يُعد الدعاء بعد الأذان من الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء بإذن الله وقد أرشدنا النبي ﷺ إلى استغلال هذا الوقت وتأدية العبادة بالصورة المأثورة عنه فكل عبادة في ديننا لها سنن وتوجيهات تساعدنا على أدائها وفق ما شُرع لنا وبما أن الأذان إعلان بدخول وقت الفريضة ونداء للصلاة فمن السنة أن يردد المسلم مع المؤذن في كل كلمات الأذان باستثناء موضعين هما “حي على الصلاة” و”حي على الفلاح” حيث يقول المسلم في هذين الموضعين “لا حول ولا قوة إلا بالله” اعترافًا منه بأنه لا يملك حولًا ولا قوة إلا بعون الله وتوفيقه.
نظرًا لأن الأذان والإقامة يُعتبران إعلانًا لدخول وقت الصلاة فمن الأفضل التطرق إلى جميع الأدعية المرتبطة بهما وعدم الاكتفاء بجانب واحد أما فيما يتعلق بالدعاء قبل الأذان فلم يثبت عن النبي ﷺ دعاء محدد ولكن ورد في الحديث أن النبي ﷺ قال لبلال رضي الله عنه: “يا بلال أقم الصلاة أرِحْنا بها” صحيح أبي داود وهذا دليل على أن الصلاة كانت قُرَّة عين النبي ﷺ فكما أن قلب المؤمن مُعلق بالصلاة فهي الصلة المباشرة بين العبد وربه.
عندما يرفع المؤذن الأذان ينبغي على المسلم أن يُردد معه كل كلمة يقولها باستثناء حينما يقول المؤذن “حي على الصلاة” و”حي على الفلاح” فعندها يكون الرد المشروع هو قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” وذلك لأن المؤذن يدعو الناس إلى أداء الصلاة فيُقر المسلم بأنه لا يستطيع أداء الطاعات والعبادات إلا بتوفيق الله وهذا الاقتباس مأخوذ من السنة النبوية حيث قال النبي ﷺ:
- إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر قال أحدكم: الله أكبر الله أكبر.
- وإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله.
- وإذا قال: أشهد أن محمدًا رسول الله قال: أشهد أن محمدًا رسول الله.
- ثم قال: حيَّ على الصلاة قال: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.
- ثم قال: حيَّ على الفلاح قال: لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ.
- ثم قال: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ قال: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ.
- ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنةَ صحيح أبي داود.
دعاء يُقال عند سماع الأذان وفق السنة النبوية
عند سماع الأذان يُشرع للمسلم أن يردد مع المؤذن كما ورد في السنة النبوية الشريفة غير أن هناك ذكرًا مخصوصًا ورد في الحديث الشريف ليُقال عند سماع الأذان وهو: “مَن قال حينَ يَسْمَعُ المؤذنَ: وأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه رضيتُ باللهِ ربًّا وبمحمدٍ رسولًا وبالإسلامِ دينًا غُفِرَ له” وهذا الحديث ثابت في سنن أبي داود.
من الضروري أن يُدرك المسلم أن الإسلام ليس مجرد ترديد لأذكار وأدعية باللسان بل هو دين يقوم على يقين القلب وإدراكه الكامل لمعاني ما يُقال ولهذا فإن الأمر لا يقتصر على مجرد التلفظ بهذا الدعاء طلبًا للمغفرة بل يتعلق بحضور القلب أثناء النطق به فالذكر لا يؤتي ثماره إلا إذا كان نابِعًا من قلب صاحبه بإخلاص ويقين كما أشار القرآن الكريم إلى أن الأضاحي لا تصل إلى الله بل يصل إليه التقوى الذي تحمله القلوب.
