الدعاء هو الوسيلة التي تُقرّب العبد من الله سبحانه وتعالى حيث يظل بابه مفتوحًا لعباده ويعدّ من أعظم صور العبادة التي يتجلى فيها الإخلاص والثقة بالله عز وجل وكلما كان العبد محسنًا الظن بربه، كان الله عند حسن ظنه ومع ذلك، هناك أسباب ومواقف قد تؤدي إلى عدم استجابة الدعاء، ويجب على المسلم أن يعي هذه الأمور ويتجنبها:
- عندما يكون القلب غافلًا مشغولًا عن الحضور والخشوع أثناء الدعاء فيصبح الدعاء مجرد كلمات تخرج من اللسان دون شعور أو استحضار.
- حين يكون الداعي غير متيقن في قلبه من أن الله يسمعه ويجيب دعاءه، أو يترك مكانًا في قلبه للشك بأن الدعاء لن يُستجاب مما ينقص من حسن الظن بالله.
- إن كان الشخص الذي يدعو مستمرًا على فعل الكبائر دون أن يتوب منها، ويصر على الاستمرار في المعاصي دون أن يرجع إلى الله بتوبة نصوح.
دعاء يا ودود يا ذا العرش المجيد بصيغته الكاملة
ولابد للإنسان أن يأخذ أوقاتًا يستعيد فيها صلته بخالقه ويستغفر من ذنوبه بمعاهدة التوبة الصادقة والتوجه إلى الله لينقي قلبه ويعيد صفاء نفسه من جديد، فالإنسان قد يقع في الخطأ مرارًا دون أن يشعر وإن كثرة المعاصي تجعل القلوب تزداد قسوة وتقل قدرتها على الإحساس بجمال العبادات والقرب من الله سبحانه وتعالى، والله جل جلاله بقوته وعظمته يغفر الذنوب جميعًا مهما عظمت ولا يعجزه رفع البلاء عن عبده إن دعاه بصدق وإلحاح، ومن بين الأدعية العظيمة التي عرف تأثيرها الكبير في تفريج الكربات وقضاء الحاجات دعاء يا ودود يا ذا العرش المجيد، والدعاء بالطريقة الصحيحة يكون كما يلي:
- اللهم يا ودود يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالًا لما تريد، أسألك بنور وجهك الكريم الذي أضاء أركان عرشك، وبقدرتك العظيمة التي بها خلقت كل شيء، وبرحمتك الواسعة التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني.
- اللهم يا ودود يا ودود، يا ذا العرش المجيد، نسألك أن تحفظنا من الفتن وترحمنا برحمتك التي تغنينا بها عن سؤال أي أحد من خلقك، نسألك يا الله أن تدفع عنا أقدار السوء وأن تغيثنا من مكر وظلم الفجار وتمنحنا من نصرك وعونك ما يجعل لنا سندًا وقوة بإذنك.
دعاء يا ودود يا ذا العرش المجيد مكتوب ومدون بالنص
دعاء “يا ودود يا ذا العرش المجيد” يُعد من الأدعية التي يلجأ لها المسلم في أوقات الكرب والابتلاء وعند مواجهة الأعداء، حيث يحمل هذا الدعاء في طياته التضرع والتوجه إلى الله عز وجل بخشوع وإيمان، والحمد لله أن الصلاة تبقى الركن الأعظم الذي يُريح القلوب ويمنح السكينة ويبعد الهموم عن المسلم ويرضي الله سبحانه وتعالى، ومن المهم أن يبقى المسلم مستمرًا في دعائه وتضرعه لله لأن الدعاء يُعزّز العلاقة بين العبد وربه ويُقرّبه من رحمته وفضله، ويُعد هذا الدعاء بصيغته من أرقى الأدعية التي يمكن للمسلم أن يُرددها، ومن الممكن أن يُقال هذا الدعاء بهذه الصيغ:
- أسألك يا ودود يا ذا العرش المجيد أن تُجدّد لي الأمل في حياتي وتفتح أمامي أبواب الرحمة والفرج، اللهم اجعل لي نصيبًا من عافيتك واصرف عني كل بلاء أو مكروه بواسع كرمك ورحمتك التي وسعت كل شيء.
- يا ودود يا ذا العرش المجيد أسألك أن تُزيل عن حياتي الهموم وتملأ قلبي بالسكينة والطمأنينة، اللهم يسّر لكل مهموم أمره واكتب الفرج لمن تعسّر في طريقه واملأ حياتنا بالراحة والاطمئنان.
