يُعتَبر صلاحُ الدينِ الأيوبيُّ أحدَ أبرزِ القادةِ العسكريينَ في التاريخِ الإسلامي فقد تمكَّنَ مِن قيادةِ العديدِ مِن الحملاتِ العسكريةِ التي استهدفتِ استعادةَ الأراضي التي كانت خاضعةً لسيطرةِ الصليبيين وأسهمَ بدورٍ كبيرٍ في توحيدِ بلدانِ العالمِ الإسلاميِّ تحتَ رايةٍ واحدةٍ وقد عُرِفَ بشجاعتهِ الفائقةِ وإقدامهِ في ساحاتِ المعاركِ بالإضافةِ إلى براعتهِ العسكريةِ وقدرتهِ الفائقةِ على إدارةِ الجيوشِ بحِنكةٍ وذكاءٍ.
حقائق مميزة عن القائد صلاح الدين الأيوبي
- الاسم الحقيقي لصلاح الدين الأيوبي هو يُوسف بن أيّوب بن شاذي بن مروان ولد سنة 532 هجريًا في مدينة تكريت وتعود أصوله إلى الأكراد.
- كان والده الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب الدوينيّ التكريتيّ شديد الحرص على تنشئة ابنه وفق تعاليم الإسلام وتعليمه القيم والمبادئ التي ساعدت في صقل شخصيته كقائد بارز.
- أرسله والده منذ صغره إلى مدرسة المدينة ليتعلم القراءة والكتابة إلى جانب حفظه للقرآن الكريم كاملاً وهو لا يزال طفلًا.
- كان لصلاح الدين منذ صغره شغف بقصص الأبطال والمجاهدين وكان يطمح إلى توحيد الأمة الإسلامية وقيادتها نحو العزة والكرامة.
- كان يتميز بين أقرانه بذكائه ونهمه للقراءة والاطلاع الأمر الذي ساهم في صياغة شخصيته كقائد يتمتع برؤية استراتيجية.
- لم يكن ينظر إلى النهضة الإسلامية من زاوية القوة العسكرية فقط بل كان يؤمن بضرورة وضع أسس علمية وإدارية متينة تسهم في تطوير الدولة في جميع المجالات.
- كان يدرك أن قوة الدولة الإسلامية تعتمد بشكل كبير على قوتها البحرية لهذا خصص موارد كبيرة لبناء أسطول بحري قوي وأسند قيادته إلى أخيه العادل.
إنجازات بارزة لصلاح الدين الأيوبي
- إرث صلاح الدين الأيوبي ما زال حاضرًا في الثقافة والفن، حيث استلهمت العديد من الأعمال السينمائية والتاريخية منه، ومن أشهرها فيلم “الناصر صلاح الدين” الذي جسد فيه أحمد مظهر شخصية القائد العظيم بإبداع.
- لم يكن صلاح الدين مجرد قائد عسكري فذ بل تميز بكونه إداريًا بارعًا أحدث تغييرات جوهرية في نظام الحكم وأرسى دعائم الإدارة الحديثة عندما استحدث منصب نائب السلطان لضمان استقرار الدولة واستمراريتها.
- ابتكار منصب نائب السلطان كان خطوة استراتيجية ساعدت في حفظ استقرار البلاد حيث أصبح هناك مسؤول يتولى إدارة شؤون الدولة في غياب السلطان ما ساهم في ترسيخ دعائم الحكم دون حدوث أي اضطرابات.
- نشأته في دمشق كان لها دور كبير في تكوينه الفكري حيث تلقى فيها علوم الفقه والأدب ثم انتقل إلى مصر ودرس رواية الحديث ما منحه معرفة واسعة عززت من مكانته كقائد سياسي وعسكري.
- امتلك موهبة فطرية في القيادة العسكرية وتجلّى ذلك بوضوح عندما شارك في الحملة التي قادها عمه شيركوه إلى مصر حيث أظهر براعة كبيرة في التخطيط والإدارة ما ساعده على إبراز قدراته في سن مبكرة.