فالمقصود ليس مجرد تكرار الكلمات بل فهم ما تتضمنه من معانٍ عظيمة حين تنطق بهذا الذكر فأنت تُجدد إقرارك بوحدانية الله سبحانه وتعالى وتعلن خضوعك المطلق له وثقتك الكاملة به وهذا هو جوهر العبودية لله جل وعلا فإذا قلت هذا الدعاء وأنت على يقين بمعانيه ومستحضرٌ لعظمته في قلبك كان لك بذلك وعدٌ بالمغفرة والرحمة من الله عز وجل والله تعالى أعلم.
الدعاء المستحب بعد الفراغ من الأذان
بعد انتهاء الأذان، هناك دعاء مستحب يُقال، وقد ورد عن النبي ﷺ وله فضل عظيم، فمن التزم به نال شفاعة الرسول ﷺ يوم القيامة، وهذا الدعاء كما يلي:
- عند سماع الأذان، يُستحب ترديد كلمات المؤذن، ثم الصلاة على النبي ﷺ، فمن صلى عليه مرة صلى الله عليه عليه عشر مرات، ثم يُدعى للنبي ﷺ بالوسيلة، وهي منزلة لا تُعطى إلا لعبد من عباد الله، وقد أخبر النبي ﷺ أنه يرجو أن يكون هو ذلك العبد، ومن سأل الله له الوسيلة نال شفاعته ﷺ يوم القيامة، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي.
- وثبت عن النبي ﷺ في حديث آخر أنه قال: “مَن قال حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ والصَّلَاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ” صحيح البخاري.
- كما أن هناك صيغة أطول يستعملها البعض وتُذاع كثيرًا في المحطات الإذاعية والقنوات التلفزيونية، وهي: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ سيدنا محمدًا الوسيلة والفضيلة، والدرجة العالية الرفيعة، وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
- الذكر من أعظم العبادات وأيسرها، وقد أكّد النبي ﷺ على فضله، فقد جاء رجل إلى النبي ﷺ وقال له: “يا رسولَ الله، إن شرائع الإسلام قد كثُرت عليَّ فأخبرني بشيءٍ أتشبَّثُ به”، فقال له النبي ﷺ: “لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ” صحيح الترمذي.
ولأن الانشغال قد يمنع البعض من ذكر الله طوال اليوم، فمن الأفضل المداومة على الأذكار المرتبطة بالأذان، فهي وسيلة تجعل القلب متصلًا بالله في كل حين، فالصلاة مع هذه الأذكار تجعل العبد في ذكر دائم من الصباح حتى المساء.
أبرز صيغ الصلاة على النبي في الدعاء بعد الأذان
جعل الله الصلاة على النبي مُقترنة بالأذان فكان هذا من تكريمه لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ورحمة لعباده فقد ورد في قوله -تعالى-:
- خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) سورة التوبة.
فإذا كانت صلاة النبي على المؤمنين تبعث في قلوبهم الطمأنينة فكيف إذا كانت الصلاة من الله نفسه على عبده؟ فقد قال -عزّ وجلّ-: “من صلَّى عليَّ واحدةً صلَّى اللَّه عليهِ عشرًا” صحيح النسائي مما يعني أن من يلتزم بالصلاة على النبي عقب الأذان يُرزق عشر صلوات من الله عليه وهذا باب عظيم من الرحمة والفضل.
لذلك ينبغي على المسلم أن يتحرى أفضل صيغ الصلاة على النبي بعد الأذان ومن أعظم هذه الصيغ الصلاة الإبراهيمية:
- اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
- اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
أما إذا لم يكن لديه وقت كافٍ لذكر الصلاة الإبراهيمية فيمكنه الاكتفاء بأي صيغة قصيرة مثل: “اللهم صلِّ وسلِّم على نبينا محمد”.
الأدعية الواردة بين الأذان والإقامة
بما أن الأذان والإقامة يُعدّان إعلانًا لدخول وقت الصلاة، فإن الفترة التي تفصل بينهما تُعتبر من الأوقات المباركة التي يُستحب فيها الدعاء ويُرجى فيها القَبول.
