الحج يُعَدّ من أركان الإسلام الخمسة وهو فرضٌ على كل مسلم بالغ عاقل قادر ويُمنَح العبد من خلاله الأجر العظيم في الدنيا والآخرة ويُعَدّ السعي بين الصفا والمروة من الأركان الأساسية في الحج، وهو مما شرعه الله لعباده المسلمين حيث يُعَدّ شرطًا لاكتمال الحج ويتساءل الكثير من المسلمين عن الأدعية المستحبَّة أثناء السعي بين الصفا والمروة.
دعاء بين الصفا والمروة
- اللهم تقبل مِنّا السعي والطواف، اللهم إنّا تركنا أموالنا وأهلنا وأولادنا ابتغاء مرضاتك، فتقبَّل مِنّا، اللهم إنّا نسألك الصحة والعفاف والرزق الطيب، اللهم إنّا نسألك مِن كل خيرٍ دعاك به نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم.
دعاء الصفا والمروة 7 أشواط
- اللهم لك الحمد، أنت نور السماواتِ والأرض، ولك الحمد، أنت قيّوم السماواتِ والأرض، ولك الحمد، أنت ربّ السماواتِ والأرض ومن فيهن، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت.
دعاء الصفا والمروة من شعائر الله
- اللهم إنّك عفوٌ تحب العفو، فاعفُ عني، اللهم إنّي أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك مِن سخطك والنار، ويُستحب أن يقرأ الساعي هذه الآية: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
فضل الدعاء في الصفا والمروة
كان النبي ﷺ يكثر من الدعاء أثناء الطواف بين الصفا والمروة ويُسنّ الإكثار من الدعاء أثناء السعي ومن الأدعية التي ثبتت عنه: “رب اغفر وارحم وتجاوز عمّا تعلم، إنّك تعلم ما لا أعلم، إنّك أنت الله الأعز الأكرم” ، كما يستطيع المسلم أن يدعو خلال السعي بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة مع الإكثار من ذكر الله في هذه اللحظات المباركة.
الدعاء الذي كان يردده النبي عند الصفا والمروة
يُعد السعي بين الصفا والمروة من الأركان الأساسية التي يؤديها الحاج والمعتمر، حيث يبدأ المسلم السعي من الصفا وينتهي عند المروة ويكرر ذلك سبع مرات اقتداءً بسَعي السيدة هاجر عليها السلام بحثًا عن الماء لابنها إسماعيل عليه السلام، وخلال ذلك يُستحب الإكثار من الذكر والتضرع إلى الله بالدعاء بأي صيغة يفضلها المسلم إلا أن هناك أدعية مأثورة عن النبي ﷺ كان يرددها خلال هذا النُسك ومن أبرزها:
- ورد في الحديث الشريف أن النبي ﷺ لما بلغ الصفا قال: (… أبدأُ بما بدأ اللهُ به، فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيتَ فاستقبل القبلةَ، فوحَّد اللهَ وكبَّره، وقال: لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا اللهُ وحده، أنجز وعدَه، ونصر عبدَه، وهزم الأحزابَ وحدَه، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاثَ مراتٍ).
- يُستحب بعد ذلك أن يُصلي المسلم على النبي ﷺ وقبل النزول من الصفا يردد في كل شوط: (اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار)، وخلال المسافة بين الصفا والمروة يدعو بـ ” اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رب اغفر وارحم، واعفُ وتكرم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” .
الدعاء المستحب عند الصفا والمروة
يُعَدّ السَّعْي بين الصَّفا والمروة من الشعائر الجليلة التي يؤديها الحاجّ والمُعْتَمِر، ومع وجود دُعاء مأثور عن النبي ﷺ عند الصَّفا والمروة، إلا أن أهل العِلم أجمعوا على جواز الدُّعاء بما شاء الشخص أثناء السعي بين الجَبَلَيْن فيسأل الله من فضله ما يرجوه لنفسه ولغيره دون التقيّد بدُعاءٍ مُعَيَّن.
ويجوز له كذلك قراءة ما تيسر من القرآن أثناء السَّعي لا سيَّما قول الله تعالى:
- إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ.
