دعاء “اللهم أنت خلقتني وأنت تهديني” يحمل في معناه تذكيرًا بعظمة الله عز وجل ويضفي على النفس شعورًا بالطمأنينة والسكينة، وقد يتساءل البعض عن مدى صحة هذا الدعاء من الناحية الحديثية حيث أشار بعض أهل العلم إلى أنه ورد في بعض الأحاديث النبوية ولكن هناك تباين في الروايات حول صحة إسناده فهناك من يُضعف سنده بينما يرى آخرون أنه لا حرج في الدعاء به لأنه يحمل معاني التوحيد والتذكير بنعمة الهداية التي يمنحها الله لعباده.
- هل يمكن اعتبار دعاء “اللهم أنت خلقتني وأنت تهديني” من الأدعية الصحيحة؟ هناك اختلاف بين العلماء حول صحة إسناده حيث يرى بعضهم أن سنده ضعيف بينما يرى آخرون أنه لا بأس من الدعاء به طالما أن مضمونه يتوافق مع عقيدة التوحيد.
- ما هو أفضل دعاء يُمكن أن يدعو به الإنسان لنفسه ليطلب الهداية؟ من أروع الأدعية التي يمكن أن يذكرها المسلم لطلب الهداية قول: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ، وَالْغِنَى” فهذا الدعاء النبوي يجمع بين طلب الهداية والتقوى والطهارة في القلب والرزق المبارك.
الدعاء: اللهم أنت الذي خلقتني وأنت من يهديني
يُروى أن هذا الدعاء من الأذكار النبوية التي يُقال إنها تُجلب البركة وتزيد من الرزق لمن يداوم على ترديدها وقد جاء الحديث بصيغة
- عن سمرة بن جندب وعبد الله بن سليم -رضي الله عنهما- قالا من قالَ إذا أصبحَ وإذا أمسى اللَّهمَّ أنتَ خلقتَني وأنتَ تَهْديني وأنتَ تُطعمُني وأنتَ تَسقيني وأنتَ تُميتُني وأنتَ تُحييني لم يسأَلِ اللَّهَ شيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاهُ، وقالَ: فلَقيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ سُليمٍ فقلتُ ألا أحدِّثُكَ حديثًا سمعتُهُ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَااا مرارًا ومن أبي بَكْرٍ مرارًا ومن مرارًا ؟ قالَ بلى فحدَّثتُهُ بِهَذا الحديثِ فقالَ بأبي وأمِّي، قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ هؤلاءِ الكلِماتُ كانَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ قد أعطاهنَّ موسَى عليهِ السَّلامُ فَكانَ يدعو بِهِنَّ في كلِّ يومٍ سبعَ مراتٍ فلا يسألُ اللَّهَ شيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاهُ، صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
لكن توجد بعض الآراء الفقهية التي تشير إلى أن سند هذا الحديث ضعيف ولهذا فإن العلماء يُفضلون عدم الاستشهاد به في المسائل التي تستوجب أحاديث نبوية صحيحة وثابتة.
أهمية الدعاء: اللهم أنت الذي خلقتني
يُعَدّ دعاء اللهم أنت خلقتني وأنت تهديني من الأدعية ذات المكانة العظيمة التي تحمل الكثير من الفضائل للمسلم، فهناك عدة أمور توضّح أهميته وفضله:
- يُستجاب لهذا الدعاء بإذن الله، لأن التوجه إلى الله بإخلاص والتضرع إليه من أعظم أسباب تحقيق المطالب وتيسير الأمور.
- يعزز الصلة بين العبد وربه، فهو من الأدعية التي تمحو السيئات وتزيد القرب من الله عز وجل.
- يكسب المسلم الأجر والثواب لأن الدعاء في حد ذاته من أعظم العبادات التي يُحَبّها الله.
- يُعد الدعاء بابًا من أبواب التقرب إلى الله في كل وقت ويمنح المسلم راحة نفسية واطمئنانًا.
- الحرص على تكرار هذا الدعاء سبب للتوفيق في شتى جوانب الحياة كما أنه وسيلة لجلب البركة وزيادة الرزق.
- أكد بعض أهل العلم أن هذا الدعاء يسهم في تيسير الأحوال وزيادة الرزق، كما أن له أثرًا في مغفرة الذنوب ورفع منزلة العبد عند الله.
- يُحقق الله للمسلم من خلاله ما يحتاج إليه وييسر له الخير، لأنه يعبّر عن التوكل التام والإيمان المطلق بقدرة الله على تحقيق الأمور الصعبة.
- من المهم أن يردده المسلم بيقين كامل بأن الله سبحانه وتعالى وحده القادر على تحقيق ما يراه الإنسان مستحيلًا، فالثقة بالله هي مفتاح استجابة الدعاء.
- يدخل ضمن أذكار الصباح والمساء، مما يجعله سببًا في حفظ المسلم من الشرور ومضاعفة حسناته.
- من الفوائد العظيمة لهذا الدعاء أنه يبعث الطمأنينة في النفس ويمنح السكينة، خاصّة في لحظات الضيق أو الهموم.
- يجعل العبد أقرب إلى الله ويعينه على التخلص من الذنوب، لأن الدعاء يعزز حسن الظن بالله ويقوي الإيمان.
- قد يكون هذا الدعاء بإذن الله سببًا في الشفاعة يوم القيامة ويرفع مقام قائله، كما أنه من الأدعية التي يرجى أن تكون من أسباب دخول الجنة.
