اللهم زِدنا من فضلك ولا تَنقصنا وأعطِنا من خيراتك ولا تَحرمنا، فهذا الدعاء يحمل في معانيه طلب البركة والزيادة في النعم وحفظ الأهل والعائلة من أي نقص أو حرمان، والله سبحانه وتعالى قريب يستجيب لدعاء عباده الذين يناجونه بقلوب صادقة ونفوس متضرعة ممتلئة باليقين برحمته وكرمه، فمن دعا الله وهو واثق بالإجابة يرى أثر ذلك في حياته لأن الله عند حسن ظن عبده به، وكلما ازداد العبد قربًا من الله وامتلأ قلبه يقينًا كانت بركة دعائه أعظم واستُجيبت رغباته بسرعة.
دعاء: اللهم زدنا من فضلك ولا تنقصنا، وأكرمنا بعطائك ولا تحرمنا
الدعاء بطلب الزيادة من الفضل دون نقصان من النعم هو من الأدعية المباركة التي وردت في السنة النبوية فهو يحمل في طياته رجاءً عظيماً بأن يفيض الله على عبده بالخيرات ويوسّع عليه في الرزق والعلم وكل ما فيه نفع في الدنيا والآخرة ويُظهر فيه العبد حاجته إلى الله بأن يمنحه الكرامة ويبعد عنه الهوان أو الحرمان من نعمه الواسعة.
- رُوِيَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: كنا إذ نزل الوحي على النبي ﷺ نسمع عند وجهه صوتاً يشبه دوي النحل وبعد أن انتهى رفع يديه نحو القبلة وقال: “اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تَنْقُصْنَا وَأَكْرِمْنَا وَلَا تُهِنَّا وَلَا تَحْرِمْنَا وَآثِرْنَا وَلَا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا وَارْضَ عَنَّا”، ثم قال: لقد نزلت علينا عشر آيات من عمل بها دخل الجنة ثم قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ} حتى أتم عشر آيات [الراوي: عمر بن الخطاب | المحدث: البغوي | المصدر: شرح السنة | الصفحة أو الرقم: 3/154 | خلاصة حكم المحدث: حسن].
مدى صحة دعاء: اللهم زدنا ولا تنقصنا
يُعَدُّ دعاء “اللهم زدنا ولا تنقصنا” من الأدعية المتداولة بين الناس لما يحمله من معانٍ طيبة في طلب البركة وزيادة الخير وسؤال الله دوام النعم وعدم زوالها لكن فيما يخص صحة الحديث فقد ورد عند الترمذي وأحمد والنسائي والحاكم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأشار السيوطي إلى صحته كما حسنه البغوي وصححه الحاكم غير أن الحديث من حيث السند ضعيف فقد قام كلٌّ من الألباني والأرناؤوط بتضعيفه.
تفسير ودلالات دعاء: اللهم زدنا ولا تنقصنا
الدعاء بالبركة والزيادة من النعم وعدم التعرض للنقصان في العبادات والطاعات والأرزاق من الأمور التي يحبها العبد ويسعى إليها فالإنسان بطبيعته يحب أن يرى البركة في عمره والزيادة في رزقه والصلاح في عمله ولا يرغب في النقص أو الحرمان سواء في أمور دنياه أو آخرته، لذا فإن التوجه إلى الله بهذا الدعاء من الأدعية التي تحمل في معانيها الخير والرجاء في فضل الله ورحمته حتى لو ورد الدعاء في حديث ضعيف لأن مضمونه لا يخالف العقيدة ولا يتعارض مع روح الإسلام بل يعكس حاجة العبد إلى الاستزادة من النعم والاستمرار في الطاعات.
عندما يُقال: “اللهم زدنا ولا تنقصنا” يكون العبد في مقام التضرع لله طالبًا منه أن يمنحه الخير في جميع جوانب حياته ويجعل مستقبله أفضل من ماضيه سواء في العمل أو العبادة أو المكانة والرزق.
