يُعَدُّ هذا الدعاء من أروع الأدعية الإسلاميّة التي تجمع بين احتياجات الدنيا والآخرة وعلى الرغم من أهميته العظيمة وفائدته الجليلة إلا أن كثيرًا من الناس قد يغفلون عنه وربما يكون السبب هو عدم معرفتهم به أو انشغالهم بغيره مما يجعلنا بحاجة للتذكير به والعمل على نشره بين المسلمين هذا الدعاء يشكّل تجسيدًا عمليًا لمعاني الآية الكريمة التي تُبرز عظمة القرآن وأثره العظيم والتي يقول فيها الله تعالى:
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ).
اللهم اجعل القرآن الكريم زينة حياتنا ونورًا لأفئدتنا ودواءً يشفي صدورنا وبلسمًا يزيل آلامنا وهمومنا وارزقنا يا الله الطمأنينة من خلاله واشرح به صدورنا واغمر قلوبنا بصحائف علمه ومواعظه.
يا رب ارزقنا العلم بما جهلناه من القرآن وأعد علينا ذكراه فيما نسيناه واجعلنا ممن يلازمون تلاوته والعيش بين آياته ليلًا ونهارًا دون انقطاع بما يرضيك عنا ووفقنا يا الله أن نحفظ آياته وسوره وأن نعمل بكل مبادئه وأحكامه حق العمل. نسألك يا الله أن تُكرمنا بأن نكون من عبيدك الذين يعتنون بحروفه وحدوده ويغوصون في معانيه العميقة ويعملون بما يُرضيك ويتجنبون من يُظهر الاهتمام بشكله دون إدراك معناه العظيم.
اللهم اجعل القرآن الكريم صحبة لنا في دروب حياتنا ورفيقًا يخفف عنا وحدتنا ومصدرًا يملأ أرواحنا بالسكينة والطمأنينة، نسألك أن تجعل القرآن لنا نورًا يرشدنا إلى السبيل المستقيم وحماية من كل مكروه وأن يكون مؤنسًا لنا في قبورنا وضوءًا يضيء لنا عتمة أيامنا.
يا رب اجعلنا من الذين يحتمون بالقرآن يوم يشتد الخطب ويتطلب الأمر شفيعًا فيكون سببًا في نجاتهم من النار ووسيلتهم لدخول الجنة، اللهم نسألك أن تهبنا بركتك وأن تجعل القرآن دليلًا لنا إلى كل خيّر وصلاح ورافقًا لأرواحنا في كل لحظة وأوان يا كريم يا من تجيب دعوات عبادك اجعل كتابك الكريم عزاءً لنا في شدتنا وسندًا في وحدتنا ومنارة تنير لنا الطريق يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيعًا لقلوبنا ونورًا لصدورنا وشفاءً لهمومنا وجلاءً لأحزاننا وتثبيتًا لنا على طريق الحق والهداية.
يتجلى عمق هذا الدعاء عندما ينطق المسلم بـ“اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا” فهو ليس مجرد ترديد كلمات عابرة أو عادة محفوظة بل إنه ارتباط روحي عميق ينبع من محبة المسلم لكتاب الله واقتدائه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوصى أمته بالتمسك بشريعة الله وكتابه المبين وبيَّن أهمية القرآن الكريم لقلوب المؤمنين وذكر الله في حياتهم اليومية كما ظهر في الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه وصية رسول الله بقوله:
- «.. أوصيك بتقوى الله؟ فإنه رأس كل شيء وعليك بالجهاد فإنها رهبانية الإسلام وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن؟ فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض».
- من بين الأدعية العظيمة التي تُدخل السكينة إلى النفوس وتُزيل الضيق دعاء رائع يحمل كلمات مليئة بالتسليم والثقة بأن الله هو مفرج الكرب حيث يقول المسلم: “اللهم إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي” وعندما يردد المؤمن هذه الكلمات النابعة من قلبه في لحظة خشوع وصدق بين يدي ربه فإنه يوقن بأن الفرج قريب بإذن الله.
