يُفضَّل دائمًا أن يحرص الإنسان على الاعتماد على الله في قضاء حاجاته بدلًا من اللجوء إلى الآخرين لما قد يترتب على ذلك من شعور بالضعف أو الحاجة، أما حينما يتوجه إلى الله بالدعاء قائلاً: “اللهم لك الحمد وأنت المستعان”، فإنه يجد في ذلك عزًا وكرامة وسكينة، لأن التوكل على الله هو السبيل الأصدق لتحقيق الأمنيات والشعور بالراحة النفسية والطمأنينة، ومن الأدعية التي يلجأ فيها العبد إلى ربه:
- اللهم إني أسألك صحة النفس والقلب، والسلامة في الدين والدنيا.
- اللهم ارزقني من فضلك الواسع الذي لا ينتهي.
- اللهم اجعلني من الذاكرين الشاكرين لنعمك.
- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل.
الحمد لله في أوقات الشدة
أنعَمَ اللهُ سبحانهُ وتعالى على الإنسانِ بنعمٍ لا تُحصى وفضلَهُ على سائرِ المخلوقات فوهبَهُ من الخيرِ والرزقِ ما يحتاج وكما جاء في قولِه تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ” فإنَّ من الواجبِ على العبدِ أن يشكرَ اللهَ ويحمدَهُ على ما أنعَمَ بهِ عليهِ مِن نِعَم لا تُعدُّ ولا تُحصى.
لأنَّ الشكرَ مِن صِفاتِ المؤمنينَ وهو عَلامةٌ على إدراكِ العبدِ لفضلِ اللهِ وعظيمِ عطائِه فاللهُ جلَّ وعلا وَصَفَ نفسَهُ بالشكورِ الذي يُجازي عبادهُ على إحسانِهم بالشُّكرِ لهم فالأولى بالعبدِ أن يكونَ شاكِرًا مُعترفًا بفضلِ ربِّهِ لأنَّ الأممَ السابقةَ عُوقِبَتْ حينَ كَفَرَتْ بالنِّعمِ وتَنَاسَتْ فضلَ اللهِ فالشكرُ والحمدُ مفتاحٌ لزيادةِ الخيرِ والنِّعمِ واللهُ جلَّ شأنُهُ وَعَدَ عبادَهُ الشاكرينَ بالمزيدِ مِن العطاءِ كما جاءَ في قولِه تعالى: “ولئنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”.
- اللهمَّ إنِّي أحمدُك وأشكُرُك على ما أغدَقْتَهُ علينا مِن فَضلِكَ ورحمتِكَ وجُنَّبتَنا الكثيرَ مِن البلاءِ والمِحنِ فلكَ الحمدُ والشكرُ كما ينبغي لجلالِ وجهِكَ وعظيمِ سلطانِكَ اللهمَّ إنَّ مِن نِعَمِكَ علينا أنْ هديتَنا لشكركَ فعلِّمْنَا كيفَ نُؤدِّي حقَّ الشكرِ لك الحمدُ للهِ على ما أنعمتَ بهِ علينا والحمدُ لكَ يا ربُّ على أنْ كفَيتَنا مِن الشَّدائدِ والمِحنِ.
- اللهمَّ إنَّ شكرَكَ نِعْمَةٌ تستحِقُّ الشكرَ فعلِّمْني كيفَ أشكُرُك فأنتَ المستحِقُّ للحمدِ كما يليقُ بعظمتِكَ وجلالِكَ الحمدُ للهِ الذي يَسْمَعُ دعاءَ منْ ناداهُ ويزيدُ في العطاءِ لمنْ استحيَا في طلبهِ ويكرمُ منْ كانَ لفضلِهِ وَفِيًّا ويَهدي منْ كانَ صَادقًا في وَعدِه وراضيًا بما قَسَمتَ له.
- اللهمَّ لكَ الحمدُ في كلِّ حالٍ في الرخاءِ والشِّدَّةِ في الفرحِ والضِّيقِ وفي كلِّ موقفٍ الحمدُ لكَ على صبرِكَ علينا رغمَ تقصيرِنا في شكرِكَ فالحمدُ مِن أخصِّ العباداتِ وأعظمِها شأنًا حتى إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ جَعلَ لعبادِه الحامدينَ في الجنةِ بيتًا خاصًّا يُسمَّى بَيتَ التسبيحِ تكريمًا لهم.
