حديثنا اليوم يتناول الدعاء الذي ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج وهي إحدى الليالي التي تحمل مكانة عظيمة في نفوس المسلمين لما تحمله من ذكرى رائعة ترتبط بالحدث الجليل الذي شهده النبي صلى الله عليه وسلم وتعتبر هذه الليلة التي توافق السابع والعشرين من شهر رجب من الليالي التي يعاد فيها استحضار هذه الواقعة المبهرة ومع اقتراب شهر رجب حرصنا على تقديم دعاء ليلة الإسراء والمعراج لتتمكنوا من معايشة الأجواء الروحانية واستشعار القرب من هذه المناسبة العظيمة.
- دعاء الرسول في ليلة الإسراء: اللهم لا تُشمت أعدائي بدائي واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي أنت ثقتي ورجائي واجعل حُسن ظني بك شفائي اللهم ثبت عليّ عقلي وديني وبك يا رب ثبت لي يقيني وارزقني رزقاً حلالاً يكفيني وأبعد عني شرّ من يؤذيني.
- دعاء لزوجي في ليلة الإسراء والمعراج: اللهم سخِّر له جنود الأرض وملائكة السماء اللهم افتح له أبواب الرزق كلها واجعل الخير ملازماً لطريقه واصرف عنه كل أذى اللهم إني أسألك أن ترزقني وإياه كل خير عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم إني أعوذ بك من الشر كلّه كلاهما عاجله وآجله ما علمنا منه وما خفي عنا.
- دعاء ليلة الإسراء والمعراج للمتوفي: اللهم يا جبار السموات والأرض ويا من لا يعجزه شيء أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبجاه نبيك المصطفى الذي أسري به إلى المسجد الأقصى وأُعرج به إلى سدرة المنتهى أن تغفر لوالدي وترحمه وتتجاوز عنه اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة واملأه بالنور والرضا.
- دعاء ليلة الإسراء والمعراج للمريض: اللهم يا من تذل لك الصعاب وتلين لك الأمور ويا من بيده مفاتيح الفرج نسألك أن تفرج كربنا وتمن علينا بالشفاء اللهم أخرجنا من حلق الضيق إلى أوسع الطريق اللهم ادفع عنا البلاء والكرب والمرض ولا حول ولا قوة إلا بك يا عظيم الشأن.
دعاء النبي في ليلة الإسراء والمعراج
كانت رحلة الإسراء والمعراج من أعظم الأحداث في حياة النبي المصطفى ﷺ فقد حملت في طياتها تسلية وتعزية لقلبه المبارك بعد ما تعرض له من أحزان شديدة بسبب وفاة أحب الناس إليه وأقربهم إلى قلبه وهم زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب حيث كانا السند الداعم له في دعوته للإسلام ورحيلهما ترك أثرًا عميقًا في نفسه فجاءت هذه الرحلة السماوية كرسالة مليئة باللطف الإلهي والكرم العظيم من الله عز وجل لتبهج قلبه وتخفف عنه آلامه وتؤكد له منزلته العالية ومكانته العظيمة عند الله سبحانه وتعالى وقد تجلت في هذه الحادثة معجزات باهرة تزيد من الإيمان بعظمة الله الذي لا حدود لقدره وقوته والقدرة المطلقة التي تفوق إدراك الإنسان وتبين أنه سبحانه يفعل ما يشاء في هذا الكون العظيم ومن روعة الحدث ما تجسد في دعاء النبي ﷺ الذي أطلقه بتضرع وخشوع يعبر عن عميق ارتباطه بربه واستسلامه المطلق لإرادته وهذا الدعاء جاء بما يلي:
- اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملّكته أمري إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ولكن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك لك الحمد حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك.
أدعية مأثورة في ليلة الإسراء والمعراج
- يا وَدود يا مالك العرش العظيم ويا مَن تَجري الأمور بحكمتك وتتصرف بقدرتك المطلقة ونسألك أنت الذي لك الحمد على نِعمك التي لا تُعد ولا تُحصى والتي أنعمت علينا بها ظاهرةً وباطنةً.
