سورة الفتح تُعَدُّ واحدة من السور العظيمة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم محمد ﷺ لتكون مصدرًا للطمأنينة والبشرى لقلب النبي والمؤمنين بفضل الله وعونه ويزيدهم إيمانًا ويقينًا بنصر الله المبين وقد أنزلت هذه السورة عقب صلح الحديبية مباشرة لتبشر النبي والمسلمين بالفتح القريب ونشر رسالة الإسلام في أرجاء المعمورة.
الله عزَّ وجلَّ أوضح مكانة الفتح وأهميته من خلال تكرار كلمة “الفتح” أربع مرات في هذه السورة حيث وردت في بدايتها في قوله تعالى إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا لتكون بداية السورة حاملة لأعظم بشارة وذكرت أيضًا في قوله تعالى وأثابهم فتحًا قريبًا وأعيد ذكرها في قوله تعالى فجعل من دون ذلك فتحًا قريبًا مما يؤكد على الرسالة العظيمة التي تحملها السورة والتي لها أبعاد روحانية وبشائر نصر وتمكين فريد للمؤمنين بالإضافة إلى أن الدعاء الذي ارتبط بهذه السورة والمعروف دعاء سورة الفتح صار دعاءً موصيًا به للمسلمين لتحقيق الأمنيات وقضاء الحوائج.
امتازت سورة الفتح بمزايا خاصة جعلتها واحدة من السور الفريدة في القرآن الكريم وخصها المولى عزَّ وجلَّ بفضائل جليلة ومعانٍ سامية تدل على عظمة هذه السورة ولكن قبل أن ننتقل للحديث عن دعاء سورة الفتح وميزاتها من الأفضل أن نُلقي نظرة على بعض النقاط المهمة التي تتعلق بهذه السورة:
- اسم السورة: سورة الفتح.
- مكان نزول السورة: سورة مدنية.
- وقت نزول السورة: نزلت السورة في المدينة المنورة بعد صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة.
- ترتيب السورة في المصحف الشريف: رقمها 48.
- عدد الآيات: 29 آية.
- كلمات السورة: 560 كلمة.
- عدد حروف السورة: 2456 حرفًا.
دعاء سورة الفتح لقضاء الحوائج مكتوبًا
يُعدُّ دعاء سورة الفتح لقضاء الحوائج من الأدعية التي يكثر البحث عنها عبر الإنترنت ومنصات التواصل حيث يسعى الناس من خلالها إلى التقرب إلى الله تعالى طلبًا لتيسير أمورهم وتحقيق مقاصدهم خاصة في ظل ما يواجهونه من صعوبات الحياة ومشاقها ومن أجمل هذه الأدعية ما يأتي:
- سبحان الله الذي لا يستحق العبادة أحدٌ سواه العزيز الرحيم، الذي بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير أسألك يا الله أن تفرّج كربي وتقضي حاجتي وتغفر زلّاتي وتجعل لي من فضلك نصيبًا، يا أرحم الراحمين ويا ملك الملوك.
- يا أكرم الأكرمين ويا رب العرش العظيم أعوذ برحمتك وأتوجه إليك بدعواتي، أسألك أن تفتح لي أبواب فرجك وأن تعينني على أموري وتيسّر لي أمري وتكرمني وتكتب لي من الخير ما يرفع شأني ويقربني منك يا الله، فما خاب عبد دعاك ورجا رحمتك.
- ربي ورب كل شيء يا واسع المغفرة ويا كريم العطاء، أتوسل إليك برحمتك وعفوك وبما وسعت رحمتك كل شيء أن ترحم ضعفي وقلة حيلتي وأن تمن عليّ برزقٍ فيه البركة والخير، وأن تعطيني القوة والعزيمة لتجاوز محاط الحياة وتسهل لي السبيل إلى ما فيه صلاح أمري.
- اللهم يا غفور يا رحيم يا صاحب الفضل والإحسان يا ودود يا ذو العرش المجيد يا فعال لما تريد، أرجوك أن تغفر ذنوبي وكل أخطائي وتمنحني الصبر والقوة على ما أواجه من تحديات وأن ترحم أمواتنا وترفع قدرهم وتجعلهم من أهل النعيم، وأن تقضي حوائجنا بما فيه خير لنا في الدنيا والآخرة بعلمك ورحمتك.