- يا ذا العرش المجيد يا فعالًا لما تريد قوّني يا الله على تجاوز الصعاب والعقبات، وأزِل عن قلبي كل غم وهم، ربي أعد لي أشيائي التي فُقدت مني بما يُرضيك ويُعينني على طاعتك ورضاك.
- يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني أتوسل إليك يا الله وأطلب منك سترًا جميلًا وعافية تغنيني عن كل شيء، اللهم اجبر كسري وداوِ قلبي وارزقني من فيض عطاياك التي لا تنقطع أبدًا يا أكرم الأكرمين.
تجربة شخصية مع دعاء يا ودود يا ذا العرش المجيد
تحكي إحدى الفتيات عن موقف صعب واجهته في عملها، حيث كانت مكلفة بمهمة دقيقة ومهمة تتطلب منها إعداد التكاليف وتسجيلها على جهازها الإلكتروني، وبعد أن أكملت كل التحضيرات، حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ توقف الجهاز فجأة وفقدت جميع البيانات التي أعدتها.
تواصل الفتاة الحديث وتوضح أنها لجأت للدعاء المستمر طوال الوقت حتى اليوم التالي، وحينها حدثت لها مفاجأة لم تكن تتوقعها، حيث أُبلغت أن الاجتماع الذي كان من المقرر عقده قد تم تأجيله، كما بشرها أحد زملائها في العمل بخبر سار مفاده أنها تستطيع استعادة البيانات المحذوفة من جهازها قبل موعد الاجتماع الجديد.
يروي شاب قصة مؤثرة عن حياته عندما كان بعيدًا عن الالتزام الديني ومبتعدًا عن أداء الصلاة، لكنه أحب فتاة متدينة وذات خلق عالٍ وسمعة طيبة وجمال، وكانت الفتاة قد رفضت الكثير من الخطّاب بانتظار نصيبها، ورغم إعجابه الكبير بها، إلا أن ظروفه المالية الصعبة كانت عائقًا كبيرًا أمام خطوة التقدم لخطبتها، مما أدخله في حالة من اليأس، نصحه أحد أصدقائه بالدعاء بدعاء “يا ودود يا ذا العرش المجيد” مع إخلاص النية، فبدأ بالدعاء بجدية وحرص على التقرب إلى الله والاهتمام بطاعته وأداء الصلاة، وبعد فترة من الالتزام والدعاء، منّ الله عليه بوظيفة براتب جيد ساعدته على تحسين وضعه المادي، مما أتاح له فرصة التقدم لخطبة الفتاة، وحظي بموافقة والدها وتحققت أمنيته في الزواج منها.
تروي أيضًا إحدى الفتيات تجربة صعبة مرت بها، حيث تعرضت للظلم من زميلة لها في مكان عملها، زميلتها قامت بسلوك غير نزيه وسرقت ملفات شديدة الأهمية من جهازها، مما تسبب في تدهور ظروفها المهنية وأدى إلى تركها للوظيفة بسبب الضغوط النفسية التي شعرت بها.
كانت هذه الفتاة معروفة بطيبة قلبها وصبرها، وبدلًا من الاستسلام، توجهت إلى الدعاء لله بدعاء “يا ودود يا ذا العرش المجيد”، موقنة أن العدل الإلهي سينصفها. وبعد فترة، حدث ما يثبت التدبير الرباني حيث اكتشفت إدارة الشركة الواقعة من خلال كاميرات المراقبة، وانفضح الظلم الذي وقع عليها، فتم إنصافها وعادت إلى منصبها في العمل، بينما نالت زميلتها العقاب المناسب على فعلتها.
دعاء يا ودود لتيسير تفريج الكرب
الكرب يُعَدُّ من أكثر الابتلاءات قسوة التي قد يمر بها الإنسان حيث يُثَقِّل القلب ويُضْفِي على الحياة صعوباتها مما يجعل النفس مُثقلة بالأحزان والهموم ولا يجد الإنسان طمأنينته إلا عندما تنجلي تلك الغمة ويزول ذلك البلاء الذي ألمَّ به واللجوء إلى الله عزَّ وجلَّ في مثل هذه اللحظات بالدعاء يُعَدُّ المفتاح للخروج من تلك الضائقة ودعاء “يا ودود يا ذا العرش المجيد” يُعَدُّ من أعظم الأدعية التي يمكن أن يتوجه بها العبد إلى الله في مثل هذه المواقف وفيما يلي بعض صيغ الدعاء التي تستمد قوتها من كلمات هذا الدعاء العظيم:
- يا ودود يا ذا العرش المجيد أدعوك وأتضرع إليك بقلوب خاشعة ونفوس منكسرة كما يتضرع إليك العبد الذي لا معين له سواك أنتَ القادر على إزاحة البلاء ورفع المحن يا رب ارفع عني ما أصابني وأعدني إلى رحاب رضاك وأنتَ عني راض يا رب العالمين.
