مع مطلع السنة الهجرية الجديدة تلوح أمام المسلمين فرصة ثمينة لمراجعة نواياهم وتطهير قلوبهم إذ لا يقتصر الأمر على تبدُّل الأرقام في التقويم بل يحمل في طيّاته ذكرى الهجرة النبوية الشريفة التي شكّلت تحوُّلاً مفصلياً في مسار الأمة الإسلامية فالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة لم تكن مجرد انتقال جغرافي بل انبثقت منها معانٍ عميقة في الصبر والثبات والتوكل على الله ولهذا يجد الكثير في هذا الحدث التاريخي دافعًا لإعادة ترتيب حياته وتعزيز علاقته بربه والإكثار من الدعاء والخشوع الصادق والمُناجاة راجيًا أن يكون هذا العام منطلقًا لتغيير جذري في مسيرته كما كانت الهجرة بداية عهدٍ جديد في تاريخ الإسلام.
دعاء لنفسي في السنة الهجرية الجديدة
اللّهُم اجعل ما تبقّى مِن عُمري في هذا العام الهِجري بداية طريق مليء برضاك وفرحك وتيسيرُك وارزُقني التوفيق في كُل خُطوة وأمسِك بيدي إن تاهَت واهدِ قلبي لقوّتك واسنِده بعزيمتك واجعل ثباتي نابعًا مِن عونك لا اجتهادي وأبدل كل ضعفٍ بي بقوّتك وجبرَ قلبي بجلالك وسُلطانك ووسّع لي خياراتي إذا ضاقت بي السُبل وحقق لي ما أظنه بعيدًا عن طاقتي فكل شيء بين كافك ونونك اللهم آمين يا واسع الرحمة ويا مالك المُلك.
دعاء دخول العام الهجري الجديد
- اللّهم اجعل بدايَة هذا العام الجديد فاتحة لكل خير وتوفيق واغمرنا فيه من عطفك وجودك ما يُنسي قلوبَنا مَرارة ما مضى وألهمنا الرضا بما كتبت لنا وسُقتنا به من رزقك الذي لا ينفد.
- نسألُك يا الله أن تجعل أيامَ هذا العام مستقبلًا يحمل بين طياته فرحًا يشفي أرواحَنا ومحبة تُنبت في قلوبنا الأُلفة وتفيض علينا مِن نعمك وتحقق لنا ما طال انتظاره وأسعدنا بحُسن ما ننتظر وبلغنا فيه كل أمنية خبيئة يا رب.
- اللّهم أزل ما أثقل صدورَنا من الأحزان واغفر لنا ما أخرنا عنك وأمدنا من واسع كرمك براحة تهدينا وتُطمئن نفوسنا وسعادة تملأ أعمارنا لا تزول ولا تتوقف واشفِ كل مريضٍ واحتضن ضعفاءنا بلطفك وارفع كل دعوة نُرددها بينك وبين أنفسنا فتبلغ أبواب الإجابة بعفوك الذي لا يُرد وجودك الذي لا ينقص.
- اللّهم تجاوز عن زلاتنا فيما مضى وبدّلها لنا حسنات وارعنا فيما هو آت ويسّر لنا أمورَنا في هذا العام الجديد واجعلها أوفى مما تمنينا واغمرنا بقربك الذي لا يُضام وثبت قلوبنا على طاعتك واملأ أرواحنا إخلاصًا وصدقًا ونقّنا من الرياء وأتمم علينا نعمك التي تفيض بها علينا دائمًا من غير عدٍّ ولا حصر بعفوك يا كريم.
- يا الله في هذا العام الجديد نرفع أكفنا نسألك فيه حفظًا لا يُفارِقنا وسَكينة تطمئن بها أرواحُنا وفرجًا تُبدد به كل ضيق وأملًا يُحيي فينا كل ما مات وأسألك أن تُبعد عنا وجَع القلوب وضيق الصدور وأن تُثبتنا على الحق وتصلح لنا ما فسد من دنيانا التي نحيا فيها وتنور لنا طريق الخير وتفتح لنا أبوابًا لا تغلق أبدًا من الرزق والرضا في الدنيا والآخرة يا واسع الرحمة والفضل.
