الحياة مليئة بالتقلبات ولا يوجد أحد يظل على حال واحد دائمًا حيث يمر الإنسان بمراحل من الفرح والحزن والصحة والمرض والغنى والفقر ولعل من أكبر هذه المراحل تأثيرًا على الفرد هي مرحلة المرض التي تضعف الجسد وتؤثر على جوانب عدة في حياة الإنسان بما في ذلك استمتاعه بما حوله ومع ذلك فإن المرض يمكن اعتباره نعمة من النعم التي يمنحها الله سبحانه وتعالى لعباده حيث إنه وسيلة لتكفير الذنوب ومغفرة الخطايا ورفعة الدرجات ومن يصبر على هذا البلاء ويحتسب الأجر عند الله يكون له منزلة عظيمة عند رب العالمين كما أن البلاء قد يكون في بعض الأحيان سببًا من أسباب دخول الجنة.
وقد يكون المرض في بعض الأوقات ابتلاءً لهدف معين ففي بعض الأحيان يكون عقوبة من الله على ذنب اقترفه الإنسان حيث يسوق الله لعبده هذا الابتلاء كوسيلة للتطهير والتخفيف في الدنيا مما يُمكن أن يجده من عقوبة يوم القيامة والله عز وجل إذا أراد بعبده خيرًا يُعجل له العقوبة في الدنيا أما إذا تأخرها فقد يكون لذلك حكمة إلهية أخرى.
وأحيانًا أخرى يكون المرض علامة على حب الله لعبده حيث يبتليه ليزيد أجره وثوابه على الصبر والتحمّل وهذا المعنى واضح جلي من خلال قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام الذين واجهوا أشد أنواع الابتلاءات فمنهم من ابتُلي بالمرض كالذي حدث مع سيدنا أيوب عليه السلام وقد صبر واحتسب فرفع الله مقامه ومنهم من واجه بلاءات أخرى كإبعاد سيدنا آدم عن الجنة ووجود سيدنا يونس في بطن الحوت ورغم ذلك كان الصبر طريقهم للحصول على رضا الله ومكانة عظيمة عنده.
- دعاء شفاء الأب: اللهم يا حيّ يا قيّوم يا من بيدك الشفاء شفِ أبي وعافه من كل ما يؤلمه أو يشكو منه، يا رب اجعل العافية تمتد في كل جسده ولا تترك ألمًا إلا أزلته ولا وجعًا إلا عافيته اللهم اشفِ جميع مرضاك برحمتك الواسعة وعافِي كل مبتلى برحمتك التي سبقت كل شيء يا شافي يا معافي.
- دعاء الشفاء والفرج: يا أرحم الراحمين يا من بيدك الشفاء ويا من تقول للشيء كن فيكون أذهب البأس رب الناس واشفِ أنت الشافي الذى لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً يزيل الألم ويذهب الوجع ويسكن كل مرض في الجسد اخفف يا الله عن عبيدك الضعفاء في مواجهتهم لهذا البلاء واجعل هذا المرض سببًا في مغفرتك ورحمتك ورفعة الدرجات عندك.
- دعاء للمريض قصير: يا الله يا قادر على كل شيء ويا من بيده الشفاء الكامل أسألك بقدرتك ولطفك أن تُذهب البأس عن كل مريض، أشفِ بيديك الحانية كل من يشعر بالألم وأزل عنهم ما يعانون منه وافتح لهم أبواب العافية التي لا تضيق املأ قلوبهم بالصبر والإيمان برحمتك واجعل أجسادهم محاطة بحفظك وعنايتك يا رب العالمين.
- دعاء الشفاء للأم: اللهم اشفِ أمي واشملها بعطفك وكرمك اللهم خفف عنها كل ألم يشعر به جسدها ولا تدع دمعًا ينهمر من عينيها بسبب مرضها اللهم اجعلها صحيحة معافاة وامنحها أيامًا جميلة مليئة بالخيرات والعافية يا رب العالمين أمي هي أغلى إنسان على قلبي فلا تحمّلني معاناة رؤيتها تتألم واصرف عنها كل مكروه.
- اللهم يا كاشف الضر ويا رحيمًا بعبادك اشفِ أمي واشملها بعطفك وحنانك ومُنّ عليها بالصحة والعافية عاجلًا غير آجل، أعطها القوة لتواجه مصاعب المرض وامنحها فرح الشفاء الكامل يا أرحم الراحمين.
