أصبح إدراج برنامج رفق الإرشادي ضمن المناهج الدراسية محط اهتمام العديد من الدول وذلك بعد تزايد معدلات العنف والتنمر والتطرف بصورة لافتة خلال الفترة الأخيرة بين الطلاب والطالبات سواء داخل بيئاتهم التعليمية أو حتى خارجها والمثير في الأمر أن هذه الظواهر السلبية لا تقتصر على مجتمع بعينه بل باتت تنتشر بنسب متفاوتة وفي فئات عمرية مختلفة حيث يظهر العنف والتنمر بشكل رئيسي بين الطلاب والمراهقين وأحيانًا يمتد ليشمل فئات عمرية أكبر.
برنامج رفق الإرشادي لعام 1446 هـ
- برنامج رفق الإرشادي يُعتبر من أهم المبادرات الوقائية والعلاجية التي تهدف لمعالجة السلوكيات غير السليمة التي تفاقمت داخل المجتمع العربي.
- يركز البرنامج على الحد من التصرفات الخاطئة التي قد تحدث بين الطلاب أو بين المعلمين والطلاب داخل البيئة التعليمية.
- بعض المعلمين والمعلمات قد يعتمدون أساليب غير مناسبة في التعامل مع الطلاب سواء من خلال العقاب البدني أو استخدام ألفاظ قاسية قد تؤثر على نفسية الطالب.
- لهذا السبب أكدت الجهات التربوية على ضرورة تنفيذ برنامج رفق الإرشادي داخل المدارس لضمان الحد من هذه السلوكيات السلبية وتعزيز بيئة تعليمية أكثر أمانًا وتحفيزًا للطلاب.
- كما يتم تقديم البرنامج بأساليب تفاعلية لضمان سهولة الفهم والاستيعاب لدى الجميع مثل استخدام القصص الروائية أو تقديم الإذاعات المدرسية بهدف إيصال الفكرة بأسلوب واضح وشيق يجذب اهتمام الطلاب والمعلمين.
أهداف برنامج رفق وآلية دعم خط مساندة الطفل
برنامج رفق الإرشادي يهدف إلى تحقيق مجموعة من الغايات التي تسهم في تحسين البيئة المجتمعية وتعزيز قيم الاحترام والتسامح، وتشمل هذه الأهداف:
- البرنامج يسعى إلى توعية الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات وكافة أفراد المجتمع بضرورة التعامل بأسلوب قائم على اللطف والاحترام في مختلف المواقف الحياتية.
- يسلط الضوء على المخاطر الناتجة عن العنف والتنمر اللذين أصبحا أكثر شيوعًا داخل المدارس والمجتمعات، موضحًا العواقب السلبية المترتبة على هذه الظواهر.
- يهدف إلى الحد من انتشار العنف والسلوكيات السلبية، مع تشجيع الأفراد على تبني ممارسات إيجابية تعزز العلاقات الاجتماعية المبنية على التفاهم والاحترام المتبادل.
- يركز على فهم الواقع المجتمعي وتحليل العوامل المؤدية إلى السلوكيات العدوانية، مع تقديم برامج توعوية تساهم في تمكين الأفراد من التعامل مع المواقف المختلفة بأسلوب سليم.
- يعمل على ترسيخ مفهوم التسامح والتعاطف بين الأفراد، ويحثّ على رفض العنف بكافة أشكاله لا سيما في الأوساط التعليمية.
- يهتم بتنمية حس الاحترام المتبادل بين الأطفال وتعزيز قدرتهم على التفاعل الإيجابي مع أقرانهم بطرق صحية وسليمة داخل البيئة المدرسية.
- يواجه جميع أشكال التنمر بين الطلاب سواء كان ذلك متعلقًا بطريقة الحديث أو اللباس أو التصرفات اليومية داخل المدرسة، لضمان بيئة تعليمية يسودها القبول والتفاهم.
- يُعدّ هذا البرنامج من الأدوات المهمة التي تساعد في التعامل مع قضايا العنف من خلال تقديم حلول عملية وآليات مؤثرة تعالج جذور المشكلة وليس فقط مظاهرها.
