السَّرَطان مِن الأمراض الَّتِي تُشكِّل هاجِسًا لِلكَثِيرين فَخَوف النَّاس مِن سَماع اسْم هذا المَرَض يَزْداد يومًا بَعد يوم خصوصًا بين الأطباء وَمُنَظَّمات الصِّحَّة الَّتِي تَبْذُل جُهدَها فِي البَحث عَنْ طُرُق لِمُكَافَحَته وَلَكِن لَو نَظَرنا إَلَيه بِنَظْرة إِيمانيَّة مَع اليَقين والتوكُّل عَلَى الله لَوَجَدْنَا أَنَّهُ ابتلاء مِن الرَّحمن يَرْفَعُ بِه دَرَجَات المُؤمنين وَيُمَحِّصهم فِي دُنياهم.
التَّقَرُّب إِلَى الله بِالدُّعَاء وَالعَمَل الصَّالِح أَحد أَسْبَاب الشِّفَاء لِأَنَّ الله سُبحانه وَتعَالى قَادر عَلَى تَحقِيق المُعجِزَات لِكُل مَن يَلجَأ إِلَيه بصدق وَيَقِين وَيَرْجُوه بِخُشُوع وَمِن هذا المَنطَلَق نُقَدِّم لَكُم فِي هذا المَقال مَجمُوعة مُختارَة مِن أَدْعِية لِلطَّلَب مِن الله الشِّفَاء مِن السَّرَطان وَغَيرِه مِن الأَمراض وَنَسأَل الله أَنْ يَرزُق الجَمِيع الصِّحَّة وَالعَافِيَة.
- دُعَاء لِلمَرِيضَة بالسَّرَطان أُمِّي: «اذهب البأس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا أذهب البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلّا أنت يا ربّ العالمين».
- دُعَاء لِلشِّفَاء مِن مَرض خَطِير: اللهم بعدد من سجد وشكر نسألك أن تشفي كل مريض شفاءً لا يغادر سقما وتعوضهم خيرًا عن كل لحظة وجع وألم اللهم رد كل مريض إلى أهله سالمًا معافًا من كل أذى أو ضر.
- دُعَاء لِلتَّعَافِي مِن الأَوْرَام: إلهي أذهب البأس ربّ النّاس اشف وأنت الشّافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا أذهب البأس ربّ النّاس بيدك الشّفاء لا كاشف له إلّا أنت يا رب العالمين.
- دُعَاء للوقاية من السَّرَطان: اللهم هؤلاء عبادك قد أتعبهم المرض فيا ربّ باعد بينهم وبين السرطان كما باعدت بين المشرق والمغرب واشفهم شفاءً عاجلاً اللهم ارفع عنهم ما ألمَّ بهم وخفف عنهم ما أوجعهم وتولَّ أمرهم وكن معهم ولا تكن عليهم.
أدعية مأثورة لشفاء مرضى السرطان
- اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ برحمتِكَ الواسعةِ ولطفِكَ الخَفِيِّ وسِتْرِكَ البهيِّ أنْ تَمُنَّ عليَّ بالشِّفاءِ، اللَّهُمَّ أنتَ القادرُ على كلِّ شيءٍ فلا تَردَّ لي دعاءً ولا تُخيِّبْ لي رجاءً ولا تَدَعْ في جسدي مرضًا إلَّا داوَيْتَهُ ولا ألمًا إلَّا سَكَّنْتَهُ، إنَّكَ ولِيُّ ذلك والقادرُ عليه.
- اللَّهُمَّ نسألُكَ بأسمائِكَ الحسْنى وصِفاتِكَ العُليا وبرَحْمَتِكَ التي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ أن تَمُنَّ علينا بالعافيةِ، اللَّهُمَّ لا تَجْعلْ فينا علَّةً إلَّا أَزَلْتَها ولا داءً إلَّا شَفَيْتَهُ ولا ألمًا إلَّا خَفَّفْتَهُ وأَلْبِسْنا لِبَاسَ العافيةِ تامَّةً مِن غيرِ نقصانٍ ولا تأخيرٍ، اللَّهُمَّ اشفِ مَرضانا ومَرضى المُسلمينَ وتَوَلَّنا برَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
- اللَّهُمَّ إنَّا نَدْعُوكَ دعاءَ المُضطرِّ ونَسْأَلُكَ بقلوبٍ مُنكسرةٍ أن تَمُنَّ على كلِّ مريضٍ بالعافيةِ، اللَّهُمَّ ارْزُقْ كلَّ عليلٍ راحةَ الجسدِ وسلامةَ القلبِ وعافِيَةً لا تُفارِقُهُ أبدًا، اللَّهُمَّ رُدَّ كلَّ مريضٍ إلى أهلِهِ سالمًا مُعافًى مِن كلِّ سُوءٍ، أنتَ الحنَّانُ المنَّانُ واسعُ العطاءِ يا ذا الجلالِ والإكرام.