الدعاء في هذا الوقت له فضلٌ عظيم فقد جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله: لا يُردُّ الدعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ وهو حديث صحيح ورد في سنن أبي داود كما جاء في رواية أخرى: الدُّعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ مُستجابٌ فادْعوا وهو حديث صحيح مُثبت في صحيح الجامع.
وهذه الأحاديث تُبيّن أن هذه الدقائق التي تفصل بين الأذان والإقامة تُعدّ من الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء ولذلك فإن على المسلم اغتنامها في التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بطلب الحاجات والمناجاة، فهي فرصة مُتكررة يوميًا كما أنها تُشبه في فضلها الأوقات التي ورد فيها نصوص تدل على استجابة الدعاء مثل الثلث الأخير من الليل.
وإذا كان هذا الدعاء بين الأذان والإقامة في وقت الفجر فذلك يُضفي عليه مزيدًا من الطمأنينة والخشوع إذ يكون القلب أكثر صفاءً وأبعد عن صخب الحياة مما يجعل الرجاء في استجابة الدعاء أعظم بإذن الله.
وقد ثبت في حديث آخر أن رجلًا جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – يسأل: يا رسولَ اللهِ، إن المؤذنين يَفْضِلوننا؟ فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم -: قلْ كما يقولون، فإذا انتهيتَ فسلْ تُعْطَه وهو حديث صحيح رواه أبو داود.
وهذا الحديث يُشير إلى أن بعض الصحابة كانوا يرون أن المؤذنين ينالون أجرًا كبيرًا بسبب رفعهم للأذان، فبيّن لهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن من أراد نيل هذا الفضل فعليه أن يردد كلمات الأذان ثم يدعو الله بعد انتهائه فذلك من مواطن إجابة الدعاء وهذا يفتح للمسلم بابًا عظيمًا لتحقيق ما يرجوه من ربه.
أفضل الأدعية التي تُقال بين الأذان والإقامة
إذا كنت تبحث عن دعاءٍ مناسب لهذا الوقت فقد ورد في الحديث النبوي: “الدعاءُ لا يُرَدُّ بين الأذانِ والإقامةِ” قالوا: فماذا نقولُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: “سَلُوا اللهَ العافيةَ في الدنيا والآخرةِ” حديثٌ حسنٌ في سنن الترمذي وهذا الحديث يُبرز فضل هذا الوقت لاستجابة الدعاء ويُرشد فيه النبي ﷺ لأحد أعظم الأدعية.
عندما يدعو الإنسان بالعافية فإنه يسأل الله أعظم النِّعَم التي تشمل الصحة والسلامة في أمور الدين والدنيا وقد جاء في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال:
- قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ قال: “سلِ اللَّهَ العافِيةَ” فمَكثتُ أيَّامًا ثمَّ جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ فقالَ لي: “يا عبَّاسُ، يا عمَّ رسولِ اللَّهِ، سلِ اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ” صحيح الترمذي، فمن لم يكن لديه دعاءٌ معين في هذا الوقت فليجعل دعاءه بالعافية كما أرشدنا النبي ﷺ.
أدعية مأثورة من القرآن الكريم تُقال بين الأذان والإقامة
الأدعية التي جاءت في القرآن الكريم على لسان الأنبياء تُعد من أعظم ما يمكن للمسلم أن يدعو به فهي أدعية اختارها الله لتُذكر في كتابه العزيز مما يمنحها منزلة خاصة وقبولًا كبيرًا عند الدعاء بها هذه الأدعية تحمل معانٍ عميقة وتعبر عن حاجات الإنسان في مختلف الظروف والمواقف وهي تُشمل طلب الرحمة والمغفرة والتوفيق والثبات وغيرها من الأمور التي يحتاجها المسلم في حياته.