- يا رب العالمين أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن ترزقني من كل خير تدخله على عبدك وأن تكتب لي النجاة والسلامة من كل شر وتغفر لي الذنوب والخطايا وتفتح لي أبواب الخير والتوفيق بكرمك وعفوك وفضلك العظيم.
أدعية سورة الفتح لجلب الرزق الوفير
البحث عن الرزق هو مطلب دائم لكل إنسان ولا يقتصر الرزق على المال فقط بل يمتد ليشمل الزوجة الصالحة والأبناء والصحة والعمل الصالح والمكانة الطيبة بين الناس ولذلك دائمًا ما يلجأ المؤمن إلى الدعاء والتضرع لله طلبًا للرزق الوفير وفتح أبوابه وهناك أدعية مستوحاة من سورة الفتح تتميز بعمق المعاني وصدق التوجه لله ومن هذه الأدعية التي يمكن أن تُقال بإيمان وتضرع.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له لهُ المُلْك ولهُ الحمد وهوَ على كل شيءٍ قدير، هذا الذكر يُذكّرنا دائمًا بأن الله وحده هو المالك الحقيقي لكل شيء وهو القادر على المنح والمنع وأرزاق العباد جميعها بيده بلا شريك ولا وسيط.
- اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفعُ ذا الجَدّ منك الجَدّ، بهذا الدعاء يتوسل العبد إلى الله أن يمنّ عليه بما هو خير له فهو وحده القادر على المنع والعطاء ويطلب منه الكرم بما كُتب له وصرف ما لا طريق فيه للخير.
- يا واسع المغفرة ويا غافر الذنوب ويا رازق المحتاج، نسألك أن ترزق عبدك الفقير غنى يغنيه عن الحاجة وصحة تبعد عنه عناء المرض واستقامة تعينه على البقاء في طريق الخير دون اعوجاج أو ضلال.
- اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا وقلبًا خاشعًا ورزقًا وفيرًا وعملًا صالحًا يُرضيك ويتقبله منا في الدنيا والآخرة لأنك وحدك المليك المتصرف في كل أمر فلا نطلب العون والسداد إلا منك وأنت القادر على تحقيق ما نسعى إليه.
- يا رحمن يا رحيم نسألك برحمتك الواسعة أن تجعل سورة الفتح بابًا لرحمتك الواسعة ومفتاحًا للخيرات والرزق وأن تُكرمنا بجودك وكرمك كما تُجود على عبادك الصالحين الذين رضيت عنهم وأحبتهم.
- اللهم نسألك أن تعزّ المسلمين وتُغنيهم بحلالك عن كل من سواك، وألا تجعل أرزاقهم تحت اليد التي لا تخاف الله ولا ترحم وأن ترزقهم من عندك رزقًا يكفي حاجتهم ويفيض بما يعينهم على حياتهم برضا وبركة وكرم لا ينقطع.
دعاء سورة الفتح لتحقيق النصرة على الأعداء
سورة الفتح تتحدث في آياتها الأولى عن البشارة والنصر للمسلمين وعن تمكين الدين الإسلامي وإعلاء كلمته على الكافرين وأعداء الإسلام ولذلك من يتطلع لدعاء قوي يناشد فيه النصرة للإسلام والمسلمين يلجأ إلى تكرار دعاء سورة الفتح بصفة مستمرة طالبًا المدد والتيسير من الله سبحانه وتعالى ويمكن دعاء النصرة على الأعداء أن يكون بالصيغ الآتية:
- اللهم إني أدعوك بأسمائك الحسنى وبما أكرمت به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأشرف الخلق أجمعين أن تنصرنا على أعداء الإسلام يا رب العالمين وأن توفقنا لتيسير أمورنا وتقويم أحوالنا برحمتك وفضلك الواسع يا أكرم الأكرمين.
- يا الله يا عزيز يا جبّار نرفع إليك دعاءنا بحق سورة الفتح وبمكانة القرآن الكريم الذي أنزلته على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن توفقنا لنصرة دينك وتقوية صفوف المسلمين وتحقيق كلمتك العليا على الأرض.
- اللهم اجعل وحدة المسلمين قوتهم واجعل محبتهم لبعضهم مصدر عزتهم، ووحّد صفوفهم تحت راية الإسلام وكلمة التوحيد ربنا اجعلهم يدًا واحدة تعمل لنصرة دينك العظيم وتصمد أمام كل من يعاديه، فأنت يا ربنا القادر على جمعهم.