المقصود بالزيادة هنا أن تكون في البركة والطاعة والقرب من الله وليس في كل شيء بوجه عام لأن ليس كل زيادة تكون خيرًا فقد يحصل الإنسان على شيء يظن أنه نعمة لكنه قد يكون ابتلاءً أو سببًا في فقدانه للخير، لذلك يأتي هذا الدعاء وفي طياته تسليم كامل لله وثقة بأن ما يزيده الله لعبده هو الخير وأن ما يصرفه عنه هو رحمة كما يعكس الدعاء حالة التوكل والتذلل إلى الله وطلب العزة بعيدًا عن الذل والحرمان والخوف من النقص في الرزق أو الصحة أو العبادة.
من قال هذا الدعاء كأنه يسأل الله دوام فضله وأن يغنيه عما سواه وأن يرزقه الخير حيث كان وهذا يعزز حسن الظن بالله ويقوي اليقين بكرمه الذي لا ينضب ، وحينما يصل العبد إلى هذه المرحلة من الثقة والاطمئنان فإنه يعيش في راحة ورضا بقضاء الله وهذه أعظم نعمة يمكن أن يُرزق بها الإنسان في حياته.
اللهم أنعم علينا بكرمك وعطائك، ولا تكلنا إلى جهدنا
- اللهم أنعم علينا بكرمك وعطائك، ولا تكلنا إلى جهدنا.
- اللهم أنعِم علينا بجُودك وعطاياك ولا تجعلنا نعتمد على قوتنا وحدها.
- اللهم ارزُقنا من فيض كرمك وأفضَل عَطاياك ولا تَكِلنا إلى أنفسنا.
يشعر الإنسان دائمًا بأنه مُقصِّر تجاه ربه ونفسه لكنه يعلم أن رحمة الله أوسَع وأعظم من كل شيء والله سبحانه يُعامِل عباده بلطفه وكرمه وليس فقط بأعمالهم واجتهادهم، يحب الله تعالى أن يسمع دعواتهم وهم يرجون فضله وعفوه ومن أجمل ما يمكن أن يُناجي به العبد ربه وهو يطلُب رحمته وفضله:
- اللهم إني أسألك الهداية والتوفيق بجُودك وكرمك يا ذا الرحمة الواسعة.
- يا الله لا تجعل أمري متوقفًا على جهدي وضعفي بل أعطني من فضلك العظيم وعطائك الكريم.
- اللهم ارزُقني العزة والرفعة ولا تحرِمني فرحي وسعادتي وبلِّغني أحلامي بعطائك الواسع.
- يا الله يا عالِم بحالي وقادر على أمري زدني من الخير كله فأنت أعلم بما يَصلح لي دبر أمري واختر لي ولا تخيِّرني.
- يا رب يا رحيم وسِعت رحمتُك كل شيء أسألك أن تغفر ذنوبي وتتقبل عملي وتُصلِح شأني وتحقق أمنياتي، اللهم اجعل نجاحي بعطائك وليس بمجهودي.
- يا رب أعلم أنني مُقصِّر فكن عوني وسندي ولا تتركني وحدي اغفِر لي زلَلي وتُب عليَّ واجعلني عبدًا توابًا يرجع إليك دومًا يا عزيز يا كريم.
أدعية تُتلى في جوف الليل طلبًا للرحمة والنجاح
حينما يقف العبد بين يدي ربه في ظلمة الليل متوجهًا إليه بالدعاء والاستغفار يكون في لحظة من لحظات القرب التي يفيض فيها الله برحمته ومغفرته على من يشاء، ففي هذا الوقت المبارك يتنزل جل وعلا إلى السماء الدنيا فيقبل دعوات السائلين ويغفر للمستغفرين ويفرج عن المكروبين فالدعاء في هذا الوقت من الليل له شأن عظيم ومن الأدعية التي يُمكن التوجه بها إلى الله:
- يا رب اجعل لي من رحمتك نصيبًا وارزقني سعة في الرزق وأغدق عليّ من فضلك واجبر خاطري وارفع قدري في الدنيا والآخرة، ربي استرني بسترك الجميل واحفظني بحفظك واصرف عني كل شر ولا تجعل لي حاجة إلا إليك يا أرحم الراحمين.
