تُعَدُّ اللغة العربية من أكثر اللغات قيمةً وأهمية فهي لغة القرآن الكريم التي حَظِيَت باهتمامٍ مستمرٍّ من العلماء على مرِّ العصور الذين عملوا على حفظها وتطويرها كما أنها تزخر بكنوزٍ من المخطوطات الثمينة التي تناولت مختلف العلوم والآداب وتتميَّز بثرائها اللغوي وتنوُّع مفرداتها وتعبيراتها ما يجعلها لغة ذات طابع مميز يستحق المحافظة عليه خصوصًا في ظل التطور التكنولوجي المتسارع وانتشار اللغات الأجنبية التي بات لها تأثيرٌ واضحٌ على الأجيال الجديدة مما أدى إلى تراجع حضور العربية لدى بعض الشباب لذلك من الضروري تعزيز الوعي بقيمتها ودورها في ترسيخ الهوية والثقافة لضمان استمراريتها وبقائها حيَّةً بين الأمم.
مقدمة خطبة محفلية حول اللغة العربية
الحمدُ لله الذي نزَّل كتابه على عبده ليكون للعالمين نورًا وهدًى ولم يجعل فيه أي عوج وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وأفصح العرب بيانًا وأبلغهم لسانًا أما بعد.
أُوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله العظيم والتمسك بلغتنا العربية فهي اللغة التي اختارها الله لكتابه العزيز فأنزل بها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهذا يمنحها منزلة سامية لا تضاهيها أي لغة أخرى.
قال الله سبحانه وتعالى: ( وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا القُرْآنِ مِن كُلِّ مَثلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) سورة الزمر.
فاللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصلٍ فحسب بل هي لغة القرآن الكريم التي حفظها الله بحفظه واصطفاها دون سائر اللغات لما تحمله من بلاغة ساحرة وفصاحة رائعة ودقة تعبيرية لا نجدها في أي لغة أخرى.
وقال سبحانه: ( إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) سورة يوسف.
أنزل الله كتابه العظيم باللغة العربية ليكون نورًا للناس أجمعين واختار لها أفصح الألفاظ وأدق المعاني وأبدع الأساليب فجاء القرآن الكريم بلسان عربي مبين ليسهل تدبره وفهمه فيكون عزًا وفخرًا للعرب خاصة وللمسلمين عامة.
وقال عز وجل: ( قَدْ أَنزلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) سورة الأنبياء.
وقد تحدَّى القرآن العرب على بلاغتهم وفصاحتهم فلم يتمكنوا من الإتيان بمثله ولا بآية واحدة من آياته رغم أنهم كانوا أهل البيان والشعر وهذا أكبر دليل على أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل.
فاللغة العربية أمانة بين أيديكم فتمسكوا بها وتعلموها وعلموها أبناءكم فهي رمز لهويتكم وأساس حضارتكم ومنبع عزتكم فمن حفظ العربية وحافظ عليها فقد حمى تراث أمته وأعلى شأنها.
خطبة موجزة حول مكانة اللغة العربية
اللغة العربية تُمثل جوهر العقيدة الإسلامية وهي لغة القرآن الكريم التي اختارها الله سبحانه وتعالى وكرمها بأن جعلها لغة وحيه وشريعته. الاهتمام باللغة العربية والمحافظة عليها هو واجب على المسلمين كونها مفتاح فهم الكتاب والسنة وطريق لمعرفة تعاليم الدين والعمل بها. أجمع علماء الأمة على أن تعلُّم اللغة العربية وإجادتها يُعد عبادة يُثاب عليها المسلم لأنها تُعينه على فهم معاني كتاب الله وتدبر ما جاء فيه من الأحكام والمواعظ. كما أن إدراك أسرار اللغة العربية يُعزز من فهم مقاصد الشريعة ويُمكّن المسلم من معرفة المعاني الدقيقة للأحكام الشرعية التي وردت في القرآن الكريم.
