مولد النبيّ ﷺ لم يكن حدثًا عابرًا بل كان بداية تحوُّل عظيم في مسار البشرية بزغ نوره في وقت كانت فيه الجزيرة العربيّة غارقة في أحلك مراحل الجاهليّة الإنسان فيها لا يعرف حقيقة التوحيد ولا يدرك قيمة الإيمان وكان الناس يعبدون الأصنام ويتبعون الخرافات والله جلّ وعلا اختار خير من وطئت قدماه الثرى ليكون رحمةً وهدايةً للعالمين محمد بن عبد الله ﷺ الذي جاء من نسب كريم من أعرق أسر مكة المكرّمة من أبناء قبيلة زهرة تلك القبيلة التي كانت تملك مكانة مرموقة بين بطون قريش وتُعرف بعزّها وأصالتها.
فما إن وُلد النبي ﷺ حتى ارتسمت على جبينه ملامح الرسالة وبدايات الصبر فقد قضى الله أن يعيش هذا النبي العظيم تحت ظلال الابتلاء منذ نعومة أظفاره ليكون قلبه لينًا مملوءً بالرفق والرحمة فقد فقد والده عبد الله عليه السلام وهو ما يزال جنينًا في بطن أمّه آمنة بنت وهب ثم لم تلبث أمه أن لحقته بعد مرور ست سنوات ليجد نفسه وحيدًا يتيم الأب والأم وقد تكفل الله به في صغره كما تكفّل برسالته في كِبره فكبر متعلّقًا بربّه متوكّلًا عليه مؤمنًا بأن من كان الله معه فلن يُخذل يومًا ومن هذا المنطلق يسرّنا في www.capsula.com.sa أن نتشرّف بتقديم مقدّمة إذاعيّة مدرسية متميّزة عن هذا الميلاد المبارك الذي علّمنا كيف نستمد قوتنا من الضعف وكيف نحول الابتلاء هدىً ونورًا نستضيء به في دروب الحياة ليبقى مولده ﷺ مناسبة تتجدد فيها المعاني وتُستنهض فيها القلوب.
مقدمة إذاعية مدرسية بمناسبة المولد النبوي الشريف
الحمد لله حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه نستعينه ونستهديه، ونُصلِّي ونُسلِّم على سيِّدِ الخلقِ أجمعينَ، الهادي البشير السراجِ المُنير محمّدٍ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبِه الطَّاهرين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أمّا بعد.
بهذا اليوم الطيب الذي يُصادف ذكرى من أعظم الأحداث في تاريخ البشريّة بنتحدَّث اليوم في الإذاعة المدرسية عن مولده الشريف عليه الصلاة والسلام، مولد النور الذي بزغ في وقتٍ كانت فيه الدنيا تَرسُف في الظلام:
- المولد النبوي حدث عظيم وقع يوم 12 من شهر ربيع الأول عندما أذن الله سبحانه بنور محمد ﷺ أن يَشُقَّ ظلمات الجهل ويبعث في الأمة أملاً جديدًا فكان مولده في مكة المكرمة بداية عهدٍ جديد لإنقاذ البشر من التيه والحيرة إلى طريق التوحيد والإيمان.
- ومنذ اللحظة الأولى لولادته ظهرت دلائل كثيرة على عِظم مكانته فبحكمة الله تعالى حملت به السيدة آمنة دون معاناة كغيرها من النساء فلم تحس بأوجاع الحمل ولا آلام المخاض وكأن العناية الإلهية رافقته في كل لحظة.
- ورأت أمُّه عند ولادته نورًا ساطعًا خرج منها أضاء الأرض من حولها وأشعّ بذلك وجوده نورًا لم تعرف الدنيا له مثيل وكأن السماوات والأرض احتفلت بمولده الشريف.