وقد ذهب العلماء إلى استحباب الإكثار من التكبير والتحميد والثناء على الله أثناء السعي خُصوصًا عند استقبال القِبلة، كما وردت بعض الأدعية المأثورة التي يُستحبّ الدعاء بها عند التنقُّل بين الصفا والمروة ومنها:
- اللَّهمَّ إنِّي أسألكَ رضاكَ والجنة وأعوذُ بكَ مِن سخطِكَ والنار.
- رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.
- رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ.
- رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا، رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ.
- رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
كيفية السعي بين الصفا والمروة
قبل البدء في أداء السعي بين الصفا والمروة من الضروري معرفة أن الصفا والمروة هما جبلان يقعان في الجهة الشرقية من المسجد الحرام بالقرب من الكعبة المشرفة، ويعد السعي بينهما أحد الأركان الأساسية في شعائر الحج والعمرة حيث يتطلب من الحاج أو المعتمر إتمام سبعة أشواط بين الجبلين.
يبدأ السعي من جبل الصفا باتجاه المروة ويتم احتساب ذلك شوطًا واحدًا، ثم عند العودة من المروة إلى الصفا يحتسب شوط آخر وهكذا يستمر السعي حتى تكتمل الأشواط السبعة وفقًا لما هو مقرر في المناسك.
الدعاء الكامل عند الصفا والمروة من شعائر الله
يُعَدُّ الدُّعاءُ أثناء السَّعي بَين جَبَلَي الصَّفا وَالمَروة جُزءًا مِن الشَّعائرِ الَّتي يُؤدِّيها الحاجُّ وَالمُعتَمِر وَقَد وَرَدَ ذِكرُهُ فِي السُّنَّةِ النَّبويَّةِ باعتباره ذِكرًا ثابِتًا، فالمَرجِعُ في مثلِ هذِهِ العِباداتِ هُو الكِتابُ وَالسُّنَّةُ النَّبَوِيَّة، فالعُلماءُ يَعتمِدونَ عَليهما في إثباتِ ما يتعلَّقُ بالشَّعائرِ وَالفَرائِضِ، فالنَّبيُّ ﷺ لَمَّا أدَّى فَريضَةَ الحَجِّ في حياتِهِ كانَ يُردِّدُ هذا الدُّعاءَ أثناءَ سَعيِه فَقَد روى جابرُ بنُ عبدِ اللهِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- في صِفَةِ حَجِّ النَّبيِّ ﷺ أنَّه لَمَّا دَنا مِن الصَّفا قَرأَ قَولَ اللهِ تعالى: ﴿إنَّ الصَّفا وَالمَروةَ مِن شَعَائرِ اللهِ﴾، ثُمَّ قَالَ: «أَبدأُ بِما بَدَأَ اللهُ بِهِ» فَبَدَأَ بِالصَّفا، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيهِ استَقبَلَ القِبلَةَ فَوَحَّدَ اللهَ وَكَبَّرَهُ وَقَالَ:
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ يُحيي وَيُميتُ وَهُوَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير، لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ أَنجَزَ وَعدَهُ وَنَصَرَ عَبدَهُ وَهَزَمَ الأَحزابَ وَحدَهُ.
وَظَلَّ يُردِّدُ الذِّكرَ وَيُكرِّرُهُ ثلاثَ مَرَّاتٍ وَيَدعُو بَينَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحوَ المَروةِ وَفعَلَ مِثلَما فَعَلَ عَلَى الصَّفا وَهَكذا يُستَحَبُّ لِلمُحرِمِ أَن يَتَّبِعَ ما وَرَدَ عَن النَّبِيِّ ﷺ فِي هَذِهِ العِبادَةِ العَظِيمَةِ.
الصفا والمروة من الشعائر الأساسية في الحج
الله عز وجل لا يشرّع عبادة إلا وفيها مقاصد عظيمة ولهذا كان السعي بين الصفا والمروة من الشعائر التي يؤديها كل حاج ومعتمر اقتداءً بالسيدة هاجر زوجة النبي إبراهيم – عليهما السلام – حينما هرولت بين الجبلين باحثة عن الماء لابنها النبي إسماعيل – عليه السلام – ليجسد هذا السعي معاني التوكل على الله والثقة في رحمته.