- يا عباد الله احرصوا على التمسك باللغة العربية والنهل من علومها فهي مصدر عز الأمة الإسلامية وعنوان قوتها فقد بَرَع المسلمون الأوائل في مختلف العلوم عندما كانت العربية لغة العلم والمعرفة.
- كرّسوا جهودكم لخدمة لغة القرآن وتحقيق نهضتها فهي كانت ولا زالت لغة الفصاحة والبيان.
- نجد في التاريخ أناسًا أفنوا حياتهم في دراسة علم النحو والصرف والبلاغة وآخرين أبدعوا في نظم الشعر ورعاية علومه فحافظوا على اللغة ورفعوا من شأنها.
- شرف اللغة العربية لا يُضاهيه شرف فهي اللغة التي اختارها الله لوحيه وتشريفها بنزول القرآن بها يجعل كل من ينطق بها مُعتزًا بهذا الفضل العظيم.
- السعيد هو من يعتز بلغته ويتقن علومها ويُبدع في استخدامها بينما المُغَبون من يظن أنها غير قادرة على مواكبة التطورات الحديثة.
وقد قال الشاعر حافظ إبراهيم:
وسعت كتاب الله لفظًا وغايةً ….. وما ضقت عن أيٍ به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةِ…… وتنسيق أسماءٍ ومخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ……. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
كلمة مقتضبة عن اللغة العربية وأهميتها
تُعَدُّ اللغةُ العربيةُ جوهرًا أساسيًا في هويةِ المسلمِ فهي اللغةُ التي اصطفاها اللهُ سبحانهُ وتعالى لتكونَ وعاءً لمعاني القرآنِ الكريمِ وهي الأداةُ التي تُعبِّر عن الحضارةِ الإسلاميةِ وتراثِها العريقِ.
ولهذا السببِ أُطلقَ عليها اسمُ “لسانٍ عربيٍّ مبينٍ” فهي الرمزُ الذي يعكسُ عمقَ الانتماءِ للأمةِ الإسلاميةِ وهي الوسيلةُ التي تُؤدَّى بها الشعائرُ الدينيةُ وتُحفظُ بها النصوصُ المقدسةُ.
ويُوجِبُ هذا الأمرُ على الجميعِ العنايةَ بها والسعيَ إلى ترسيخِ مكانتِها في الحواراتِ المعرفيةِ والمجالسِ العلميةِ لضمانِ استمرارِ حضورِها وتأثيرِها.
للإعلامِ دورٌ محوريٌ في صَوْنِ اللغةِ العربيةِ فهو قادرٌ على تعميقِ الوعيِ بأهميتِها من خلالِ إنتاج برامجٍ تُسلِّطُ الضوءَ على جمالِ مفرداتِها وأصولِ تراكيبِها وتقديمِ محتوى يُفسِّرُ مفاهيمَ القرآنِ الكريمِ بأسلوبٍ واضحٍ وسَلِسٍ يساعدُ في فهمِه واستيعابِه.
والمؤسساتُ التعليميةُ تُشكِّلُ دعامةً أساسيةً في تعزيزِ اللغةِ العربيةِ إذ يجبُ أن تعتمدَها بوصفِها لغةَ التدريسِ الرئيسةِ مع الحرصِ على غرسِ حبِّها لدى الأطفالِ منذ الصغرِ حتى ينشؤوا مُدركينَ لقيمتِها ومُلمينَ بأُسُسِها.
وإذا كانتِ المؤسساتُ التعليميةُ تتطلعُ إلى التطويرِ فعليها ألّا تتجاهلَ أن اللغةَ العربيةَ تستحقُ أن تبقى محورَ الاهتمامِ مع إمكانيةِ تدريسِ اللغاتِ الأُخرى دونَ أن تحلَّ أيٌّ منها محلَّها أو تُقلِّلَ من شأنِها.
