أدعية محمد البراك مكتوبة بصوتٍ يأسر القلوب ويؤثر في النفوس حيث يُعَد واحدًا من أبرز قرّاء القرآن الكريم في العالم العربي ومن الدعاة المعروفين الذين يُقدمون العلم الشرعي بأسلوبٍ يجمع بين التأثير والإتقان محمد البراك كويتي الجنسية ويعمل إمامًا لأحد المساجد في الكويت عُرف بحرصه على نشر تعاليم الإسلام الصحيحة وغرس القيم الدينية في نفوس الناس عبر أسلوبه المميز الذي يجمع بين الفصاحة والروحانية.
له الكثير من الأدعية المشهورة والمحاضرات التي يهدف من خلالها إلى توعية المسلمين وتعليمهم الفهم الصحيح للدين الإسلامي كما أن دروسه ومحاضراته لاقت انتشارًا واسعًا في مختلف الدول الإسلامية وتُعرض على العديد من القنوات الفضائية المهتمة بالمحتوى الديني حرص من خلال أعماله الدعوية على توضيح مبادئ العقيدة بأسلوبٍ قريب من الجمهور مما زاد من شعبيته بين مختلف الفئات العمرية.
الأدعية المأثورة بصوت الشيخ محمد البراك
- اللَّهُمَّ اهْدِنا فِي مَنْ هَدَيْت وعافِنا في مَنْ عافَيْت وتولَّنا في مَن تولَّيْت وبارِكْ لنا في جَميعِ ما أعطيت وقِنا شرَّ ما قضيت فإنك أنت المُتصرف وحكمُك نافذٌ علينا ولا يُرد أمْرُك من واليتَه فلا يُذل ومن عاديتَه فلا يَعتز تباركت يا ذا الجلال والإكرام وتعاليت لك الحمد في جميع ما قضيت ولك الشكر على نعمك التي لا تُعد ولا تُحصى نسألك أن تغفر لنا ذنوبنا وتُبعدنا عن المعاصي ونتوب إليك توبةً نصوحًا يا الله.
- يا رب ارزقنا خشيتك التي تمنعنا من ارتكاب المعاصي وطاعتك التي تُقربنا من جنتك ويقينًا يخفف عنّا مصائب الدنيا وامنحنا بركة في أسماعنا وأبصارنا وقوتنا واجعلها ثابتةً لنا طيلة حياتنا واجعل النصر لنا على من ظلمنا والتوفيق لنا على من عادانا ولا تجعل الفتنة في ديننا ولا تجعل اهتمامنا الأول هو الدنيا ولا نهاية معرفتنا محدودةً بها ولا تجعل مأوانا إلى النار بل اجعل الفردوس الأعلى مستقرًّا لنا برحمتك ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.
- اللَّهُمَّ اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالتوحيد ولوحيك بالنبوة ورحلوا عن الدنيا على ذلك يا الله أنعم عليهم بعفوك وأكرم نُزلهم ووسع مُدخلهم ونقّهم من الذنوب كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدنس واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونسألك أن ترزقنا رحمتك يوم نُصبح في موضعهم بين التراب بلا أنيسٍ ولا معينٍ إلا أنت.
- يا رب ارزقنا العلم النافع الذي نهتدي به إلى طريق الصواب ووفقنا إلى العمل به وزدنا من فيضِ فضلك علمًا لا ينفد ونسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعل سعينا في طلب العلم مُثمرًا وأعمالنا ومواقفنا نصرةً للحق وأن تجري الحكمة على ألسنتنا وتهدي على أيدينا كلَّ باحثٍ عن الطريق المستقيم يا أرحم الراحمين.
- اللَّهُمَّ أصلح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا وأصلحْ لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا وأصلحْ لنا آخرتَنا التي إليها مرجعُنا واجعلْ حياتَنا وسيلةً لزيادة الخير ومنبعًا للبركة وأكرمْنا إذا جاء أجلنا بجعل الموت راحةً لنا من كل ما يسوءُنا.
- اللَّهُمَّ ارزقنا التوفيق لعمل الطاعات والبعد عن المنكرات وحبب إلينا مساعدة المساكين واغفر ذنوبنا وتب علينا وارزقنا رحمتك وإذا كُتبَ البلاء على قومٍ فنسألك يا الله أن تعصمنا منه ونسألك محبتك ومحبة من يحبك ومحبة العمل الذي يُقربنا إلى محبتك يا كريم.
السيرة الذاتية ومسيرة الشيخ محمد البراك
نشأ الشيخ محمد البَرّاك يتيمًا في كنف والدته وعلى الرغم من فقدانه بصره وهو لا يزال طفلًا صغيرًا إلا أن الله سبحانه وتعالى وهبه نور العلم ورجاحة العقل فتمكن بفضل الله من حفظ القرآن الكريم كاملًا منذ صغره وكان مشهودًا له بشدة التزامه بالعبادات وأدائه الطاعات حيث تمسك بجميع ما أمر الله به وحرص على تطبيق تعاليم الدين الإسلامي في حياته وكان يعيش مع كتاب الله فلا يمر عليه شهر دون أن يختم القرآن الكريم مرة واحدة دون انقطاع.