- اللهمَّ لكَ الحمدُ حتى تَرضَى ولكَ الحمدُ إذا رَضِيتَ ولكَ الحمدُ بعدَ الرِّضا يا ربُّ لكَ الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهِكَ وعظيمِ سلطانِكَ الحمدُ لكَ بعدَدِ خلقِكَ ورضَا نفسِكَ وزِنةِ عرشِكَ ومِدادِ كلماتِكَ الحمدُ لكَ في كلِّ وقتٍ وحينٍ حتى تَرضَى وإذا رَضِيتَ وبعدَ الرِّضا.
أدعية مأثورة لحمد الله عز وجل
حمد الله والثناء عليه من أسمى وأعظم العبادات التي يجب على المسلم الالتزام بها في جميع الأحوال، سواء في الرخاء أو الشدة فالله هو المنعم والمتفضل على عباده بشتى النعم التي لا تعد ولا تحصى وأفضل وسيلة لشكر الله عز وجل هي الدعاء بحمده وتمجيده، ومن الأدعية المأثورة الواردة في حمد الله عز وجل:
- اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّماواتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهِنَّ ولكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّماواتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهِنَّ ولكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّماواتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهِنَّ ولكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ حَقٌّ وقَوْلُكَ حَقٌّ ولِقَاؤُكَ حَقٌّ والجَنَّةُ حَقٌّ والنَّارُ حَقٌّ والسَّاعَةُ حَقٌّ والنَّبِيُّونَ حَقٌّ ومُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلّم حَقٌّ.
- اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ كُلُّهُ وإلَيْكَ يُرْجَعُ الأمْرُ كُلُّهُ عَلانِيَتُهُ وسِرُّهُ فَحَقٌّ أنْتَ أنْ تُعْبَدَ وحَقٌّ أنْتَ أنْ تُحْمَدَ وأنْتَ علَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ كَمَا تَقُولُ وخَيْرًا مِمَّا نَقُولُ اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ بِجَمِيعِ المَحَامِدِ كُلِّهَا.
- اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ كَمَا حَمِدْتَ نَفْسَكَ في أُمِّ الكِتَابِ والتَّوْرَاةِ والإِنْجِيلِ والزَّبُورِ والفُرْقَانِ اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أَكْمَلُهُ ولكَ الثَّنَاءُ أَجْمَلُهُ ولكَ القَوْلُ أَبْلَغُهُ ولكَ العِلْمُ أَحْكَمُهُ ولكَ السُّلْطَانُ أَقْوَمُهُ ولكَ الجَلالُ أَعْظَمُهُ.
- اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ حَمْدًا يَمْلأُ المِيزَانَ ولكَ الحَمْدُ عَدَدَ مَا خَطَّهُ القَلَمُ وأَحْصَاهُ الكِتَابُ وَوَسِعَتْهُ الرَّحْمَةُ اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ علَى مَا أَعْطَيْتَ ومَا مَنَعْتَ ومَا قَبَضْتَ ومَا بَسَطْتَ اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ علَى كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيْنَا فِي قَدِيمٍ أوْ حَدِيثٍ أوْ خَاصَّةٍ أوْ عَامَّةٍ أوْ سِرٍّ أوْ عَلانِيَةٍ أوْ حَيٍّ أوْ مَيِّتٍ أوْ شَاهِدٍ أوْ غَائِبٍ.
- اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ فِي السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ ولكَ الحَمْدُ فِي النَّعْمَاءِ واللَّأْوَاءِ ولكَ الحَمْدُ فِي الشِّدَّةِ والرَّخَاءِ ولكَ الحَمْدُ علَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ ولكَ الحَمْدُ علَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ ولكَ الحَمْدُ علَى كُلِّ حَالٍ الحَمْدُ للهِ فِي الأُولَى والآخِرَةِ الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ والحَمْدُ للهِ الَّذِي لَا يَخِيْبُ مَنْ دَعَاهُ ولَا يَقْطَعُ رَجَاءَ مَنْ رَجَاهُ.