فهي الأساسُ الذي تَقومُ عليهِ العلومُ والمعارفُ على اختلافِ تخصصاتِها سواءً في المجالاتِ العلميةِ أو التقنيةِ أو الصناعيةِ ومن الضروريِّ أن تظلَّ هي اللغةَ الرئيسةَ التي تُستخدمُ في جميعِ هذهِ الميادينِ.
حديث عن اللغة العربية ودورها في الهوية
اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ تُعَدُّ أَصْلَ اللُّغَاتِ وَمَصْدَرَ فَخْرٍ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، فَهِيَ اللُّغَةُ الَّتِي نَزَلَ بِهَا القُرْآنُ الكَرِيمُ وَتَعَلُّمُهَا يُعَزِّزُ اِرْتِبَاطَ المُسْلِمِ بِدِينِهِ وَتُرَاثِهِ وَعَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَتَمَسَّكَ بِلُغَتِهِ؛ فَهِيَ جُزْءٌ أَصِيلٌ مِنْ هُوِيَّتِهِ وَتَارِيخِ أُمَّتِهِ.
- اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ لَيْسَتْ فَقَطْ وَسِيلَةَ تَوَاصُلٍ بَلْ إِرْثٌ حَضَارِيٌّ وَمُكَوِّنٌ أَسَاسِيٌّ لِلهُوِيَّةِ الثَّقَافِيَّةِ وَيَجِبُ المُحَافَظَةُ عَلَيْهَا وَنَقْلُهَا لِلأَجْيَالِ المُقْبِلَةِ فَمنَ النَّادِرِ أَنْ تَجِدَ شَخْصًا مِنْ خَارِجِ المُجْتَمَعِ العَرَبِيِّ يَتَخَلَّى عَنْ لُغَتِهِ الأُمِّ لِأَجْل تَبَنِّي لُغَةٍ أُخْرَى.
- وَمَعَ ذَلِكَ يَسْعَى العَدِيدُ مِن غَيْرِ النَّاطِقِينَ بِالعَرَبِيَّةِ لِتَعَلُّمِهَا لِفَهْمِ القُرْآنِ وَاستِيعَابِ مَعَانِيهِ؛ فَهِيَ لُغَةٌ ثَرِيَّةٌ بِالمُفْرَدَاتِ وَمُتَشَبِّعَةٌ بِالمَعَانِي العَمِيقَةِ وَالبَلَاغَةِ البَارِعَةِ.
- وَلَقَدِ اِخْتَارَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ لِتَكُونَ لُغَةَ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَهَذَا شَرَفٌ عَظِيمٌ يَجِبُ الِاعْتِزَازُ بِهِ وَالحِرْصُ عَلَى اِسْتِخْدَامِهَا فِي الحَيَاةِ اليَوْمِيَّةِ خُصُوصًا مَعَ تَوَسُّعِ اِسْتِخْدَامِ المُصْطَلَحَاتِ الأَجْنَبِيَّةِ وَاِحْلَالِهَا مَحَلَّ الكَلِمَاتِ العَرَبِيَّةِ.
- وَيُشَكِّلُ ذَلِكَ مَسْؤُولِيَّةً كَبِيرَةً عَلَى الجَمِيعِ بِاِحْتِرَامِ اللُّغَةِ وَتَقْدِيرِهَا وَالتَّمَسُّكِ بِهَا فَهِيَ أَسَاسُ الهُوِيَّةِ وَالرَّكِيزَةُ الجَوْهَرِيَّةُ لِلتُّرَاثِ وَالمَعْرِفَةِ وَأَيَّةُ أُمَّةٍ تَتَخَلَّى عَنْ لُغَتِهَا تُضْعِفُ أَسَاسَ وُجُودِهَا وَتَفْقِدُ جُزْءًا كَبِيرًا مِنْ تَارِيخِهَا وَحَضَارَتِهَا.