دعاء السنة الهجرية الجديدة مكتوبًا لعام 1447
- اللّهم إن كانت السنة اللي فاتت شهدت مني عصيان أو غفلة أو أي تقصير كان سبب في بعدي عن رضاك فتجاوز عني برحمتك واغسل قلبي من كل ذنب اقترفته بعلم أو جهل واغفر لي واعفُ عني كما يليق بجودك وكرمك وإن كانت أيامها شهدت لي بعمل صالح أو دعاء خلصت فيه لوجهك فاجعل جزاءه نورًا في قلبي ومغفرة في صحيفتي وأرزقني دوام الإخلاص والثبات على الخير يا واسع الفضل.
- يا رب إن نسيت أو قصّرت في حقك في لحظة غفلة أو تعمد فأنت الغفور الرحيم وأنا العبد المفتقر إلى رحمتك وإن أكرمتني بطاعة أو هديتني لذكر فثبتني عليها واجعلها شفيعة لي عندك وزدني عزمًا على الطاعات وأكرمني بكل خير ترضاه لي يا كريم الجناب.
- اللهم يا من خزائن السماوات والأرض بيدك ويا من بيده الخير كله تقبل ما سعيت له في رضاك وبارك في كل خطوة تقربت بها إليك وأغدق عليّ من عطاياك ما تقويني به على السير في طريقك وصلى الله على نبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وعلى آله وأصحابه أجمعين.
- يا رب العالمين يا من يعلم خفايا القلوب ويفتح أبواب الرجاء كل سنة تمر علينا هي من رزقك وفضلك فاللهم اجعل هذه السنة خير علينا وعلى من نحب اجعلها أيام خير تمحو فيها همّنا وتخفف فيها كل ألم مر بنا وأكرمنا فيها بعافية تشرح صدورنا وبطمأنينة تغمر قلوبنا واملأها بنجاحات ترضينا وتكون قربًا لك في عافيتنا ورزقنا يا أرحم الراحمين.
دعاء العام الهجري الجديد لعام 1447
مع اقتراب نهاية العام الهجري الجاري وبداية سنة هجرية جديدة يحمل معها الكثير من الأحلام والدعوات تجد عدد كبير من الناس يُقبلون على الدعاء في أول أيام السنة طلبًا للطمأنينة وسعيًا للبركة وراحة القلوب فكثيرٌ منهم يتمنّون أن يستهلوا عامهم الجديد بدعاء يفتح لهم أبواب الخير ويكون بداية لحياة يملأها التوفيق والسعادة بإذن الله.
وفي هذه الأوقات يكون الدعاء هو الملاذ الأصدق للمؤمن حين يسكنه الترقب وتحيطه التحديات إذ ينعقد القلب على الرجاء ويتجه العبد إلى الله سبحانه داعيًا متضرعًا يحمل دعاؤه حاجات الدنيا والآخرة والارتباط بالله في بداية العام هو ما يعطي للنفس السكون ويمنح الروح يقينًا لا يتبدد بأن القادم سيكون أجمل لأنه بين يدي الرحمن الرحيم.
- اللّهم يا واسع الكرم ويا مَن وسعتْ رحمتُك كلّ شيء أسألك في هذا العام الهجري القادم أن تهب لنا من خيراتك ما تقرُّ به أعينُنا وأن تجعل لنا فيه نصيبًا من البركات والراحة والعافية وأعوذ بك ربّي من شر ما قد يحملُه العام من أقدار موجعة أو مشقة أو ضيق أو فَقْد وأسألك يا الله أن تحفظ ديني لأنه أساس حياتي وتحفظ دنياي لأنها موطن رزقي وسبب استقرار عيشي واغرس في قلبي حبك ورضاك ووفقني لما تحب وترضى يا أرحم الراحمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
دعاء السنة الهجرية الجديدة لعام 1447
بِدَايَة عامًا هجريًا جديدًا دائمًا ما تُوقِظ في نفوس المسلمين مشاعر عظيمة وأحاسيس ترتبط بأحد أعظم المواقف في تاريخ الإسلام وهي هجرة النبيّ ﷺ من مكة إلى المدينة بعد ما ذاق من قريش أنواع التضييق والإيذاء فَتُذَكِّرُنا هذه الذكرى الثابتة في عمق الوجدان بثباته عليه الصلاة والسلام وصبر أصحابه الذين قدّموا أرواحهم فداءً لدين الله فليستْ حادثة عابرة بل تحوّل مفصلي في التاريخ الإسلامي استشعر فيه المسلمون معنى النصر بعد الكرب والعزة بعد الابتلاء والكرامة بعد أن ضُيِّق عليهم.