- اللهم ارزقنا من فضلك ما يغنينا عن سؤال أحد سواك وأبعد عنا كل شر وكل محرّم، واحمِنا بقدرتك ممن لا يخافك ولا يتقيك يا عفوّ يا غفور يا كريم.
دعاء سورة الفتح لتيسير الزواج مكتوبًا
أصبَح هناك اهتمام ملحوظ بين الشباب والفتيات بأدعية سورة الفتح حيث أتى ذلك نتيجة لما يواجهه الكثير منهم من تحديات اقتصادية وضغط الحياة اليومية مما دفعهم للبحث عن وسائل يتقربون بها إلى الله عز وجل ليحقق لهم حلم الزواج بمن يكون شريكًا صالحًا وداعمًا لهم في أمور الدين والدنيا وتزداد الرغبة في الدعاء باعتباره وسيلة للتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ومن الأدعية التي عبّر العديد من الأشخاص عن ثقتهم بها بناءً على تجاربهم.
- اللهم يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، اجمعني بالزوجة الصالحة التي تكون سندًا لي في ديني ودنياي وتقف معي لتعينني على رضاك وطاعتك اللهم اجعلها لي رحمة وسكنًا وأجعلني لها كذلك واحفظ لنا ديننا وأخلاقنا وذريتنا، وبارك لنا فيما رزقتنا يا حي يا قيوم.
- يا رب يا جامع الأحباب والقلوب أنت الذي رددت يوسف لأبيه يعقوب وأعدت موسى لأمه، رد لي ما يصبو إليه قلبي واجمعني بالزوجة التي تجعلها عونًا لي في حياتي وديني وتجعلني خيرًا لها كما تكون خيرًا لي وارزقني يا الله بحياة مليئة بالمودة والرحمة.
- اللهم إني أسألك باسمك الأعظم وبكل أسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن ترزقني وزميلاتي من بنات المسلمين بالزوج الصالح الذي يحفظ دينه ويكون عونًا لنا في طاعتك، اللهم اجعله لي سكنًا ودعامة لي على طريق الهداية، واجعله سببًا في إقامة حياة صالحة تحبها وترضاها يا أرحم الراحمين.
- يا الله يا كريم يا ذا الجلال والإكرام اجعلني ممن ترضى عنهم في الدنيا والآخرة، وارزقني بالزوج الصالح الذي يكرمني ويحفظني ويصون كرامتي وأجعله معينًا لي في عبادتك والوقوف بثبات على طاعتك، اللهم اجعل زواجنا مكملاً للسعادة في هذه الدنيا ومفتاحًا لجنتك في الآخرة وارزقني الخير في كل أموره يا رب العالمين.
أدعية سورة الفتح كاملة للنفع العام
مع أن الأدعية المستوحاة من سورة الفتح مشروعة وصحيحة إلا أنه لا يجوز للمسلم أن يقتصر على الدعاء بأدعية مرتبطة بسورة بعينها كسورة الفتح دون باقي السور لأن ذلك ينطوي على نوع من البدعة وينبغي على المؤمن أن يدعو بما شاء من أدعية واردة في القرآن الكريم ويستفيد من كافة السور ومعانيها ومن بين أجمل الأدعية المأخوذة عن سورة الفتح والمباحة شرعًا الآتي:
- يا الله يا كريم يا واسع يا عظيم يا من بيده ملكوت كل شيء ويا من تكمل صفاتك وأسماؤك بأعلى درجات الكمال والجلال ارزقني بعونك الغلبة على من يعاديني وامنحني الغنى بكرمك ورزقك وفضلك يا رزاق يا رحيم عن كل من سواك.
- اللهم يا صاحب الفضل والمن والعطاء يا أرحم الراحمين يا مالك السماوات والأرض يا واسع المغفرة والرحمة افتح لنا أبواب رحمتك ومغفرتك وفرجنا من كل كرب يا كريم ونسألك أن تكون لنا خير فاتح بألطافك العظيمة.
- يا رب العالمين ويا معين من طلب عونك يا ناصر المستضعفين اجعل لنا البشرى بنصر قريب وفرج عاجل يا من وسعت رحمته كل شيء ويا غفور الذنوب ويا ذا الجود والكرم ارزقنا من نصرك وعطائك ما يغنينا عن كل أحد يا مبدئ يا معيد.