عند الرغبة في الدعاء بأي أمر يخطر في البال يجد المسلم في القرآن الكريم أدعية متعددة تُناسب مختلف الحالات التي قد يمر بها مما يتيح له اختيار ما يوافق حالته ويعبر عن حاجته بأفضل صيغة ممكنة فيما يلي بعض هذه الأدعية مصحوبة بشرح موجز لها مما يساعد في إدراك معانيها واختيار ما يكون أكثر تأثيرًا في القلب وأشد تعبيرًا عن الحاجة:
أدعية من القرآن الكريم تتعلق بالذرية الصالحة
مَن كان قلبه يتشوّق إلى أن يرزقه الله الذرية الصالحة فليرجع إلى القرآن الكريم فيجد أنبياء كرامًا قد سبقوه بهذا الدعاء وكانت قلوبهم ممتلئة باليقين برحمة الله وعطائه العظيم ومن هذه الأدعية ما جاء على لسان النبي زكريا عليه السلام حين توجّه إلى ربه قائلاً في سورة آل عمران: هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فلم يكن دعاؤه نابعًا إلا من تأمله في قدرة الله الواسعة وذلك بعدما رأى الرزق المعجز الذي كان يصل إلى السيدة مريم دون أن يكون لأحد من البشر يد فيه فقد كانت تُرزق بفاكهة الصيف في الشتاء وبفاكهة الشتاء في الصيف فازداد يقينه بأن الله قادر على كل شيء فدعا خاشعًا أن يمنحه ذرية صالحة رغم تقدّمه في العمر.
يُذكِّرنا هذا الموقف بأن القبول عند الله ليس أمرًا مستحيلًا فقد استجاب الله حتى لإبليس حين طَلب أن يُمهل إلى يوم البعث كما جاء في قوله تعالى في سورة الأعراف: قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15) فإذا كان هذا قد أُجيب له وهو رأس العصيان فكيف يردّ الله من يُناجيه بحاجته وهو الكريم المنّان؟ لكن الفرق هنا بين استجابة الدعاء وتحقيق المطلوب لذا لا ينبغي لقلوبنا أن تيأس فتَوكُّل العبد على الله هو طريق الفرج لأمانيه.
كما أن النبي زكريا عليه السلام لم يكتفِ بدعاء واحد فقد واصل التضرُّع وجاء في دعائه في سورة الأنبياء: وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) كان يوقن بأن الله هو مالك كل شيء لكنه رغم ذلك اشتاق إلى أن يرزقه الله من يكون له أنيسًا يحمل رسالته من بعده وفي سورة مريم دعاه مرة أخرى قائلاً: وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) وهذا يُشير إلى قيمة الإلحاح في الدعاء فرغم أن الله قد كتب لهم القبول إلا أنهم لم يتوقفوا عن تكرار الطلب من خالص قلوبهم ويقينهم بكرم الله وقدرته.
ومن الأسباب التي يُمكن أن يلجأ إليها العبد لينال هذه النعمة الاستغفار فقد جاء في سورة نوح قول الله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) فمن داوم على الاستغفار بصدق وإخلاص نال من فضل الله العظيم ما لا يُحصى وكان من بين ذلك رِزقه بالذرية الصالحة التي يهنأ بها قلبه.
دُعاءٌ عظيمٌ وَرَدَ في القرآن الكريم يُمكن أن يُقال بعد الأذان لطلب التوفيق في الزواج وسعة الرزق.
نبيُّ اللهِ موسى –عليه السلام– كَانَ في غُربةٍ عن أهله بعدما وَقَعَ له حادثُ القتلِ الخطأ، فكان خائفًا لا يملك مأوى يؤويه ولا زَوجة تُؤنس وحدته ولا طعامًا يُقوّيه فرفع يديه إلى السَّماء متضرِّعًا ودعا قائلًا: فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ سورة القصص.