- دُعاء دخول السنة الهجرية: اللَّهُم اجعل نورك في قلوبنا قبل دروبنا واملأ بصيرتنا بضياء لا يَنطَفئ ونوّر قبورنا كما نَوَّرتَ قُلوب العابدين واجعل جوارحنا وأبصارنا لا تسعى إلّا لرضاك واكتبنا في عِداد أهل الفجر وامنح قلوبنا تعلّقًا بكتابك الكريم وقرّبنا ممن يقومون لِقِيَامِ الليل شوقًا لك واملأ أرواحنا رجاءً برؤية نبيك ﷺ في دار الفناء ودار البقاء وقرّبنا من خُطاه في الدنيا وعلّقنا بسُنَّته في كل مسلك حتى نُحشر على نهجه فلا نضلّ بعده ولا نفتن بعده ونسألك مولانا الكريم سعة في الرزق وقضاءً للديون وغنًى عن الحاجة واكتب لنا بقدرتك التي لا تُرام بلوغ غاية أمانينا في الدنيا واجعلنا من الفائزين برضاك في الآخرة.
دعاء مستجاب في رأس السنة الهجرية
يُقبِل المسلمون على عامهم الهجري الجديد بدعواتٍ صادقة يُرافقها رجاءٌ وثقة بأن الله سُبحانه وتعالى يسمع دعاء من لجأ إليه ويُكرم من أقبل عليه بقلب صادق ونية نقية فالبدايات الجديدة تُعد فرصة ثمينة لكل من أراد أن يفتح صفحةً بيضاء مع الله يرجو فيها صلاح شانِه وتيسير أمره واجتناب الزلل والتقصير والنية القوية أن يكون عامه مقبولًا بالطاعات ومليئًا بالخير والبركة.
- اللَّهُم إني أرفع إليك حاجتي متوسلًا بأسمائك الحُسنى أن تُصلي وتُسلم على النبي محمدٍ ﷺ وعلى سائر أنبيائك ورسلك وعلى آلهم وصَحبهم جميعًا وأسألك يا غفور يا رحيم أن تُزيل عني ما أثقلتني به ذنوبي الماضية وتغمرني بسترك في السنين القادمة وأن تحفظني وأهلي وترزقنا بركة الأيام القادمة يا واسع الفضل والمغفرة.
- اللَّهُم في استقبال عام هجري جديد أتضرّع إليك بنيةٍ طاهرة وقلبٍ خاشع أن تُنير لي طريقي بما يُرضيك وتكتب لي الثبات والإخلاص في عبادتك وتغمر قلبي باليقين بك وتفيض عليَّ بنور هدايتك وتُتمّ نعمك عليّ بصحة وأمن وسكينة وتفتح أمامي أبواب الخير كلها بكرمك اللامحدود.
دعاء يوم رأس السنة الهجرية لعام 1447
يُقبِل عدد كبير من المسلمين على استقبال ليلة رأس السّنة الهجريّة بعاطفة إيمانية صادقة يستحضرون فيها الهجرة النبويّة المباركة التي كانت نقطة التحول الكبرى في مسار الدعوة الإسلاميّة حيث مثّلت بداية عهد جديد في بناء الأمة وانتقال الإسلام من حال الاستضعاف إلى التمكين والاعتزاز بالهوية والدين وقد ارتبطت هذه الليلة في وجدان المسلمين بما تحمله من معانٍ سامية ومواقف تفيض بالعبر والدروس.
وتتفاعل القلوب مع هذه الذكرى الجليلة بالصلاة على النبي محمد ﷺ وتفقد سيرته والتأسي بأخلاقه والاقتداء بمنهجه وتحرص المجتمعات الإسلامية في مثل هذا التوقيت المبارك على إحياء الذكرى من خلال تنظيم المحاضرات والدروس والندوات التي تجسد ملامح السّيرة النبويّة وسرد القصائد والمدائح التي تُظهر فضل النبي ﷺ ومكانته في نفوس المسلمين وتغرس محبته في القلوب.
- اللّهم إننا نرجوك في هذا العام الجديد أن تكتب لنا الخير كله وتحمينا من كل شر ونسألك أن تُجنبنا الزلل والغي وتُبارك لنا في كل خطوة ووقت وعمل فاجعلها سنة يطيب أثرها وترتقي بها نفوسنا لطاعتك.
- ربنا إنك تعلم ما أقدمت عليه من تقصير وما اجترأت عليه من ذنب وتعفو رغم علمك وتدعوني كل مرة للعودة فاغفر لي خطيئتي وافتح لي درب التوبة وأكرمني بلطفك وكرمك وسَعة رحمتك يا واسع العطاء.