- يا ودود يا ذا العرش العظيم يا من تجيب المضطر إذا دعاك وتكشف السوء نسألك أن تفرّج عنا الكرب وتستر علينا بسترك العظيم الذي لا يهتك يا الله امنحنا القوة والعزيمة لذكرك وتسبيحك وامنحنا بركة في أعمارنا نستغلها في مرضاتك والابتعاد عما يُسخطك.
- اللهم يا ودود يا ذا العرش الكريم يا من وسعت رحمتك كل شيء نتضرع إليك أن تُيَسِّر لنا الصعوبات وتُذَلِّل لنا الأشواك في طريقنا ارزقنا الخير في حياتنا الدنيا ونعيم الجنة الذي أعددته لعبادك الصالحين يا رب اجعل من حياتنا سبيلًا لخدمتك وعبادتك.
- يا ودود يا ذا العرش المتين نسألك أن تغنينا عن شر ما لا طاقة لنا به اصرف عنا الكروب وكل سوء وأذى يا من بيده أمرنا ومن عليه نتوكل أنت الذي تكشف الغمّة وتمنح السكينة يا الله أكرمنا بجودك وأغثنا برحمتك يا أرحم الرحمين.
دعاء يا ودود لتحقيق الحاجات
يُعد دعاء “يا ودود يا ذا العرش المجيد” من الأدعية العظيمة التي يلجأ إليها الإنسان في لحظات الحاجة والضيق، حيث يعبر هذا الدعاء عن تضرع العبد إلى الله طلبًا للعون ورفع الظلم وجبر الخواطر، وهذا التوجه لله بالدعاء يجب أن يكون ممتزجًا بالإخلاص واليقين بقدرة الله على تبديل الأحوال وتحقيق الأمنيات، ومن الأدعية الأكثر ترديدًا في مثل هذه المواقف:
- يا ودود يا ذا العرش المجيد أسألك بكل اسم هو لك أن تجعل رزقي ميسرًا وتسخر لي أبواب الخير وتكرمني بكرمك الوفير، اللهم اجعل نفسي مطمئنة واغنها بقناعتك عن أي طمع قد يثقل الروح وامنحني الكرامة واحفظني من أي مهانة وأبعد عن طريقي كل من يحمل لي شرًا أو يخطط لإيذائي يا أرحم الراحمين.
- يا ذا العرش المجيد يا من تحيي وتميت وأنت على كل شيء قدير أسألك أن ترزقني من الحلال رزقًا يروي حاجتي ويغنيني عن السؤال، اللهم يسر لي أموري بحكمتك وأرشدني لما فيه الخير، وعجل لي بالرزق الذي يملأ قلبي طمأنينة ويريح فكري يا كريم يا من لا يخيب رجاء من دعاه.
- يا ودود يا من تعطي بلا حدود ويا كريم يا واسع الجود أسألك أن تفرج كربي وتبدد همومي وتضيء دربي بنور لطفك وتزيل الأحزان التي تثقل صدري وتسخر لي أسباب النجاح والتفوق في كل مسعى وأبعد عن طريقي العقبات التي تعرقل مسيرتي، اللهم ارزقني من النعم ما يطيب به خاطري وتجعل قلبي مطمئنًا وفرحًا برضاك.
دعاء يا ودود لطلب الاستغاثة
عندما يسيطر الضيق والحزن على قلب الإنسان، يُصبح ذلك من أصعب الأوقات التي قد يمر بها، حيث إن الهمّ يُثقل النفس ويُطفئ بريق الفرح، مما يجبر المؤمن على مراجعة نفسه لمعرفة مواضع التقصير في عبادته أو طاعته لله سبحانه وتعالى، وعليه أن يسعى لإصلاح حاله والابتعاد عن كل ما يُغضب الله، فاللجوء إلى الله بالدعاء من أسمى أشكال التضرع في هذه اللحظات العصيبة. ومن بين أعظم الأدعية التي يمكن أن تُقال وقت الشدة والهم “دعاء يا ودود يا ذا العرش المجيد” الذي يحمل في ثناياه الرجاء والتوسل إلى الله بالفرج والرحمة، ويكون نصه كما يلي:
- يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالًا لما يريد، أسألك برأفتك ورحمتك أن تُلطف بعبدك وتُغيثني، اللهم فرّج كربتي واصرف عني أحزاني وبدّل ضيقي إلى طمأنينة وراحة، يا من رحمته وسعت كل شيء يا أرحم الراحمين.
