يواجه الإنسان لحظات صعبة وأوقات عصيبة قد يشعر فيها أن الدنيا ضاقت عليه لكن هذه الابتلاءات ما هي إلا اختبار من الله لعباده ووسيلة ربانية للتطهير من الذنوب إذ إن الله سبحانه وتعالى لا ينزل بلاء إلا ويكون لطفه ورحمته معه فقد وعد في كتابه الكريم بقوله “إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا” وهذا تأكيد على أن الفرج يأتي مع الشدة فلا بد من الصبر والثقة برحمة الله الواسعة التي تسع كل هم وكرب.
- دعاء يُقال عند اشتداد الكرب.
- أدعية تُقال عند الأزمات والمحن.
- دعاء عند مواجهة الأمور الصعبة.
أدعية مستحبة في أوقات المحن والشدائد
لا إله إلا الله العظيمُ الحليم لا إله إلا الله ربُّ العرش العظيم لا إله إلا الله ربُّ السماواتِ وربُّ الأرض وربُّ العرش الكريم لا إله إلا أنت عزَّ جارك وجلَّ ثناؤك يا مالك يوم الدين وإياك نعبد وإياك نستعين الحمد للهِ ربِّ العالمين سبحان الله العظيم يا حيُّ يا قيُّوم برحمتك أستغيث
اللهمَّ رحمتك أرجو فلا تَكِلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كلَّه لا إله إلا أنت
اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عادلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابِك أو علمته أحدًا مِن خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيب عندَك أن تجعلَ القرآنَ العظيم نورَ صدري وربيعَ قلبي وجلاءَ حزني وذهابَ همي
اللهمَّ هذا ذُلِّي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يَخفى عليك منك أطلبُ الوصولَ إليك وبك أستدلُّ عليك فاهدني بنورك إليك وأقِمني بصِدق العبودية بين يديك
اللهمَّ اجعل لي مِن كلِّ همٍّ وغمٍّ أصبَحْتُ أو أمسيتُ فيه فرجًا ومخرجًا إنك على كلّ شيء قدير
اللهمَّ إني أسألُك مستأنسًا لا خائفًا ولا وجِلًا لأنك أنت المُحسنُ إليَّ وأنا المسيءُ إلى نفسي فيما بيني وبينك تتوددُ إليَّ بالنعمِ مع غِناك عني وأبتغضُ إليك بالمعاصي مع فقري إليك فأسألك بجُودك وكرمك وإحسانك مع طولك أن تُصلي على سيدنا محمدٍ وآله وأن تفتح لي بابَ الفرج بطولك وتحبس عني بابَ الهمِّ بقدرتك ولا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عين فأعجزَ ولا إلى الناسِ فأضيعَ برحمتِك يا أرحمَ الراحمين
حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العَزيزِ الحكيم ما شاء الله ولا قوةَ إلا باللهِ اعتصمْنا بالله توكلْنا على الله اللهمَّ آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذابَ النار
لا إله إلا الله الحَكيم الكريم سبحانَ الله ربِّ العرشِ العظيم الحمدُ للهِ ربِّ العالمين أسألُك مُوجباتِ رحمتِك وعزائمَ مغفرتِك والغنيمةَ مِن كلِّ بر والسلامةَ مِن كلِّ إثم لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته ولا همًّا إلا فَرَّجتَه ولا حاجةً هي لك رضا إلا قضيتَها يا أرحمَ الراحمين
اللهُ ربِّي لا أُشركُ به شيئًا لا إله إلا أنتَ سبحانَك إني كنتُ من الظالمين ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ العَليِّ العظيم.
أساليب فعالة للتغلب على المحن والتحديات
عند مواجهة الشدائد والمصاعب يحتاج الإنسان إلى وسائل تساعده في التعامل مع الأزمات والتغلب على التحديات وهناك عدة أمور يُمكن الاعتماد عليها لعبور فترات الضيق وتجاوز المحن.
أهم ما يُعين الإنسان على تخطي الأزمات هو التقرّب من الله سبحانه وتعالى واللجوء إليه في لحظات الشدة فليس هناك من يعلم بحال العبد ويقدر على كشف كربه وإزالة همّه مثل الله عز وجل فالخلق قد يعجزون عن فهم ما يختلج في قلب الإنسان بينما الخالق سبحانه يعلم خفايا النفوس ويملك مفاتيح الفرج ولهذا كان التوكل عليه بصدق والدعاء إليه بيقين وإخلاص هو أعظم أسباب الفرج.
على العبد أن يكون حسن الظن بالله ويوقن أن كل ضيق مهما اشتد فإن له انفراجًا وكل كرب يتبعه فرج من عند الله فقد ورد في الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي” فلا ينبغي أن يستسلم الإنسان لليأس مهما تعقدت الظروف فقد وعد الله الصابرين بالبشرى حين قال في كتابه الكريم: “وبشر الصابرين” لذلك من الضروري أن يتمسك بالأمل ويثق أن رحمة الله آتية لا محالة.
الدعاء سلاح قوي ينبغي على العبد أن يتمسك به في جميع الأحوال فهو من أعظم العبادات وأقرب الوسائل إلى الله خاصة عندما يكون مصحوبًا بالأعمال الصالحة فالدعاء سبب لجلب الخير ودفع البلاء وتيسير الأمور ومن أعظم الأدعية التي يُستحب تكرارها في أوقات الشدة دعاء سيدنا يونس عليه السلام حين قال: “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” كما أن هناك أوقاتًا يُستجاب فيها الدعاء أكثر من غيرها مثل آخر الثلث الأخير من الليل وعند السجود وأثناء نزول المطر وغيرها من الأوقات التي يكون فيها الدعاء أقرب إلى القبول.
الاستغفار من أوسع الأبواب التي ينفتح بها الفرج وتتلاشى بها الهموم فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب” فالعبد كلما أكثر من الاستغفار وجد بركة التيسير والخير في حياته وشعر بالراحة والطمأنينة.
ذكر الله عز وجل يمنح القلب سكينة ويبدّد القلق والمخاوف والقرآن الكريم هو أعظم ما يُمكن للعبد أن يلجأ إليه في أوقات المحن فهو نور يُضيء النفس وطمأنينة تبعث الأمان في القلب وقد قال المولى عز وجل في محكم كتابه: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب” فالحرص على الذكر وقراءة القرآن يغيّر حال الإنسان ويجعله أكثر قدرة على مواجهة التحديات والصعوبات بثبات وقوة.
إرشادات لتحقيق الفرج بعد الأزمات والشدائد
مساندة المحتاجين وتقديم العون لهم ضرورة لا غنى عنها، فحين يكون المسلم سندًا لمن يمر بضيق ويعينه على تجاوز شدته فإن الله يمنحه الفرج ويزيل عنه الكرب كما وعد بذلك فمن يقف إلى جانب غيره في الأوقات العصيبة يُدرك معنى الرحمة والتكافل ويجد من يعينه حين تشتد به الأزمات.
الإحسان إلى الوالدين والسعي لرضاهما والتماس البركة منهما من الأسباب العظيمة لجلب التوفيق والتيسير فبر الوالدين ليس مجرد عمل صالح بل طريق لحفظ الإنسان من الابتلاءات وهو سبب رئيسي في دفع الضيق وزوال الهم فكل من اجتهد في نيل رضا والديه وحرص على دعواتهما وجد أبواب الفرج مفتوحة أمامه.
إعادة الحقوق إلى أهلها والتحلي بالأمانة أمر لا يمكن التغافل عنه فلا تستقيم الأمور إلا إذا كان الإنسان مؤتمَنًا لا يفرط في حقوق الآخرين فإرجاع المظالم إلى أصحابها من أكبر أسباب انجلاء المحن وزوال المشكلات كما أن الالتزام بالأمانة يزكي النفس وينزع عنها التعلق الزائد بالماديات ورغبات الدنيا.
البعد عن الظلم وعدم انتهاك حقوق الآخرين ضرورة لكل من يسعى لنيل الفرج فالظلم من الكبائر التي حذر الله منها وعواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة ودعوة المظلوم لا تُرد وليس بينها وبين الله حجاب لذا فإن تجنب ظلم الناس بأي شكل كان هو طريق للأمان والاطمئنان.
التوكل على الله والاعتماد عليه هو سبيل السكينة والطمأنينة فمن يجعل الله وكيله في أموره يكون في كنفه ويستغني به عن طلب العون من البشر ومن يفوض أمره لله يجد التيسير في كل ما يسعى إليه فهو الكافي والمعين لكل من يلجأ إليه بصدق.