- ومن أروع ما يمكن أن يدعو به العبد أيضًا ذلك الدعاء المليء بالطمأنينة والتفاؤل: “اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا”، وهو دعاء نعبر فيه عن رجائنا في أن يُضيء الله قلوبنا بنور القرآن الكريم ويرزقنا به الطمأنينة والسكينة ويزيل عنا كل ضيق وكرب ويدفع عنا الهموم والأحزان لنعيش حياة مليئة بالراحة والسعادة مؤمنين وموقنين بأن الله جل جلاله قريب مجيب الدعوات لكل من لجأ إليه وتوكل عليه بصدق وإخلاص اللهم آمين يا كريم.
صحة دعاء اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
- (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ …)
وقد فتح الله سبحانه وتعالى باب الدعاء لعباده ليبثوا إليه كل ما في قلوبهم من حاجات وما تمسّ إليه أرواحهم من رغبات وجعل الدعاء وسيلة مباشرة للتقرب منه عز وجل دون قيود أو شروط وهو سبحانه الذي أمرنا بالدعاء وتكفّل بالإجابة إذا ما كانت قلوبنا صادقة مليئة بالرجاء له وحده عز وجل.
لكن عندما نبحث عن أفضل صيغ الدعاء التي تحتوي على أعظم المعاني فليس هناك أجمل من الدعاء بالصياغات التي جاءت في القرآن الكريم أو في السنة النبوية فهي تحمل معانٍ عظيمة وتزرع في القلب التسليم الكامل لله وتعبّر ببلاغة عميقة عن كل ما يحتاج الإنسان ويلتمسه من خير.
أما بالنسبة للدعاء المشهور “اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا” فهو من الأدعية الصحيحة والمستحب ترديدها لكل مسلم لما فيها من طلب عميق وشامل للخير الذي ينير القلوب ويهذب النفوس والفضل في ذلك أن هذا الدعاء مروي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث صحيح ثابت عنه ومن المعروف أن السنة النبوية مليئة بجوامع الدعاء التي تحمل معاني عظيمة وتشمل الخير في كلمات قصيرة لكنها ذات مدلول عظيم وهذا الدعاء يحمل في طياته طلبًا صادقًا بأن يكون القرآن الكريم مصدرًا للهداية وسكينة النفس ونور القلب وطريقًا للحياة الطيبة التي توصل إلى رضا الله والسكينة في الدنيا والآخرة.
حديث دعاء اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا
يُعَدُّ دعاء “اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا” واحداً من الأدعية النبوية المباركة التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو حديث ثابت وصحيح جاء في المسند وصحيح أبي حاتم.
يُعتبر هذا الدعاء من أكثر الأدعية تداولاً بين الناس نظراً لما يحتويه من كلمات تحمل معاني التسلية والطمأنينة للقلوب إضافةً إلى أن تكراره يمنح أجرًا عظيمًا عند الله سبحانه وتعالى، لأنه من السنة النبوية المأثورة ولأنه يُعبِّر عن عمق الإيمان والقرب من الله.
لا يقتصر هذا الحديث النبوي فقط على دعاء “اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي” بل يشمل صيغة أوسع تحمل دلالات عظيمة من التذلل لله واليقين برحمته والتصبر على أقداره التي قد تواجه الإنسان في الحياة اليومية.
- ثبت هذا الحديث في المسند وصحيح أبي حاتم عن ابن مسعود -رضي الله عنه- حيث قال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما أصاب عبداً هم ولا حزن، فقال اللهم : إني عبدك، وابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي وغمّي، إلا أذهب الله همّه وغمّه، وأبدله مكانه فرحاً» ولما انتهى النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذكر هذا الدعاء سأله الصحابة عن أهمية تعلُّم هذا الدعاء، فأكد -صلى الله عليه وسلم- على أهمية حفظه ونقله للآخرين، لما يتضمنه من خيرٍ وبركة ومعاني عظيمة تصل بالقلب إلى الراحة وتزيد من تمسّك الإنسان بإيمانه وثقته بالله عز وجل.
شرح دعاء اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا
- (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ..).
وعندما يدعو المسلم بهذا الدعاء الجميل “اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا” فإنه في الحقيقة يطبق في حياته معنى هذه الآية الكريمة حيث يكمن في الدعاء ارتباط قوي بآيات الله التي تهدي وتحمل الشفاء للقلوب وسنقوم الآن بتوضيح مقاصد هذا الدعاء بمزيد من التفاصيل.
- اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا:
هذا الدعاء يُظهر معاني عميقة تتجاوز الكلمات المباشرة فكلمة “ربيع” تحمل دلالات مختلفة ومتعددة في اللغة العربية وكل دلالة تضيف بُعداً جديداً لمعنى الدعاء وروحه.
- المعنى الأول للربيع:
الربيع يُقصد به الجدول المائي الذي يسقي الأرض لتدب الحياة فيها وتنمو النباتات وتتفتح الأزهار حين يطلب المؤمن من الله أن يجعل القرآن ربيعًا لقلبه فهو يشبه قلبه بالأرض التي تحتاج الماء ليحياها ويزهرها ويطلب أن يكون القرآن هو مصدر التغذية الروحية لقلبه بحيث يكون دائم الاتصال بذكر الله والخضوع له مبتعدًا عن الذنوب والمعاصي ومتلهفًا إلى الطاعات، وفي هذا التفسير يعتبر أحد أقرب التفسيرات إلى ما يجتمع عليه العلماء في فهم هذا الدعاء.
- المعنى الآخر للربيع والمتصل بالجذر اللغوي “ربع”:
“ربع” تعني الاستقرار والثبات. ومعنى هذا أن المؤمن يناجي الله بأن يجعل القرآن مستقرًا داخل قلبه دائمًا فيه ثابتًا لا يتزعزع بحيث يصبح القرآن هو الدليل الذي لا يغيب عنه أبداً ويظل في قلبه مقام راسخ ومصدر حكم وتوجيه في أمور حياته اليومية.
- ونور صدري:
بعدما يقر القرآن في القلب ويغذيه بشكل كامل ينتقل المؤمن في دعائه ليطلب من ربه أن يكون القرآن هو الضوء الذي ينير قلبه وصدره هذا النور يُقصَد به النور المعنوي الذي يضيء الطرق الحياتية ويمحو أي ظلام قد يسيطر عليه، القرآن في هذا الصدد يصبح مرشدًا يوضح الخير ويفرق بينه وبين الشر ويكشف المكائد ويزيل الظلال عن مسارات الحياة المختلفة مما يجعل المؤمن مطمئناً لكل قراراته وخطواته.
- وجلاء حزني:
تم وصف القرآن الكريم في كتاب الله بأنه شفاء لما في الصدور، وبالتالي عندما يكرس المؤمن قلبه للقرآن ويجعله مرجعه الأول فإنه يطلب من الله أن يزيل كل الأحزان التي لربما أغلقت قلبه أو أتعبته. الدعاء هنا يعكس إيماناً عميقاً بقدرة القرآن على أن يجلب الراحة والسكينة للإنسان وأن يكون المخرج من كل كرب مهما كانت شدته.
- وذهاب همي وغمي:
في هذه الجملة ينتقل الدعاء ليغطي أفقًا أوسع حيث يسعى المؤمن لطلب إزالة كل ما قد يسبب له ضيق الصدر أو تعكر صفو الحياة، يشير هذا الدعاء يشمل إحساساً بالثقة في أن القرآن هو الحل والدواء لكل مشاكل الحياة وأن الله جعل ذكره مصدر طمأنينة يملأ القلوب ويغسلها من القلق والتوتر الذي قد يرافق المؤمن خلال المواقف العصيبة، فالهم والغم يمثلان أكثر الأحاسيس تطويقاً للإنسان والدعاء يعمل على التخلص منهما تماماً برضا الله وفضله.
فضل دعاء اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا
حديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُعَدُّ من أعظم مصادر التوجيه والإرشاد التي تهدي المؤمنين إلى ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم فقد كان النبيّ الكريم دائم الحِرْص على تعليم أُمّتِه الأدعية النافعة التي تُضيء لهم طريق الهداية وتجلب لهم الخير وتُزيل عنهم الكُرُبات ومن بين هذه الأدعية الجليلة ما ورد في فضل دعاء “اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا” الذي لا يقتصر فقط على طلب العون والفرج من الله بل يتضمّن معاني سامية وفوائد عظيمة لكل من يحرص على تَرْدِيده ففي الحديث الشريف قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-:
- «ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال:…… إلا أذهب الله همّه وغمّه وأبدله مكانه فرحاً».
