قد يجد البعض صعوبة في النوم بسبب كثرة التفكير في أحداث اليوم والمواقف التي مروا بها ولكن يمكن التغلب على ذلك بقراءة بعض آيات القرآن الكريم قبل النوم إلى جانب تخصيص ورد من الاستغفار في هذا الوقت كما يُستحب الدعاء عند مواجهة الأرق أو صعوبة النوم ومن الأدعية التي يُمكن قولها:
- اللهم إنّك خلقت نفسي وأنت توفّاها، لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتّها فاغفر لها.
- اللهم إنّي أسألك العافية باسمك اللهم أموت وأحيا اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيّك الذي أرسلت الحمد لله الذي أطعمني وسقاني، والحمد لله الذي منّ عليّ فأفضل.
- الله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة وسبحان الله ثلاثًا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثًا وثلاثين مرة مع النطق بالشهادتين قبل النوم.
- ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل ينتبه من نومه فيقول: الحمد لله الذي خلق النوم واليقظة الحمد لله الذي بعثني سالماً سوياً أشهد أن الله يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير إلا قال الله تعالى: صدق عبدي».
- جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل قال: (لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم إني استغفرك لذنبي وأسألك رحمتك، اللهم زدني علماً ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب».
دعاء قصير يُقال قبل النوم
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُردد كل ليلة قبل أن يخلد إلى النوم مجموعة من الأدعية التي تحفظ الإنسان من الشرور والأذى أثناء نومه حتى يصبح بأمان بإذن الله وكان يحثّ أصحابه على تعلمها وتلقينها لمن بعدهم حتى أصبحت من السنن التي يحرص المسلمون على اتباعها جيلاً بعد جيل.
ورغم أن الدعاء قبل النوم مستحب وليس فرضًا إلا أن من يستمر في المداومة عليه يكون في حفظ الله ورعايته وإن توفاه الله في ليلته فإنه يرزقه رحمته ويدخله الجنة بفضله.
- اللهم باسمِكَ أرقدُ وأستيقظُ فإن قبضتَ روحي فاغفر لها وإن أبقيتني فاحفظني كما تحفظ الصالحين.
- باسمِك اللهم وضعتُ جنبي وبك أرفعهُ، إن أمسكتَ نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها برحمتك كما تحفظ عبادك الصالحين.
- اللهم بك أحيا وبك أموت.
- بسم الله وضعتُ جنبي اللهم اغفر لي خطاياي وأبعد عني الشيطان، وفُكَّ قيدي واجعلني من المقبولين عندك.
- اللهم أنت خلقتَ نفسي وأنت موليها ومميتها، اللهم إن قبضتها فاغفر لها وإن أحييتها فاحفظها وامنحني العافية في الدارين.
- الحمدُ لله الذي منحني الكفاية وأكرمني بالسكن، الحمدُ لله الذي رزقني الطعام والشراب الحمدُ لله الذي أنعم عليّ فأفضل.
- الحمدُ لله الذي منحنا الزاد والماء وكفانا وآوانا، فمن عبادك يا الله من لا مأوى له ولا كفاية.
- اللهم احفظني من عذابك يوم تبعث عبادك (ثلاث مرات).
السُنن المستحبة قبل النوم
يجهل كثير من الناس أن هناك سننًا يُستحب القيام بها قبل النوم، ويعتقد البعض أن الأمر يقتصر فقط على ترديد بعض الأدعية بينما في الحقيقة توجد أفعال نبوية يُستحب للمسلم الالتزام بها قبل أن ينام، سواء قبل أن يستلقي على فراشه أو بعد ذلك وهذه السنن ليست مجرد عادات يومية بل هي توجيهات نبوية تمنح الإنسان طمأنينة وتحفظه من أي مكروه إضافة إلى أنها تقرّبه من الله عز وجل وفيما يلي بعض السنن التي يُفضل الالتزام بها:
- يُستحب أن يتوضأ المسلم قبل النوم مثل وضوئه للصلاة، وذلك بأن يغسل وجهه ويديه وبقية الأعضاء بنفس الطريقة وقد ورد في الحديث النبوي «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة…»، وهذا الفعل يمنح الطهارة والبركة، كما يحفظ النائم من أي أذى أثناء نومه.
