسّه من ألم وقرب يكون بداية لفرجك في جسده وامسح عنه بسحرك وألبسه لباس العافية التي لا يتبعها تعب ولا ضرر.
- اللهم امنحه راحة في جسده وطمأنينة في قلبه واجعله ممّن تنادي عليه ملائكتك بأن عافاه الله وقام بإذنه اللهم بكرمك ولطفك بارك له في عافيته واملأ حياته بالصحة واجعل شفاءه قريباً لا يتأخر يا ذا المعروف والكرم الذي لا ينقطع.
- اللهم رب الناس ومزيل البأس اشفِ بعظمتك وقوتك لا شفاء إلّا شفاءك اللهم كن بجواره وأزل عنه كل ضر وارفع عنه البلاء وأبدل وجعه بمعافاة ونور وبركة تجدد حياته وتملؤها صحة وعافية بيدك يا كريم.
- اللهم إنّا ندعوك ونتضرع إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك التي تليق بجلال عظمتك أن تمنّ على مريضنا بالشفاء الكامل اجعل عافيته تتجلى في جسده واجعل اللطف يحفه في ليله ونهاره برحمتك يا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
أهمية زيارة المريض
ديننا الإسلامي يفيض بالرحمة والإنسانية ويشجع على تعزيز الروابط الاجتماعية من خلال القيم النبيلة التي يغرسها في قلوب المسلمين ومن أبرز هذه القيم أهمية زيارة المريض التي تعد عملًا إنسانيًا يجسد مفهوم التراحم والتآخي الذي حرص عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان عليه الصلاة والسلام يولي اهتمامًا خاصًا بزيارة المرضى وتفقد أحوالهم وتعزيز معنوياتهم وهذا النهج اقتبسه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وساروا عليه بحرص وحب بما يؤكد عمق الرحمة والمودة في تعاليم هذا الدين العظيم.
تعتبر زيارة المريض من الواجبات الاجتماعية والدينية التي ينبغي على المسلم الالتزام بها لأنها تعد وسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وهي تساهم في تحسين حالة المريض النفسية بشكل كبير إذ أن الشعور بالمساندة والاهتمام من الآخرين يخفف من الألم النفسي والجسدي الذي يعاني منه المريض بل وتعمل الزيارة على تحسين نفسيته وتعزيز الأمل داخله مما يساعده على التعافي بإذن الله والجدير بالذكر أن العديد من الأطباء ينصحون المرضى بتجنب العزلة والبحث عن بيئة محيطة داعمة بمنح المريض أجواءً إيجابية تقلل من الضغط النفسي والتفكير المتزايد الذي قد يتسبب في تفاقم مرضه ويعيق عملية الشفاء.
إلى جانب ذلك تحقق زيارة المريض أجرًا عظيمًا حيث وعد الله عباده بثواب كريم لكل من يساهم في إدخال السرور على قلب المريض وهذه السنة الجليلة تعزز من قوة التكافل الاجتماعي وتوثيق علاقات المحبة والتقدير بين الأفراد وهي تساهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على أساسٍ من التراحم والترابط ومن خلال هذه الزيارات يتم زرع جذور الأخوة بين الناس مما يصنع أجواءً من المودة والاحترام المتبادل الذي يقوي بنية المجتمع وسلامته.
عند زيارتك للمريض فأنت تمنحه ابتسامة تنعش قلبه وتمنح روحه دفعة من الأمل والإصرار للتغلب على ما يعانيه من آلام بالإضافة لكونك تسهم في تخفيف المعاناة التي يشعر بها وتشكل له دعمًا معنويًا يساعده على تحمل المرض بتوكل وثقة في الله والتفكير في هذه السنة العظيمة يذكرك بنعمة الصحة التي أكرمك الله بها مما يدفعك للشكر لله على هذه النعمة الكبيرة وتشجعك على القيام بأعمال الخير والإحسان التي تزيد من تقربك لله وتحقق رضاك الداخلي بما تقدمه من عطاء إنساني.
الزيارات تحمل أيضًا رسالة إنسانية عميقة للزائر فهي تتيح له فرصة للتفكر في قيم الحياة وتحقيق التوازن بين مطالب الدنيا ومتطلبات الدين مما يساعده في تجنب طريق الخطأ والانحراف ولعلها دافعًا قويًا لتغذية القلوب بمبادئ نبيلة تمنعها من الانسياق وراء حياة اللهو والترف التي لا تثمر إلا ندمًا في الدنيا وخسارة في الآخرة وتحيي في النفس رؤية سامية تحفز الإنسان على العمل الصالح والانتباه لقيمة الوقت والفرص التي منحها الله له.