جمع هذا الدعاء بين كل احتياجاتِه فكان يطلب من اللهِ تعالى أن يُنزِلَ عليه الخيرَ في أموره كلِّها فاستجاب الله لدعائه وأكرمَه بالسَّكنِ الهادئ وَوَهَبَ لهَ الزوجة الصالحة وَجمعهُ بأهله وَرَزقهُ الطعامَ والكفاف فلذلك يُمكن تَرديد هذا الدُّعاء بعد الأذان وطلب الخير والرزق والبركة من الله عز وجل فهو سُؤالُ المحتاج لفضل الله الذي لا ينفد.
مجموعة أدعية متنوعة مقتبسة من القرآن الكريم
صلاح الدين والدنيا والفوز بالجنة هي الغاية التي يسعى إليها كل مسلم لذلك يمكن للإنسان أن يدعو الله بما يشاء خاصة في أوقات الاستجابة مثل الأذان فالدعاء وسيلة عظيمة لطلب الخير في الدنيا والآخرة ومن أروع الأدعية التي وردت في القرآن الكريم تلك التي دعا بها الأنبياء والصالحون ومن بين هذه الأدعية:
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) وهو دعاء ثابت في كل صلاة حيث يسأل العبد الله الهداية إلى الطريق المستقيم الذي سار عليه الصالحون فالثبات على هذا الصراط يجعل حياة الإنسان متزنة ودينه ودنياه في خير.
كان النبي ﷺ يكثر من دعاء: وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) سورة البقرة وهذا الدعاء فيه طلب من الله للخير في الدنيا والآخرة دون تغليب إحداهما على الأخرى وهو يعلم المسلم التوازن بين السعي لنعيم الدنيا والعمل للفوز بالآخرة.
مع كثرة الفتن وانتشار المغريات في الحياة أصبح العبد في حاجة دائمة للثبات على الحق ومن أعظم الأدعية التي تحقق هذا الهدف قول الله تعالى: رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (8) سورة آل عمران فالقلب يتقلب بيد الله وطبيعة الإنسان أنه يضعف ولكن من سأل الله الهداية والثبات يكون في رعاية الله وتوفيقه.
تعد مغفرة الذنوب بابًا عظيمًا للخير فقد جاء في القرآن الكريم دعاء يوضح أثر الاستغفار في تغيير حياة العبد للأفضل: وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) سورة آل عمران فعندما يتوب المسلم إلى الله ويصلح حاله يجد بركة في حياته وتُفتح له أبواب الخير مما يجعل هذا الدعاء نموذجًا رائعًا لطلب المغفرة والثبات والنصر.
ومن الأدعية العظيمة التي تدل على أهمية الصلاة والحرص عليها ما دعا به نبي الله إبراهيم -عليه السلام-: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) سورة إبراهيم فالصلاة هي عماد الدين وأعظم وسيلة لارتباط العبد بربه وهذا الدعاء فيه رجاء من الله للثبات على الصلاة وترسيخها في حياة المؤمن وذريته ليكونوا من المحافظين عليها.
استكمال الأدعية المتنوعة من القرآن الكريم
الوالدان لهما مكانة عظيمة في حياة الإنسان ومن البر بهما أن يُخصَّص لهما دعاءٌ خالصٌ لله سبحانه وتعالى فالنبي إبراهيم -عليه السلام- دعا لوالديه قبل أن يتضح له حال والده في الكفر فيُستَحبُّ أن يُقال: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) سورة إبراهيم ويستحب أن يكون الدعاء لهما عقب الأذان مباشرة.
كما يمكن أن يُضاف إليهما في الدعاء أثناء الأوقات التي ترفع فيها الأعمال مثل الوقت بين الأذان والإقامة وذلك بقول: رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) سورة الإسراء فهذا الدعاء من أعظم القربات التي يمكن تقديمها لهما سواء كانا أحياءً يُرزقون أم انتقالا إلى جوار الرحمن.