- من السنن التي أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- إغلاق الأبواب وإطفاء المصابيح، فقد جاء في الحديث الشريف «وَأَغْلِقُوا الأبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ، فإنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا»، وهذا يعين على حفظ البيوت وساكنيها كما يساهم في الوقاية من دخول الحشرات أو أي ضرر قد يصيب الإنسان أثناء نومه.
- قبل أن ينام من السنة أن ينفض المسلم فراشه ثلاث مرات كما جاء في الحديث «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه» وهذا يُعد حرصًا وحيطة فقد يكون على الفراش شيء مؤذٍ مثل حشرة صغيرة أو غبار.
- يُفضل أن ينام المسلم على جانبه الأيمن إذ كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينام بهذه الطريقة فقد قال في الحديث النبوي «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن…».
- كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن عند النوم فقد ورد في الحديث «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا أخَذ مَضجَعَه وضَع يدَه اليُمنى تحتَ خدِّه الأيمنِ…» وهذا الوضع يساعد على الاسترخاء ويجعل النوم أكثر راحة.
- من السنن النبوية أن يجمع المسلم كفيه وينفث فيهما ثم يقرأ المعوذتين وسورة الإخلاص ثلاث مرات وبعد ذلك يقوم بمسح جسده بيديه قدر استطاعته وهذا الفعل يُحصّن الإنسان ويحفظه من الشرور أثناء النوم.
- يُستحب ترديد أذكار النوم قبل أن ينام المسلم لما لها من فضل في حفظ الإنسان وتحقيق الطمأنينة وزيادة القرب من الله عز وجل.
الأذكار المأثورة قبل النوم
أذكار النوم أو ما يُعرف أيضًا بـدعاء قبل النوم، هي الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي جاءت في أحاديث متعددة بصيغ متنوعة يستطيع كل شخص اختيار ما يناسبه منها ليذكره قبل النوم طلبًا لحفظ الله ووقايته من الشيطان والجن أثناء نومه.
- اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بوجهِكَ الكريمِ وكلماتِكَ التامةِ من شرِّ ما أنتَ آخذٌ بناصيتِهِ، اللَّهمَّ أنتَ تكشفُ المغرمَ والمأثمَ، اللَّهمَّ لا يهزمُ جندُكَ ولا يخلفُ وعدُكَ ولا ينفعُ ذا الجدِّ منكَ الجدُّ سبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ.
- اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ ووَجَّهْتُ وجْهِي إلَيْكَ وأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجَا ولَا مَنْجَا مِنْكَ إلَّا إلَيْكَ، آمَنْتُ بكِتَابِكَ الذي أنْزَلْتَ وبِنَبِيِّكَ الذي أرْسَلْتَ.
- اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، قال: قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك.
- اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ.
- الحمد لله الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والذي منّ عليّ فأفضل والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه وإله كل شيء أعوذ بك من النار.
دعاء قصير قبل النوم
لا يقتصر الدعاء قبل النوم على ما ورد عن النبي ﷺ فقط بل يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء لنفسه أو لغيره إذا أراد أن يضيف المزيد من الأدعية، ومع ذلك فإن الأفضل له أن يبدأ بالدعاء الذي أوصى به الرسول ﷺ مع الحرص على اتباع سنته ثم يمكنه أن يضيف إليه ما يشاء.
وقد قمنا بجمع دعاء قبل النوم قصير يسهل حفظه وترديده مع بقية الأذكار فمن المهم أن يدرك كل شخص أن اتباع السنة النبوية في الأذكار والأدعية قبل الخلود للنوم هو الأساس ثم بعد ذلك يمكنه أن يدعو بما يناسبه.
- اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل علي.
- لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ سبحانَ اللَّهِ ربِّ العرشِ العظيمِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
- اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم.
- اللهم لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته ولا همًّا إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
- اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئًا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه.
- اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم له، اللهم ارزقني التقوى واغفر لي ذنبي واهدني إلى الخير حيثما كنت، اللهم يسر لي اليسر وجنبني العسر.
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
- لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم.
دعاء يُقال قبل النوم لطلب المغفرة
الله -سبحانه وتعالى- هو الرحمن الرحيم والغفار والتواب وهو الذي يغفر الذنوب جميعًا ويتوب على عباده مهما كانت معاصيهم ومن رحمته أنه أوحى إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم- دعاءً مباركًا يُقال قبل النوم فتُمحى به الذنوب كافة.