- وقف صلاح الدين في الصفوف الأولى لمواجهة الحملات الصليبية وقاد الجيوش الإسلامية ببراعة وكان انتصاره الحاسم في معركة حطين نقطة تحول غيّرت مجرى الصراع وأكدت مكانته كأحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي.
معلومات مختصرة عن صلاح الدين الأيوبي
- كان صلاح الدين الأيوبي يولي اهتمامًا بالغًا بتطوير القطاع الصحي فقام بإنشاء المستشفيات مثل مستشفى المارستان التي حرص على تجهيزها بكافة الأدوية والمعدات والأجهزة الطبية لضمان تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى.
- سعى إلى تخفيف الأعباء المالية عن الناس ولذلك قرر إلغاء الضرائب التي كانت تُفرض على الحجاج أثناء مرورهم بمصر مما ساهم في تيسير رحلتهم الدينية دون أي أعباء مالية إضافية.
- التعليم كان من الأولويات التي اهتم بها فأسس عددًا من المدارس في المناطق التي فتحها ومن أشهرها المدرسة الصالحية ومدارس القدس بهدف نشر العلم وتعزيز المعرفة بين الناس.
- لم يقتصر اهتمامه على التعليم والصحة فقط بل أولى رعاية خاصة للفقراء والمحتاجين وخصص ميزانية تُصرف على تلبية احتياجاتهم لضمان توفير حياة كريمة لهم.
- اتخذ قرارات استراتيجية في مجال الدفاع والأمن حيث أمر ببناء سور متين لحماية مدينة القاهرة كما أشرف على تشييد قلعة الجبل لتكون حصنًا يحمي المدينة من أي تهديدات محتملة.
- حقق نصرًا حاسمًا في معركة حطين ولم يكن مجرد انتصار عسكري بل كان خطوة محورية جعلته يضع نصب عينيه تحرير بيت المقدس واستعادة السيطرة على المدينة المقدسة.
هل تعلم عن صلاح الدين الأيوبي قصير
هل تَعرِف مَن هو القائد الذي سَطّر ملامح الفتح والنصر في تاريخ الأمة الإسلامية؟ هذا البطل هو صلاح الدّين الأَيّوبي الرّمز الذي ترك أثره في صفحات المجد وخلّد اسمه في وجدان الشعوب:
- هل كنت تعلم أن صلاح الدين الأيوبي قام بإنشاء المدرسة السّوفية التي تُعد أول مؤسسة تعليمية تُعنى بالمذهب الحنفي بشكل منظم، حيث ساهم من خلالها في تعزيز الفقه الحنفي ونشر تعاليمه ضمن إطار رسمي، جعلها مرجعًا فقهيًا مميزًا في عصره.
- حِرصه الشّديد على المحتاجين والأغراب دفعه لإصدار أمر بتحويل جامع أحمد بن طولون إلى مأوى دائم للفقراء والمُشردين، فصار هذا المكان ملاذًا آمنًا لمن فقد بيتًا أو عانى مرارة الغربة.
- امتدت إنجازاته العسكرية إلى مناطق متعددة، حيث وصلت فتوحاته إلى بلاد مثل “بيروت وبيت المقدس وبرقة وعكّا واليمن ودمشق وطبريّا”، وكان لكل مدينة منها موقع استراتيجي وتاريخي ساهم في تعزيز سيطرته وأهدافه، فكان لا يترك بقعة إلا ووطد فيها رايات الإسلام.
- حين دخل بيت المقدس لم يكن ذلك نصرًا عسكريًا فحسب، بل تجسيدًا ليقينه الكبير بالله وتمسكه بمبادئ العقيدة ورغبته في إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقد كان يضع نصب عينيه دائمًا أن يكون هذا الفتح بوابة لنهضة الحضارة الإسلامية وتوحيد صفوف الأمة.
- ورغم ما حققه من بطولات وتفانٍ في نصرة الدين، اختُتمت حياته بحزن عميق بعد أن أُصيب بالحُمّى الصفراوية، حيث فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها سنة 589 هـ وكان عمره حينها 57 عامًا، فرحمه الله رحمةً واسعة وكتب له جنات الخلد.