- يا من وسعت مغفرتك كل شيء وأنت العفو الكريم اغفر لي ما مضى وتجاوز عن زلاتي وضعف نفسي واغسل قلبي من كل خطأ واستبدل خطاياي بالحسنات بفضلك وعفوك الذي لا حدود له.
دعاء ختام السنة الهجرية لعام 1447
دعاء خِتام العام الهِجري 1447 يُستحب للمؤمن أن يُكثر من الدعوات في الأيام الأخيرة من شهر ذي الحِجّة تحديدًا من بعد طلوع الفجر إلى لحظة غروب شمس أول يوم في العام الهجري الجديد لأن الدعاء لا يُقيَّد بزمن ولا يُحدّه مكان ويجوز للعبد أن يُناجي ربه في أي وقت كيفما كان سواء في طريقه أو في مسكنه بصوتٍ مسموع أو بهمسةٍ بينه وبين الله فكل ذلك من أعظم أسباب القرب والله عز وجل يجيب مَن دعاه ولا يردّ من توسّل إليه.
- اللهم اختم لنا هذه السنة بمغفرة شاملة لما مضى من أعمارنا وابعث في بدايات العام الجديد نفحات رحمتك وكرمك وفضلك اللهم اجعل الأيام القادمة مليئة بالسكينة والرضا وسهولة الأمور وطمأنينة تُسكن بها خوفنا وتُبدل بها حالنا اللهم ارزقنا سنة يكون فيها قلبنا أقرب إليك وسعينا فيما يرضيك وتوبة لا يُخالطها رجوع ومحبة تسكن أرواحنا وتدوم بفضلك ورضاك وامنحنا عافية في أبداننا وبركة في أرزاقنا ولا تجعل فيها وجعًا يُنهكنا ولا فُقدًا يُوجعنا ولا وداعًا يُكسرنا بل اجعلها سنة رحيمة خفيفة دائمًا نحمل فيها الأمل ونلقاك فيها بالحب واليقين يا أرحم الراحمين.
- اللهم إن كانت هناك طاعات في عامنا هذا قد رضيت عنا بها فتقبلها منا وزدنا منها خيرًا وإن كانت لنا زلات وتقصير فأنت الغفور الرحيم نسألك أن تعفو وتتجاوز عن كل ذنب وخطأ اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وتولّ أمرنا بالرحمة واللطف والستر يا من نرجوك ولا نخيب اللهم لا تُنهي هذه السنة إلا وقد غفرت ذنوبنا وطهّرت صدورنا ونقيت نوايانا وباركت أعمارنا القادمة وجعلتنا ممن يستبقون مرضاتك ويسيرون إليك بثقة وحُسن ظنّ وإخلاص يا رب العالمين.
أدعية ليلة رأس السنة الهجرية لعام 1447
ينتظر الكثيرون قدوم ليلة السنة الهجرية 1447 وهم يحملون في قلوبهم رجاء بأن يكون عامهم المقبل مزدهرًا بالخيرات والبركات وأن يكون مليئًا بالأعمال الصالحة والنفحات الإيمانية لأن الدعاء ليس مجرد كلمات يتداولها المرء بل هو صِلة روحية تُقرّب العبد إلى ربه وتمنحه سكينة داخليّة وتفتح له آفاقًا من الرجاء ويظل الدعاء أثرًا خالدًا في حياة الإنسان فقد شهدنا على مرّ الزمان مواقف تبدلت فيها الأحوال وتغيّرت فيها المصائر بسبب تضرع صادق في قيام ليل أو توجّه بخشوع بعد صلاة فالدعاء أحد مفاتيح الفرج التي يهبها الله لعباده المؤمنين.
وحين ينبض القلب ثقةً في رحمة الله ويُرفع الكف نحو السماء مُوقنًا أن العطاء قادم من الكريم الذي لا يخيب من لجأ إليه فإن النفوس تطمئن لأنه سبحانه أقرب إلينا من حبل الوريد وعطاؤه لا ينضب ورحمته لا تُحَد وليس ثمّة دعوة خالصة تذهب سدى عنده حتى لو تأخر وقت استجابتها فالمؤمن قلبه معلق باليقين والتسليم بأن ربه أكرم من أن يخذله وأعظم من أن ينسى من يناجيه.