- اللهم احفظنا بعينك التي لا تنام وكنفك الذي لا يرام واجعل لنا من كل سوء مخرجا ومن كل كيدٍ مخرجًا واحفظ أولادنا وأرزاقنا وأرواحنا من شرور الأحداث وكيد الكائدين يا نعم المولى ويا أكرم النصير.
- اللهم إني أدعوك بكل اسم هو لك وبعدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك أن ترزقنا يا رب قلوبًا مطمئنة وقوية بحبك وطاعتك واجعلها منصرفة عن المعاصي وألهمنا التوفيق والسداد في كل أمورنا يا رزاق العطايا.
فضائل قراءة سورة الفتح المباركة
القرآن الكريم يشكّل نورًا وهدايةً للمسلم في جوانب حياته كافة فكل سورة من سوره تحوي معاني وفوائد سامية تُزكّي النفس وتُعينها على تحقيق السعادة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة ومن السور العظيمة التي ورد فضلها عن النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفتح حيث تضمنت هذه السورة المباركة رسائل إيمانية ومعاني روحانية تعمِّق الصلة بين المسلم وربه وهي مليئة بالتوجيهات الربانية التي يستفيد منها المسلم في دينه ودنياه مما يجعلها من السور التي تحمل قيمة خاصة وتترك أثرًا إيجابيًا في حياة من يحرص على قراءتها ومن هذه الفضائل:
- قراءة سورة الفتح تُشعر المؤمن بالسكينة والطمأنينة فهي تتحدث عن انتصارات عظيمة وعد بها الله رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين مما يعزز اليقين بوعد الله ونصره لعباده ويزيد من الإيمان بأن التوكل على الله مفتاح لتحقيق الخير والنصر.
- تنبه السورة المسلم إلى أهمية الاستغفار والتوبة فآياتها تضمنت دعوة حثيثة للعودة إلى الله مما يدفع المؤمن للتأمل في حاله والسعي لمراجعة أفعاله وتقوية ارتباطه بالله والابتعاد عن الذنوب والخطايا.
- ذُكر في الحديث الشريف قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لقد أُنزلت عليّ الليلة سورة أحب إلي مما طلعت عليه الشمس” وقصد بها سورة الفتح ما يدل على عظمة مكانتها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ومدى حبّه لهذه السورة وحرصه على تلاوتها.
- الانتظام في قراءتها يساعد المؤمن على التخلص من الشكوك والوساوس فهي تزرع في النفس الثبات على الطاعة وتحث على الصبر عند مواجهة الابتلاءات وتذكّر القارئ بضرورة التوكل الكامل على الله لتجاوز أعباء الحياة اليومية بثقة ويقين.
- من يقرأ هذه السورة يرتقي بحسناته وينال أجرًا عظيمًا يُعزّز ميزانه يوم القيامة مما يجعلها من السور التي تُصبح مصدرًا لحصد المزيد من الحسنات وزيادة القرب من الله عز وجل.
- تضمنت السورة بشرى النصر العظيم للمسلمين بفتح مكة مما يُحفّز على تعزيز اليقين بأن المصاعب التي يواجهها المسلم تُمهّد دائمًا لفرج قريب ونصر عظيم من الله مما يمدّه بالتفاؤل والأمل في رحمة الله وتدبيره.
تُعد سورة الفتح من السور التي تدفع المسلم إلى التأمل والتدبر في معانيها مما يمنحه شعورًا عميقًا بالراحة النفسية والسكينة فهي تُذكّره بأن كل تفاصيل حياته تجري وفق حكمة الله ورحمته الحرص على قراءتها والتفكر في آياتها يفتح للمؤمن أفقًا جديدًا في تعامله مع الأحداث اليومية فهي مصدر للطاقة الإيمانية التي تُقوي العزيمة أمام تحديات الحياة وتزيد ثقته بالله ويقينه بأنه لا خُذلان لمن توكل عليه وسعى لمرضاته.
ثواب قارئها يُعادل مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم
قراءة سورة الفتح ترتبط بفضل عظيم وثواب جليل كما ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ أن من يقرأها ينال أجرًا يُشبه أجر من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وأوفى ببيعته وكأنه كان حاضرًا في ذلك الحدث الجليل مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة.
- ومن فضائل كتابة هذه السورة ووضعها تحت الرأس هو أن الشخص الذي يقوم بذلك يُصبح محفوظًا ومأمونًا على نفسه وماله من أي سرقة أو اعتداء عليه.