- وُلِدَ ﷺ ساجدًا، جبهته تمس الأرض، ركبته منحنية، وسبَّابته مرفوعة بالشهادة كأنه يوحّد الله من اللحظة الأولى كانت لحظة ولادته مهيبة فيها إشارات عظيمة تُنبئ بما سيحمله من رسالة سماوية تغيِّر وجه الأرض.
- ومع ولادته المباركة أطفأت نار المجوس التي ما زالت مشتعلة أكثر من ألف عام، انهار عرش كِسرى، وتشقق قصره، وتزلزلت شرفات الروم، وكأن الممالك شعرت أن شيئًا استثنائيًّا قد حدث وأن نهاية العُتُوِّ اقتربت.
- وظهر بالسماء نجم لم يُرَ مثله من قبل، نجم أضاء الآفاق، واتخذه علماء أهل الكتاب علامة على مجيء النبي المنتظر، فصار دليلاً صامتًا يهدي الباحثين عنه ليتعرفوا على الموعود في أسفارهم.
- نشأ النبي ﷺ يتيم الأب، ثم فقد والدته وهو في عمر ست سنوات وكانت مشيئة الله أن يحيط حياته بالتجارب الصعبة لكي يتعلَّم منها الصبر على البلاء ويتربى قلبه على الإحساس العميق بمن حوله.
- اختار الله لرسوله أن يعيش اليُتم مبكرًا لحكمة عظيمة حتى يشعر بالفقير والمهموم ويتمكن لاحقًا من أن يُخاطب كل مكسور وكل متعب وكأنه مرَّ بما مرّوا به تمامًا ولم يترك فيهم حالاً لم يعرفه شخصيًا.
- وتلك الظروف الإلهية كانت الدرس التربوي العملي الذي كوَّن إنسانًا يحمل في قلبه أوسع أبواب الحنان والشفقة والرفق، فصار رسول الرحمة للناس جميعًا، لا يترك أحدًا يحتاج حُبًا إلا واحتواه.
- وبقي النبي ﷺ، بأخلاقه ورقّة قلبه، المثل الأعلى والرّمز الأسمى للرفق والرأفة، فهو الوحيد الذي تجسدت فيه معاني الاحتواء الإنساني بكل معانيه للإنسان والحيوان بل وأحتى الجمادات، فكان بحقٍّ أحنّ الخلق وأطيبهم نفسًا وأرحمهم قلبًا.
فقرة تلاوة عطرة من القرآن الكريم ضمن إذاعتنا المدرسية عن المولد النبوي
ومع إشراقة الصباح ونفحات هذا اليوم المبارك نَبدأ معكم فقرة القرآن الكريم التي نرتقي بها بالقلوب ونستضيء بنورها فلتتفضل الطالبة/……….. لتتلو علينا آيات من الذكر الحكيم.
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَىٰهُمْ رُكَّعًۭا سُجَّدًۭا يَبْتَغُونَ فَضْلًۭا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًۭاۖ سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمْ فِى ٱلْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَۗ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةًۭ وَأَجْرًا عَظِيمًۭا).
فقرة حديث نبوي شريف حول سيرة النبي في برامج الإذاعة المدرسية
نُتابع الآن مع فَقرة الحديث الشريف وتُقدمها لنا الطالبة /…………..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (فُضِّلت على الأنبياء بستّ: أُعطيت جوامع الكَلِم ونُصِرت بالرُّعب وأُحلّت لي الغنائم وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطَهورًا وأُرسلت إلى الخلق كافة وخُتم بي النبيون) ويُبيّن هذا الحديث الشريف المكانة العظيمة التي اختصّ الله بها نبيّنا محمد ﷺ إذ جمع الله له خصائص لم تُمنح لسواه من الأنبياء مما يدل على فَضله ورفعة قدره وعموم رسالته للبشر كافة حيث أن النبوة خُتِمت به ﷺ وجعل الله في رسالته الرحمة والهداية للعالمين كما أن الحديث يُجسد معاني الشمولية في دعوته والتميّز في صفاته التي خُصَّ بها دون غيره من المرسلين ويُضيء لنا ذلك الجوانب التي تظهر لنا مكانة النبي ﷺ في هذا الوجود مما يجعلنا نتأمّل بعُمق في عظمة مولده ونستشعر بركة هذه المناسبة الكريمة التي ظهر فيها نور الهُدى وعمّ بها الخير في سائر أنحاء الأرض فالمولد النبوي ليس مجرد ذكرى بل هو فرصة لاستحضار تلك المعاني العظيمة التي حملها المصطفى عليه الصلاة والسلام إذ كان بعثه رحمة وهدى ونورًا لكل من سار على نهجه واتّبع سنته.