- يعتمد على استراتيجيات شاملة توضح الأسباب التي تؤدي إلى ظهور السلوكيات السلبية سواء داخل المنازل أو المدارس أو المجتمع بوجه عام.
- يعزز الوعي بطرق اكتشاف الممارسات السلبية خلال مراحلها الأولى، مما يمنح الفرصة لمنع تفاقمها قبل أن تصل إلى مستويات أكثر خطورة.
- يمتاز البرنامج بتركيزه على تحليل العوامل المسببة للعنف وتوضيح الأثر الذي يمكن أن تلعبه البيئة والمجتمع في تفاقم هذه المشكلات أو الحد منها.
- يحدد الأسباب التي أدت إلى تزايد ظاهرة التنمر في الآونة الأخيرة سواء في المدارس أو المجتمع، كما يقدم أساليب فعالة للتعامل معها والتصدي لها قبل أن تصبح مشكلة يصعب حلها.
أبرز الأفكار المطروحة في برنامج رفق
برنامج رفق الإرشادي يتم تطبيقه من خلال مجموعة من الأنشطة والمبادرات التي تسهم في تحقيق غاياته ومن بينها:
- تنظيم ورش عمل تفاعلية للطلاب والمعلمين لزيادة الوعي بأهمية الرفق.
- إطلاق حملات توعوية مشتركة مع الجهات المجتمعية لتعزيز القيم الإيجابية.
- إقامة مسابقات إبداعية تشمل رسومات ومقالات تعبر عن مفهوم الرفق.
- تفعيل أدوار المرشدين الطلابيين لتقديم الدعم المستمر.
- توجيه رسائل تثقيفية من خلال الإذاعة المدرسية.
- تنظيم ندوات تفاعلية بمشاركة خبراء في المجال النفسي والتربوي.
- إنشاء فرق طلابية لتبني مبادرات تساعد في تحقيق أهداف البرنامج.
تشكيل لجنة مختصة ضمن برنامج رفق الإرشادي
تحرص إدارات التعليم في مدارس البنين والبنات على تشكيل لجنة مختصة تُعنى بتنفيذ برنامج رفق الإرشادي حيث تتولى هذه اللجنة مسؤولية تطبيق عدد من المهام المحددة لضمان تحقيق أهداف البرنامج:
- إعداد وتنفيذ خطة متكاملة للحد من الممارسات غير التربوية والسلوكيات العنيفة، على أن يبدأ تنفيذها مع بداية العام الدراسي داخل المؤسسات التعليمية لضمان بيئة مدرسية آمنة تعزز من قيم التسامح والتفاعل الإيجابي بين الطلاب.
- عقد لقاء دوري مع مستهل كل عام دراسي يشمل إدارة المدرسة والهيئة التدريسية من معلمين ومعلمات والمشرفين التربويين وغيرهم وذلك لمناقشة آليات تنفيذ الخطة الموضوعة ومتابعة مدى تحقيق مستهدفات البرنامج.
- التواصل المستمر مع الجهات المختصة بشؤون الطفولة والأسرة لضمان توفير مصادر تعليمية متنوعة تدعم أهداف البرنامج مثل المواد التوعوية من صور وكتب وقصص قصيرة ومقاطع مرئية هادفة إضافة إلى مطبوعات تثقيفية موجهة للطلاب لتعزيز فهمهم لمبادئ التسامح ونبذ العنف.
تنفيذ فعاليات الأسبوع الخامس من برنامج رفق
يشهد الأسبوع الخامس من الفصل الدراسي الأول تنفيذ الخطة المقررة للبرنامج والتي تتضمن مجموعة من المحاور الأساسية، أبرزها:
- تنمية روح الترابط والتآلف بين الطلاب، وتعزيز القيم الإيجابية لديهم لتمكينهم من التعامل مع العنف بأساليب واعية وبناءة.
- إقامة ورش عمل وحلقات نقاشية تثقيفية مخصصة للطلاب والطالبات، إلى جانب تحفيزهم على المشاركة الفاعلة بهدف ترسيخ مفاهيم التعاون والتفاعل المشترك.
