المَعرفة تُعد المقياس الفعلي لمدى نُمو الأُمم وتطورها في العصر الحالي فهي بحرٌ لا حدَّ له مهما سعينا إلى الإحاطة بجميع جوانبه تبقى هناك زوايا وأسرار لم يُكشف عنها بعد ومع تقدم الأدوات والتقنيات التي تُساهم في الوصول إلى المعلومات يظل هناك العديد من المجالات التي تتطلب المزيد من البحث والاستكشاف لهذا السبب يُركز العلماء جهودهم على تخصصات معينة ويُعمقون دراستهم فيها إذ إن التفوق في كل مجالات المعرفة بنفس المستوى يُعد أمرًا في غاية الصعوبة ومن هُنا جاءت أهمية تخصيص يوم عالمي للاحتفال بالعلم وتسليط الضوء على دوره الرئيسي في تطوير المجتمعات والرُقي بها.
بث إذاعي بمناسبة اليوم العالمي للعلم
- العِلم هو النُور الذي يُضيء العُقول وهو الأداة التي تُساعد في محاربة الجهل ولهذا فقد حَثَّ الرسول صلى الله عليه وسلم على طلب العِلم لما له مِن دَور في تَوسيع المدارك والابتعاد عن ظَلام الجَهل.
- ومِن الجدير بالذِكر أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان أُميًا لا يَعرف القِراءة والكِتابة وحين نَزل عليه الوَحي تعلَّم القِراءة من جبريل عليه السلام فأول ما نَزل من القُرآن كان أمرًا بالقراءة وهو دَليل على أهمية العِلم في الإسلام.
- وقد وَرد العِلم في مَواضع عديدة من القرآن الكريم ومِن ذلك قَول الله تعالى: “وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” وهنا يُشير الله عز وجل إلى أن المَعرِفة التي يَصل لها الإنسان مَهما تَعمَّق في التعلُّم تبقى قَليلة جدًا إذا ما قُورنت بعِلم الله اللامحدود.
- ونَظراً لأهمية العِلم فإن من المُفيد أن تَحرص المؤسسات التَعليمية على نَشر البَرَامج الإذاعية التي تُسَلِّط الضوء على هذه القِيمة العَظيمة بمُناسبة اليوم العالمي للعلم.
- فالتَّعليم هو الأسَاس الذي تُبنى عليه المُجتمعات المُتقدمة وهو الذي يَمنح الفَرد مكانة مُتميزة في المَجتمع ويُسهم في رَفع قَدره وتَحقيق طُموحاته مما يُؤكد أنه لا بُدَّ لكل إنسان أن يُدرِك مدى تأثير العِلم على حياته وحَياة الآخرين مِن حوله.
مُقدمة عن اليوم العالمي للعلم
- بِسْمِ ٱللّٰهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ والصلاة والسلام على خير الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نطل عليكم هذا اليوم عبر فقرات الإذاعة المدرسية التي نستعرض فيها موضوعات تثري الفكر وتغذي الوعي على مدار العام الدراسي.
- ومن الضروري إنكم تتابعون معنا بانتباه لأن حديثنا اليوم مرتبط بحدث عالمي له رمزية خاصة ويأتي كل عام ليُذَكِّرنا بأهمية عنصر لا غنى عنه في حياة الإنسان ألا وهو اليوم العالمي للعلم.
- وربما يكون البعض ما سمع عن هذا اليوم سابقًا لكن فعليًا الأمم تحتفي فيه لتأكيد أن للعلم مكانة رفيعة لا يمكن التغافل عنها فهو المحور الأساسي اللي تتحرك من خلاله عجلة التنمية في مختلف المجتمعات.
- فالعلم بمثابة الشعلة اللي تضيء طريق الإنسان ويُعتبر الوسيلة الفاعلة لتحويل الجهل إلى وعي والجمود إلى إبداع وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالعناية بالعلم وطلبه والسعي فيه لما له من أثر في كل نواحي الحياة.