- اللَّهُم اجعل مطلع هذا العام نقلة للخير والنقاء والسكينة، وأمطر على قلوبنا شعور الرضا وثبّت أفئدتنا على ذكرك ولا تجعلنا نضيع في مغريات الحياة وفتنتها فأنت وحدك سند من لا سند له.
- اللَّهُم وفّقنا في مساعينا وبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وتولّ أمرنا بلطفك، واجعل دروبنا مهيئة لكل خير وانصر ولاة أمرنا في ما فيه صلاح البلاد وكرامة العباد وأيدهم بمدد من عندك وانفع بهم المسلمين.
- اللَّهُم اجعل أيامنا عامرة بطاعتك واجعل لحظات أعمارنا شاهدة لنا لا علينا، وتجاوز عن كل زلة وهفوة وقوّ إيماننا بجميل عفوك ولا تترك لنا حاجة في القلب إلا قضيتها بقدرتك يا أرحم الراحمين.
أدعية استقبال السنة الهجرية لعام 1447
تَتَكوَّن السنة الهجرية من 12 شهر هجري تبدأ بالمحرَّم وتُختَتم بشهر ذو الحجَّة وخلال هذه الدورة تمرّ بمجموعة من الأشهر التي تحمل أسماء مرتبطة بحوادث تاريخية ومعانٍ لغوية مثل شهر صفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة ويَليها رجب ثم شعبان ثم شهر رمضان المعروف بمكانته العظيمة وبعده شوال ومن ثم ذو القعدة ولكل من هذه الشهور جذور مرتبطة بالموروث الإسلامي والتسمية جاءت نتيجة ظروف وأحداث مختلفة تركت بصمتها على تسلسل العام الهجري.
وقد خصّ الله جلّ جلاله من هذه الأشهر أربعة شهور حرّم فيها القتال وهي من الأشهر الحُرُم وجعلها بمكانة متميزة عن غيرها وهي ثلاثة متوالية: ذو القعدة وذو الحجة وشهر الله المحرم بينما يأتي رجب لوحده بين جمادى الآخرة وشعبان وله خصوصية زمنية وروحية تجعله مهيبًا ومليئًا بالخشوع والسكينة.
- اللَّهُمَّ يَا فَارِجَ الهَمِّ وَكَاشِفَ الغَمِّ وَيَا مَن يُجِيبُ دَعْوَةَ المُضْطَرِّ وَأَنتَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ أسألك رحمةً تحتويني وتغمر فؤادي وتكفيني عن رحمة سواك.
- اللَّهُمَّ لا تَجْعَل لأعدائنا علينا سَبِيلًا وَلا تَكِلْنَا لِمَنْ لا يَرحَم وَلَا تُسَلِّط عَلَيْنَا قَرِيبًا نَخَشَى ظُلمَه فأنت أعلم بحالنا فلا تترُكنا لمن لا يخشاك.
- اللَّهُمَّ اجْعَل لنا زِيَادَةً فِي الخَيْر وَالعَافِيَةِ وَارْزُقْنَا سَتْرًا وَمَغْفِرَةً وَعِنْدَ خِتَام أَعْمَالِنَا اكْتُبْ رِضَاكَ عَنَّا فأنتَ المُجيبُ لمن ناجاه والكرِيمُ لمن دعاه.
دعاء شامل مكتوب لرأس السنة الهجرية
حين تَمتد يدا المسلم إلى السماء يَستشعر أنه واقف بين يدي رب عظيم مهيمن على كل شيء، يبحر بقلبٍ خاضع ونَفس منكسرة بالرجاء موقن أن ما عند الله لا يُنال بسوى الذل بين يديه ولا يُرجى إلا منه وحده، فهو الكريم الذي لا تُغلق أبوابه ولا يُرد من لجأ إليه وخاطبه بل هو الرازق لكل محتاج والملجأ لكل ملهوف والناصر لعباده المؤمنين متى صدقوا واستسلموا لأمره.
اللجوء إلى الله لا ينبغي أن يكون فقط وقت الكرب والمِحن، بل الدعاء هو صِلة لا تنقطع يُطلب بها رضاه في الرخاء كما تُستجلب بها رحماته في الضيق، فالقلب حين يُبلّله الحمد والشكر في ساعات الفرح واليسر يُصبح أقرب للقبول، ومن الأدب أن يتطهّر المتوسل قبل مناداته لربه ويَستقبل القبلة ويرفع كفيه بيقين وثقة أن عطاء الله لا حدود له وأن السؤال باب لا يُغلق ما دام في القلب صدق وتوبة وإخلاص وعزم صحيح على أن لا عودة للمعصية.
