متى وقت دعاء يوم عاشوراء الصحيح ؟

يُعَدُّ يوم عاشوراء من الأيام المباركة التي يتطلع إليها المسلمون بشغف لما يحمله من قيمة عظيمة في التاريخ الإسلامي ففي هذا اليوم المبارك تتجلى نُصرة الله تعالى لنبيه وكليمه موسى عليه السلام على جبروت فرعون لهذا يُستحب للمسلمين أن يصوموا هذا اليوم ويتقربوا فيه إلى الله عز وجل بالطاعات والدعاء ، ويحرص الكثيرون على الإكثار من الدعاء في هذا اليوم الفضيل لما فيه من نفحات إيمانية عطرة ويُقال إن أفضل أوقات الدعاء فيه تكون أثناء الصيام لأن الصائم له دعوة مستجابة وقت الإفطار وهذا استنادًا إلى ما ورد عن فضل دعوة الصائم التي لا تُرد عند فطره بالإضافة إلى ذلك فإن أوقات السحر والساعات الأخيرة من الليل تعتبر من أبرز الأوقات المستحب فيها الإكثار من الدعاء لما فيها من بركة واستجابة لدعاء المُخلصين.

توقيت دعاء يوم عاشوراء

مع اقتراب يوم عاشوراء الذي يُعتبر من الأيام المباركة العظيمة التي يترقبها المسلمون بشغف كبير يتساءل الكثيرون عن الأوقات المفضلة للدعاء في هذا اليوم المميز لما يحمله من فضل وأجر خاصة للذين يصومون فيه، إذ يُعد الدعاء في يوم عاشوراء فرصة ذهبية للتقرب إلى الله وطلب المغفرة والرحمة والدعاء بتحقيق الأمنيات والتضرع لله سبحانه وتعالى.

  • النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ثَلَاثٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الإِمَامُ العَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ المَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ، ويوضح الحديث النبوي الشريف قيمة وأهمية الدعاء في الأوقات المباركة والخصوصية التي يتمتع بها الصائمون خلال يوم عاشوراء مما يحفز المسلمين على اغتنام هذا اليوم العظيم للدعاء في أفضل الأوقات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم.

بعد انتهاء الصلوات الخمس

  • من الأوقات ذات الفضل التي يُرجى فيها القبول والإجابة هي عقب الصلوات المكتوبة مباشرة وهي سنة أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها حيث قال في حديث أبي أمامة عندما سُئل عن أفضل أوقات الدعاء: جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات وهنا ينبغي على المسلم أن يخصص وقت بعد انتهاء الصلاة لرفع يديه إلى السماء والدعاء بخشوع وإخلاص بما يتمنى لنفسه ولمن يحب.

في الفترة الممتدة بين الأذان والإقامة

  • الفترة بين الأذان والإقامة تُعد من اللحظات المباركة التي يُستحب فيها الدعاء لما لها من خصوصية وقد ورد في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة فهذه الفترة تُعتبر من أوقات القرب إلى الله حيث يمكن للمسلم أن يستغل هذه اللحظات الطيبة للدعاء بما فيه الخير والمغفرة وتحقيق الأمنيات.

التضرع أثناء الأذان

  • أثناء رفع الأذان يُعد الوقت من أهم الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء كما جاء في الحديث الذي رواه سهل بن سعد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: اثنتان لا تردان، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا مما يجعل وقت الأذان فرصة عظيمة للتضرع لله والإكثار من الدعاء لما في ذلك من بركة وقرب من الإجابة.

أثناء السجود في الصلاة

  • فترة السجود في الصلاة تُعتبر من أقرب اللحظات التي يكون العبد فيها قريبًا من ربه حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء فهذه اللحظة هي وقت التذلل والخضوع الكامل لله مما يجعلها مناسبة للدعاء بكل ما يحمله قلب المسلم من رجاء وحاجة.
  • كما أن من الأدعية المباركة التي يُستحب للمسلم استخدامها في الدعاء ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له فهذا الدعاء يعبر عن التوبة والخضوع ويُرجى فيه القبول والإجابة من الله سبحانه وتعالى.

صيغة دعاء يوم عاشوراء لتيسير قضاء الحاجات

الدعاء في يوم عاشوراء يُعَدّ من أعظم الفرص التي يمنحها الله لعباده فهو يوم يستجيب الله فيه للدعوات ويكفّر فيه الذنوب عن سنة ماضية لمن صامه بنية خالصة لوجهه الكريم، ولذا فإن المسلم ينبغي أن يستغل هذا اليوم المبارك بأدعية صادقة ومخلصة تقربه من الله تعالى ومنها:

  • اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك صلاتي وسجودي ولك حياتي ومماتي وإليك مآلي وكل أمري، أعوذ بك يا الله من عذاب القبر ومن ضيق الصدر ومن التشتت والضياع، وأعوذ بك من شر ما تحمله الرياح وما تحمله الأيام من سوء ومصائب..
  • ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك الضعيف القائم بين يديك لا حول لي ولا قوة إلا بك، أعترف بفضلِك عليّ وبنعمتك التي لا تُحصى ولا تُعد حتى مع تقصيري، وأعترف بذنوبي فاغفر لي يا رحيم لأنك أنت الغفار ولا يغفر الذنوب إلا أنت ولا يشرك في حكمك أحد، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد بيدك الخير وأنت على كل شيء قدير..
  • يا رب إني أسألك أن ترزقني الهداية وحسن البصيرة والتقوى، اللهم ارزقني العفاف والغِنَى ويسّر لي كل أمر يقربني إليك، واجعلني ممن تسمع لهم وتُرضى عنهم واحفظ لي ديني وأهلي ومن أحببتهم وأحاطتهم نعمك وفضلك، واصرف عني وعنهم كل سوء وشر وأدم النعم علينا بكرمك يا الله..
  • اللهم إني أتوجه إليك وقد وعدتنا يا كريم باستجابة الدعاء وأنت الذي لا يخلف وعده ولا رد لأمرك، أسألك أن تُحبب إلينا كل خير وجميل برضاك وتجعل لنا منه نصيباً وافراً، وأن تُبعدنا عن كل ما يسوء نفوسنا ويُثقل حياتنا وأن تديم علينا نعمة الإسلام والإيمان ولا تتركنا نضل بعد هدايتك.
  • يا الله يا أرحم الراحمين أعوذ بك أن أدعو بشيء قد يضرني ولا خير لي فيه، أسألك بجلالك وقدرتك أن ترحمني وتغفر لي وترفع مقامي بين خلقك، واجعل بيني وبين من يعاديني حقاً وعدلاً، ربنا آتنا ما وعدتنا من الخير في الدنيا والآخرة ولا تجعلنا من الخاسرين يوم القيامة لأنك وحدك الأكرم والأعظم ولا تخلف وعدك أبداً..
  • لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، نستجيب لنداءك يا رحيم رغم كل ما يحيطنا من ظروف ومحن، فنحن نلبي بدعاء القلب وإيماننا بك يا رب أنك قريب منا لا تتركنا، نسألك رحمتك التي وسعت كل شيء ومغفرتك التي لا يحدّها حد ونلجأ إليك يا غفار الخلق أن تجعلنا من عبادك الذين استجبت لهم وأرضيتهم بعفوك ورضاك.

أدعية مأثورة ليوم عاشوراء لتحقيق قضاء الحاجة

يُعَدُّ يوم عاشوراء من الأيام المباركة التي يترقبها المسلمون لما لها من فضل كبير ومكانة عظيمة حيث يُقبلون فيه على الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل لتحقيق الأمنيات وقضاء الحوائج، ففي هذا اليوم انتصر الخير على الشر مما يجعله فرصة سانحة للتوجه إلى الله بالدعاء الصادق ومن الأدعية المستحب ترديدها في هذا اليوم الفضيل:

  • اللّهم إنّي أسألك إيماناً دائماً وأسألك علماً نافعاً وأسألك يقيناً صادقاً وأسألك ديناً قيّماً وأسألك العافية من كلّ بَليّة وأسألك تمام العافية وأسألك دوام العافية وأسألك الشكر على العافية وأسألك الغنى عن الناس.
  • اللهم اجبر كسر قلبي جبراً يتعجّب منه أهل السماوات والأرض جبراً يليق بكرمك وعظمتك وقدرتك، يا ربّ اللهم فوّضتك أمري كلّه فجمّله خيراً بما شئت واجعلني يا ربّ مِمّن نظرت إليه فرحمته وسمعت دعاءه فأجبته.
  • اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي.
  • اللَّهمَ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ وربَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ فالقَ الحَبِّ والنَّوى أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ اقضِ عنَّا الدَّينَ وأَغْنِنا مِن الفقرِ.

ملخص حول مكانة يوم عاشوراء

يُعد يوم عاشوراء من الأيام المباركة والعظيمة التي اختصها الله بفضل كبير فهو يوم تتجلى فيه رحمة الله ومغفرته لعباده حيث يُكفر الله فيه ذنوب سنة كاملة للمسلمين الذين يصومونه، ويقع هذا اليوم في العاشر من شهر محرم وهو الشهر الأول في السنة الهجرية ويتمير هذا اليوم بمكانة تاريخية ودينية عميقة تتعلق بالأحداث الكبرى التي جرت فيه، حيث نجّى الله سبحانه وتعالى نبيه موسى عليه السلام وقومه بني إسرائيل من بطش فرعون وأغرقه هو وجنوده في البحر مما جعل هذا اليوم يوم نصر وتعظيم لعبادة الله وحده.

في هذا اليوم العظيم أنزل الله عقابه على فرعون الذي كان رمزًا للظلم والطغيان فقد كان فرعون وآله يضطهدون بني إسرائيل ويسومونهم سوء العذاب ويكذبون دعوة سيدنا موسى عليه السلام لعبادة الله الواحد لم يكن إفكهم ليزعزع يقين موسى عليه السلام الذي استمر في دعوته رغم كافة أشكال الظلم والإنكار ، وقد أتم الله وعده وهو أصدق القائلين حين قال سبحانه وتعالى: وَأَورَثنَا القَومَ الَّذينَ كانوا يُستَضعَفونَ مَشارِقَ الأَرضِ وَمَغارِبَهَا الَّتي بارَكنا فيها وَتَمَّت كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسنى عَلى بَني إِسرائيلَ بِما صَبَروا وَدَمَّرنا ما كانَ يَصنَعُ فِرعَونُ وَقَومُهُ وَما كانوا يَعرِشونَ.

يوم عاشوراء يحظى بمكانة كبيرة بين المسلمين وهو فرصة للتزود من الطاعات والعبادات والتقرب من الله بالصلاة والدعاء والصيام، يحمل هذا اليوم العديد من الدروس الإيمانية التي تُبرز عدل الله ورحمته ونصره لعباده الصالحين وفيه يتجلى كيف أن الله ينصر المستضعفين ويُزيح الظلم عنهم، إن تأريخ هذا اليوم بذكرى إنقاذ بني إسرائيل وصيام سيدنا موسى عليه السلام شكرًا لله على النصر يجعل منه يومًا ملهمًا ومليئًا ببركات الرحمن وهو تذكير للمسلمين أن يستغلوا مثل هذه المواسم لتطهير النفوس وتجديد العهد مع الله.

يارا محمد محمود، خريجة هندسة ، كاتبة متخصصة في الأخبار السعودية والأدعية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x