تلاوة عطرة من القرآن الكريم
وأيُّ شَيءٍ أفضَلُ مِنَ أنْ نَستَفتِحَ صَباحَنا المُشرقَ بِكلامِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، مَعَ فَقْرةِ القُرآنِ الكَريمِ والطَّالبِ
- وردَ في كتابِ اللهِ العَزيزِ آياتٌ تُبَيّنُ قِيمَةَ العِلمِ وَحَثَّت عَلَى طَلَبِهِ وَالسَّعيِ فيهِ، ومِنها قولُهُ تعالى “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا”. صِدقَ اللهُ العَظيمُ.
- كما قالَ اللهُ سُبحانهُ وتعالَى في مُحكمِ تَنزيلِه “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”. صِدقَ اللهُ العَظيمُ، وأيضًا جاءَ في كِتابِهِ الكَريمِ “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ”. صِدقَ اللهُ العَظيمُ.
- وَتُوضّحُ هذهِ الآياتُ العَظيمَةُ مَكانةَ أهلِ العِلمِ في الإسلامِ، فهم مُقَدَّمونَ ومُميّزونَ عِندَ اللهِ سُبحانهُ وَتعالَى، ولَهُم فَضلٌ كَبيرٌ لأنَّهُم يَسيرونَ في طَريقِ المعرفَةِ ويَستَفيدونَ مِمَّا يَتَعلمونَ ليَنُيرُوا بِهِ الدُّروبَ.
حديث نبوي شريف
بعد أن استمعنا إلى كلام الله عز وجل، ننتقل الآن إلى الحديث النبوي الشريف مع الطالب.
- قال رسول الله ﷺ: “سلوا الله علما نافعا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع” صدق رسول الله ﷺ.
- في هذا الحديث الشريف، النبي ﷺ يرشدنا إلى فضل طلب العلم النافع وضرورة الاستزادة منه لما فيه من خير للفرد والمجتمع كما يعلمنا أن نستعيذ بالله من العلم الذي لا ينفع لأنه قد يكون وبالًا على صاحبه إن لم يكن فيه خير.
- وجاء في حديث آخر أن النبي ﷺ قال: “اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علما، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار” صدق رسول الله ﷺ.
كلمة بمناسبة اليوم العالمي للعلم
- انطلقت أولى الاحتفالات باليوم العالمي للعلم بتاريخ 7 أغسطس عام 1944 وكان ذلك في جمهورية مصر العربية.
- في ذلك الوقت تم تكريم عدد كبير من الطلاب والعلماء الذين ساهموا في نشر المعرفة وتطويرها اعترافًا بما بذلوه من جهد وعطاء علمي.
- بعد ذلك تم اعتماد تغيير في تاريخ المناسبة ليصير الاحتفاء بها في يوم 21 ديسمبر.
- وقد جاء هذا التعديل تزامنًا مع افتتاح جامعة القاهرة التي تُعد واحدة من أبرز المعالم العلمية في المشهد الأكاديمي المصري والعربي.
- وفي عام 2017 شهدنا مرة أخرى تغييرًا على موعد اليوم العالمي للعلم ليُصبح الاحتفال به في يوم 6 أغسطس.
- وكان هذا الإجراء بهدف أن يتزامن الحدث مع ذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة والتي ارتبطت أيضًا بتكريم العالم المُلهم أحمد زويل تقديرًا لما قدمه من إنجازات رائدة في مجال العلوم.
- ونحن نؤمن أن العلم هو أعظم ما وَرَّثَهُ الأنبياء للناس بعدهم كما جاء في الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة“.
- وبيّن لنا نبينا الكريم أن لأهل العلم منزلة كبيرة لا يضاهيها منصب فهم موضع احترام من السماء إلى الأرض وتستغفر لهم الملائكة بما في السماوات وما في الأرض.
- لهذا السبب نُدرك أهمية الجد والاجتهاد كي نكون ممن نالوا الشرف في التعلُّم وبذل الجهد الصادق في طلب المعرفة والخير.
- فالأموال قد تزول أو تفقد قيمتها ولكن العلم الصادق هو الأثر الباقي الذي يضيء الطرق ويُعلي من شأن المجتمعات.