- اللهم اكشف عني كل هم وامسح عن قلبي كل وجع وارزقني بما يسعدني وعوضني عن كل ألم بما هو خير لي، ربي اجعل لي مخرجًا من كل ضيق وقرب لي ما فيه صلاح أمري واحمني من كل شر فإني أفوض أمري إليك وأجعل ثقتي بك وحدك فأنت نعم المولى ونعم النصير.
- اللهم ارزقني الهداية والتوفيق واجعل لي من كل خير نصيبًا وبارك لي فيما أعطيت وأغنني بواسع فضلك واسكب في قلبي السكينة واملأ حياتي بالبركة يا كريم يا وهاب.
- يا الله ثبتني على دينك وارزقني الصدق في القول والعمل وقوني على عبادتك وقربني إليك بكل عمل تحبه وترضاه، واغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ربي حقق لي ما أتمنى وبارك لي في أيامي وأسعد قلبي فإني عبدك الملتجئ إليك وواثق بأنك لن تتركني يا واسع الرحمة.
دعاء لجلب الرزق وتحقيق التوفيق
حين يرفع المرء يديه للسماء متضرعًا إلى ربه، فإنه يناجي الكريم الذي لا يرد عبده خائبًا فهو سبحانه العالم بحاجات خلقه والقادر على تحقيق آمالهم فهو وحده المعطي لمن يسأله والمتفضل على من يرجوه وباب الدعاء مفتوح لمن أراد الرزق والبركة والتوفيق ومن الأدعية التي يمكن ترديدها:
- اللهم إني أسألك رزقًا طيبًا واسعًا مباركًا، وأسألك توفيقًا يعمل به قلبي ويهديني إلى ما تحب وترضى يا كريم، يا من بيدك خزائن السماوات والأرض ارزقني من فضلك واغنني بما أنعمت علي واجعلني شاكرًا لنعمك.
- يا رب، يا من بيده الملك وهو على كل شيء قدير تمنح العطايا بغير حساب وتغني من تشاء برحمتك، ارزقني من بركاتك الواسعة وأفض علي من عظيم جودك، واغنني بحلالك عن حرامك وبارك لي فيما رزقتني واجعل لي فيه الخير والنفع.
- يا الله، يا من خزائن السماوات والأرض بيده، امنحني رزقًا طيبًا يزيدني قربًا منك ويبارك لي في عملي وراحتي، اجعل التوفيق حليفي واهدني إلى ما يحبه وترضاه، وسدد خطواتي في سبيل الخير واحفظني من العثرات وأكرمني بكرمك وعفوك.
- اللهم يا واسع الفضل، أرني من فضلك ما تقر به عيني، يسر لي أمري وابعد عني كل مشقة أو عسر أعذني من الفقر والحاجة، واكفني بحلالك واغنني بفضلك وأسألك الثبات على الحق والتوفيق لكل خير، فأنت الكريم الذي لا يرد من رجاه ولا يحرم من تضرع إليه.
هذه الأدعية يتوجه بها المسلم إلى ربه بقلب خاشع راجيًا فضله وكرمه فمن صدق في افتقاره إلى الله وجد أبواب الرزق والتوفيق مفتوحة أمامه ومن وكل أمره لخالقه نال الطمأنينة وسكنت نفسه، فالغاية ليست في كثرة العطاء وإنما في البركة التي يضعها الله فيما يرزقه عبده وما أجمل أن يكون الإنسان متصلًا بربه في كل شأنه سائلًا إياه التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة.