إنّ الشّهيد يقدّم حياته وكلّ ما يملك ذودًا عن وطنه وضمانًا لعزّه ورفعته بين سائر الأمم فالوطن يمثّل الملجأ الذي يحتضن أبناءه مهما جابوا أنحاء العالم كما أن دفء أرضه يبقى المأوى لكل من عاش في أحضانه لهذا لا يمكن أن نتغافل عن الدور العظيم الذي يقدّمه الشهداء من أجل الدفاع عن وطنهم وتأمين استقلاله وكرامته من الواجب أن نحفظ ذكراهم ونخلّد تضحياتهم بأن نحثّ الألسنة بالدعاء لهم بالرحمة والمغفرة ومن هذه الأدعية التي يمكن أن نرددها لأرواحهم:
- اللهم ارحم الشهيد واجعل شهادته سبباً لرفع مقامه في أعلى درجات الفردوس الأعلى واجعل رحيله تخلّصاً من أوجاع الدنيا وبلاءاتها وارحمه بلطفك الواسع وأغدق عليه بركاتك واغفر له خطاياه التي انتهى معها عمله وليس له إلا رحمتك.
- اللهم ارزق الشهيد رحمة تُنير وحشته وتكون له مؤنساً في قبره واغفر له ما قدّمه بين يديك من عمل وتقبل تضحيته بكل الجلال والإكرام واحفظ البلاد التي دافع عنها بدمه وضحّى لها بروحه وسخّر لها الأمن والاطمئنان برضاك.
- اللهم اجعل مقام الشهيد زاخراً بنفحات رحمتك وأزهاره معطرة بعطر جنتك وطهر مثواه من الآثام والخطايا وأسعده في وحدته في قبره واجعله في ظلّ رحمتك بعيداً عن العذاب وأهوال يوم الحساب.
- اللهم نقّ الشهيد من ذنوبه كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس وافسح له في قبره ليكون روضة من رياض الجنة واملأ مضجعه بالسكينة والرضا واجعله مأوى للسلام وابعد عن مرقده كل ما يؤلمه أو يشقّ عليه.
- اللهم اجعل منزلة الشهيد عندك أفضل من منزله في الدنيا ورزقه خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه واغفر له ذنوبه وباعد بينه وبين النار وفتنة القبر كما باعدت بين المشرق والمغرب وارزقه الجنة داراً ومقاماً تفيض عليه بالراحة والسعادة وبارك له في مقام الشهادة واجمعنا به تحت رحمتك في النعيم المقيم.
الدعاء المأثور للشهيد مكتوب
الشهادةُ في سبيلِ الله تُعَدُّ من أعلى القرباتِ التي يسعى بها العبدُ المؤمنُ لمرضاةِ الله رَبَّهُ فهي تضحيةٌ بأثمنِ ما يملكهُ الإنسانُ ألا وهي حياتُهُ سعيًا لنيلِ رضا الله وتقربًا منه سبحانه وتعالى والمقابلُ لهذا الفعلِ العظيمِ هو نيلُ منزلةٍ ساميةٍ ورتبةٍ عاليةٍ عند الله جل جلاله وقد عظَّمَ الله مكانةَ الشهداءِ ومنحهم من الجزاءِ والكرامةِ ما لا عينٌ رأت وها نحنُ نقدمُ مجموعةً مختارةً من الأدعيةِ المأثورةِ التي يُدعى بها للشهداءِ:
- اللهم إنَّ فلانَ بن فلانٍ في ذِمَّتِكَ وحبلِ جوارِكَ فأعذْهُ من فتنةِ القبرِ وعذابِ النارِ يا ربَّ العالمين أنتَ أهلُ الوفاءِ وأهلُ الحقِّ فأغفرْ له وارحمه إنك أنتَ الغفورُ الرحيم.
- اللهم اغفرْ له وارحمْهُ وتجاوزْ عن خطاياه وعافِهِ يا أرحمَ الراحمين وأكرمْ نزله ووسعْ قبرَه واغسلهُ يا ربَّ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ ونَقهِ من الخطايا والذنوبِ كما يُنقى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنس وبدلْهُ دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه واحمِهِ من عذابِ القبرِ ومن نارِ الجحيم.
- اللهم يسرْ أمرَهُ وخفِّف حسابَه وانثرْ رحمتكَ على أعتابه وثبِّتْ أقدامَه عند السُّؤال واسكنْ ترابَه يا من وسِعت رحمتُك كلَّ شيء وأكرِمْ مكانه واجعلْ الجنَّةَ مستقرَّه وموطِنَهُ.
- اللهم طيبْ ثراه وعطرْ قبره وارْزُقْهُ نعيمًا لا ينتهي وأمانًا لا يُزعزع اللهم أبدلْهُ من كلِّ ضيقِ لحودٍ ومن ظُلمةِ القبرِ نورًا وافسحْ له في مرقدِهِ وأعِذْهُ يا ربنا من حفرةٍ من حُفر النيران واجعلْ قبرَهُ رياضَ الجنان ونقِّهِ من ذنوبه وخطاياه كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ من الوَسَخِ وأحْوِجْهُ دومًا لكرمِك ولُطفكَ يا الله.
- اللهم برحمتك يا واسعَ الكرم انقله من ضيقِ اللحودِ ومن ظُلمةِ القبرِ إلى سَعَةِ الجنان وغُرَفِ القصور ورافقْهُ بأهلِ الصِّدقِ والحقِّ من الأنبياءِ والصِّديقِينَ والشهداءِ وأشرقْ على مَضجعِهِ نورًا من نورِ وجهِكَ الكريم وأنرِ قبرَهُ من كُلِّ جانبٍ وأكرِمْ وزِنْهُ بمغفرتِكَ العظيمة.
- اللهم عوضْهُ بدارٍ خيرٍ من دارِهِ ووسعْ مكانَهُ بين رحمتكَ وعطفِكَ وأسكنْهُ الدرجاتِ العُلا ومنازلَ مرافقةِ الأنبياءِ والصَّالحين وارزُقه يا الله الفردوسَ الأعلى مع الأبرار واجعل بركتكَ عليه وعلى أهلِهِ وارزقْهم الصبرَ والسلوان.
أدعية مأثورة للشهيد مكتوبة
- يا رب نتوجّه إليكَ بخالص الدعاء أن تشمل الشهيد برحمتك التي وسعت كلّ شيء وتمنحه مكانةً ساميةً تليق بجلالك وعظيم لطفك ونسألك يا أرحم الراحمين أن تتجاوز عن ذنوبه وأخطائه وأن تغفر له وتكرمه بفيض من عفوك وكرمك وأن تضاعف له حسناته وتجعل إحسانه في ميزان أعماله خيرًا وبركة وإن كان هناك نقص أو تقصيرٌ من جهته فتتفضل عليه برحمتك الواسعة وتعفو عنه وتجعل له حسابًا يسيرًا وتدخله جنتك بلا عناء ولا مشقة ولا تطيل عليه الوقوف في الحساب ولا تورده موارد العقاب يا كريم..
- اللهم إنّا نسألك أن تكفي شهيدنا من الوحشة وتبقى إلى جواره في قبره وتُضيء قبره بوجودك يا الله يا أكرم من آنس ونعمت الصحبة يا رب اجعل رحمتك تسكن كل زوايا قبره واملأ قبره نورًا وسلامًا وراحة يا رب اجعل طريقه معبدًا نحو الجنة واختر له مقامًا عاليًا بين الصديقين والشهداء والصالحين الذين كانوا في أسمى درجات الإيمان والإنسانية يا رب اجعل قبره روضة من رياض الجنان تجلب الطمأنينة والفرح بدلًا من أي شعور بالوحشة أو الضيق وامنحه من فضلك سعادة أبدية تُطيب له حياته البرزخية..
- اللهم فوضنا إليك أمر شهيدنا ونسألك أن تُنجيه من عذاب القبر وتُظلّه تحت رحمتك التي تفيض على العالمين ونستودعك الأرض التي يحتضنها أن تكون عليه بردًا وسلامًا وتخفف من ضغطها وثقلها وتجعل له تحتها راحة واطمئنانًا وسرورًا ربنا افتح له من قبره مداخل تطل على النعيم السرمدي واملأ ساعات انتظاره بالنور والرضا يا أكرم الأكرمين احمِه من السيئات التي قد تُثقل عليه وابعِده عن كل مكروه يا غفور اغفر له ما مضى واجعل سيرته الطيبة ونواياه الحسنة سببًا في ذكره بالخير بين المؤمنين واجعل أثره في الدنيا خيرًا وبركة لمن خلفهم يا رحيم..
مكانة الشهداء في الإسلام
للشهداء منزلة سامية وعظيمة في الإسلام وقد وردت في السنة النبوية أحاديث شريفة تؤكد فضلهم الرفيع ومقامهم العظيم عند الله في الجنة حيثُ يُعتبر الشهيد من الأشخاص الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الله ووقفوا بشجاعة وإيمان للدفاع عن الإسلام ونصرة الأمة الإسلامية وبذلوا أرواحهم في سبيل الحفاظ على الدين والدفاع عن الحقوق الشهيد هو الذي يتعرض للأذى والمشقة من أجل حماية نفسه وحقوقه ولا يقبل المهانة أو الظلم لذا منحه الله مكانة مميزة في جنات النعيم.
يشمل الشهيد أيضاً من يكرس حياته للدفاع عن شرفه وأعراض أهله وأسرته فلا يتردد في الوقوف بثبات ليحمي كرامة أمه أو زوجته أو أخواته مهما كان الثمن كما يشمل الشهداء من ينتهي به الأمر قتيلًا أو مجروحًا مدافعاً عن ماله ضد من يحاول التعدي عليه وسرقته وكل من يدافع عن نفسِه وأسرَته وأملاكه بصدق وعزيمة ولهذا كرمهم الله بمنزلة عظيمة.
وتتعدد أنواع الشهداء في الإسلام فجعل الله فضلهم متنوعًا وواسعًا ليشمل العديد من الحالات:
- المطعون: وهو الذي يتوفى بسبب الطاعون، وهو داء كان النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّن فضله وأجر من يصبر على الإصابة به حتى الموت.