- اللهم اجعل شفاء والدتي شفاءً لا يغادر سقما، افتح لها أبواب العناية والخيرات وأزل عنها جميع الآلام والضغوط واختم مرضها بعافيتك الكاملة يا الله واجعل كل لحظة من معاناتها وسيلة لزيادة درجاتها في الجنة يا كريم.
- يا الله ألبس أمي لباس العافية في جسدها وروحها واجعل الأيام القادمة شاهدة على رحمتك التي تشملها بكل خير، امسح على قلبها وأزل عنها الألم وكل ما يحملها إلى الخير برحمتك يا من رحمة وسعت كل شيء.
- اللهم اشفِ أمي شفاءً لا يُغادر سقما يا الله اجعل هذا المرض بداية لنهاية الضعف في جسدها ومدها بالقوة والصحة اللهم اجعلها في عافيتك دائمًا ولا ترينا فيها بأسًا يا شافي يا قريب استَجِب دعاءنا لها يا الله.
كيف يتعامل المسلم مع ابتلاء المرض بالصبر
يتوجب على المسلم الذي يُصاب بمرض أن يوجه تفكيره نحو الرضا بقضاء الله وقدره دون الانشغال في معرفة هل هذا المرض عقوبة أم اختبار من الله، فالأهم من ذلك أن يتحلى بالصبر والاحتساب وأن يُبعد عن نفسه الجزع أو الاعتراض مستذكرًا الوعد العظيم الذي قدمه الله للصابرين بأجر بلا حساب وفي الوقت نفسه عليه الأخذ بالأسباب ومن ضمنها اتباع الرقية الشرعية واللجوء إلى الأطباء المختصين وتناول العلاجات المناسبة، مع تعزيز العلاقة بالله عبر الدعاء والإكثار من العبادات لأن الله وحده هو الشافي والمعافي.
وعلى المسلم أن يتذكر أن هناك من يعانون ابتلاءات أشد مما يتعرض له وعليه أن يستحضر الأجر العظيم الذي وعد الله به الصابرين على البلاء، فيتأمل في حكمة الله سبحانه وتعالى التي قد لا يدركها الإنسان للوهلة الأولى فالله هو المالك الذي يفعل بعباده ما يشاء وفق حكمته فهو يختار لعباده ما هو خير لهم حتى لو بدا لهم ظاهريًا أنه صعب أو مؤلم.
وينبغي على المسلم أن يضع في اعتباره أن البلاء قد يكون من باب رحمة الله بعباده، فربما أرسله ليكفر به الذنوب أو لينقي النفس ويرفع الدرجات عنده فالله سبحانه وتعالى كل أفعاله تطغى عليها الحكمة والرحمة وقد يُرسل الابتلاء كما يفعل الأب الرحيم والذي يطلب من الطبيب أن يقوم بقطع قدم ولده إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد لإنقاذه من مرض خطير يهدد حياته، برغم الألم الذي قد يرافق هذا القرار فإنه مليء بالرحمة والرأفة.
ولهذا السبب يجب على المسلم أن يتحلى بالصبر ويُكمل رحلة العلاج مهما كان الدواء مرًا أو العلاج مؤلمًا لأن كل ذلك من الله الرحمن الرحيم الذي تكفل برحمة عباده أكثر مما يتصورون فيضع المسلم ثقته التامة في حكمة الله وعدله ويرى في بلائه فرصة لإصلاح أحواله ورفع درجاته في الدنيا والآخرة.
العوامل التي تعين على الصبر في مواجهة المرض
الصبر على المرض يُعتبر من أعظم الفضائل التي يمكن لأي إنسان أن يتحلى بها وهناك العديد من العوامل التي تساعد الشخص على التماسك والصمود في مواجهة المرض والتخفيف من معاناته ومن بين هذه العوامل نجد:
- عليه أن يكون على يقين تام بأن المرض الذي أُصيب به هو بقضاء الله وقدره وأنه مكتوب ومعلوم عند الله منذ الأزل وليس شيئًا حدث بمحض الصدفة.
- يتذكر دائمًا أن الله عز وجل هو الأرحم بعباده من أنفسهم ومن أي شخص آخر فهو سبحانه يُدبر الأمر بحكمته ويختار لعباده ما فيه الخير حتى وإن لم يدركوا ذلك في حينه.