أكمل الشيخ دراسته الجامعية حتى حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة أم القرى في مكة المكرمة ثم واصل مسيرته البحثية والعلمية ليحصل على درجة الماجستير من جامعة الكويت وخلال رحلته المهنية تقلد العديد من المناصب المهمة من بينها:
- شغل منصب مُدرّس في المعهد العلمي في مدينة الرياض حيث ساهم في تربية طلاب العلم الشرعي وتأهيلهم في العلوم الإسلامية.
- عمل في كلية الشريعة وكان له إسهامات واضحة في تدريس الفقه وأصوله وإعداد الأجيال من طلبة العلم.
- قام بالتدريس في كلية أصول الدين حيث ساعد في نشر العلوم الشرعية وتعليم الطلاب الأحكام الفقهية والعقائدية.
بعد سنوات طويلة من العمل الأكاديمي والعطاء في تدريس العلوم الشرعية قرر الشيخ التفرغ الكامل لإلقاء الدروس الدينية في المساجد والعمل على تعليم الناس أمور دينهم حيث كرس حياته لنشر أحكام الشريعة الإسلامية وتعليم علوم القرآن الكريم فكان يجلس في حلقات العلم يُفسر الآيات ويوجه طلابه وكان حريصًا على تعليم الناس أمور دينهم بإخلاص وتفانٍ.
أثر الدعاء ودوره المحوري في الحياة
يُعد الدُّعاء من أجلِّ النِّعَم التي مَنَّ الله بها على عباده فهو من أقوى السُّبل التي تَقرُب بالعبد إلى بارِئه ورغم هذه المكانة العظيمة إلا أنَّ كثيرًا من النَّاس قد يغفُلون عن هذه العبادة التي تَصِل الإنسان مباشرةً بربِّه دون وسيط فيبثُّ بين يديه حاجاته ويُقِرُّ بذنوبه ويطلب مغفرته ويسأله من خير الدُّنيا والآخرة فينعم بالرَّاحة والطُّمأنينة لأنَّ الله تبارك وتعالى قد وعد عباده بالاستجابة.
يُعدُّ الدُّعاء وسيلةً يُعبِّر بها المؤمن عن حاجاته في أمور دُنياه وآخرته وهو مَنبَع الإيمان الذي يُرقِّق القُلوب ويزيدها قُوَّة فعندما يرفع العبد يديه إلى السَّماء يستشعر حقيقة التَّوكُّل على الله وهذا جوهر المناجاة والتَّضرُّع والله سبحانه وتعالى قريبٌ مُجيب يسمع عبده في أي وقت ولا يحتاج الدَّاعي إلى واسطة أو شفيع فقط يُناجيه في أي لحظة بِقلبٍ مُخلِص والله وعد عباده بالإجابة غير أنَّ كثيرًا من النَّاس لا يلجؤون للدُّعاء إلا في أوقات الشِّدَّة والمِحَن وما إن تزول عنهم الكروب حتى ينسوا حاجتهم الدَّائمة إلى الله وهذا من الأمور التي لا تليق بالمؤمن إذ ينبغي للعبد أن يكون في وصالٍ دائم مع ربِّه في السَّراء والضَّراء في المَنح والمِحن.
لذلك فإنَّ العبد الصَّادق في إيمانه يحرص على ذكر الله ودعائه في جميع أحواله فلا يقتصر ذلك على أوقات الأزمات والمُلمَّات لأنَّ ملازمة الدُّعاء في جميع الأوقات هو السِّر في استجابة الدَّعوات والله وعد عباده أن يكون معهم يسمع مُناجاتهم يجبر خواطرَهم ويُلبِّي حاجاتهم متى أخلصوا في توجههم إليه.
الشروط الواجب توافرها لاستجابة الدعاء
هناك مجموعة من الضوابط والآداب التي يجب على المسلم مراعاتها حتى يكون دعاؤه أقرب للإجابة وتشمل هذه الضوابط ما يلي:
- يُستحسن أن يكون الداعي مستقبلًا للقبلة رافعًا يديه إلى السماء أثناء الدعاء دون تكلّف في الألفاظ أو تصنّع في التعبير.
- ينبغي أن يكون لدى المسلم يقين راسخ بأن الله سيستجيب له وأن يُحسن الظن بربه فلا يدعو بتردد أو شك.
- من المهم أن يُلحّ العبد في دعائه ويكرره مرات عديدة فالله يحب العبد الذي يداوم على الطلب ولا ييأس من رحمته.
- على المسلم أن يدعو الله بإجلال وتعظيم فالله هو الكريم المعطي الذي لا تنفد خزائنه.
- هناك أوقات يُستحب فيها الدعاء أكثر من غيرها مثل الثلث الأخير من الليل وآخر ساعة من يوم الجمعة حيث يكون الدعاء في هذه الأوقات أقرب إلى الاستجابة.
- يُفضل أن يبدأ المسلم دعاءه بحمد الله ثم الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فذلك من آداب الدعاء التي تزيد من قبوله.
- يُستحب أن يتوسل العبد إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العظيمة أثناء الدعاء لما في ذلك من بركة وقرب من الله.