- اللهم لك الحَمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك يا حي يا قيوم صلِّ على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد يا أكرم الأكرمين ويا مجيب دعوة المضطر ونسألك بجلالك الذي لا يُنال وجبروتك الذي لا يُضام وملكوتك الذي تنير أركانه بحكمتك أن تفرِّج كروبنا وتغيثنا برحمتك وترزقنا من واسع عطائك.
- اللهم اجعل كيد الكائدين في نحورهم ولا تُشمِت بنا الأعداء ولا تبث فينا الفرحة لمن يترصد بنا واجعل كتابك العزيز دواء لأرواحنا وراحة لقلوبنا لأنك يا ربنا رجاء كل فاقد وأمل كل طامع في عفوك ولا تجعل فينا رجاء إلا بك.
- اللهم احفظ عقولنا وأدم علينا سلامة الدين والإيمان واجعلنا ممن ثبت قلوبهم على طريق الحق والنور وامنحنا رزقاً حلالاً يغنينا ويسد حاجتنا واصرف عنا الحرام بقدرتك واحفظنا من أذى المتربصين بنا نصرك دائم لنا وأمّن لنا طريق الراحة والسلام وارزقنا طبيبك الذي يشفي ولا تجعلنا بحاجة إلى أحد سواك إنك الرحمن الرحيم.
أدعية مميزة للاحتفاء بليلة الإسراء والمعراج
- اللَّهُمَّ اسْتُرْنِي واشْمَلْنِي بعظِيمِ غُفْرَانِكَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ والعفُّ عنِّي يوم أكون تحت التُّرَابِ وفي ظُلُمَاتِ القُبُورِ والعفو والرحمة بالصَدْرِ المُطْمَئِنٍّ والقَلبِ النَقِيِّ واجْعَلْ مسيرتي في طَرِيقِ الإِيمَانِ والسَلامَةِ ونوِّرْ دَرْبي بنورِكَ العَظِيمِ وامْنَحْنِي حِفْظَكَ المُطْلق من كُلِّ شَرٍّ وهَمٍّ يُؤذِينِي أو يَضرُّ حَياتِي.
- اللَّهُمَّ بِحَقِّ إِسمِكَ العَظِيمِ يَا مَنْ لَيَّنَ الحَدِيدَ لعبْدِه داوُود ويا مُيَسِّرَ أَصْعبِ الأُمُورِ ويا مُنْجِزَ الوَعْدِ ويا ذَا الحِكْمَةِ في كُلِّ أَمرٍ نَفِّسْ عَنِّي مُرَادِي واكْشفْ هَمِّي وقرِّبْنِي إلى فَرَجِكَ العَظِيمِ واعصمني مما أَعْجَزُ عَنْ حَمْلِهِ وَلَا أَجِدُ لِي مَلجَئًا إلا بقُوَّتِكَ ولَا تَجْعَل لِي مُعِينًا إلا امْتِنَانَكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
- أدْعُوكَ يا الله بتَفَرُّد قُدْرَتِكَ التي أَنْجَيَتَ بِها يُونُسَ من ظُلُمَاتِ بَطْنِ الحُوتِ وبرَحْمَتِكَ الواسِعَةِ التِي عافَيْتَ بِها أيُّوب من الشَدَائِدِ والغُمُومِ ربِّي كُن معِي ولا تَجعلْ لي ضِيقًا يَحْجُبُ فَرَحَتِي أو هَمًّا يَكْبُتُ نَفْسِي أو مَرَضًا يُقْعِدُني اجْعَلْها ليَالِي رَاحَةٍ فيها أَشْرَقُ على أَمَلٍ جَدِيدٍ ولا تَكِلْنِي إِلَّا لِكَرَمِكَ وامْنَحْنِي وإهلي الحِفْظَ الوَثِيقَ ممن أحْبَبْناهُم وجَمَعْتَنا معَهُم في حَياتِنَا.