- دعاء استقبال عام هجري جديد: اللهم هذه بداية عام هجري جديد قد أقبل علينا فاجعلها بداية خير ورحمة وأمان نسألك فيها الوقاية من وساوس الشيطان وسوء النفس والخذلان، ثبّت خطانا على طريق الهُدى واجعلنا من أهل القبول والرضا وزدنا من النور والإيمان يا واسع العطاء ويا عون العاجز ويا رجاء الراجين، اللهم خُذ بأيدينا لما تحبه وترضاه ووفقنا للصواب والتوفيق في أقوالنا وأفعالنا، اللهم نسألك بحب أوليائك والصالحين ومن اهتدى بهداك أن تكرمنا بمغفرتك الواسعة وتطهر قلوبنا من الحسد والضغينة وتمحو من أرواحنا كل ذنب خفي لا يعلمه إلا أنت، اجعلنا من المقبولين لديك واستر عيوبنا فيما بيننا وبين الخلق وفوق الأرض وتحتها وعند لقائك يوم العرض عليك، يا من أنت بنا أعلم وبضعفنا أرحم، نسألك باسمك الأعظم الذي لا تُرد به الدعوات أن توفقنا لطاعتك وتغفر لنا ما مضى وتستجيب لنا ما نرجو وتنبت في قلوبنا الخير وتكتب لنا حسن الختام
دعاء السنة الهجرية بالتشكيل لعام 1447
- اللَّهُمَّ إنَّك تعلم أننا نُناجيك كما أوصيتنا ونُوقن أنّ وعدك لا يُخلف وأنّ قولك كلّه حق لا يُدركه شك ولا يُخالطه كذب.
- اللَّهُمَّ ازرع في قلوبنا محبة الخير واهدِ خُطانا نحو دروبه ووفّقنا للعمل به واصرف عنا كل أمر لا يُرضيك أو يُؤذينا في ديننا أو دنيانا.
- اللَّهُمَّ طهّر صدورنا من كل ما يحجبنا عن نورك وثبّت قلوبنا على دينك واحفظ لنا نعمة الهُدى التي أنعمت بها علينا ولا تزيغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.
- يَا رَبِّ أعوذ بك أن أطلب شيئًا يضرّني بجهلي وأسألك أن تغمرني بمغفرتك وتسترني بعفوك وتظلّني برحمتك فإن لم تغفر لي وترحمني فإني من الضآلين الخاسرين.
أدعية قصيرة جدًا لرأس السنة الهجرية
- رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا نستفتح عامنا الهجري الجديد بهٰذا الدعاء لأننا مؤمنين إنه ما لنا ملجأ إلا الله نلجأ له في وقت الضغط والراحة ونطلب منه يعيننا على الثبات إذا ترددنا ويمدنا بالصبر إذا ضاقت علينا الدنيا ويرفع عن قلوبنا كل تعب مقيت ويبدله بعفوه اللي يشملنا برحمته ويغفر لنا كل زلل مهما كان صغير أو كبير ويكتب لنا راحة لا تنتهي وسكينة لا تغيب ويحفظ علينا فضله ما حيينا.
- لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير نختار هذا الذكر نردده في باكورة العام لأنه أصـل العقيدة وأساس الدين ونسأل الله نعيش فيه ونموت عليه ويكون وجداننا عامر بنوره ونفوسنا مطمئنة بالثقة فيه ونربط أرواحنا به لأنه وحده اللي يفتح الأبواب المغلقة ويمنح الرزق والهداية من حيث لا نعلم ولا نحتسب.
- رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَاب نرفع هٰذا الطلب إلى رب العالمين في بداية العام نترجى فيه الهداية والإخلاص والثبات في صلاتنا وفي حياة أسرتنا نسلًا ومنشأ ونتوسل إليه يغفر لنا ولكل من له فضل علينا ولكل من شهد أن لا إله إلا الله وكان قلبه موصولًا بِه.
- رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا نناجي الله في طلعة عام هجري جديد بدعوة تشمل رحمة تسكن في قلوبنا وتضللنا بلطفها ونطلب منه إنه يرتب أمورنا من حيث لا نعلم ويقودنا نحو اتخاذ القرارات التي ترضيه وتنجينا من أي اندفاع أو خطأ ويمنحنا بصيرة نافذة ونورًا يسوقنا لمسالك الصواب.
- رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ نسترجع الإيمان في قلوبنا مع نسيم أول الأيام من العام الهجري ونتوجه لله تعالى بإقرار التوبة وطلب غفران الذنوب ومحو الأثر ونتوسل لرحمته عشان يعينّا نكمّل مشوار الحياة بقوة ويهدينا لطريق الاستقامة بدون ما نضيع وسط دروب الحيرة.
- رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ نفتتح العام وإحنا على يقين إن كل خطوة منها مصيرها عند الله فنسلّم له زمام أمورنا بكل ثقة لأنه القدير اللي ما تخفى عليه الأفكار ولا الأقدار وإذا سَلّمنا له نوايانا هدانا للخير ونجّانا من كل عسر وكتب لنا كل فضل فيه صلاح.
- رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ نغلف بداية السنة بهذا الدعاء ونسأل الله إنه يجنبنا الوقوع في فتن تضعف إيمانّا ويثبتنا على منهجه مهما تغيرت الأحوال ويغفر كل زلة ارتكبناها بقصد أو دون قصد لأننا بشر وكلنا بحاجة إلى رحمة ربنا وهو العالِم بحالنا الرحيم في قضائه للأمور.
دعاء استقبال العام الهجري الجديد
- «اللّٰهُمّ يا أوَّلَ بلا ابتداءٍ ويا آخِرَ بلا انقضاءٍ نستودعك عامًا هجريًّا أقبل بفضلك ورحمتك نسألك فيه أن تصرف عنّا همزات الشياطين وتُبعد عنّا مكائدهم وتُعيننا على ضعف نفوسنا فتقوّي إرادتنا لعبادتك وتزيدنا هدايةً وثباتًا وتشرح صدورنا لطاعتك وتكتب لنا فيه القبول في القول والعمل برحمتك يا واسع الفضل والكرم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين».
صور أدعية بمناسبة السنة الهجرية الجديدة
مع إطلالة السنة الهجرية الجديدة يبدأ كثير من الناس يفتحون قلوبهم خاشعين لله سبحانه وتعالى يرجون منه قبول الدعاء ويطلبون منه التوفيق والبركة ويبحثون عن بدايات مطمئنة وأيامٍ تحمل الخير ويتضرعون له في لحظات الخلوة بخشوع حقيقي لأن فطرة الإنسان تدفعه دومًا للعودة لخالقه خصوصًا في التحولات الزمنية اللي تستدعي الوقوف مع النفس وتقييم ما مضى والتخطيط لما هو قادم والدعاء في هذه الفترات له نكهة مختلفة لأنه يأتي من أعماق القلب المليء بالأمل والثقة بالله الواحد الأحد.
وفي بعض الأشخاص يعطون بداية العام الهجري طابعًا روحانيًّا مميزًا فيه يتوجهون لله بنية صادقة يدعون لأنفسهم بالستر والتوفيق ولأهلهم وأصدقائهم بالصحة والرضا ويطلبون من الله أن يجعل عامهم مليء بالإنجازات وأن يحفظهم من كل شر هذا الدعاء لا يقتصر فقط على الرغبات الشخصية بل يتسع ليشمل التماس الغفران والتوبة الخالصة ويجعل الإنسان يواجه العام الجديد بنفس مطمئنة وسكينة وفي ناس ما ينسون أيضاً الدعاء لأوطانهم بالأمان والسلام ويوقنون أن الدعاء الصادق له أثر واضح وأن المولى عز وجل لا يرد دعوة خرجت من قلب نقي وثقة مطلقة برحمته.
اللي جرّب الحديث مع ربّه في أوقات الألم يعرف حجم الطمأنينة اللي يمنحها الدعاء لأنه يكشف عن القلب أحماله ويترك فيه مساحة للراحة والسكينة ومع كل بداية لهجرة نبوية جديدة يرجع الأمل للنفوس وكأن الله يمنح عباده فرصة جديدة ليبدأوا من جديد ويتركوا خلفهم ما أثقلهم في العام الماضي ويدخلوا سنة جديدة بنفوس مليئة بالإيمان والتفاؤل واليقين بأن الفرج قريب بإذن الله.
دعاء طويل للسنة الهجرية الجديدة
- اللَّهُمَّ إنا نُناجيك ونتَوجَّه إليكَ بأسمائك الحُسنى وباسمِك الأعظم الذي إذا دُعِيت به أجَبت وإذا سُئلت به أعطيت أن تَصُبَّ صَلواتك وَسلامك عَلى سيدِنا مُحمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلَّم وعلى جميع أنبيائك ورسُلك وَعلى آلِ بيتهِ والصّحبِ الأكرمين ونستمدُّ من واسع رحمتكَ غفرانًا لما مضى من أعمارنا ونَسألك عَونًا فيما بَقي وسَترًا لا يزول وعافية تصحبنا حيث كُنّا إنك أنت أرحم الراحمين ومَن سِواك لا يُرجى.