هذا الحديث النبويّ يُبَيّن بوضوح الأثر العظيم لهذا الدعاء المبارك فإذا تأملنا الفضل الباهر لدعاء “اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا” نجد أنه يَحْمِل لنا دلالات ومعاني عميقة تشمل:
- تَخْفيف النُّفوس وتحريرها من قيود الهموم والأحزان التي تَحْملها وتُثْقل القلوب مما يَجْعل الحياة أكثر سلاماً وصفاءً.
- استبدال الأحزان والمشاقّ التي يمر بها الإنسان بفرح وسعادة تُزيل ما كان يعانيه من ضيق وتُجدد حياته بشعور إيجابيّ ومتحفز.
- الله يُبدّل ذلك الفرح إلى مصدر طمأنينة وراحة تُرافق الإنسان في جوانب حياته مما ينعكس إيجابيًا على كل تصرفاته وأعماله اليومية.
- تحقيق تيسير كبير في أمور الدنيا بسبب توفيق الله الذي يرافق من يجعل القرآن شفاءً لقلبه وربيعًا لحياته فيتجلّى ذلك في بركة أعماله ونجاح خطواته.
- زرع الإيمان العميق في قلب المؤمن الذي يجعل القرآن نبراساً له مما يُقَرّبُه من ربّه ويُبَعّده عن المعاصي والأخطاء التي تَجلب الأذى والضرر لحياته.
- التقرب من القرآن الكريم يؤتي ثوابًا عظيمًا ليس فقط في الدنيا بل أيضًا في الآخرة حيث يرفع درجات العبد ويُوصله إلى الجنان ويُبَاعِد بينه وبين أي أذى أو عذاب.
- هذا الدعاء يجعل العبد محل محبة الله ورضاه فينال شرف أن يكون من أهل القرآن ومن الذين وصفهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنهم «أهل الله وخاصته»، مما يُعَدّ أعظم نعمة ينالها المؤمن.
أبرز الأدعية: اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا
“اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا يُعد واحدًا من أجمل الأدعية التي يمكن للإنسان أن يُذكّر بها الآخرين باستمرار لأنه عندما يقوم الشخص بنشر هذا الدعاء ومشاركته مع غيره فإنه يحصل على الأجر والثواب في كل مرة يُردد فيها أحدهم هذا الدعاء مما يجعله بمثابة صدقة جارية تنفع صاحبها حتى بعد وفاته وعندما يدعو المؤمن بهذا الدعاء فإن ذلك يُحفزه على أن يُبقي كتاب الله في مقدمة اهتماماته وأن يُداوم على قراءة آياته وتأمل معانيها.
مما يساهم في زيادة البركة والراحة النفسية وتعلق القلب بالقرآن ولأن مشاركة الأدعية تُعد من أعمال الخير فإن فكرة استخدام توبيكات دعاء اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا تُعتبر وسيلة مبتكرة وفعّالة لنشر هذا الدعاء وإلهام الآخرين بقراءته وخصوصًا إذا تم تصميم التوبيكات بطريقة جذابة تُشجع الناس على تداولها مما يُضاعف من انتشار الدعاء ويساهم في الأجر المتبادل بين الجميع.”
دعاء اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا مكتوب بالتشكيل
يحب الكثير من الناس الاطلاع على الأدعية الإسلامية مكتوبة بالتشكيل، خاصة إذا كانت تلك الأدعية تتضمن معاني جوامع الكلم سواءً أكانت مأخوذة من القرآن الكريم أو مستوحاة من السنة النبوية وغالبًا ما يبحث المسلمون عن الأدعية المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تحمله من معانٍ عميقة ودلالات شاملة ومن بين هذه الأدعية التي تتردد في قلوب المسلمين هو الدعاء المشهور “اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا”.
الذي يفيض بالمعاني الروحية ويحث على الراحة والطمأنينة وقد ورد هذا الدعاء في حديث نبوي صحيح عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان دائمًا يدعو به وهو يُعبّر عن أمل المؤمن بأن يكون كلام الله نورًا تامًا في حياته ومصدرًا لعلاج أوجاعه وهمومه:
- اللَّهُمُّ اِجْعَلِ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا، وَنُورَ صُدُورِنَا، وَجَلَاءَ حْزَنِنَا، وَذَهَابَ هَمِّنَا وَغَمِّـنَا.
- اللَّهُمُّ اِجْعَلِ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي وَغَمِّي.