طرق التعبير عن الشكر والحمد على نعم الله
الحمدُ لله تُعد من أعظم الأذكار التي ينبغي على المسلم المداومة عليها في يومه وليلته فالله سبحانه وتعالى هو المستحق للحمد والشكر على نِعَمه التي لا تُحصى وهناك العديد من الوسائل التي يُمكن من خلالها التعبير عن الشكر لله وحمده ومنها:
- على المسلم أن يُكثر من قول الحمدُ لله في مختلف الأوقات فهي من الأذكار التي تحظى بمكانة عظيمة وتأتي مع سبحان الله ككلمتين خفيفتين على اللسان لكنهما ثقيلتان في الميزان ولهذا فإن المداومة عليهما من أعظم أعمال الذكر.
- سجودُ الشُكر يُعد من أبلغ وسائل العبد في التعبير عن امتنانه لله وهو السجود الذي يؤديه المسلم عند تلقي خبر سار أو حصوله على نعمة طال انتظارها أو حتى عند دفع مكروه عنه ولا يُشترط له وضوء أو استقبال قبلة بل يسجد المسلم لله شكرًا فور سماع الخبر على أي حال كان عليها.
- استعمال نِعَم الله فيما يُرضيه يُعد من صور الشكر العملي ويتمثل ذلك في تحقيق العدل مُناصرة المظلوم والاجتناب عن المعاصي فالشكر لا يكون باللسان فقط وإنما بالعمل أيضًا إذ يكون شكر القلب بالاعتراف أن النعم من الله بينما يكون شكر اللسان بالإكثار من الحمدُ لله.
- أثناء الصلاة يُردد المسلم عند الرفع من الركوع “سمعَ اللهُ لمَنْ حَمِدَهُ” وهذه العبارة تحمل معنًى جليلًا فهي تؤكد أن الله يستجيب لمن يَحمده ويُنعم عليه من فضله الواسع.
- يُمكن للمسلم أن يُظهر شُكرَه لله من خلال الالتزام بالعبادات المفروضة مثل المواظبة على أداء الصلاة في مواقيتها وصيام الأيام المستحب صيامها والاجتهاد في أداء النوافل بالإضافة إلى الاهتمام بتلاوة القرآن الكريم والعمل بما جاء فيه والاستفادة من الدروس والعبر التي وردت في قصص الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
- التحلي بالأخلاق الحسنة والتعامل مع الآخرين بِمَعروف يُعد من أشكال الشكر التي يُحبها الله فالأخلاق الرفيعة تعكس محبة الإنسان لربه كما أن تطبيق سُنة النبيّ ﷺ في كافة تفاصيل الحياة اليومية يُعزز من هذا المفهوم.
- شكر الله يظهرُ كذلك في السعي نحو الارتقاء بالذات وتوجيهها لكل ما هو نافع سواء في تنمية الفكر التطوير الإبداع أو المساهمة الفعّالة في بناء مجتمع متماسك ونابض بالقيم الراقية فالله يُحب المجتمعات التي يسودها الخير والالتزام بتعاليم الإسلام في شتى مناحي الحياة.
أساليب متنوعة لحمد الله تعالى
تتعدد أساليب حمد الله وتتنوّع مظاهره ومن أبلغ صور الشكر أن يُقدّر الإنسان من كان سببًا في تيسير أموره فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله سبحانه وتعالى حمد الله بعد تناول الطعام والشراب من الآداب المستحبة.
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: “الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا من غير حولٍ منا ولا قوة” التصدق على الفقراء والمحتاجين صورة عظيمة من صور الشكر لله فالرزق كله من عنده ومن تذكر أن ما لديه هو عطية من ربه فإنه يسعى إلى بذله لمن هم في حاجة إليه دون تردد تحقيق الأمنيات ونيل المراد من النعم التي تستوجب الحمد.
وقد ورد أنه من السنة قول: “الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات” عند تحقق ما يرجوه المسلم التحدث بنعم الله وإظهار فضله للناس أمر مستحب بشرط أن يكون ذلك باعتدال ودون مبالغة قد تسبب الحسد أو تجرح مشاعر الآخرين.