- ولهذا فإلى جميع طلابنا وطالباتنا اجعلوا من العلم هدفًا ومنه أسلوبًا في حياتكم فهو المفتاح الحقيقي لصناعة حاضر نافع ومستقبل مستقر.
- وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له” وهي دلالة عظيمة على مدى ما يُمثله العلم من قيمة دائمة تتجاوز حياة الفرد لتبني أجيالًا من بعده.
- ومن هنا علينا أن نوقّر كل من يحمل رسالة العلم من معلمين وطلاب لأن تعاليم ديننا الإسلامي علمتنا كيف نكرّمهم ونضعهم في مواضع التقدير والفضل كما أمرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
معلومات شيقة بمناسبة اليوم العالمي للعلم
العِلم يَتداخل في جميع تفاصيل الحياة اليومية ويَمتد تأثيره ليشمل مُختلف الدول، وهناك العديد من الحقائق المُدهشة التي يُمكن استعراضها في فقرة هل تعلم.
- هل تعلم أن شُحنة البرق تَمتلك طاقة هائلة تَجعلها قادرة على إحداث أضرار بالغة وقد تَصل إلى التأثير على جسم الإنسان نظرًا للحرارة الشديدة التي تَصدر عنها؟
- وأيضًا هل تعلم أن حالات الجفاف الشديد قد تُؤدي إلى الإصابة بالتسمم المائي، وهي حالة تحدث عند اضطراب تَوازن الأملاح في الجسم نتيجة استهلاك كميات كبيرة من الماء دون الحصول على كمية كافية من الأملاح؟
- هل تعلم أن الشخص عند تواجده على سطح القمر يَنخفض وزنه ليُصبح تقريبًا السُدس مُقارنة بوزنه على الأرض، وهذا الاختلاف يرجع إلى تَفاوت قوة الجاذبية بين الكوكبين؟
- وأيضًا هل تعلم أن عظمة الركاب التي تقع داخل الأذن الوسطى تُعد أصغر عظمة في جسم الإنسان، ورغم حجمها الصغير إلا أنها تلعب دورًا أساسيًا في توصيل الذبذبات الصوتية إلى الأذن الداخلية؟
- هل تعلم أن الخلايا العصبية تُعتبر من أطول وأكبر الخلايا داخل الجسم البشري، حيث يُمكن لبعضها الامتداد لمسافة طويلة لتَسهيل نقل الإشارات العصبية بين الدماغ وأجزاء الجسم المختلفة؟
- وأيضًا هل تعلم أن أول فيروس تم اكتشافه في التاريخ لم يكن يُصيب البشر، بل كان يُؤثر على النباتات والحيوانات، وهذا الاكتشاف كان له دور بارز في تطوير فهم العلماء لطبيعة الفيروسات وآلية انتشارها؟
دعاء خاص بمناسبة اليوم العالمي للعلم
تَصِل إذاعتنا الصباحية إلى ختامها ولا أفضل من أن نُناجي الله بالدعاء، فمع فقرة الدعاء والطالب
- اللهم ارزقنا علمًا نافعًا وبارك لنا فيما تعلمنا وعملنا واهدنا إلى ما تحب وترضى يا واسع الفضل.
- اللهم اجعل العلم نورًا يضيء طريقنا وافتح لنا من أبوابه وارزقنا الفهم والحكمة واجعل القرآن العظيم رفيق دربنا في الدنيا وشفيعًا لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون يا أكرم الأكرمين.
خاتمة حول اليوم العالمي للعلم
- وبهذا نصل إلى ختام برنامجنا الإذاعي لهذا اليوم، ونسأل الله عز وجل أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات قيمة تسهم في تنمية الفكر وتعزيز المعرفة.
- نلتقي بكم بإذن الله في برامج إذاعية قادمة، ونسأل المولى أن يرزقنا وإياكم السداد والتوفيق والنجاح.
تنظيم إذاعة مدرسية بمناسبة اليوم العالمي للعلم يُعد خطوة هامة تستحق الاهتمام في المؤسسات التعليمية، حيث تلعب دورًا كبيرًا في تعريف الطلاب بأهمية العلم وأثره في النهوض بالمجتمعات وتعزيز تقدمها.