الدعاء هو الوسيلة التي يلجأ إليها المسلم عند مواجهة الشدائد والضيق فهو الرابط الذي يصل العبد بربه ويمنحه الطمأنينة والسكينة وكلما اشتدت المحن لجأ الإنسان إلى الله بالتضرع والدعاء فالله سبحانه وتعالى هو وحده القادر على تفريج الكروب وإزالة الهموم وهناك أدعية مأثورة وردت عن النبي ﷺ يُستحب أن يدعو بها المسلم عند الحاجة إلى رحمة الله وعونه وفيما يلي مجموعة من الأدعية التي تساعد على التخفيف من الشدائد:
- دعاء الشدائد باسم الله الأعظم: اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعيت به أجبت وإذا سُئلت به أعطيت وإذا استُرحمت به رحمت، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، اللهم إنا نسألك لأن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنّان المنّان بديع السماوات والأرض.
- دعاء الإغاثة من الله: اللهم أنت الذي تفرّج كل هم وتكشف كل كرب وترفع كل بلاء وتنقذ كل مُضطر، اللهم برحمتك نجّني وأعنّي واكتب لي من لطفك وكرمك ما يزيل همّي ويفرّج كربي، يا واسع الرحمة يا رب العالمين.
- الاستعانة بالله في الشدائد: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله، رب السماوات السبع ورب العرش العظيم.
- دعاء الشدائد والمصائب: اللهم أنت الذي تكشف الضُر وتفرّج الهم وترفع البلاء، يا الله اكشف عنّا كروبنا وأزل عنا أحزاننا وخفّف عنّا ما أثقل صدورنا اللهم يا صبور اجعلني من الصابرين على البلاء والراضين بقضائك، اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ومن تحوّل عافيتك ومن فجاءة نقمتك ومن كل أمر يغضبك.
الدعاء المستجاب في أوقات الشدة
الدعاء هو الوسيلة التي يلجأ إليها الإنسان عندما تشتد عليه المحن وتثقل عليه الهموم فعند ضيق الصدر وكثرة المصاعب لا يوجد ملجأ أفضل من التضرع إلى الله بالدعاء وطلب الفرج منه فهو القادر على كشف الكرب وإزاحة الغم ومن الأدعية الواردة في السنة والتي تعد من أكثر الأدعية المستجابة في أوقات الشدة:
- اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال.
- لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم.
- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
- اللهم يا فارج الهم وكاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أن ترحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
أدعية النبي لتيسير الشدائد والمحن
- اللهم إنِّي أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن رحمتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك.
- اللهم يا رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء، أنت منزل التوراة والإنجيل والفرقان، أنت الذي تشق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.
دعاء الثبات والصبر عند الابتلاءات
- اللهم يا من جعلتَ الموتَ آيةً وعظةً لعبادك ليتذكروا أنَّ المصير إليك وحدَك اللهم إنَّ روحي التي أثقلتها الهموم وأرهقتها الأحزان بين يديك فارزقها السكينة والثبات برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم اكفني كل ما يشغل قلبي ويؤرق راحتي يا رب العالمين اللهم يا سامع كل نجوى ويا مُجيب كل دعوة ويا مالك السماوات السبع والأرض أسألك أن ترزقني الصبر والسلوان وأن تغمر قلبي برحماتك يا واسع الفضل والجود.
تأثير الشدائد والابتلاءات على النفس البشرية
التجارب القاسية والمحن تؤثر بعمق على النفس البشرية فهي تترك بصمة واضحة على حياة الإنسان وصحته النفسية والجسدية فكل شخص يواجه مصاعب الحياة بطريقة مختلفة والله سبحانه وتعالى وهب الإنسان القدرة على الصبر والتحمل ليتمكن من تخطي الأوقات العصيبة لكن حين تتوالى الابتلاءات على البعض قد يشعرون بفقدان طاقتهم النفسية ويتأثرون بشكل ملحوظ.
وهناك أشخاص يظهر الحزن في ملامحهم بكل وضوح فتبدو أعينهم وكأنها تخفي خلفها دموعاً لم تسقط بعد وابتساماتهم تبدو ضعيفة وكأنها مجرد محاولة للمجاملة أكثر من كونها انعكاساً لحالة من السعادة الحقيقية.