- يا مغيث، يا رب إن عبدك قد ضاقت عليه الدنيا بما رحُبت وأغلقت أمامه الأبواب وتقطعت به الأسباب، أسألك أن تفرّج عنه هذا الكرب وتُزيل عنه هذا الغم وتُبعد عنه وساوس الشيطان ومكائده، واهدِه يا رب إلى الطريق القويم.
- يا ودود يا ذا العرش المجيد يا أرحم الراحمين، أثقلتني همومي وحاصرني حزني، يا الله أسألك برحمتك الواسعة أن تُزيح عني هذه الأحوال الصعبة وتبدّلها خيرًا وسعادة، يا كريم يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
- يا مغيث يا رب، ارزقني رزقًا حلالًا يبارك لي فيه واكفني به عن غيرك، واجلب لي فرجًا قريبًا يُبعد عني التعب والمشقة، اللهم اجعل طاعتك منطلق حياتي وأساس خطواتي، واصرف عني كل طريق يبعدني عن رضاك وفضلك.
الدروس والعبر المستفادة من دعاء يا ودود يا ذا العرش المجيد
يُمكن للمسلم أن يُردد دعاء “يا ودود يا ذا العرش المجيد” حينما تُثقل كاهله هموم الحياة وتتشابك عليه مصاعبها أو عندما تغمره مشاعر القلق والخوف، فالدعاء يحمل في طياته العديد من الدروس والعِبر العظيمة التي تُلهم العبد وتزيده قُربًا من ربه ومنها:
اليقين بالله:
عند تكرار هذا الدعاء يزداد المؤمن يقينًا في حماية الله ورعايته مهما كانت التحديات أو المصاعب التي يواجهها، ويترسخ في قلبه شعور إيماني بأن الله سبحانه وتعالى دائمًا حاضر بجانبه لدفع الضرر وجلب الخير.
الله هو المُسعف والمنجي:
العبد يتعلم من هذا الدعاء أن النجاة من الشدائد والتحديات لا تأتي إلا من الله وحده، وأن التوكل عليه والثقة في قدرته هي السبيل لتحقيق الأمن والخلاص ومواصلة السعي نحو الأهداف والطموحات تحت مظلة رضاه.
الدعاء بأسماء الله الحسنى:
في هذا الدعاء يبدأ المسلم بنداء “يا ودود يا ودود”، وهو من أسماء الله الحسنى التي تحوي معاني الرحمة واللطف، وهذه الأسماء تقرب الداعي من الله وتُشعره بمحبته وعطفه على عباده، وهي دعوة صريحة للإكثار من الاستعانة بأسمائه الحسنى في الدعاء.
التوكل المطلق:
الدعاء يُعمق لدى المسلم مفهوم التوكل الحقيقي على الله في كل أمور الحياة، في السراء والضراء، فالتوكل الواعي يُعيد للقلب طمأنينته ويُثبت أقدام العبد أمام كل موقف عسير قد يُواجهه.
التقرُّب من الله:
حين يلتجئ العبد إلى الله بهذا الدعاء تُفتح له أبواب الراحة النفسية وتبدأ الآلام والمخاوف التي كانت تَثقُله بالانزواء تدريجيًا، ويقينه بأن الله قريب منه يجعل البلاء أهون ويزيد من صبره وقدرته على مواجهة المحن بثقة وأمل نابع عن تفاؤل داخلي.
دعاء “يا ودود يا ذا العرش المجيد” له أثر بالغ في نفوس المسلمين خاصةً عند الوقوع تحت ضغوط الحياة أو في لحظات الخوف الشديد، حيث يُعينهم على توجيه قلوبهم نحو الله ويُقربهم من رحمته، مما يجعل النفوس أكثر رضا بما كتبه الله، ويُحسِّن الظن به دائمًا، فَــ المسلم الذي يُخلص في دعائه ويبتعد عن الذنوب ويسعى دومًا للطاعة هو عبد يُدرك أن الرضا والقرب من الله هما مفتاح النجاة الحقيقية في الدارين الدنيا والآخرة.