معلومات قيمة وفقرة “هل تعلم” عن المولد النبوي
الحين مع فقرة معلومات عن المولد النبوي مع الطالبة/………….
- هل كنت تَعلم إن النبي ﷺ وُلِد يتيم الأب لأن والده عبد الله تُوفي قبل ولادته وكان لا يزال جنينًا في بطن أمه آمنة بنت وهب.
- وكان حضن والدته آمنة هو أول ما عرفه في حياته لكن بعد ما بلغ عمر الست سنوات توفيت والدته وتم دفنها في منطقة الأبواء وهي إحدى المناطق القريبة من المدينة المنورة عند أخواله من بني النجار.
- وبعد وفاتها تولّى جده عبد المطلب رعايته وكان يُكن له مودة كبيرة ويفضله على بقية أحفاده ويجلسه في مكانه بين كبار القوم في مجالس مكة.
- وكان يُعامله معاملة خاصة رغم وجود أعمامه أبناء عبد المطلب وكان يرى فيه شيئًا مميزًا عن سواه.
- وبعد رحيل جده كفله عمه أبو طالب وعاش في بيته وتربى مع أولاده وكان له بمثابة الأب الحنون ورعاه حتى شبّ بين أهله وكان يعمل برعي الأغنام كما فعل كثير من الأنبياء قبله.
- وبدأ لاحقًا في العمل بالتجارة لما بلغ عمر العشرين وكان يتاجر بأموال خديجة بنت خويلد التي كانت من أبرز نساء قريش في النسب والمال والمكانة.
- واللي معروف ومُثبت أن خديجة رضي الله عنها انبهرت بصدقه في المعاملة وأمانته وعرضت عليه الزواج فقبل وتزوجها وكان عمره وقتها خمس وعشرين سنة بينما كانت هي أكبر منه سنًا وتجاوز عمرها الأربعين.
- ومعروف عند أهل مكة قبل أن يُبعث بالنبوّة أنه كان يُلقَّب بـ”الصادق الأمين” لأن ما من أحد تعامل معه إلا وشهد له بالأمانة والصدق وكان نموذجًا للمروءة والخُلق الكريم.
- والكثير قد لا يعلم أن جميع أولاد النبي ﷺ سواء من الذكور أو الإناث كانوا من زوجته خديجة فقط ولم يُرزق بأبناء من أي زوجة أخرى إلا ماريا القبطية التي أنجبت له ابنه إبراهيم رضي الله عنه.
- أما باقي زوجاته فلم يُنجب منهن ما يدل على مدى خصوصية خديجة في حياته ومكانتها الفريدة في قلبه ﷺ وكانت أول من آمن به ووقفت معه في بداية الدعوة رضي الله عنها.
فقرة الكلمة الصباحية بمناسبة المولد النبوي للإذاعة المدرسية
وَالآن نَنتقل إلى فَقرة الكلمة المخصصة لهذا اليوم مع الطالبة /……...
- من خلال النظرة المتأملة في نصوص الكتاب والسنة النبوية الشريفة لا نجد نصًا صريحًا يدل على أن الاحتفال بيوم المولد النبوي كان فعلًا مقرًا في الشريعة أو تم الأمر به من النبي عليه الصلاة والسلام أو من أصحابه الكرام رضوان الله عليهم.