- يحتاج إلى أن يستحضر في ذهنه أن هذه الدنيا هي دار ابتلاء وليست دار بقاء فهي فانية وليست مكانًا للراحة الدائمة، وأن الجزاء الأوفى والمكان الأعظم هو في الدار الآخرة.
- يتأمل في حكم الله سبحانه وتعالى ويستشعر أن للمرض حكمة بالغة ومصالح خفية لا يعلمها إلا الله الحكيم الخبير فهو سبحانه يعلم ما هو الأصلح لعباده ويضع الأمور في مواضعها الصحيحة.
- يتذكر أن الابتلاء بالمرض قد يكون علامة صادقة على محبة الله لعبده وأن هذا البلاء رسالة تدل على قرب الله من عبده وأنه يريد له الخير والإصلاح.
- ينظر إلى أحوال الآخرين الذين يمرون ببلاءات أشد وأمراض أكثر صعوبة ليشعر بأن ما هو فيه أهون مما يعانيه غيره وليدرك النعم التي ما زالت موجودة في حياته ويشكر الله عليها.
الدعاء لشفاء الوالدين
- اللهم ارزق والدينا شفاءً لا يغادر سقماً وأكرمهم بنعمتك التي لا تنقطع واحفظهم بحفظك الذي لا يعجزه شيء، اللهم خذ بأياديهم إلى العافية واحرسهم بعينك التي لا تنام واقهم بركنك الذي لا يُرام وأظلهم برحمتك في كل حين وآن يا من تكشف الكروب وتفرّج الهموم وتستجيب دعاء المضطرين، يا الله يا كريم، آمين يا رب العالمين.
- يا من ترفع البلاء وتزيل الضراء وتحقّق الآمال وتُيسر كل أمر عسير، نسألك بكرمك الذي ليس له حد وبرحمتك التي وسعت كل شيء أن تخرج والدينا ومرضى المسلمين جميعًا من ضيق المرض إلى رحابة الصحة والشفاء يا شافي يا معافي.
- يا الله صاحب الرحمة التي تفيض بلا توقف، والكرم الذي لا ينقص مهما زاد العطاء أسألك باسمك العظيم وسترك الذي لا يُكشف أن تشفي والدينا وتسبغ عليهم العافية وترد لهم صحتهم بأتم وأكمل وجه، نحن لا نلجأ إلا إليك ولا نطلب العون إلا منك، فأنت القادر على كل شيء.
- يا من يرفع كل كرب ويزول به كل هم ألبس والدينا لباس الصحة والعافية وارزقهم شفاءً يعيد لهم البهجة والراحة، نسألك يا رحيم يا كريم أن تعطينا رضاهم وسعادتهم وخاصة في أوقات ضعفهم، يا رب اجعل لنا من هذا الدعاء نصيباً مستجاباً.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، اللهم إني أسألك أن تشفي والديّ من كل ما ألمّ بهم اللهم احفظهم بحفظك وامنحهم شفاءً عاجلًا بإرادتك لا حول ولا قوة إلا بك يا رب الأرباب، وأسألك بقدرتك التي لا يعجزها شيء أن ترد العافية لوالدينا ولجميع مرضى المسلمين يا عظيم يا مجيب الدعاء.
- يا الله يا كريم العطاء ويا واسع الرحمة، ألبس والدينا رداء الصحة واشدد على قلوبهم بالطمأنينة ورضا النفس وراحة الحال، اجعل لهم من كل ضيق مخرجاً ومن كل ألم فرجاً وامنحهم الطمأنينة في أيامهم القادمة يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا شافي كل عليل ومجيب كل دعاء، أسألك أن تزيل عن والدينا كل ألم وأن تخفف عنهم كل تعب، فلا شفاء إلا شفاؤك استجب لنا يا كريم وألبسهم ثوب العافية الذي لا يبلى.
- اللهم برحمتك التي نرجوها وبمنّك الذي لا حدود له، نسألك أن تكتب لوالدينا الصحة التامة والعمر الطويل المليء بالخير وأن تيسر لهم الراحة والسكينة وأن تشفيهم شفاء لا يغادر سقماً ولا يلحقه تعب يا الله يا حنان يا منّان.