يحمل هذا الدعاء معاني عظيمة ويخاطب قلب المؤمن الذي يلجأ إلى الله تعالى في أوقات الضيق والهم فهو يُظهر مدى أهمية القرآن الكريم في حياة المسلم كونه مصدر الراحة النفسية والسكون الروحي لكل من يمر بضغوط أو يعاني من الحزن.
ولطالما كان هذا الدعاء تعبيرًا صادقًا عن التوكل على الله والتعلق بكلماته ونوره فهو يطلب الشفاء للقلوب وجلاء الحزن والغموم عبر نور القرآن الكريم وكلماته الرحيمة التي تعتبر علاجًا للروح ودواءً للنفس ومعينًا لا ينضب للعزيمة والسكينة:
دعاء ختم القرآن: اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا
يَعتبر المسلمون دعاء ختم القرآن الكريم من الأذكار المباركة التي توارثتها الأجيال عبر اجتهادات العلماء إذ لم ترد صيغة محددة لهذا الدعاء عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ولم يُذكر نصًا في القرآن الكريم بل جاءت هذه الصيغ كاجتهاد يجمع بين أدعية مستوحاة من الكتاب والسنة وما يعكس فضل القرآن الكريم ودعاء “اللّهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا” أصبح من الأدعية المألوفة التي يرددها المسلمون وجزءًا من الصيغ الثابتة لهذا الدعاء ومن الأدعية التي يُرددها المسلمون عند ختم القرآن:
- نُقِرُّ بصدق الله العظيم الذي لا إله إلا هو ونشهد أن كلامه حق ونؤمن بأنه خالق كل شيء سبحانه دائم الرحمة واسع العطاء ونشهد أنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
- اللّهم لك الحمد على هبة الإسلام، ولك الحمد على إنك علمتنا القرآن وشرّفتنا بتلاوته، ولك الحمد على أننا من أمة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ونسألك أن تجعل القرآن الكريم أساساً ودستوراً لحياتنا ونبراس نورنا.
- نسألك اللّهم أن تتقبل منا ختم كتابك العظيم، ونرجو منك أن تجعلنا ممن تنعَّموا ببركاته وأثره العظيم، وأن تتجاوز عنا كل سهو أو خطأ ارتكبناه في تلاوته أو تطبيق أوامره.
- اللّهم اشفع لنا بهذا القرآن واجعله سبب قربنا منك، ونرجو أن يكون نور صدورنا وجلاء أحزاننا وعونًا لنا في إزالة همومنا، وأن يكون ربيعًا لقلوبنا يملؤها بالإيمان والخشوع.
- اللّهم ارزقنا حفظ كل آية نسيناها من كلامك الطيب وعلمنا المعاني العظيمة التي تغيب عن أذهاننا فيه، ووفقنا لتلاوته بوجهٍ يرضيك في آناء الليل وأطراف النهار.
- اللّهم اجعلنا من عبادة القرآن، الذين يسيرون على نهج أوامره ويتفادون نواهيه، وعلمنا تطبيق أحكامه بوعي وحكمة، ولا تجعلنا نكتفي بقراءته دون العمل بحكمته أو فهم معانيه العميقة.
- اللّهم اجعل كتابك الكريم لنا دليلًا نستهدي به في طرقنا وبركة تزين أعمالنا ونورًا يملأ حياتنا بالطمأنينة ولا تجعله يوم القيامة سببًا لتحذيرنا أو معاقبتنا بسبب إهمالنا له أو تفريطنا في تطبيقه.
- اللّهم اجعل هذا القرآن الكريم نورًا نستنير به في حياتنا وسبيلاً لدواء أمراضنا وشفاءً لكل ألم نخوضه ونسألك أن تُمحى به ذنوبنا وتجعلنا نعبر به إلى الجنة وأن يكون عونًا لنا عند المرور بالصراط ويدفعنا نحو جنان العلى ليكون لنا خير رفيق في الحياة الآخرة.
- اللّهم اجعل كل حرف قرأناه قوةً ترفعنا لدرجاتٍ أعلى من رحمتك ولا تجعلنا نشقى أو نكون من الخاسرين بسببه وبارك لنا في ختمه ونسألك بركة أجره وفضله الذي نراه يوم لقائك واجعلنا من السعداء بثوابه في الدنيا والآخرة.