- الغريق: وهو من تنتهي حياته غرقاً في الماء سواءً أثناء السفر أو القيام بمهام حياتية، فقد رفع الله منزلته ليكون من أهل الشهادة.
- صاحب الهدم: وهو الذي يموت نتيجة انهيار مبنى أو سقوط شيء ثقيل عليه، فالله سبحانه وتعالى خصه بمكانة عظيمة نظراً للألم الذي واجهه.
- الحريق: وهو من يفارق الحياة بسبب احتراق جسده، ورغم شدة ما يعانيه من ألم في هذه الحالة إلا أنّ الله عوضه برفعته وجعل مثواه الجنة.
- المرأة النفساء: وهي السيدة التي تموت أثناء فترة الحمل أو نتيجة الولادة أو خلال النفاس، فقد أكرمها الله بجعلها من الشهداء اعترافاً بما واجهته من آلام وصعوبات.
- الموت بالسل: بحيث يُعتبر المريض الذي يموت بسبب داء السل أو أي مرض مشابه أرهق جسده ونهاه عن العيش من الشهداء.
- الذي يُقتل ظلماً: أي من تنتهي حياته بالقتل دون ذنب أو وجه حق يكون من الشهداء الذين يدافع الله عنهم ويدخر لهم جناته.
- طالب العلم: وهو الشخص الذي يخرج من بيته يبتغي العلم لينفع نفسه أو أمته، فإن تُوفي أثناء رحلته هذه كتب الله له أجر الشهداء.
- الذي يواجه الحاكم الظالم بالكلمة الصادقة ولا يتردد في إعلان الحق حتى إذا فقد حياته بسبب ذلك فإنه يُعد من الشهداء.
- المبطون: وهو الذي يصاب بمرض في بطنه يؤدي لوفاته سواء كان ذلك نتيجة معاناة طويلة من أمراض مثل الكبد أو الكلى أو آلام داخلية شديدة.
فضل وكرامة الشهداء عند الله
كرّم الله سبحانه وتعالى الشهداء بمكانة عالية ووهبهم كرامات استثنائية تميزهم عن باقي البشر وذلك تأكيدًا لعظيم فضلهم وعلو منزلتهم وجاء ذلك في كتاب الله الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقد ذكر الله سبحانه وتعالى العديد من الكرامات التي خصّ بها الشهداء:
- أنعم الله على الشهداء بجنة الخلد التي جهزها لعباده المؤمنين ورفع قدرهم بجعلهم في معية الأنبياء والصديقين والصالحين ممن بلغوا أعلى المنازل وأرفع الدرجات.
- ألبس الله الشهيد تاج الوقار وهو تاج لا مثيل له في الدنيا ويُرمز بكل جوهرة منه إلى قيمة التضحية والوفاء التي قدمها الشهيد مما يرفع منزلته ويُظهر فضله العظيم.
- منح الله الشهيد مغفرة تامة لجميع ذنوبه عند أول قطرة دم تراق منه في سبيل الله ليُظهر عظيم الاستجابة لتضحيته وما قدمه من إخلاص.
- أكرم الله الشهيد بحق الشفاعة لأهله وأقربائه إذ يستطيع الشهيد أن يشفع لسبعين شخصًا من أسرته فيكون بذلك سببًا في نيلهم رحمة الله ودخولهم الجنة.
- يوم القيامة يُكرّم الشهيد بحمل أعطر الروائح التي تفوح من دمه حيث يكون برائحة المسك ويُزيّنه الله بحلية الإيمان الفريدة التي لا ينالها إلا من اصطفاهم الله بهذه المنزلة.
- رزق الله الشهيد في الجنة باثنتين وسبعين من الحور العين لتكتمل نعمته بالنعيم الخاص الذي أعده الله له جزاءً لعظيم جهاده وتضحيته.
- حَماه الله من فتنة القبر وعذابه وجعل أعماله الطيبة مستمرة لا تنقطع وهذا دليل على حسن خاتمته وصدق نيته.
- أَمن الله الشهيد من الصعق عند النفخ في الصور يوم القيامة ليكون مطمئن القلب في ذلك اليوم العظيم الذي يترقبه كل إنسان.
- رفع الله درجة الشهداء إلى منزلة عظيمة جعلتهم من خير خلقه مقامًا ومكانة بين البشر يوم الحساب.
- أرواح الشهداء تحيا تحت ظل عرش الرحمن وذلك تعبير عن قربهم من الله وعلو شأنهم في حضرته مما يبعث على الراحة والسكينة لهم.
- يخاطب الله الشهيد يوم القيامة بدون حجاب وهذا شرف عظيم لا يناله إلا من أكرمه الله وجعله في منزلة المحبوبين لدى ربه.
- أعطى الله للشهيد أجرًا وثوابًا لا يمكن لعقل البشر أن يدرك مداه فهو أجر عظيم يُناسب التضحية الجليلة التي قدمها الشهيد في سبيل أعظم القيم وأسمى الغايات.