ربُ العالمين الذي خلقَ السماءَ بغيرِ أعمدةٍ هو وحدَه القادرُ على شفاءِ كلِّ مريضٍ طالت بهِ العلةُ وثَقُلَت عليهِ مصاعبُ الحياةِ حتى لم يَعُد يستطيعَ أداءَ الأمورِ التي تساندهُ في معيشتهِ وصارَ يعاني مما أرهقه.
بصورةٍ عامةٍ فإنَّ المرضَ يُعَدُّ من الأقدارِ التي تتضمنُ تكفيراً للذنوبِ إذ يُرفَعُ بها قدرُ الإنسانِ إذا صبرَ واحتسبَ ومن الواجبِ أن يلجأَ المؤمنُ إلى الله الذي يفوقُ كلَّ شيءٍ تسليماً وقلباً مُخلصاً لتعجيلِ الشفاءِ وإبدالِ عُسرِه يسراً ومن الأدعيةِ التي يمكنُ ترديدها:
- اللهم فلا تخيبني بهم من نائلك ولا تقطع رجائي من رحمتك ولا تحرمني لُطفك ولا تَتركْني في سدودِ أبوابِ الرزق، بل افتحْ لي مِن رحمتكَ نافذةً تيسرُ أمري واجعلْ كلَّ عُقدةٍ تنحلُّ بحكمتكَ ورحمتك وأبلغْني رحمتَكَ الواسعةَ التي لا يغيبُ عنها زاويةٌ في الكونِ إنك أرحمُ الراحمين وصلِّ اللهم على نبينا محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين آمين يا ربَّ العالمين.
- دعاء رفع البلاء كامل: إن ربي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا عزيزَ ولا غالبَ إلا باللهِ العليِّ العظيم، أشهد بحق أنهُ لا يعجزك أمرٌ وأنك القادرُ على رفعِ البلاءِ وسدِّ العوزِ وأعوذُ بك يا الله الرحيم العليم من شرِّ كلِّ المخلوقاتِ التي في قبضتكَ وسيطرتكَ وحدكَ إن ربي واسعُ العلمِ مُتَمَكِّنٌ على صراطٍ مستقيم.
دعاء لدفع البلاء والمرض
قال الله تعالى في كتابه العزيز ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، هذه الآية الكريمة تُبرز كيف أن البلاء يُعتبر جزءًا من تجربة الإنسان في الدنيا حيث يصيبه في ماله ونفسه وفي علاقاته مع الآخرين سواء من المختلفين في الدين أو من المشركين، ومع هذا فإن الله يوضح أن الصبر المرتبط بالتقوى يُعَدُّ خيارًا قويًا ومتماسكًا لمواجهة التحديات والمصاعب كما أن للدعاء دورًا جوهريًا في إصلاح الأقدار والقرب من الله جل جلاله واستحضار رحمته ولطفه بشؤون الناس.
- الحمد لله الذي تواضَعَت له المخلوقات بعظمته والشكر لله الذي ذلت له كل الأشياء لعزته وسلطانه وكل شيء خضع له وهيمنته، الحمد لله حمدًا يُليق بجلال وجهه وعظيم ملكوته ، الحمد لله الذي لا يغفل عن عباده لحظة ، الحمد لله الذي إليه يرجع الأمر كله ونسأله سبحانه أن يجعلنا من عباده الصالحين وأن يرزقنا رضاه ويدخلنا جنته يا أرحم الراحمين.
- بسم الله الذي باسمه تُدفع الأذى والمكروه، بسم الله الذي نستعيذ به من كل شر وباسمه نعوذ من كل ضرر، بسم الله الذي يُحصننا ويُمسكنا بعينه التي لا تنام، بسم الله الرحمن الرحيم على أرواحنا وأرزاقنا وأهلينا وعلى كل نعم الله التي لا تُحصى وأعوذ بالله الذي لا يُغلب من شر ما خلق ومن وساوس الشياطين ومن كل عدو خفي أو ظاهر، وأن الله أكبر وأعظم من كل شيء يخيفنا أو يحزننا وأبرأ إليه من حولنا وقوتنا.
- اللهم يا كاشف البلاء ويا رافع الهم والضر أدعوك أن تحميني من شر الأشرار ومن كيد الحساد ومن كل أمر يضرني أو ينقص من نعمتك التي مننت بها علي، اللهم اجعل في قلبي يقينًا تبعد به عني الخوف والقلق وارزقني سكينة وثقة في قدرتك على حمايتي وأعوذ بك يا الله من أي ضرر يُلحق به ومن قضاء السوء الذي لا مرد له إلا بمعونتك فإنك يا الله خير حافظًا وخير معين.
دعاء رفع البلاء والوباء عن الجميع
في ظل استمرار انتشار الفيروس في مختلف أنحاء العالم وإعلان كثير من الدول عن تسجيل حالات الإصابة بين مواطنيها، يبقى التضرع إلى الله بالدعاء واحدًا من الوسائل الفعّالة التي يعتمد عليها الإنسان بجانب اتخاذ التدابير الوقائية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية للحماية من خطر الإصابة بالمرض، حيث يعتبر الدعاء وسيلة عظيمة لتقوية الصلة بين العبد وربه سواء كان هذا الدعاء مما ورد في السنة النبوية الكريمة أو كان نتاجًا لنطق الإنسان بما في قلبه من رجاء وحاجة، إذ يكفي أن يكون الدعاء مملوءًا بالخير ومحاطًا بحُسن الظن بالله عز وجل.
- اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يُرام واحفظني بعزك الذي لا يُضام واكلأني في الليل والنهار وارحمني بمقدرتك علي، يا الله أنت ثقتي ورجائي وكم من نعمة أنعمت بها علي قل شكري عليها وكم من بلاء امتحنت به صبري وما خانني وكم من معصية ارتكبتها وسترتني عنها يا أرحم الراحمين.
- يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدًا ويا ذا النعم التي لا تُحصى ولا تُعد ويا ذا الجلال والإكرام ويا ذا الوجه الذي لا يطفأ نوره أبدًا، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت وباركت على سيدنا إبراهيم واجعلني في حرزك وأمانك من شر كل ذي شر ورد كيده إلى نحره وأعوذ بك يا مولاي من كل أمر مكروه أطلب عونك وأتوكل عليك يا أكرم الأكرمين.
- اللهم قوني على ديني وإيماني وسخر لي أمور دنياي لتكون عونًا لي في آخرتي وزدني من التقوى والهداية وافتح لي أبواب الخير كلها واحفظني أينما كنت وارحمني ولا تتركني لنفسي طرفة عين، يا من لا تضره المعاصي ولا تنقص فضله المغفرة تفضل علي بكرمك واغمرني بعطاياك التي لا تنفد ولا تنقص يا أرحم الراحمين.
دعاء لتجنب وقوع البلاء
في ظل الظروف العصيبة التي يشهدها العالم في الفترة الحالية أصبح الدعاء لرفع البلاء وتجنبه من أبرز الواجبات التي يجب أن يلتزم بها المسلمون، خاصة مع تفاقم خطر انتشار فيروس كورونا وهذا الوباء بات يشكل تهديدًا كبيرًا لحياة الملايين وحسب التقديرات قد يتزايد عدد الإصابات خلال الفترات القادمة إذا استمر تفشيه على هذا النحو المقلق ولهذا السبب، اجتمع المسلمون في مختلف دول العالم على ضرورة إقامة صلاة موحدة يتوجهون فيها بالدعاء إلى الله مستبشرين برحمته وراجين منه أن يرفع عنا هذا البلاء ويدفع عنا الشر ويسبغ علينا نعمه من الصحة والعافية.
- قال عليه الصلاة والسلام: تعوّذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، هذا الحديث النبوي الشريف يبرز أهمية التضرع إلى الله واللجوء إليه بالدعاء ليحفظنا من المصاعب والمكروه ويصرف عنا الأذى.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، هذا الدعاء يُعد من أعظم الأذكار التي تُقال للتحصين من كل الأخطار التي قد تواجه الإنسان في حياته اليومية وللحماية بثقة مطلقة في قدرة الله.
- اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، هذا الدعاء يتوجه المؤمن من خلاله إلى الله بطلب الحفاظ على النعم التي يتمتع بها مثل الصحة والرزق والأمان، مع السعي الدائم لعدم التعرض لما يُسبب فقدانها أو المساس بها مهما كان.
دعاء مكتوب لرفع البلاء عن المريض
الدعاء للمريض يُعد من السُنن المباركة التي أوصى بها النبي الحبيب -صلى الله عليه وسلم- سواء أكان المريض يدعو لنفسه أو يدعو له الآخرون لما في ذلك من تقرب إلى الله وطلب العون منه، إذ أن الله سبحانه وتعالى هو الملجأ الأول والأخير لكل من أصابه بلاء أو مرض خاصة في الأوقات التي تقف فيها قدرات البشر وعلوم الطب عاجزة عن إيجاد الحلول وتخفيف المعاناة فتكون رحمة الله هي الأمل الوحيد الذي ينقذ القلوب من الحزن والضعف.
في مثل هذه اللحظات تزداد حاجة المريض وأحبته إلى التوجه لله بصدق وإلحاح ليطلبوا منه رفع البلاء وإعادة العافية ومن الأدعية المأثورة التي يمكن ترديدها:
- اللهمَّ عافِني في بدني اللهمَّ عافِني في سمعي، اللهمَّ عافِني في بصري واجعل قوتي ثباتاً في طاعتك.
- اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل أن تمنّ عليه بالعافية وتشمله برحمتك وترزقه الصحة وتلبسه لباس الشفاء التام.
- إلهي أذهب البأس ربّ النّاس اشف وأنت الشّافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا ،اللهم يا قوي يا عزيز ارزقه من قوتك وفضلك وامنحه الصبر والرضا وأعطه قدرة على تجاوز هذا البلاء واحفظه بحفظك يا قادر على كل شيء.
- اللهمّ اشفه شفاءً ليس معه سقماً أبداً، اللهمّ اجعل رضاك وعفوك يغمران جسده ونفسه ويسران عليه أيامه ولياليه اجعل عنايتك تحرسه وتُسخر له أسباب الشفاء من حيث يعلم أو لا يعلم، اجعل رحمتك تملأ وجوده وارزقه كل ما يعيد إليه عافيته ويزيده قوة وصحة يا من بيده تدبير الأمور وقضاء الحوائج يا سامع الدعاء ويا قريب المجيب.
في ظل الظروف الحالية التي يعاني فيها العالم من تفشي فيروس كورونا والذي تم تصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية كجائحة تهدد حياة الملايين فإن الحاجة إلى التضرع لله والاعتماد عليه باتت أعظم خاصة مع التحذيرات العالمية من خطورة هذا المرض على الأرواح إذا لم يتم الوصول قريباً إلى علاج أو لقاح فعّال له.