وفي حال كان الشخص في حيرة من أمره ولا يدري أي طريق يسلك أو أي أمر يختار فالدعاء سبيل للتوفيق وطلب العون من الله فقد دعا أصحاب الكهف في لحظة شدة بقولهم: رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) سورة الكهف فمن أراد التيسير والتوفيق في قراراته فيُفضل أن يكون هذا الدعاء على لسانه خصوصًا بعد الأذان حتى يُفتح له باب السداد في اختياراته.
الحياة مليئة بالتحديات والمغريات والإنسان مهما امتلك فإنه لن يحوز كل شيء فالنعيم الدنيوي مهما بلغ فهو مؤقت ولكن الجنة تختلف تمامًا فهي دار النعيم الأبدي فمَن رُزِق بيتًا فيها فقد نال الخير كله لذا من الجميل أن يكون الدعاء متجهًا نحو هذا الهدف السامي بقول: رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ (11) سورة التحريم ليكون له منزل عند الله في جنته حيث النعيم الذي لا يفنى.
أدعية مأثورة بين الأذان والإقامة من السنة النبوية
يُعتبر الوقت الذي يكون بين الأذان والإقامة من الأوقات الفاضلة التي يُستجاب فيها الدعاء فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُولي هذا الوقت أهمية كبيرة ويحرص فيه على مناجاة الله بأفضل الأدعية ومن الأدعية الواردة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الوقت.
كان الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- يدعو بالأدعية التي تجمع الخير كله ومن أعظم الأدعية الجامعة التي وردت عنه:
- اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ..
- اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا صحيح ابن ماجه.
دعاء العفو من أعظم الأدعية التي ينبغي على المسلم أن يحرص عليها لأن العفو من الله هو باب المغفرة والرحمة، ومن أجمل ما يُدعى به: اللَّهُمَّ إنَّك عفوٌّ تُحبُّ العفو فاعْفُ عني صحيح الجامع، فالمؤمن ينبغي له أن يُلح في طلب العفو من ربه في كل وقت.
وكان النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- يحرص على دعاء يبعث الطمأنينة في النفس ويُعين على مواجهة الهموم والمصاعب، وهو: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك من الهمِّ والحزنِ والعجزِ والكسلِ، والبُخلِ والجُبنِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ الرجالِ صحيح البخاري، وهذا الدعاء من الأدعية النافعة التي ينبغي أن يداوم المسلم عليها في دعائه اليومي.
وقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- الكثير من الأدعية سواء من القرآن الكريم أو السنة النبوية إلا أن هذه الأدعية تُعد من أعظم ما يُدعى به بعد الأذان وبين الإقامة لما فيها من معانٍ عظيمة تؤكد على تعلق العبد بربه وكمال احتياجه إليه والله عز وجل يحب أن يسمع عبده وهو يدعوه بإخلاصٍ وإلحاح.
أدعية مستحبة بعد الأذان لعام 2025
وردت العديد من الأدعية في القرآن الكريم والسنة النبوية التي يُستحب الدعاء بها بعد الأذان وقبل إقامة الصلاة وهناك أيضًا مجموعة أخرى من الأدعية التي يمكن للإنسان أن يدعو بها في هذا الوقت الفضيل ومن هذه الأدعية:
- اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني، واقضِ لي حاجتي، ويسر أمري، ونجني من كل هم وضيق، واكشف عني الكرب، واهدني إلى سواء السبيل، وألهمني الصواب في القول والعمل، واجعل لي من لدنك توفيقًا ورحمة.
- ربي أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأحسن عاقبتي في الأمور كلها، ووفقني لما تحب وترضى وبارك لي في رزقي، وأعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأغنني بفضلك عمَّا سواك، وأكرمني بسعة الرزق والبركة في المال والأهل.
- إلهنا نسألك عزة الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك الموحدين في كل مكان واحفظ بلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ووفق ولاة أمورنا لما فيه الخير والرشاد، وارزقنا الأمان والاستقرار وألف بين قلوبنا، واجعلنا من عبادك الصالحين.