ولا يقتصر الأمر على الشعور بالحزن فالتعرض المتكرر للصدمات قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وأمراض جسدية فالإنسان حين تتراكم عليه الضغوط قد يضعف شعوره بالقوة ويتلاشى صبره مما قد يعرضه لأمراض خطيرة وبعض الحالات قد يتفاقم الأمر ليصل إلى نتائج كارثية قد تهدد حياته.
لكن في المقابل هذه الابتلاءات يمكن أن تكون سبباً في بناء شخصية أكثر صلابة ووعياً وقوة في مواجهة تحديات الحياة فهي اختبار من الله عز وجل ليختبر مدى صبر الإنسان المؤمن ويزيده قرباً منه لذا من الضروري أن يتمسك الإنسان برحمة الله وأن يكون على يقين بأن مهما اشتدت الظروف ففرج الله قريب ورحمته وسعت كل شيء.
ولا يوجد ما هو أكثر راحة للقلب من الدعاء فهو من أقوى العبادات التي يلجأ إليها الإنسان وقت الشدة حيث تمنحه الطمأنينة وتجعل قلبه أكثر تعلقاً بالله سبحانه وتعالى ولا يقتصر الأمر على الدعاء فالمحافظة على العبادات والطاعات التي أمرنا الله بها تعد من أهم الأسباب التي تكون سبباً في انكشاف الكربات ونزول الطمأنينة بفضل الله.
الشروط والضوابط المرتبطة بالدعاء
الشُروط الواجب توفرها في الدعاءِ تُعد من الأمور الأساسيّة التي ينبغي على المسلم أن يلتزم بها حتى يكون دُعاؤه مُستجابًا ومقبولًا، ومن بين هذه الشروط:
- يجب أن يكون الدعاء خالصًا لوجه الله سبحانه وتعالى من غير أي رياء أو تَصنّع، بحيث تكون النيّة نقيّة وخالية من أي غاية دنيوية غير ابتغاء مرضاة الله عزّ وجلّ، فالإخلاصُ في العبادات يُعد من أعظم الشروط التي لا بُدّ أن يتحلى بها المسلم سواءً في الدعاء أو في سائر العبادات.
- ينبغي أن يكون الداعي مُوقنًا تمامًا بأن الله سبحانه وتعالى يسمعهُ ويستجيب له في الوقت الذي يراه مُناسبًا وبالطريقة التي تَعُود عليه بالنفع، فلا يتسرّب إليه الشك أو يتعجّل في رؤية أثر دعائه، بل يثق بأن الله يختار له الأفضل دائمًا، فحُسن الظن بالله والإيمان بأن تأخير الإجابة قد يكون لخيرٍ لا يعلَمه العبد يُعتبر رُكنًا أساسيًّا من أركان العقيدة.
- لا بُدّ أن يكون الداعي حاضر القلب عند مناجاة ربه، فلا يكون ذهنه شاردًا أو مُنشغلًا بأيّ أمرٍ آخر، إذ يُستحب أن يكون مستشعرًا لعظمة الله وهو يدعو ومُدركًا مدى حاجته إلى رحمته وفضله، فيتوجّه إلى الله بصدقٍ وخُضوع، مستشعرًا أنه وحده القادر على تحقيق مُراده.
آداب الدعاء كما وردت في النصوص الشرعية
يَجب الالتزام بآداب الدعاء الواردة في النصوص الشرعية لضمان قبوله وتأثيره، ومن هذه الآداب:
- استفتاح الدعاء بذكر الله والثناء عليه ثم الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يُستَحب ختام الدعاء بنفس الطريقة لأن ذلك من أسباب استجابة الدعاء.
- لا ينبغي أن يكون الدعاء مقتصرًا فقط على أوقات الشدة والضيق بل ينبغي أن يكون دَيدن المسلم في جميع الأوقات سواء في السراء أو الضراء فهذا يُظهر ارتباط القلب بالله في جميع الأحوال.
- يحرم الدعاء بالسوء على الأهل أو النفس أو المال أو الأولاد لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن ذلك فقد يكون في الدعاء بالشر ضرر لا يُدركه الإنسان وربما تكون الإجابة على غير ما يتوقع.
- التضرع والخشوع من الأسس المهمة أثناء الدعاء فيجب أن يكون بصوت منخفض يُظهر التذلل لله عز وجل فالله سبحانه يحب عبده الذي يدعوه بتواضع وخضوع.
- الإلحاح في الدعاء من الأمور المطلوبة ويُفضَّل الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العُلَى كما يُستحَب التوسل بالأعمال الصالحة لأنها من الأسباب التي تُعجّل استجابة الدعاء.