- أما إذا قام الشخص بكتابة السورة في ورقة أو صحيفة وغسلها بعد ذلك بماء زمزم ثم شرب الماء الذي كُتبت فيه السورة فإن هذا يُكسبه قوة في كلامه ويجعله مسموع الكلمة بين الناس مع منحه قبولًا واسعًا واحترامًا كبيرًا بينهم.
- كما أن من بركات هذا العمل أنه يُساعد صاحبه على زيادة القدرة على الحفظ والفهم حيث يُصبح لديه تميّز في استيعاب كل ما يمر به سواء أكان من قول أو فعل.
فضل سورة الفتح في تحصين الأبناء والنساء والأموال
سورة الفتح تُعد واحدة من السور التي تحمل فضلًا عظيمًا في حماية الأبناء والنساء والأموال وقد وردت الكثير من الأحاديث التي تؤكد على مكانة هذه السورة وأثرها العظيم في التحصين من الأذى والحسد والعين والخسائر المختلفة حيث إن قراءة سورة الفتح تُعتبر وسيلة فعّالة يلجأ إليها الناس على مر العصور لتحصين أنفسهم وعائلاتهم وممتلكاتهم لما تُضفيه من بركة وأمان وسكينة في حياتهم اليومية والتمسّك بها يُعد من الأعمال التي يُرجى منها خير كثير وطمأنينة للنفس ولكل من يحب الإنسان الحفاظ عليه من مكائد الحياة المختلفة والأضرار المحيطة بهم.
قراءة سورة الفتح تُدخل صاحبها جنات النعيم
تلاوة سورة الفتح تُعَدُّ من أعظم الأعمال التي تقرّب العبد من ربه وتهيّئ له أبواب الرحمة والجنة وقد ورد في كلام أهل العلم ما يدلّ على فضل هذه السورة العظيم حيث إن المسلم الذي يواظب على قراءتها بشكل منتظم بنيّة خالصة لوجه الله يصبح من المقربين عند الله سبحانه وتعالى وتُعلن الملائكة يوم القيامة أمام جميع الخلق بأن هذا العبد من عباد الله المخلصين الذين قاموا بعبادته بإيمان صادق ونيّة صالحة.
- ويُقال له أمام الجميع بأنه من عباد الله الذين أخلصوا في طاعتهم وتميزوا بإيمانهم العميق وإخلاصهم لله تعالى.
- وبعد ذلك يصدر الأمر بدخوله إلى جنات النعيم برفقة الصالحين والمقربين والمحبوبين عند الله ويُكرَّم بشُرب الرحيق المختوم الممزوج بالكافور الذي يُعتبر من أشرف وأعظم أنواع النعيم المعدّ للمؤمنين في الجنة.
سورة الفتح وقاية للإنسان من الشرور
سورة الفتح تُعَد من السور الجليلة في القرآن الكريم ولها فضل عظيم على من يحرص على قراءتها أو الاحتفاظ بها، إذ إن قراءتها بمشيئة الله تُساعد الإنسان في الحماية من الشرور وتُعينه على تحقيق السكينة والطمأنينة فمن يلجأ إلى سورة الفتح ويقوم بكتابتها ويحملها معه أثناء وجوده في مواقف تتسم بالصعوبة مثل الحروب أو النزاعات والعداوات، فإن الله سبحانه وتعالى يحفظه من مكائد أعدائه وغدرهم ويُيسِّر له الأسباب التي تجعل منه في مأمن من كُل ما قد يُضره أو يُهدد أمنه.
- إذا احتفظ شخص بسورة الفتح بنيَّة طلب الخير واستجلاب الرزق، فإن الله سبحانه وتعالى يُسخِّر له الأسباب التي تُعِينُه على تحقيق البركة في حياته ويُوسِّع له سُبل الرزق ويُفيض عليه من الخيرات بطرق قد يُدهش لها قلبه وفكره.
- عند شُرب ماءٍ قُرئت عليه سورة الفتح في حالة من يُعاني رجفة مُزعجة أو خوفًا شديدًا يملأ قلبه أو مشاعر الرعب والهلع فإن الله برحمته يُزيل عنه كل هذا ويُعيد له راحة قلبه واستقراره.
- من يُداوم على قراءة سورة الفتح عندما يكون على متن سفينة أو أثناء السفر في البحر، فإن الله جل جلاله يُحيطه بعنايته ويُبعِده عن خطر الغرق ويُوصله إلى حيث الأمن والسلامة بفضل رحمته ولُطفه.