- اللَّهُمَّ ونحنُ نَخطو مع بداية عامٍ هجريٍّ جديد نرفع لك أكُفّ الرجاء وقلوبَنا مُعلّقة بك لا نملك من الطاعات ما نُباهي به ولكن نرجو رحمتك ونُحسن ظننا بك نسألك توفيقًا يعيننا على طريق عبادتك وثباتًا يجعلنا مما يرضيك وتوفيقًا في أداء حقوقك وإخلاصًا لا يبتغي غير وجهك نسألك تمام الخير وكمال النفع وأن تُثبّت خُطانا في دروب الرضا يا مَن لا تُخيّب من دعاه ولا ترد من رجاه يا أكرم الأكرمين ويا مَن لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
تقاليد المسلمين في استقبال السنة الهجرية الجديدة
مع اقتراب دخول السنة الهجرية الجديدة يَحرص المسلمون في مختلف بقاع العالم على التمسك بتقاليد راسخة يَجمع فيها الطابع الديني بين مشاعر الاحتفاء ويتجدد من خلالها ارتباطهم بحدث الهجرة النبوية الشريف ويَسعون من خلالها إلى إيصال هذه الذكرى العظيمة إلى القلوب وتعليم أجيالهم تفاصيلها ليستمر الأثر وتبقى الرسالة حية في الوجدان والذاكرة الجمعية.
إحياء الذِّكرى
- يُخصص أهل العلم والدعوة المنابر قبل حلول السنة الهجرية للحديث عن الهجرة المباركة وشرح أحداثها وما رافقها من مشاق ويُبرزون المعاني العظيمة التي جسَّدها النبي ﷺ من التوكل والإيمان في أحلك الظروف لترسيخ مفاهيم التضحية والثبات على المبدأ عند المؤمنين في مواجهة التحديات وتذكيرهم بعظمة هذه اللحظة الفاصلة في الصراع بين الحق والباطل.
التهاني وتبادل الدعوات
- يحرص الناس على تقديم التبريكات والتهاني فيما بينهم عند بداية العام الهجري سواء عبر الرسائل الهاتفية أو من خلال المكالمات وأحيانًا تكون المصافحة والمباركة المباشرة هي الأقرب إلى النفس خصوصًا في نطاق العائلة أو عقب أداء الصلوات وترافقها دعوات بأن تكون هذه السنة سنة خير ونقاء وتوفيق من الله.
فرحة الصِغار وتوزيع الحلْوَى
- تحرص الأُسَر التي تتمسّك بالمظاهر المرتبطة بالمناسبات الدينية على إعداد أنواع مختلفة من الحلويات لتقديمها للأطفال احتفالًا بقدوم السنة الجديدة ويَجتمع أفراد العائلة على أطباق يتشاركون إعدادها بمشاعر الدفء وتترسخ بينهم أجواء المودة ويغدو ذلك تقليدًا توارثته الأجيال يعزّز العلاقات الأسرية ويُسهم في خلق لحظات لا تُنسى.
التوعية بقصة الهجرة
- يعكف المشايخ والعلماء في هذا الوقت على إقامة المحاضرات واللقاءات التعليمية للحديث عن وقائع الهجرة بتفصيلاتها الدقيقة ويتحدثون عن الدروس المستقاة من خُطى النبي ﷺ وصحابته الكرام أثناء انتقالهم من مكة إلى المدينة ويركزون على العِبر التي يمكن استحضارها والاستفادة منها في حياتنا اليومية من أخلاق وصبر ويقظة فكرية.
المضمُون الديني في الوسائط الإعلامية
- تلعب القنوات التلفزيونية والإذاعية دورًا مهمًا في تعزيز الوعي الديني لدى الجمهور حيث تخصص محتوى يُعنى بسرد قصة الهجرة النبوية بمصداقية وعمق وتَعرض لقاءات مع علماء ومشايخ وخطب دينية تُسلط الضوء على القيم التي ترسخت في النفوس منذ تلك الرحلة الخالدة ما يساعد في توثيق الصلة بين الأجيال وتاريخهم والمواريث التي شكلت هويتهم الإسلامية.