- اللَّهُمَّ اجعلْ القرآنَ العظيمَ رَبيعَ قَلْبي ونورَ صَدْري وجَلَاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي اللَّهُمَّ لا تُشْمِتْ بي عَدُوًّا ولا حاسِدًا واجعلْ حسنَ ظَنِّي بكَ هو شفائي وسِتْرَكَ لي هو دوائي أنتَ القويُّ وأنا الضَّعيفُ أنتَ الغنيُّ وأنا الفقيرُ فلا تَكِلْني إلى نفسِي طرفةَ عينٍ وعافني بِقُدْرَتِكَ التي لا يُعجزُها شَيْءٌ.
- اللَّهُمَّ احفَظْ لي قُوَّتي وبارِكْ لي في صِحَّتي ولا تَجْعلْ حاجتي لأحدٍ مِن عبادِكَ ولا تُؤاخِذْني بِذَنْبِي ولا تَجْعلْ السُّقْمَ والضَّعْفَ سَبَبًا في انطفاءِ ضِياءِ حياتي، اللَّهُمَّ بيدِكَ الأمرُ كلُّه فاكتُبْ لي العفوَ والعافيةَ وأرْزُقْني رزقًا طيِّبًا مُبارَكًا يكفيني ويَغْنِيني عَمَّنْ سِواكَ يا كريم.
- اللَّهُمَّ استُرْني سِتْرًا جميلًا فوق الأرضِ وارْحَمْني برحمتِكَ الواسعةِ إذا صِرْتُ تحتَ الأرضِ وَاغفِرْ لي يومَ العرضِ، اللَّهُمَّ أنتَ الرَّحمنُ فارْحَمْني وأنتَ الحفيظُ فاحفَظْني وأنتَ الكريمُ فتَولَّني بِكَرَمِكَ وأنتَ الشافي فاشفني مِن كلِّ داءٍ يُنهِكُ القُوَى، اللَّهُمَّ إني أعوذُ بكَ مِن شرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ وألوذُ بِك بِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقْتَ، أعوذُ بكَ يا اللهُ بكلماتِكَ التي أنزلتَها قل هو اللهُ أحد.
دعاء مستحب لطلب الشفاء من الأسقام
- يَا رب سبحانك لا إله إلا أنت أنت المُتفضّل على عبادك بعظيم رحمتك وكريم لطفك أسألك بعظمتك وقدرتك التي لا يُعجزها شيء في السموات ولا في الأرض أن تمسّني بعافيتك وترزقني القوة التي تحميني من كل سوء وتحفظني من كل شيء يُرهق الجسد ويُضعف الصحة وتُبعد عني الأمراض والأسقام بعزّتك وجلالك.
- أشهد أنك أنت الواحد الأحد الذي لا يُنازعك أحدٌ في مُلكك أمرُك نافذٌ في كل شيء لا إله إلا أنت الحليم الكريم أسألك أن تكتب لي الدواء في قضائك كما كتبت المرض في قدَرك وأن تجعل في تدبيرك لي الخير والشفاء فأنت المُتحكم في الأقدار والقادر على تغيير الحال لمن تشاء برحمتك الواسعة ارحمني واغفر لي وعافني بقوّتك التي لا يعجزها ضعف ولا يُنقصها عجز.
عوامل مؤثرة تسهم في التكيف مع المرض
حين يواجه الإنسان مرضًا، قد يشعر بأن الحياة فقدت معناها وأن الفرح لم يعد له مكان في حياته وقد يصل الأمر ببعض الأشخاص إلى حالة من الاكتئاب الشديد تجعلهم يتمنون الموت لكن هذه النظرة لا تعكس الحقيقة لأن المرض رغم شدته قد يحمل في طياته أمورًا إيجابية تساهم في تغيير نظرة الشخص لحياته وطريقة تعامله مع ظروفه.