- اللهم أنر بصيرتي بنور هدايتك، وأمطر على قلبي سكينة وطمأنينة واجعل لساني رطبًا بذكرك وشكرك، وأرزقني حسن الخُلق ووفقني لما تحب وترضى، وتقبل مني صالح الأعمال، وبارك لي فيما أعطيتني من النعم والخيرات.
- ربنا اغفر لنا خطايانا وإسرافنا في أمرنا، وتجاوز عن زلاتنا واستر عيوبنا، واقبل توبتنا الصادقة وألبسنا ثوب العافية، وأكرمنا بسعة الرحمة والمغفرة، واهدنا إلى صراطك المستقيم وتولَّ أمورنا برحمتك التي وسعت كل شيء.
- مولانا لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، توكلنا عليك وفوضنا أمرنا إليك، فاكشف عنا ما أهمَّنا وفرِّج كروبنا، ووفقنا إلى ما فيه الخير والصلاح، وأكرمنا بصحبة الأخيار وارزقنا سعادة الدارين، واجعلنا من المقبولين لديك.
- ربي أنت الغني ونحن الفقراء إليك، ارزقني من واسع كرمك وبارك لي في عمري وعملي واملأ قلبي بالرضا، واهدني لأحسن الأعمال، واغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأكرمني بجنات النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم إني أسألك النجاح في كل أمر، والتوفيق في كل عمل والبركة في كل رزق، وأكرمني بما أتمنى، ويسر لي سبل الخير وأعني على طاعتك، وارزقني من الخير فوق ما أرجو وأغنني بحلالك عن حرامك، وارزقني البركة في كل شيء.
أدعية دينية تقال عقب الأذان
يُعَدُّ وقت الأذان من الأوقات المباركة التي يُستحب فيها الدعاء حيث يتنزل الخير والبركة لذا من الجميل تذكير الأهل والأصدقاء بهذه اللحظات الطيبة والحرص على استغلالها بالدعاء والتضرع إلى الله وهذه مجموعة من الأدعية التي يُمكن التوجه بها إلى الله بعد الأذان راجين رحمته وفضله:
- اللهم ارزقني من واسع كرمك وبارك لي في أيامي واجعلني من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، اللهم لا تتركني لنفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله واغمر أيامي بتوفيقك وهدايتك وسهّل عليّ سُبُل الخير ووفقني لما تحب وترضى.
- يا الله، أعوذ بك من زلات نفسي ومن الذنوب التي تحجب عني رضاك، أسألك المغفرة والعفو والستر، اللهم قوني على طاعتك وكن معي في كل درب أخطوه، أنت الناصر والمعين، فإليك وحدك ألجأ فلا تكلني إلى غيرك.
- اللهم لا تجعل قلوبنا تميل عن طريق الحق بعد أن هديتنا، وثبّت أقدامنا على صراطك المستقيم، ارزقنا رضاك وأكرمنا بجناتك اللهم أنت القادر على كل شيء، فتولنا برحمتك واغمرنا بلطفك وكن لنا وليًا ونصيرًا في دنيانا وآخرتنا.
- يا حي يا قيوم أنت ملجئي وسندي، لا يُفتح باب إلا بأمرك ولا يُغلق إلا بإرادتك، اللهم يسّر لي كل أمر عسير وافتح لي أبواب الخير من حيث لا أحتسب تولّني برحمتك فأنت أرحم الراحمين.
- اللهم إني أستودعك نفسي وديني وأيامي، فاكتب لي الخير وأبعد عني الشر، اللهم تقبّل توبتي واغفر زلتي واكتب لي القبول بين عبادك، أنت الكريم الغفور فلا ترد دعائي.
