في الأوقات التي يتقلب فيها الطقس وتشتد الرياح ويغطي الغبار الأجواء، نجد أن الإسلام حثنا على الالتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء في مثل هذه الأحوال طلبًا للرحمة ودرءًا للأذى فقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أدعية معينة تُقال وقت الغبار والرياح وهي أدعية تهدف لتعزيز اعتمادنا على الله وتقوية روابطنا به سبحانه خصوصًا في مواجهة هذه الأحوال ومن الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأحوال ما يلي:
- دعاء الغبار والرياح: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به.
- دعاء الاستسقاء: اللهم اسقنا غيثًا مُغيثًا مريئًا مَريعًا نافعًا غير ضار عاجلًا غير آجل.
- دعاء لتهدئة الرياح: (لا تسبُّوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون، فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها، وخير ما أُمِرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أُمِرت به.)
- دعاء الغبار والعج: اللهم إني أسألك خيرها وأعوذ بك من شرها اللهم صيباً نافعاً، اللهم إنا نستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك، اللهم إنا مستغيثون نستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك.
- دعاء الرعد: اللهم اجعلها أمطار خير وبركة اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته.
- أدعية عن المطر: اللهم إني أسألك بعزتك عظمتك وجلالك أن تحقق لي أمنياتي وأمنيات كل من أحبهم وأن لا تكسر لي ظهراً ولا تصعّب لي حاجة ولا تعظم عليّ أمراً ولا تحنِ لي قامة ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تجعل الدنيا أكبر همّي ولا تكشف لي ستراً ولا سراً فإن عصيتك جهراً فاغفر لي وإن عصيتك سراً فاسترني ولا تجعل ابتلائي في جسدي.
هذه الأدعية تعد ذكرًا عظيمًا تهدف إلى بناء صِلة قوية بالله سبحانه وطلب حمايته ولطفه في الفترات التي قد تزداد فيها التحديات بسبب تغيرات الطقس من المهم أن يتذكر الإنسان أهمية التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء في كل وقت وحين لا سيما عند رؤية تقلبات الطقس أو وقوع أحداث كالرياح الشديدة أو العواصف الترابية وذلك لما يحمله الدعاء من دور عظيم في جلب الخير ودفع السوء بإذن الله.
مفهوم الغبار وتأثيراته
الغُبار يُعرف بأنّه تَجمع لجزيئات دقيقة جدًا وصغيرة الحجم، وهذه الجزيئات تتكون من مواد عضوية وغير عضوية وتبقى عادةً مُعلقة في الهواء، ويحتوي الغبار على كميات مُتنوعة من الألياف الحيوانية والنباتية التي تأتي من مصادر مُتعددة وتجمع تلك المكونات معًا لتتكون منها ذرات الغبار التي نُلاحظها في الجو.
إضافة إلى ذلك يتضمّن الغبار لقاح الأزهار المسبب للحساسيات لدى كثير من الأشخاص وهذا يجعل هذه الجزئيات الصغيرة عاملًا رئيسيًا في ظهور أعراض الحساسية عند البعض ولا يقتصر الغبار على هذا فحسب، بل يتضمن أيضًا أنواعًا مختلفة من البكتيريا والطفيليات إلى جانب حبيبات التراب الدقيقة وهذه جميعها تتكاثر وتنتشر بفعل العوامل الطبيعية والحركة اليومية مثل نشاط الرياح والتقلبات الجوية.
كما أن الغبار يُشكل مزيجًا من المواد الطبيعية والصناعية والتي يؤدي انتشارها الواسع إلى ظهور مشاكل صحية مثل صعوبات التنفس وحالات الاختناق، فهو ليس مجرد ظاهرة مزعجة بل إنه يتسبب بتأثيرات وخيمة على صحة الإنسان إذ يُؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي ويُسهم في الإضرار بصحة الجسم بصورة عامة.
العوامل المسببة للغبار واشتداد الرياح
مع تزايد موجات الغبار التي أصبحت مصدرًا للقلق لدى العديد من الأشخاص خاصة الذين يعانون من أمراض تنفسية مثل الربو أو ضيق التنفس بدأ العلماء بدراسة العوامل المسؤولة عن تكرار هذه الظاهرة بشكل ملحوظ يُعرف أن الغبار قد يظهر في أي وقت دون توقيت محدد ولكنه غالبًا ما يكون أكثر شيوعًا خلال فصلي الربيع والصيف حيث يصبح أكثر كثافة ووضوحًا في الصيف نتيجة لارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي إلى جفاف التربة خلال ساعات النهار مما يسهم في تحفيز الرياح على إثارة الغبار وانتشاره في الأجواء بينما يُعتبر فصل الربيع موسمًا معتادًا للنسيم العليل قد تتحول بعض تلك النسمات الخفيفة في بعض الأحيان إلى عامل مساعد في انتشار الغبار وتطاير ذراته في الهواء وما أثار الانتباه مؤخرًا هو ظهور الغبار بشكل ملحوظ حتى في فصل الشتاء الذي كان يُعتقد سابقًا أنه فصل لهدوء الأجواء وصفاء الهواء إلا أن هناك زيادات ملحوظة في نشاط الغبار خلاله مؤخراً وما تزال أسباب ذلك النشاط مدار بحث ودراسة.