الفضل العظيم لعيادة المريض في الإسلام
لعيادة المريض فضل عظيم وهي من القيم النبيلة التي رسّخها الإسلام لما لها من آثار إيجابية على النفس وتأكيد على روح التراحم والتآخي في المجتمع وقد وردت مشروعية زيارة المرضى في العديد من النصوص الشرعية التي تحث المسلمين على هذا السلوك لما فيه من تعميق للعلاقة بين العبد وربه وتخفيف لوطأة المرض عن المريض والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى ولقد ورد في الحديث القدسي:
- «إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا بن آدم! مرضت فلم تَعُدني قال: يا رب! كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ …» وهذا الحديث يوضح مدى الأجر العظيم الذي يناله المسلم من زيارة المرضى ليس فقط في الدنيا بل يمتد أثر ذلك ليكون وسيلة للتقرب من الله عز وجل مما يبرز أهمية هذا العمل في تعزيز روح المحبة والإخاء بين المسلمين.
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد على عظمة الأجر المرتبط بزيارة المريض في الحديث الشريف الذي قال فيه:
- «من عاد مريضا ممسيا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسى» مما يعني أن زيارة المريض ليس فقط عمل تؤجر عليه بل هو عمل تستغفر لك الملائكة بسببه طوال الوقت مما يجعل هذا السلوك من أفضل الأعمال التي تقرب العبد من خالقه وتضاعف حسناته وتزيد من أفضاله في دنياه وآخرته.
آيات وأدعية مكتوبة لشفاء المريض
وفقًا لما ورد في كتاب الله تعالى توجد آيات من القرآن الكريم تُعرف باسم آيات الشفاء وهي آيات عظيمة تتيح للإنسان اللجوء إلى الله طلبًا للرحمة والعافية بإذنه تعالى يتعين على المسلم التوجه إلى الله بقلب مخلص وقراءة هذه الآيات بكثرة عند التعرض للمرض أو الألم لعل الله يسوق له الشفاء والسكينة وهذه بعض الآيات التي يُستحسن قراءتها في هذه الحالات:
- في سورة التوبة، قوله تعالى: “يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُم وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِم وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ۗ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” الآيات (14-15) التي تشير إلى أن الله يرزق المؤمن بالطمأنينة وراحة القلب ويزيل عنه الشعور بالضيق.
- سورة يونس جاءت بآية كريمة تحمل رسائل عظيمة وهي: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ” هذه الآية تؤكد دور القرآن في توفير الشفاء للقلوب والطمأنينة للنفس.
- في سورة النحل، قوله سبحانه: “وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِى مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًۭا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًۭا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌۭ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٌۭ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَةًۭ لِقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ” الآيات (68-69) التي تُظهر عظمة ما خلقه الله في عسل النحل والذي جعله سبحانه يحمل العديد من الفوائد العلاجية.
- قال الله في سورة الإسراء: “وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَٱجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَٰنًۭا نَّصِيرًۭا وَقُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَٰطِلُ ۚ إِنَّ ٱلْبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقًۭا وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌۭ وَرَحْمَةٌۭ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًۭا” الآيات (80-82) التي تُبرز أهمية القرآن كدواء لأمراض القلوب وهداية للنفوس والشفاء للأرواح.
- في سورة الشعراء، ذكر الله عز وجل: “ٱلَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ وَٱلَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” الآيات (78-80) والتي تُظهر يقين النبي إبراهيم عليه السلام أن الله هو الشافي من كل مرض والمتفضل عليه بالمداواة.
- في سورة فصلت، قوله عز من قائل: “وَلَوْ جَعَلْنَـٰهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّۭا لَّقَالُوا۟ لَوْلَا فُصِّلَتْ ءَايَـٰتُهُۥٓ ءَأَعْجَمِىٌّۭ وَعَرَبِىٌّۭ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ هُدًۭى وَشِفَآءٌۭ ۖ وَٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَقْرٌۭ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٍۢ” الآية (44) والتي تذكر أن القرآن هداية ودواء لمن صدق في الإيمان وابتغى الطُهر القلبي.