دعاء سورة الإخلاص للأمام علي

سورة الإخلاص تُعتبر واحدة من أعظم سور القرآن الكريم التي يحرص المسلمون على قراءتها والتأمل في معانيها بسبب فضلها الكبير ومكانتها العالية فقد أنزلها الله سبحانه وتعالى لتكون جزءاً من كتابه العظيم المؤلف من 114 سورة وكل سورة في هذا الكتاب تتميز بمعانيها العميقة وأهدافها السامية سورة الإخلاص لها مكانة فريدة بين سور القرآن حيث إنها تعدل ثلث القرآن الكريم وقد أثرت كلماتها ومعانيها في قلوب المسلمين جميعاً وقد جاءت السورة في الكتاب الحكيم كرسالة تحمل الإرشاد والتذكير بأوامر الله عز وجل للمؤمنين وفي بعض الأحيان لتبشيرهم بالثواب أو ترهيب الكافرين والظالمين من عواقب أعمالهم.

وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاءٌ مستجاب مستمد من سورة الإخلاص كما ورد في الحديث الشريف عن الصحابي الجليل بريدة الأسلمي رضي الله عنه حيث سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو بهذه الكلمات العظيمة:

  • اللهم إني أسألُك بأني أشهدُ أنك أنت اللهُ لا إلَه إلا أنتَ الأحدُ الصمدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكن له كُفُوًا أحدٌ فهذا الدعاء يبين عظمة السورة ومعانيها ويتجلى فيه التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى مما يجعل الدعاء بهذه الكلمات من أقرب الأدعية إلى الله عز وجل.
  • دعاء سورة الإخلاص: النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على تعليم أصحابه فضل الدعاء المستند إلى سورة الإخلاص لأن السورة تُذكّر بأعظم أسماء الله وصفاته التي لم يشاركها أحد وتجعل المسلم يعيش حالة من الإيمان والتوكل الكامل على الله. الدعاء الذي ورد في الحديث الشريف السابق يعد من الأدعية الجامعة لمعاني التوحيد والإيمان بالله سبحانه وتعالى ويُستحب للمسلم أن يدعو به لما له من أجرٍ وثوابٍ عظيم.
  • دعاء سورة الإخلاص للرزق: تميزت سورة الإخلاص بمكانتها الرفيعة عند المسلمين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يداوم على ذكرها في أذكاره ويرشد أصحابه لقراءتها في مختلف الأوقات. وكانت تُقرأ عند النوم كل ليلة مرفقة بالدعاء والاستغفار لطلب الرزق والرضا من الله لما تحويه من صفات عظيمة لله تعالى ترفع اليقين بقرب الإجابة ومن أحب أن يوكل أموره إلى الله ويسأله فتح الأرزاق فعليه أن يقرأ سورة الإخلاص بإمعان وتدبر مصحوبة بالدعاء بما يجول في نفسه مرتبطاً بجلال الله المذكور في السورة.
  • دعاء سورة الإخلاص لقضاء الحوائج: لمن يبتغي قضاء الحوائج وإزالة الكرب والهموم أورد بعض العلماء أن قراءة سورة الإخلاص بتكرار يصل إلى ألف مرة مع نية صادقة ونية خالصة لله عز وجل تقرب العبد من قضاء حاجته ورفع البلاء وقد تميزت هذه السورة بأنها جامعة لمعاني التوحيد بأكملها وبأن الله يُحب أن يتوجه العبد له بالدعاء بأسمائه وصفاته المذكورة في كتابه وبعض الأدعية المستندة إلى سورة الإخلاص تقوي علاقة المسلم بالله وتجعل قلبه ممتلئًا بالإخلاص والرجاء مما يقربه من تحقيق مراده بإذن الله.

دعاء سورة الإخلاص المنقول عن الإمام علي

بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد بفضلها يا رب لا تكلني إلى أحدولا تحوجني إلى أحد وأغنني يا رب عن كل أحد يامن إليه المستند

وعليه المعتمد عاليا على العلا فوق العلا فرد صمد منزه في ملكه

ليس له شريك ولا ولد ورزقه ميسر يجري على طول المدد يا سيدي خذ

بيدي من الضلال إلى الرشد ونجني من كل ضيق ونكد يا إله الفضل بحق

الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ أسألك يا رب ببركتها أن تغنيني عن كل أحد واجعلني مكتفيًا برزقك وكرمك وألا تجعل حاجتي مُعلقة بأحد من عبادك وأن تغمرني يا رب بجودك وغناك يا من لا يُخيب من لجأ إليه ووثق في نصره يا من جلاله عظيم وسلطانه لا يُقهر يا فردًا ليس كمثله أحد يا صمدًا تام الملك ليس له شريك في ملكه ولا ند له ولا مثيل، ارزقني يا كريم رزقًا لا ينقطع ولا ينضب بتيسيرك وفضلك أزح عني كل كرب وارفعني من كل ضيق واثبتني على طريقك المستقيم يا ذا العظمة والكرم والمتفرد بالكمال بحق اسمك الأعظم الله الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

أسباب نزول سورة الإخلاص

سورة الإخلاص نزلت استجابةً لتساؤلات المشركين الذين كانوا يستفسرون من النبي صلى الله عليه وسلم عن صفات الله سبحانه وتعالى حيث كانت أسئلتهم تتسم بالفضول الشديد وتتعلق بجوهر الإيمان بالله عز وجل فكانوا يسألون النبي عن طبيعة ربه ويطلبون منه أن يصف لهم رب العالمين متسائلين عن أصله ونسبه وماهيته وكانوا يزيدون في تعمقهم في هذه الأمور التي لا يجوز للإنسان الخوض فيها لأن الله سبحانه وتعالى عظيم غير محدود بعقل بشري ولا يمكن أن يدركه أو يتخيله أي مخلوق.

فأوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بسورة الإخلاص عن طريق جبريل عليه السلام لتكون إجابة واضحة وشاملة على هذه التساؤلات فأمر الله عز وجل نبيه أن يعلن بكل صراحة أن الله واحد لا شريك له متفرد في وحدانيته وكماله ولا يحتاج لأحد بينما جميع الخلائق تعتمد عليه في كل أمور حياتهم من رزق وبقاء وغيرها وقد أكدت السورة على أن الله عز وجل لا يولد ولا يُولد وليس له شبيه أو ند في صفاته أو ذاته ولا يمكن لأي كائن في السماوات أو الأرض أن يكون مماثلًا له فكانت هذه السورة ردًا مباشرًا من رب العالمين على هذه الأسئلة التي طرحها المشركون لتوضيح أنه لا شيء في الوجود يشبه الله تبارك وتعالى ولا يقاس بأي معيار بشري.

نبذة تعريفية حول سورة الإخلاص

سورة الإخلاص تُعد واحدة من السور المكية التي أُنزلت في مكة المكرمة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقد اشتهرت في زمان رسول الله باسم “قل هو الله أحد” إلا أن تسميتها في معظم نسخ المصاحف الشريفة وكتب التفسير جاءت باسم “الإخلاص” يرجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى ما تحمله من معانٍ ترتبط بإخلاص العبودية لله عز وجل وحده كما أنها تعبر عن نقاء المعتقد وخلوه تمامًا من أي صور الشرك أو الزيغ عن منهج التوحيد الخالص.

هذا السورة الجليلة تأتي في الترتيب الثاني والعشرين من حيث نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت بعد سورة الناس وقد أعقبها نزول سورة النجم بينما تحتل المرتبة رقم 112 في ترتيب سور المصحف الشريف تتألف من أربع آيات فقط لكنها على الرغم من قصرها تضمنت معاني عظيمة تحث على التوحيد المطلق ودعوة الإيمان بالخالق القادر نوفر لكم عبر موقع كبسولة دعاء سورة الإخلاص.

سبب تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم

سُمّيت سورة الإخلاص بهذا الاسم لأنها تحمل في معانيها دعوة صريحة لتحقق الإخلاص لله سبحانه وتعالى في العبادة والتوحيد ولكون المسلم الذي يتدبر كلماتها بتمعن ويطبق معانيها يكون قد حقق الإخلاص التام لله عز وجل في قلبه وقيل أيضًا إن هذه السورة تُعد مخلصة لله لأنها تضمنت وصفًا لصفات الله تعالى العظيمة ونزّهته عن أي نقص أو شبيه فهي سورة خالصة للحديث عن جلال الله تعالى وعظمته دون التطرق إلى أحكام شرعية أو أعمال عملية وإنما اختصت بتوحيد الله عز وجل وتعريف المؤمنين بحقيقة صفات ربهم وما يجب أن يُفقهوا عن وحدانيته مما يجعل التوحيد عند المؤمنين نابعًا من فهم عميق لمعاني الإيمان والتوحيد الذي هو الركن الأساسي في عقيدتهم.

فضائل سورة الإخلاص

سورة الإخلاص تُعَدُّ من السور ذات المكانة العالية بين سور القرآن الكريم لما تحتويه من معانٍ جليلة وفضل عظيم حيث إن قراءتها تُعادل في أجرها قراءة ثلثٍ من القرآن الكريم وقد جاء في فضلها أيضًا أن من أحبها حبًا خالصًا من قلبه فإن الله عز وجل يجعله من أحب عباده إليه ويرضى عنه برحمته وفضله ومن عظماء فضائل هذه السورة أن من يقرأها عشر مرات بصدق وإخلاص يبني الله تعالى له في الجنة قصرًا يعكس كرمه ورحمته بمن يُخلص قلبه لذكر الله ويتدبر في أسمائه وصفاته.

ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي توضّح عظمة هذه السورة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (أيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ القُرْآنِ فِي لَيْلَةٍ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا: أَيُّنَا يُطِيقُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: اللَّهُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ ثُلُثُ القُرْآنِ) ومن خلال هذا الحديث يتجلّى بوضوح مدى ارتباط هذه السورة الشريفة بالأجر العظيم الذي يُمنَح للساعين لنيل رضا الله وتكريمهم بفضله بناءً على ذلك يُستحب للمسلم أن يجعل لتلاوة هذه السورة النصيب الأكبر من يومه وليلته فهي ليست مجرد قراءة بل هي باب يُفتح به الرحمة والمغفرة من رب العالمين.

ولذلك فإن المسلم الذي يدرك هذا الفضل العظيم ينبغي له الاجتهاد في تلاوتها مرارًا وتكرارًا في أوقاته المختلفة والتعلق بها حبًا لوجدانها ودلالاتها فهي مفتاح للاستزادة من الحسنات وسبب لتنوير القلب بالإيمان والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وهي دعوة مستمرة لتحقيق القرب عبر الأجور والمكافآت الإلهية التي لا تُحدّ لمن يتبعها ويعيش بمعانيها بإخلاص وصدق.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x