- وعند الرجوع لسيرته العَطِرة عليه أفضل الصلاة والسلام والمواقف الموثّقة في حياة الخلفاء الراشدين والصحابة الذين تربّوا في كنفه على نهج الوحي لا نجد شيئًا يُشير إلى أنهم جعلوا من يوم مولده مناسبة للاحتفال أو مورِس فيه مظاهر خاصة كما هو الحال في زماننا.
- ولم يُنقل عن النبي الكريم أنه قام بإحياء هذا اليوم بطقوس دينية أو دعاء الناس للاجتماع للاحتفال به بل كان تركيزه دائمًا على ترسيخ محبته والاقتداء به في القول والعمل كمصدر أساسي لتثبيت العلاقة القلبية والروحية مع شخصه الشريف.
- ولكثرة العادات التي ظهرت مع مرور الأزمان نجد بعض الناس صارت تربط يوم المولد بصناعات تقليدية من الحلويات أو تعليق الزينة وتجميل المنازل أو تزيين المحلات وهذه المظاهر لا تنتمي لأصل التشريع في الدين الإسلامي لأنها لم تكن معروفة في زمن النبي ولا أُثر عن السلف الصالح أنهم فعلوها.
- ومثل هذه الممارسات الطارئة لا تدخل ضمن المنهج النبوي الذي قام على التوحيد الخالص والاتباع الدقيق بل تعد من البدع المضافة التي لم يرد بها نص ولا دعم من هدي الشريعة.
- ومن أراد أن يُظهر حبّه الحقيقي للنبي الكريم فليجعل من حياته صورة ناطقة بسنته ليكن الاحتفال نابعًا من سلوك مستمر يظهر في الأعمال والتصرفات اليوميّة لا أن يختزل في تاريخ معين من العام.
- فمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تَظهر في التزامنا بأخلاقه وتطبيق سنّته والعمل بوصاياه في أمور ديننا ودنيانا ولا يكون ذلك بحصر التفاعل معه في مناسبة محددة أو طقس مجتمعي موسمي.
- وقد أرشدنا النبي في الحديث الشريف بقوله: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنتي) مما يوضح بجلاء أن الطريق إلى الصراط المستقيم يكون باتباع هذين المصدرين فقط بلا زيادة ولا نقصان.
- فمن أراد الاحتفال الحقيقي بالنبي فعليه أن يجعل من التزامه بشرعه وحبه لأقواله وطاعته لكلامه ركنًا ثابتًا في حياته وأن تُرافقه الصلاة عليه صباح مساء ومحبة شخصه الكريم ظاهرة في جميع مظاهر حياته.
- وإذا كنا نريد أن نعبر عن فرحتنا وارتباطنا برسولنا الأمين فلتكن هذه المشاعر ماثلة في أبسط تعاملاتنا سواء عند وجودنا في منازلنا أو أثناء أعمالنا أو في طرقاتنا بل حتى في أحاديثنا مع أهلنا وأصدقائنا.
- ومع ذلك لا يكتمل دورنا من غير أن نغرس صفات النبي في أنفسنا وننشر الرحمة والتسامح بيننا ونَربّي قلوبنا على القيم التي عاشها وثبّتها في الأمة فهذا هو المعنى الشامل للاحتفاء به صلى الله عليه وسلم وهو الغاية الأسمى من ذكره والاقتداء بخطه النبوي العظيم.
كلمة إضافية ضمن البرنامج الإذاعي الصباحي عن المولد النبوي
- قَد أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم ﷺ في كتابه العزيز وأمر المؤمنين بتوقيره والصلاة عليه فقال:
- (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
وهذه الآية الكريمة تُوضح مدى عِظَم المنزلة التي يتبوأها النبي ﷺ عند رب العالمين
- ومع علو قدره وشرف مقامه إلا أن علماء أهل السُّنَّة والجماعة أجمعوا على أن إظهار الفرح والاحتفال بمولد النبي ﷺ لم يكن من أعمال السلف ولا من السُّنن التي جاءت بها الشريعة بل هو أمر حادث لا أصل له في دين الله بل صنّفه العلماء ضمن أنواع البِدع التي لا تستند إلى نصوص صحيحة من القرآن ولا من السنة النبوية.