البعض عند إصابتهم بمرض معين يعتقدون أنه مجرد معاناة دون أي فائدة لكن التعمق في التفكير والنظر للأمر من زوايا مختلفة قد يجعلهم يدركون أنه يمكن أن يكون سببًا في تحسين حياتهم بطرق لم يتوقعوها سابقًا فالقدرة على التكيف مع المرض تحتاج إلى إدراك بعض الجوانب المهمة التي تساعد الإنسان على التحمل والتأقلم مع وضعه الصحي ومن أبرز هذه الجوانب:
- الشعور بأن هذا الابتلاء قد يكون علامة على محبة الله لعبده فمن المعروف أن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه وهذا الابتلاء قد يظهر على هيئة مرض لكن الله سبحانه لا يضع عبدًا في موقف لا يستطيع تحمله لأنه يعلم أن الإنسان لديه قوة على التكيف مع الشدائد وهذا الأمر بحد ذاته يعكس رحمة الله عز وجل بعباده لأنه أرحم الراحمين.
- المرض قد يكون وسيلة تدفع الإنسان إلى التقرب أكثر من خالقه فالكثير من الأشخاص يزدادون خشوعًا في عباداتهم عند تعرضهم لابتلاء وخاصة إذا كان ذلك الابتلاء عبارة عن مرض حيث يجد الفرد نفسه متفرغًا بشكل أكبر للعبادة والتأمل في معاني القرآن وزيادة الالتزام بالصلاة والتوجه إلى الله بالدعاء بصدق راجيًا منه الشفاء مما يجعله في حالة روحانية أقرب إلى الطمأنينة والسكينة.
التسليم بقضاء الله وقدره
المؤمن الحَقّ يَكُون دائمًا راضيًا بكل ما يُقدره الله له ومُتقبلًا لما يمر به من ابتلاءات بالصبر والاطمئنان فالرضا بقضاء الله يُشعر القلب بالسكينة ويُعزز الإيمان بأن كل ما يأتي من الله قائم على العدل والحكمة فمن يدرك هذه الحقيقة يعيش حياته في راحة نفسية وطمأنينة تجعلنه أكثر صلابة أمام الشدائد وأقدر على مواجهة أقدار الحياة بقلب مطمئن وهذا يُعد من أهم ثوابت الإيمان.
ولكي يُحقق الإنسان تمام الإيمان عليه أن يُسلِّم لما يقدره الله له برضًا حقيقي لكن هذا لا يعني أن الإنسان لا يشعر بالحزن أو الألم فالنبي ﷺ نفسه ذرفت عيناه وبكى عند وفاة ابنه إبراهيم وهذا يدل على أن الحزن شعور طبيعي لا يتعارض مع الرضا بل يجتمع معه فالإنسان قد يحزن لكنه لا يسخط أو يعترض على أمر الله بل يتقبل أقداره بما فيها من خير وابتلاء.
الرضا يقي الإنسان من الاضطرابات النفسية التي يولدها الجزع وعدم الصبر فالسخط على البلاء لا يجني منه الإنسان سوى القلق والهم بينما الرضا يمنح النفس راحة وسكينة تجعل الإنسان أكثر ثباتًا وتمكنه من مواجهة مصاعب الحياة بروح مُطمئنة ويقينٍ بأن الابتلاءات ترفع الدرجات وتمحو الذنوب لمن أحسن الصبر واحتسبها عند الله.
إذا ابتلى الله عبده بمرض أو مصيبة فهذا علامة على محبته له لأن الابتلاء فرصة لتهذيب النفس وتكفير الذنوب وزيادة الحسنات فعلى المؤمن أن يُغير نظرته للابتلاء ويرى فيه حكمة ورحمة من الله وأن الصبر عليه والرضا به يقودان إلى الخير دائمًا فمن كان عنده يقين برحمة الله وعلمه بحاله تيقن أن الصبر على الأقدار يجلب العاقبة الطيبة وأن ما عند الله من الأجر والفضل أعظم مما يتخيله الإنسان.