- اللهم املأ حياتي بالسعادة وقلبي بالرضا وأيامي بالطاعة، اللهم متعني بالصحة والعافية وبارك لي في أهلي وأحبتي واجعلنا من أهل جنات النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم اغفر لوالديّ وارحمهم برحمتك الواسعة واجزهم عني خير الجزاء، اللهم أنر قبورهم بنورك واجعلها روضةً من رياض الجنة، وارزقنا لقاءهم على حوض نبيك صلى الله عليه وسلم في دار كرامتك.
هل يُسمح للإمام بالكلام قبل الأذان أو بعده بغيره؟
يُسمَح للإمام بالتحدث قبل الأذان أو بعده إذا كان حديثه متعلقًا بأمور الصلاة ذاتها كتنبيه المصلين على استقامة الصفوف أو حثّهم على التراصّ الصحيح أثناء الاصطفاف كما يمكنه توجيه المصلين لإكمال الصف الأول أولًا لضمان ترتيب الصلاة بشكل منظم وهذا الأمر لا يُعد من الأحكام التعبدية المحضة وإنما يُراعى بحسب الحاجة إليه وهو ما ذكره الشيخ ابن عثيمين أما أثناء الأذان فلم يُنقل عن السلف أنهم كانوا يتحدثون خلاله ومع أنه لا يوجد نص يمنع ذلك صراحة إلا أن تركه أولى ليبقى الأذان خالصًا للدعوة إلى الصلاة دون إضافة أي حديث آخر قد يشوش على مقصده الأساسي.
ما هو فضل الدعاء بعد رفع الأذان؟
فضل الدعاء بعد رفع الأذان عظيم ومن أهم ما يميز هذا الوقت أن الله يستجيب لمن يدعوه، وهذا بذاته نعمة عظيمة لكن فضائل الدعاء لا تقتصر على الاستجابة فقط بل تمتد لتشمل العديد من الجوانب الروحانية التي تعكس مكانته الرفيعة في الإسلام.
تأمل قول النبي ﷺ: “ليسَ شيءٌ أكرمَ على اللَّهِ تعالى منَ الدُّعاءِ” الترمذي – حسن صحيح فمن خلال السنة النبوية نجد الكثير من الأحاديث التي ترسخ أهمية الدعاء وتدعو المؤمن للاستزادة منه ومن تلك الأحاديث يمكن استخلاص عدة فضائل بارزة:
- الدعاء من أعظم الأسباب التي ترد القضاء وتغير القدر، فدعوة نابعة من القلب قد تفتح للعبد أبواب الخير وتحول مسار حياته نحو الأفضل كما قد تدفع عنه مكروهًا لم يكن يدركه.
- هو في ذاته عبادة عظيمة لأن الله بيّن في كتابه الكريم أن الامتناع عن الدعاء نوع من الاستكبار، ومن يستكبر عن عبادة الله يكون مصيره العذاب، فالتضرع لله يعكس تواضع العبد وإقراره بأن لا حول له ولا قوة إلا بفضل الله.
- الإنسان الذي لا يدعو يُعد عاجزًا في نظر الشريعة لأن النبي ﷺ وصف تارك الدعاء بهذا الوصف حتى وإن كان بكامل قوته وصحته، فاللجوء إلى الله هو السبيل الحقيقي للقوة والعون.
- هو باب واسع من أبواب الرحمة، فقد أكد النبي ﷺ أن رحمة الله تتجلى فيمن يتوجه إليه بالدعاء ويرجو إحسانه وفضله.
- من أحب الأعمال إلى الله إلحاح العبد في الدعاء، فالإلحاح ليس مجرد تكرار بلا معنى، بل يعبر عن الثقة التامة في أن الخير بيد الله وحده وأنه المستجيب لمن يدعوه بإخلاص.
- يجعل العبد يدرك حجمه الحقيقي رغم ما قد يملكه من قوة أو جاه أو سلطان، إذ يبقى الإنسان ضعيفًا لا يملك لنفسه شيئًا إلا ما شاء الله له.