- وقد بيَّن النبي ﷺ الموقف الصحيح من ذلك حينما قال:
- (لا تُطْرُوني كما أطرت النصارى ابن مريم).
ويوضح لنا هذا الحديث أهمية التوسط والاعتدال في حب النبي ﷺ بعيدًا عن الإفراط الذي أوقع الأمم السابقة في المخالفة نتيجة المبالغة في التعظيم والغلو في المدح
- وجاء عنه ﷺ أنه قال:
- (خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).
ويُفهم من هذا الحديث أن خير العصور وأكملها في تطبيق الدين وتمثُّل هديه كانت زمن الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان من التابعين ومن جاء بعدهم من القرون المفضلة
- وفي تلك العصور المباركة التي كان فيها النبي ﷺ يعيش بين الناس وكذلك من بعده من الخلفاء الراشدين المهديين ثم كبار التابعين لم يُعرف عنهم أنهم خصصوا يومًا لميلاده أو نظموا احتفالًا بهذه المناسبة لذلك فإن أعظم الأمة علمًا وصدقًا في الاتباع لم يفعلوا هذا الأمر.
- وقد بدأ ظهور هذه العادة في عهد الدولة الفاطمية التي وُصِفت في كتب التاريخ بأنها نشرت طقوسًا واحتفالات ارتبط كثير منها بالتشيع والمبالغات في المناسبات التي لم تُعرف عن السلف الصالح.
- ومنذ ذلك الوقت بدأت بعض الممارسات التي لا مرجع ديني لها تنتشر تدريجيًا داخل بعض المجتمعات الإسلامية وخصوصًا في مناطق من مصر وشمال إفريقيا حتى تحولت إلى عادات مترسخة رغم بعدها عن أصل الشريعة.
- وعلى الرغم من أن بعض الناس يرى أن هذه المظاهر لا تصل إلى درجة التحريم المباشر إلا أن تعيين يوم من أيام السنة للعبادة فيه دون دليل من نصوص الكتاب والسُنّة يدخل في إطار البِدع المُحدثة التي نبّه عليها العلماء عبر العصور.
- ونحن نُدرك أن نبينا ﷺ لم يحتفل بيوم ولادته على الإطلاق كما أن الصحابة رضوان الله عليهم الذين كانوا أكثر الناس حبًا له وحرصًا على الاقتداء به لم يكونوا يعرفون مثل هذه الاحتفالات ولا أظهروا شيئًا من ذلك لا في القول ولا في العمل.
خاتمة مقدمة إذاعة مدرسية عن المولد النبوي
وبهذا نكون قد بلغنا ختام فقرات مقدمتنا الإذاعية لهذا اليوم التي تناولت مولد خير البشر وسيِّد ولد آدم ﷺ ذلك الحدث الذي أنار الكون بنوره واهتدت به البشرية إلى طريق الحق والخير استعرضنا خلال هذه الإذاعة مقاطع تعبّر عن مكانته العظيمة ودوره الكبير في إخراج الناس من الظلمات إلى النور وحرصنا أن تكون الفقرات مليئة بالمعاني التي تُقوِّي علاقتنا برسول الله ﷺ وتُرسِّخ في نفوسنا تقدير هذه الذكرى العطرة وما يستوجب علينا تجاهها من تبجيل وإحياء لسيرته والتمسك بسنَّته آملين أن تكون الكلمات التي ألقيناها خلال الإذاعة قد لامست قلوبكم وعززت من وعيكم بأهمية هذا اليوم المبارك وإن وجدتم فيها نفعًا فلا تبخلوا بنقلها إلى من حولكم عبر مختلف المنصات ليبقى أثر المحبة عامرًا في صدورنا ويدوم فضل الذكرى في وجداننا جميعًا.