جاء هذا الدعاء في حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مستحب في أي وقت لكنه يحمل خصوصية عند النوم حيث يكون الإنسان قد أنهى يومه ولم يعد بإمكانه ارتكاب المزيد من الذنوب.
- أرشدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى دعاء عظيم إذا واظب عليه الإنسان عند نومه غُفرت له ذنوبه جميعًا، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قالَ حِينَ يَأْوِي إِلى فِرَاشِهِ أَسْتَغْفِرُ الله العظيم الّذِي لا إلهَ إلاّ هُوَ الحَيّ القَيّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، ثلاث مرات، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر أو بعدد ورق الشجر أو بعدد رمل عالج أو بعدد أيام الدنيا» رواه الترمذي حديث حسن.
أدعية مأثورة لطلب العفو والمغفرة
يُوجد العديد من الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تُعين المسلم على التوبة وطلب العفو والمغفرة من الله، حيث تُقرّب العبد من ربه وتفتح له أبواب الرحمة والقبول فالإنسان بطبيعته يُخطئ كما ورد في حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام-: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» لهذا فإن الاستغفار والدعاء بالعفو يُعدّ من أعظم أسباب مغفرة الذنوب والثبات على طريق الحق والهداية.
- اللّهم إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي أو امتدت إليه يدي أو تأمّلته ببصري أو أصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني أو أتلفت فيه من رزقك ما وهبتني ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثم استعنت برزقك على مخالفتك فسترته عليّ وسألتك الزيادة فلم تحرمني، ولم تزل يا مولاي حليمًا كريمًا عليّ فلك الحمد على سعة رحمتك وعظيم حلمك يا أكرم الأكرمين.
- اللّهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم له واغنني بالتقوى واغفر لي ذنوبي واهدني للخير حيثما كنت، اللهم يسر لي اليسر وجنبني العسر وبارك لي في أمري كله، واهدني لصالح الأعمال والأقوال.
- اللّهم اجعل لي من كل ضيق فرجًا ومن كل همّ مخرجًا وأرزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي خطاياي وثبّت رجائي فيك واصرف قلبي عن التعلّق بمن سواك فلا رجاء لي إلا بك، يا من لا يفتقر إلى أحد وكل الخلق مفتقرون إليه، يا واحد يا أحد يا من ليس له شريك في ملكه انقطع أملي إلا منك.
- اللّهم إنّي أسألك بركة تُطهّر بها قلبي وتُفرّج بها كربي وتُزيل بها همّي وتغفر بها ذنبي، وتُصلح بها أمري وتُغنيني بها من فاقتي وتُبدّد بها شتاتي، وتجمع بها شملي وتجلو بها حزني وتُيسّر بها عسري وتقضي بها ديني، وتُبيض بها وجهي في الدنيا والآخرة.
الدعاء المأثور عند الاستيقاظ من النوم
كما أرشدتنا السنة النبوية إلى أذكار تقال قبل النوم لينعم الإنسان بالطمأنينة في حفظ الله فقد وُرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذكار ودعوات تقال عند الاستيقاظ وهي ما يُعرف بـدعاء الاستيقاظ من النوم.
كما يكون العبد في حماية الله عند نومه بالأذكار فإن ذكر الله بعد الاستيقاظ وقراءة أذكار الصباح يظلله بعناية الله طوال يومه فيقيه شر المكاره والابتلاءات التي قد تواجهه من لحظة قيامه من فراشه وحتى يعود إليه.
- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من تعارَّ من الليل فقال حين يستيقظ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، سبحان اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ ولا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ العليِّ العظيمِ، ثم دعا: ربِّ اغفرْ لي غفر له قال الوليدُ: أو قال دعا استُجِيب له فإن قام فتوضأ ثم صلى قُبِلت صلاته).
- وفي حديث آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره”.
- ورُوي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من عبد يقول عند رد الله تعالى روحه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير إلا غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر”.
- (الحمدُ للهِ الذي عافاني في جسدي ورد عليَّ روحي وأذن لي بذكره).
- الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور”.