كل هذه الفوائد تتحقق بتوفيق الله وإرادته فالالتزام بقراءة القرآن الكريم عامةً وسورة الفتح خاصةً يُعد من أبرز الأسباب التي تجلب البركة والخير لحياة الإنسان وتُعينه على تجاوز مصاعبها والله سبحانه وتعالى هو الأعلم والأقدر على كُلِّ شيء.
فضل قراءة سورة الفتح لتحقيق الأمنيات
يرى كثير من المؤمنين أن قراءة سورة الفتح بنية تحقيق الأمنيات قد تكون سببًا في قضاء الحوائج بفضل الله تعالى ويرى البعض أن اتباع نظام محدد في القراءة يساعد على التركيز في الدعاء والعمل به:
- يبدأ المؤمن بقراءة سورة الفتح يوميًا بمعدل خمس مرات ويتم بدء هذا البرنامج مثلًا من يوم السبت.
- يستمر على هذا النمط بحيث يلتزم بالقراءة خمس مرات كل يوم حتى يحين موعد يوم الجمعة الذي يُضاعف فيه القراءة فتكون 11 مرة.
- يكون بهذه الطريقة قد أتم قراءة سورة الفتح 41 مرة على مدار أسبوع كامل وبعد إتمام العدد المطلوب من القراءة يبدأ في تكرار الدعاء الخاص بتحقيق الأمنيات 11 مرة:
- “يا مفتح فتح يا مفرج فرج يا مسبب سبب، يا ميسر يسر يا مسهل سهل، يا متمم تمم برحمتك يا أرحم الراحمين”.
تجربتي الشخصية مع قراءة سورة الفتح
سورةُ الفتح كانت سببًا عظيمًا لإدخال السرور والطمأنينة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ولم تقتصر البركة على النبي وحده بل شملت المسلمين جميعًا خاصةً مع نزول الآية الكريمة: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) وقد شعر المسلمون حينها بعِظم الفضل الذي حملته هذه السورة وتسابقوا للسؤال عن نصيبهم في هذه البشائر ليأتي وَعْد الله سبحانه وتعالى في كتابه المبارك في قوله: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا.
- هناك قصة لأحد الأشخاص الذي أوضح لنا من خلال تجربته الشخصية مدى تأثير سورة الفتح على حياته وكيف كانت مفتاحًا لتغيير مسار حياته بشكل جذري.
- الرجل كان يمر بظروف قاهرة فيها الكثير من التحديات سواء على المستوى الأسري أو العمل، فقد عاش أوقاتًا مليئة بالصعاب وشعر أنه على وشك الانهيار.
- كانت المشاكل قد بلغت ذروتها بينه وبين زوجته وبدا وكأن زواجه يوشك على الانهيار، وهذه الضغوط جعلت الأجواء متوترة جدًا داخل الأسرة.
- في الوقت نفسه كان يعاني من مكائد ودسائس تعرض لها في عمله حيث واجه محاولات متعمدة من زملائه للإضرار بسمعته والنيل من مكانته الوظيفية.
- تفاقمت الأزمة إلى أن خسر عمله بالفعل وأصبحت حالته النفسية والمادية متدهورة بشدة ولم يكن قادرًا على إيجاد مخرج للأزمات التي ألمت به.
- وعندما اشتدت عليه الأمور دفعه الحال إلى البحث عن أي وسيلة للخلاص وبدأ يقرأ عن فضل سور القرآن الكريم فتوقفت عيناه عند سورة الفتح التي كان لها وقع خاص في قلبه.
- اتخذ قرارًا بالالتزام بقراءتها بشكل يومي مع الحرص على الدعاء بعد ختم السورة حيث ملأ قلبه بالإيمان والأمل أن الله سيزحزح ما أثقل كاهله من الهموم.
- ومع الأيام وجد حياته تتغير تدريجيًا نحو الأفضل إذ بدأت الصعوبات تزول واحدة تلو الأخرى فعاد إلى وظيفته التي فقدها من قبل واستعاد مكانته بالطريقة التي لم يكن يتخيلها.
- وعلى الجانب الأسري شعر أن علاقته بزوجته قد تطورت بشكل أكثر قربًا ودفئًا وكأن مشاعر الحب التي تلاشت قد تجددت مرة أخرى بفضل الله وكرمه.
- وفي تلك اللحظات كان يردد قول الله تعالى الذي نقشه في قلبه: وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا.