دعاء الإمام زين العابدين “اللهم إني أمسيت” من الأدعية التي كان يكررها بخشوع وإخلاص والالتزام بتلاوة هذا الدعاء بصدق يعد من العبادات العظيمة التي يُرجى قبولها في ليلة القدر حيث تُعد هذه الليلة من أعظم الفرص لاستجابة الدعاء متى كان العبد حاضر القلب مخلص النية في توجهه إلى الله وزين العابدين هو أحد الأئمة العظام الذين كانت لهم منزلة رفيعة في زمانهم وله أهمية كبيرة في التاريخ الإسلامي ومعرفة سيرته والاطلاع على أبرز محطات حياته تساهم في استيعاب القيم والمبادئ التي كان يتمسك بها.
دعاء الإمام زين العابدين: اللهم إني أمسيت
الإمام زين العابدين أحد أحفاد النبي محمد ﷺ هو الابن الأكبر للإمام الحسن بن علي نشأ بين أفراد بيت النبوة مما جعله يمتلك علمًا راسخًا وأخلاقًا رفيعة وكان مرجعًا للناس في العديد من المسائل الدينية لما يتمتع به من حكمة وعلم واسع فقد كان الناس يسترشدون به في كثير من الأمور خاصة الأدعية التي تساعدهم في التقرب إلى الله لا سيّما خلال شهر رمضان وليالي القدر لما لهذه الأوقات من فضل عظيم واستجابة للدعاء ومن بين الأدعية التي وردت عنه والتي كان يكثر من ترديدها في هذه الليالي المباركة:
أدعية مأثورة عن الإمام زين العابدين
الإمام زين العابدين عُرف بكثرة تضرعه إلى الله وكان ذلك سببًا في تسميته بالسجاد وزين العابدين فقد اشتهر بإطالة السجود خلال صلاته ومداومته على الدعاء بإلحاح حيث كان يستفتح دعاءه بتعظيم الله عز وجل ثم يذكر حاجته التي يرجوها وكان من جملة ما دعا به أثناء سجوده: فضلك آنسني وإحسانك دلني فأسألك بك وبمحمد وآله وصلواتك عليهم ألا تردني خائبًا.
وتجلّت في أدعية الإمام زين العابدين أسمى معاني الخشوع والتذلل بين يدي الله تعالى ومن جملة الأدعية التي تناقلها عنه العلماء:
- اللهم لا تجعلني غافلًا عن نعمك التي أكرمتني بها ولا تحرمني من ذكرك عند كل نعمة أوليتني بها.
- يا رب يا من تتجلى حقيقتك في بواطن الأمور وتظهر آثار حكمتك في ظاهرها، يا من لا يشابهه شيء يا من كمالك يفوق الوصف، يا من لا يغيب حضورك ولا تنعدم شهادتك أحطت بكل شيء علمًا، سبحانك لا يماثلك أحد وأنت السميع البصير.
- اللهم أنت ملاذ المحتاجين وإليك تُرجى الحاجات، وأنت الغني عن كل مخلوق وأنت الذي تمنح بلا حساب، وتعطي بلا مَنٍّ ولا أذى، وخزائنك لا تنفد فلا غنى للخلق عنك، ولا تبدّل حكمتك.
- اللهم اجعل قناعتي في نفسي وإخلاصي في عملي وثبت اليقين في قلبي، اللهم أنر بصيرتي في ديني امنحني القوة في جوارحي وانصرني على من ظلمني، اللهم ارزقني ما أتمنى وهيئ لي ما يسر قلبي.
- اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك ولا تجعلني أشقى بمعصيتك بل اجعل سعادتي في طاعتك، وبارك لي في قَدَرك، واختر لي من قضاءك ما هو خير لي حتى لا أتمنى استعجال ما أخّرت لي ولا تأخير ما عجلته لي.
- اللهم اصرفني عن الأمور التي تشغلني عما خلقتني له، ووجّهني للعمل الصالح الذي ستسألني عنه، اللهم اجعل أيامي كلها مكرسة لعبادتك وأوسع لي رزقي، وأكرمني بكرمك، ولا تفتني بالنظر إلى ما في أيدي الناس.
- اللهم بلغ إيماني أعلى مراتبه وأكمل يقيني بأكمل الكمال، اللهم اجعل عملي خالصًا لوجهك الكريم، ونيتي صافية من كل غرض.
- اللهم طهّر قلبي من الكبر، ووفقني للإخلاص في عبادتك، ولا تجعل عبادتي مدخولة بالغرور، وأعني على خدمة الناس، وهب لي مكارم الأخلاق، واحفظني من الرياء.
نبذة عن السيرة الذاتية للإمام زين العابدين
الإمام زين العابدين يُعد أحد أبرز الشخصيات الدينية التي تلقت علومها من النبي ﷺ بشكل غير مباشر عبر والده حيث اشتهر بعلمه العميق وورعه وتقواه إضافة إلى حكمته في التعامل مع مختلف الأمور وحرصه الشديد على العبادة والتضرع إلى الله مما جعله قدوة للكثيرين فالإلمام بسيرته يمثل نافذة مهمة لفهم التأثير العظيم الذي تركه ولذلك فإن سيرته الذاتية تتمثل في النقاط التالية:
- الاسم بالكامل: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
- ميلاده: المدينة المنورة عام 38هـ.
- ألقابه: السجاد والزكي والأمين وسيد العابدين وزين الصالحين.
- اسم الزوجة: فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب.
- وفاته: البقيع عام 95هـ.
أبرز المعلومات حول الإمام زين العابدين
الإمام زين العابدين يُعد من الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي فهو حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم واسمه الكامل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقد اتسمت شخصيته بالحكمة والصبر والعلم العميق حيث مر بالعديد من الأحداث والتجارب التي أثرت في حياته وشكلت فكره ومن أبرز المعلومات المرتبطة به:
- شهد معركة كربلاء التي استُشهد فيها والده الإمام الحسين رضي الله عنه وكان لهذا الحدث تأثير عميق على مجريات حياته.
- يُعد الإمام الرابع لدى الشيعة بكل طوائفهم وظل في هذا المنصب لمدة 35 عامًا وكان له دور بارز في نشر العلم وتوجيه الناس.
- عاصر حكم مجموعة من الخلفاء الأمويين مثل معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم والوليد بن عبد الملك وغيرهم وشهد خلال هذه الفترات تغيرات سياسية كبرى.
- كان يبلغ من العمر قرابة 23 عامًا عند وقوع حادثة كربلاء وهذه الحادثة شكلت إحدى أهم المحطات التاريخية لدى الشيعة.
- لقب بـ”زين العابدين” نظرًا لعبادته العميقة وتفرغه للطاعات وقد ورد أن هذا اللقب أُطلق عليه من قِبل والده.
- أشارت روايات تاريخية إلى أنه تُوفي نتيجة التسمم وهناك العديد من المصادر التي أكدت هذا الأمر.
- تميّز أهل البيت بعادة نقش العبارات على الخواتم وقد امتلك الإمام زين العابدين خواتم تحمل نقوشًا ذات معانٍ خاصة تعكس بعض ملامح شخصيته.
- اليوم الذي غادر فيه مكة يُعرف بيوم التروية وهو يوم يرتبط بالتقويم الهجري وأحداث تلك المرحلة.