- تنظيم أنشطة تنافسية تهدف إلى تعزيز مفهوم العمل الجماعي والحد من السلوكيات العنيفة، مع تقديم عروض مرئية تتضمن أفلامًا قصيرة وصورًا تعبيرية تساهم في ترسيخ المبادئ الإيجابية لدى الطلاب.
- منح الطلاب فرصة اختيار الأنشطة الملائمة لهم لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من البرنامج وفق اهتماماتهم ورغباتهم.
الفعاليات والأنشطة المصاحبة لبرنامج رفق
تنطلق فعاليات برنامج رفق خلال الأسبوع الرابع من الفصل الدراسي الثاني ويجب أن تشمل هذه الفعاليات:
- إقامة معرض شامل يضم جميع الأعمال المتميزة للطلاب والطالبات الذين فازوا في المسابقات السابقة.
- وجرى تقييمها مسبقًا من قبل إدارة المدرسة ولجنة متخصصة لضمان معايير الجودة والإبداع.
- ثم يتم عرض الأعمال الفائزة داخل المعرض ويتوج الطلاب والطالبات الفائزون عبر توزيع جوائز تقديرية تشجيعًا لتميزهم.
- بالإضافة إلى إمكانية إدراج أسمائهم في مجلة الحائط أو تعليقها على لوحة الشرف بصفة أسبوعية كنوع من التكريم المعنوي.
- تنظيم ندوات توعوية يحضرها الإداريون والمعلمون المشرفون وأولياء الأمور بهدف تعزيز السلوك الإيجابي بين الطلاب والتصدي لجميع أشكال العنف داخل البيئة التعليمية.
إجراءات تنظيمية لملفات برنامج رفق الإرشادي
- عِنْد انْطِلاق العَام الدِّرَاسِي، يَتَوجَّب إخْصَاص مِلَفّات مُحَدَّدَة لِبَرْنامَج رِفْق الإِرْشادي وَذلِكَ لِضَمَان مُتَابَعَة دَقيقَة لحَالَات الطُّلّاب وَالتَّأكُّد مِن تَحْقِيق تَقْيِيم دَوْري لِمُستَوي السُّلُوكات.
- يَجِب قَيُّد أَسْمَاء الطُّلّاب وَالطّالِبَات الّذِين يُظهِرُون نَزَعَات عُنْف أَو تَنَمُّر تُجاه زُمَلَائِهِم فِي المُؤَسَّسَة التَّعْلِيمِيَّة وَالتَّأكُّد مِن وَضْع آلِيّة لِمُعَالَجَتِهَا بِشَكْل يُلَائم مَدَى حَاجَة كُلّ حالَة عَلَى حِدَة.
- بَعْد إِجْرَاء الحَصْر الشَّامِل وَتَحْدِيد نِسَب الحَالات الّتِي تَتَطَلَّب تَدَخُّلًا إِرْشَاديًّا يُجْرَى التَّخْطِيط لِبَرَامِج إِصْلَاح السُّلُوك بِطَرِيقَة تَسْهَم فِي تَخْفِيف ظَاهِرَة العُنْف وَالتَّنَمُّر بِهَدَف وَصُول المُؤَسَّسَة التَّعْلِيمِيَّة إِلَى نِسْبَة خَالِيَة مِن تِلْكَ التَّصَرُّفَات.
خطة شاملة للتعامل مع حالات العنف المدرسي
- استراتيجية واضحة لمواجهة جميع أشكال العنف المدرسي تصميم إطار شامل يُحدد مختلف صور العنف داخل البيئة المدرسية مع توضيح آليات التعامل مع كل حالة بأسلوب دقيق.
- تنفيذ دراسات إحصائية سنوية لتقييم معدلات العنف في المدارس وتحليل ما إذا كانت هناك زيادة أو انخفاض استنادًا إلى البيانات الميدانية.
- توفير حلول مُخصصة لكل نوع من حالات العنف لضمان تطبيق الاستراتيجية المناسبة لكل موقف بما يسهم في تحقيق نتائج فعالة.