- اللَّهُمَّ إِنكَ حَنَّانٌ مَنَّانٌ لا تُكَلِّفُ النُّفوسَ فوق تُرابِها ما لَا تَتَّحَمَّلُه فَلَا تُلْقِنَا شِدَّةً تُثْقِلُ كَاهِلَنَا وأَبْعِدْ عَنّا الظُّلْمَ والغُمُومَ كما أَبْعَدتَ بينَ الشَّرْقِ والمَغْرِبِ وقَابِلَنا بحَسَنَاتٍ تَطْمَئِنُّ أرْوَاحَنا وتَرضى عنَّا فيها يا أَكْرَمَ المُكْرِمِينَ.
- اللَّهُمَّ برَوْحِ السُرُورِ التِي أغْمَرتَ بِها قَلْبَ يَعْقُوبَ بردِّ يُوسُفَ إلَيْهِ وبدَفْءِ البِشَارَاتِ التِي زَفَّفْتَ بِها زَكَرِيَا بولادةِ يَحْيَى عليهما السَّلام أمْنَحْنِي وأَحبَّتِي عَافِيَتَكَ الدَّائِمَة ولا تُفَارِقْنا رَحْمَتُكَ التي مُسْتكنَّنَا فيهَا عَائِلَةً وأَصْدِقَاء واجْمَعنا على الحُبِّ الوَطِيدِ الذي لا يَذُوبُ.
تفاصيل هامة عن ليلة الإسراء والمعراج
ليلةُ الإسراءِ والمعراجِ تُعدُّ من أعظمِ الليالي التي أكرمَ فيها اللهُ سبحانهُ وتعالى رسولَهُ الكريمَ محمدًا صلى الله عليه وسلم وهي حادثةٌ فريدةٌ اختصَّ بها نبينا الكريم دونَ غيرهِ من الأنبياءِ والرسل وتجسيدٌ حيٌّ على عظمةِ مكانتهِ عند ربِّ العالمين كما أنها جاءت تخفيفًا وتسليةً لنبيِّنا الحبيبِ بعدما مرَّ بمحنةٍ شديدةٍ بفقدانهِ لأحبِّ الناسِ إلى قلبهِ لتكونَ هذه الرحلةُ السماويةُ دعمًا نفسيًا واستثنائيًا من اللهِ عزَّ وجلَّ لنبيهِ صلى الله عليه وسلم تبقى حادثةُ الإسراءِ والمعراجِ رمزًا خالدًا في قلوبِ المؤمنينَ إلى يوم القيامةِ فهي تحملُ لنا دروسًا عظيمةً عن رحمةِ النبيِّ وشجاعتهِ وصبرهِ في مواجهةِ الابتلاءاتِ وتُعطينا قدوةً عمليةً في حياتنا اليوميةِ للاستنارةِ بسيرتهِ ونهجهِ الذي يُضيء لنا الطريق نحو الخير والصوابِ.
تتجددُ ذكرى هذه الليلة المباركة في كل عامٍ في شهر رجب وهو أحدُ الأشهرِ الحرمِ التي أولاها الإسلام مكانةً مميزةً وتبدأ فعليًا منذ مغربِ يوم السادس والعشرين من الشهرِ وتستمرُّ حتى فجرِ اليوم السابع والعشرين منه حيث نستذكرُ خلالها ما تحملهُ هذه المناسبة من دروسٍ عظيمةٍ عن الرسالةِ التي أُرسلَ بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والتي تُمثلُ رحمةً وهدايةً للعالمين أما فيما يخصُّ الصيامَ في هذا اليوم فلم يثبتْ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه خصَّ هذا اليوم بالصيام أو بعبادةٍ معينةٍ وفق ما وردَ في السُنَّة النبويةِ لذا لا يُشرَع لنا تخصيصهُ بصيامٍ أو أعمالٍ بعينها ولكن تبقى هذه الذكرى مناسبةً عظيمةً نُعلي بها التذكيرَ بفضلِ اللهِ ومعجزاتهِ ونُعمِّق صلاتنا العاطفية والدينية مع هذه الليلة المباركة التي تُحيي في قلوبنا معاني الإيمانِ والتقديرِ لما حملتهُ رسالةُ الإسلام من نورٍ وعدلٍ ورحمةٍ للعالم بأسرهِ.