ومن بين العوامل المؤثرة في تفاقم ظاهرة الغبار هي نقص الأمطار مما يؤدي إلى انخفاض معدلات النباتات والأشجار التي تشكل حاجزًا طبيعيًا يقلل من حركة الرمال وانتقالها كما أن التغييرات العمرانية الكبيرة التي شهدتها مناطق متعددة مثل ردم البحار وتوسع المناطق السكنية على حساب الأراضي الساحلية ساهمت في فقدان التربة جزءًا كبيرًا من الرطوبة الطبيعية التي كانت تساعد في تحسين جودة الهواء تُعد هذه الرطوبة عنصرًا أساسيًا لتكوين السحب وترطيب التربة مما يمكّن النباتات من النمو ويقلل من مشكلة جفاف التربة والتي تُعتبر من العوامل الرئيسية وراء الغبار هذه العوامل المتشابكة مع التغيرات البيئية الكبرى أدت إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات انتشار الغبار بشكل أثر على العديد من المناطق وأصبح ظاهرة مرصودة بشكل واضح خلال الفترات الأخيرة.
الأدعية المستحبة عند حدوث الغبار والرياح
كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي المسلمين بالتوجه إلى الله بالدعاء عند هبوب الرياح واشتداد العواصف خاصةً مع ظهور الغبار والتقلبات الجوية مؤكدًا على أهمية الامتناع عن سب أو لعن الرياح لأن الله سبحانه وتعالى هو من يرسلها لحكمة يراها وهنا بعض الأدعية المستحبة التي يمكن ترديدها في مثل هذه الحالات لتدفع البلاء وتجلب الخير:
- اللهم إنِّي أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما فيها وخيرَ ما أرسلتْ به وأعوذُ بك من شرِّها وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أرسلتْ به.
- اللهم إنِّي أسألُكَ خيرَها وأعوذُ بك من شرِّها.
- اللهم صيبًا نافعًا.
- اللهم إنّا نستغفرك لكل ذنب يعقب اليأس من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك اللهم إنّا مستغيثون نستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك.
- اللهم إنّا نستغفرك لكل ذنب يدعو إلى غضبك أو يقربنا من سخطك أو يميل بنا عن طريقك الذي هديتنا إليه.
- اللهم إنّ مغفرتك أوسع من ذنوبنا ورحمتك أرجى لنا من أعمالنا إنّك تغفر الذنوب جميعًا لمن تشاء وأنت الغفور الرحيم فاغفر لنا ذنوبنا وتُب علينا يا تواب ويا أرحم الراحمين.
- اللهم إنّا نستغفرك من كل ذنب يحبط الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك علينا يا رب الأرض والسماوات.
- اللهم اجعل لي من كل ما يُقلقني ويثقل على قلبي من أمور الدنيا والآخرة فرجًا قريبًا ومخرجًا واسعًا وارزقني من حيث لا أحتسب واغفر لي خطاياي وطهّر قلبي وثبّت أملي في رحمتك ولا تتركني أرجو أحدًا سواك.
- اللهم إنِّي أسألُك يا من لا يعجزك شيء ولا يختلط عليك الأمر ويا من لا يشغله دعاء عن دعاء ويا من لا تملّه كثرة الإلحاح أن تعيذني من جهد البلاء ومن سوء القضاء ومن درك الشقاء ومن شماتة الأعداء.
- يا لطيف يا لطيف يا لطيف الطف بي بلطفك الذي لا يُدركه غيرك وأعنّي بقدرتك الشاملة اللهم إنِّي أترقب لطفك وأنتظر فرَجك فاجعلني من الذين تشملهم رحمتك ولا توكلني إلى نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك لا إله إلا الله الرحمن الرحيم.
- وبما أن هناك الكثير من الأدعية الواردة في الكتاب والسنة التي تخص الرياح والغبار والتي يعجز هذا المقال عن الإحاطة بها جميعًا يمكنكم الإسهام بذكر مزيد من الأدعية التي تعرفونها في التعليقات لنتعاون سويًا على نشر الخير وزيادة الفائدة.