الآيات القرآنية المستحب قراءتها عند الاستيقاظ من النوم
لِيبدأ المسلم يومه على بركة الله متوكلًا عليه طالبًا حفظه وعنايته فإنه يُستحب له أن يقرأ بعض الآيات القرآنية عند الاستيقاظ من النوم، لما فيها من بركة عظيمة وأثر طيب على النفس فهي تُضيء القلب وتمنحه الطمأنينة وتكون له حصنًا من الشرور كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ ، فقراءة القرآن تُنير البصيرة وترفع العبد في الدنيا وتُثقل ميزان حسناته يوم القيامة كما تكون سببًا في دفع البلاء وجلب الخير.
- العشر الآيات الأخيرة من سورة آل عمران: من أفضل ما يُستحب للإنسان أن يفتتح به يومه إذ تحث هذه الآيات على التأمل في بديع خلق الله في السماوات والأرض وتُذكّره بعظمة الخالق فيتجدد الإيمان في قلبه ويزداد يقينه بالله، حيث يبتدئ المقطع الكريم بقوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ….).
الفرق بين أذكار المساء وأذكار ما قبل النوم
يعتقد البعض أن أذكار المساء وأذكار النوم هما نفس الشيء وهذا غير صحيح إطلاقًا لذلك ينبغي توضيح الفرق بين أذكار المساء وأذكار النوم لأن هناك اعتقادًا خاطئًا بأن أذكار المساء تغني عن الأذكار والأدعية الخاصة بالنوم وهذا غير دقيق، فالسنة النبوية أكدت على أن لكل نوع من هذه الأذكار وقته المحدد ولا يجوز الاكتفاء بأحدهما عن الآخر فالمسلم ينبغي له أن يلتزم بكلا النوعين إلى جانب الأذكار المخصصة للصباح والأدعية التي تُقال عند الاستيقاظ.
- أذكار المساء: هي الأذكار التي تُقال يوميًا بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس أو من بعد صلاة المغرب وحتى ما قبل طلوع الفجر، وتضم مجموعة من الأدعية والأذكار الواردة عن النبي ﷺ ويمكن للمسلم أن يقول بعضها أو جميعها حسب طاقته.
- أذكار النوم: هذه الأذكار تُقال عند الاستعداد للنوم أي عند الذهاب إلى الفراش مباشرةً ويُستحب أن يكون المسلم على وضوء قبل النوم وأن ينام على جانبه الأيمن، وهي تتضمن أذكارًا معينة ذات عدد محدد منصوص عليه في السنة النبوية ومن الأفضل قراءتها كاملة وإن تعذر ذلك فعليه ألا يهملها تمامًا.
مجموعة من أذكار المساء
توجد العديد من أذكار المساء التي يُوصى بقراءتها وبسبب كثرتها قد يصعب استعراضها بالكامل لكن يُفضَّل التنويه إلى اختلاف العلماء حول التوقيت الأنسب لقراءة هذه الأذكار، حيث يرى بعضهم أن الوقت الأفضل يكون بين العصر والمغرب بينما ذهب آخرون إلى أن وقتها يمتد من بعد غروب الشمس حتى قبل طلوع الفجر رغم ذلك يتفق الجميع على أنها تُقال في أي وقت من بعد العصر حتى الثلث الأول من الليل لمن لم يتمكن من قراءتها في الفترة الأولى.
- أَمْسَيْـنا وَأَمْسـى المـلكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذِهِ اللَّـيْلَةِ وَخَـيرَ ما بَعْـدَهـا، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذِهِ اللَّـيْلَةِ وَشرِّ ما بَعْـدَهـا، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَرِ، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَـذابِ النّـارِ وَعَـذابِ القَـبْرِ.
- اللّهُـمَّ ما أَمسى بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك فلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـك الشُّكْـرُ.
- اللّهُـمَّ بِكَ أَمْسَـينا وَبِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ الْمَصِيرُ.
- أمسينا على فطرة الإسلام وكلِمة الإخلاص ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومِلَّةِ أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين.
- رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً رواه أصحاب السنن.
- لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير (عشر مرات).
- يا حيُّ يا قيومُ برحمتِك أستغيثُ، أصلح لي شأني كله ولا تَكلني إلى نفسي طَرْفَةَ عين أبدًا.
