المداومة على الطاعات تمنح الإنسان شعورًا بالطمأنينة وتجعله ينعم بحياة مليئة بالسكينة فهي ليست مجرد أعمال يقوم بها المسلم بل هي وسيلة لطلب البركة والتوفيق في كل خطوة يخطوها في حياته كما أن الذكر الدائم يُعد حصنًا يحفظه من الابتلاءات والمصائب ويساعده في المواظبة على العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى عليه وعندما يبدأ يومه بذكر الله وأداء الصلوات يجد سبل الخير ممهدة أمامه ومن الأمور المستحبة أن يرفع العبد يديه متضرعًا لله بالدعاء خاصة في شهر شعبان ويسأل الله بهذا الدعاء:
الدعاء المأثور عند حلول شهر شعبان المبارك 1446
- اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد، هم الملاذ الآمن والحصن المتين سند كل ملهوف وملجأ لكل مكروب، عونٌ لكل من ضاقت به السبل، اللهم زدهم رفعةً وشأنًا وامنحهم من فضلك مقامًا محمودًا، صلاةً تبلغهم بها أسمى الدرجات، وتكون لنا بها رحمةً ومغفرةً يا رب العالمين.
- اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآل محمد أهل الطهارة والبركة، الذين فرضت محبتهم وأوجبت علينا طاعتهم، وكتبت لنا ولايتهم اللهم ارزقنا حسن التعلق بهم، واجعل قلوبنا عامرةً بمعرفتك وأنر بصائرنا بنور طاعتك، ووفقنا لعبادتك بما يرضيك عنا واكفنا شر المعاصي ولا تجعلنا من الغافلين عن ذكرك.
- اللهم ارزقنا من واسع فضلك كما رزقت عبادك الصالحين، وأغننا بكرمك، كما أغنيت أولياءك المقربين وألهمنا العطاء لمن يحتاج، وأعنا على الإحسان لمن ضاق رزقه وعاش في ضيق اللهم اجعل لنا من بركات هذا الشهر نصيبًا، فقد باركت أيامه وجعلتها مليئة برحمتك ونفحات مغفرتك فهو شهر نبيك سيد المرسلين، الذي حبب إلينا الخير وهدانا إلى صراطك المستقيم.
أفضل السبل لاستقبال شهر شعبان المبارك
مع دخول شهر شعبان ينبغي على المسلم اغتنام الفرصة للاستعداد لشهر رمضان المبارك وتعزيز القرب من الله من خلال أعمال البر والتقوى التي تسهم في تهذيب النفس وزيادة الطاعات وهناك العديد من الطرق التي يمكن للإنسان أن يهيئ بها نفسه لهذا الشهر الفضيل:
الإكثار من الدعاء
- الدعاء وسيلة عظيمة للعبد ليكون أكثر قربًا من ربه في كل حين وفي شهر شعبان يجدر بالمسلم أن يحرص على رفع يديه إلى السماء متضرعًا لله بكل ما يرجوه قلبه فبهذا يكون قد ثبت نيته وهيأ نفسه لشهر رمضان مما يعينه على تحقيق الطموحات الإيمانية التي يتطلع إليها خلال هذا الشهر الكريم.
تلاوة القرآن الكريم
- من يستثمر أيام شعبان في تلاوة القرآن يجد نفسه أكثر استعدادًا لمضاعفة قراءته في رمضان فهو فرصة لزيادة الارتباط بكتاب الله والتدبر في معانيه مما يهيئ القلب لاستقبال الشهر المبارك بروحانية وإيمان عميق فالقرآن يُنير القلب ويمنح الراحة للنفس.
المداومة على الذِّكر
- الذكر من أعظم ما يطمئن به القلب فحين يحرص المسلم على التسبيح والتهليل والاستغفار والذكر الدائم في شهر شعبان يصبح من السهل عليه الاستمرار في هذه العبادات خلال رمضان كما أن أذكار الصباح والمساء من أسباب السكينة والحفظ من البلاء وتكرار الذكر يجعل العبد أكثر تقربًا وإقبالًا على الخير.
التأمل والتدبر
- التفكر في خلق الله والتأمل في بديع صنيعه من أسباب تقوية الإيمان فحين يقف الإنسان متأملًا في الكون ودقة نظامه يزداد تعظيمه للخالق ويشعر بحقيقة عظمته مما يجعله يدخل رمضان بقلب خاشع ونفس تواقة لزيادة الطاعات والعبادات.
العفو والتسامح
- القلب الصافي موصول دائمًا بالله وشهر شعبان فرصة عظيمة لتنقية النفس من الأحقاد فالأعمال تُرفع فيه لذا من يسامح غيره ويغفر الزلات يشعر براحة لا تضاهى ومن سعى إلى العفو عن الناس نال عفو الله ورحمته فكما يحب العبد أن يُغفر له ينبغي أن يكون سباقًا للعفو عن الآخرين.
الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ
- الصلاة على النبي من أسباب نيل البركة وكثرة الخيرات وفي شهر شعبان تتضاعف الفرص لاكتساب الأجر من خلال المداومة عليها فهي مفتاح للرزق وانشراح للصدر ومن اعتاد الإكثار منها يجد أثرها في حياته بركة وطمأنينة وسكينة في القلب.
نص دعاء دخول شهر شعبان مكتوبًا
- اللهم لا تجعل لنا ذنبًا إلا وغفرته ولا همًا إلا وفرجته ولا دينًا إلا قضيته ولا مريضًا إلا شفيته ولا مبتلى إلا عافيته ولا من ضل عن طريق الصواب إلا هديته ولا غائبًا إلا رددته لأهله سالمًا ولا مظلومًا إلا نصرته ولا أسيرًا إلا فككت أسره ولا ميتًا إلا رحمته ولا حاجة لنا فيها الخير ولرضاك إلا يسرتها بفضلك يا أكرم من سُئل وأجود من أعطى.
- اللهم هذا هلال شهر جديد قد أقبل وأنت وحدك العالِم بما فيه من الخير والبركة فاجعله يا الله شهرًا تفيض فيه النعم وتتسع فيه الرحمات وتملأ أيامه بالمغفرة والرضا والأمان وابعد فيه عنّا كل سوء وشر وأكتب لنا فيه من الخير أوفر الحظ والنصيب.
- اللهم إني أقترب إليك بذكرك وأسعى لنيل رضاك وأسألك من جودك وكرمك أن تهبني قربك وترزقني شكر نعمتك وتثبت قلبي على ذكرك آناء الليل وأطراف النهار.
- اللهم بارك لنا في شهر شعبان وبلغنا رمضان غير فاقدين ولا مفقودين دون أن نفجع بفقد عزيز أو نسمع خبراً يوجع القلب أو نحزن على وداع أحد اللهم بلّغنا رمضان ومن نحب ونحن في أتم الصحة والعافية وأعنّا على صيامه وقيامه ووفقنا فيه لما تحب وترضى.
- اللهم إني أسألك سؤال عبد ضعيف فقير لرحمتك أن تغفر لي وترحمني وترزقني الرضا بما قسمت لي والقناعة بما وهبتني وأسألك كما يسألك من اشتدت حاجته وضاق به الحال وانعقد رجاؤه إلا بك أن تكرمني من واسع عطائك وتيسر لي أمري وتكتب لي الخير حيث كان.
الدعاء المشروع لاستقبال شهر شعبان
- يا من تُرجى لكل خير ويُتقى سخطه عند كل شر، يا واسع العطاء والمعروف، يا من تُغدق النِعم على السائلين بل وتكرم من لم يسألك ولم يعرفك رحمةً وفضلاً، امنن عليّ بعطاياك المباركة في الدنيا والآخرة وابعد عني كل سوء كتبته على عبادك، فإن خزائنك لا تنفد وأنت الكريم الوهاب.
- اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الأطهار، منبع النبوة وينبوع الحكمة وحملة الرسالة الذين بهم تنزل الأمر وبهم تستقيم الحياة، اللهم صل على محمد وآل محمد فهم سفينة النجاة التي ينجو من ركبها ويهلك من تخلف عنها، ومن تقدم عليهم زلَّ ومن تأخر عنهم خسر، ومن تمسك بهم فهو على الصراط المستقيم.
- اللهم صل على محمد وآل محمد، ملجأ المستضعفين ونصير المحتاجين وكاشف هم المهمومين وستر العصاة التائبين اللهم زدهم شرفًا وتعظيمًا وامنحهم مقامًا رفيعًا في عليين واجعل صلاتنا عليهم قربةً إليك وزيادةً في حسناتنا وأداءً لحقهم علينا يا واسع المغفرة والعطاء.
- اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين الأخيار، الذين فرضت حبهم وولاءهم وأوجبت اتباعهم وجعلتهم قدوةً لمن أراد سعادتك ورضوانك.
- اللهم صل على محمد وآل محمد، وأحيي قلبي بطاعتك ونور بصيرتي بمعرفتك ولا تحرمني من رحمتك وكرمك، واجعلني من عبادك الصالحين الذين يسعون في قضاء حوائج الناس بما أنعمت عليهم من فضلك، وأكرمتهم بعدلك، وأحطتهم بحفظك، وهذا شهر نبيك المصطفى ﷺ شهر شعبان الذي جعلته بابًا لنيل كرمك وفضلك وكان حبيبك ﷺ يُكثر فيه من الصيام والقيام، ويهتم بإكرامه وتعظيمه.
- اللهم وفقنا لاتباع سنته والعمل بهديه في هذا الشهر المبارك، وانعم علينا بشفاعته يوم نلقاك، واجعل طريقه سبيلنا حتى نصل إلى دار كرامتك راضين مرضيين وقد غمرتنا رحمتك وأسكنتنا فسيح جناتك، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
الخصائص والفضائل البارزة لشهر شعبان
شهر شعبان من الأشهر العظيمة التي اختصها الله بفضائل متعددة تميزه عن باقي شهور السنة الهجرية، ومن هذه الفضائل:
- كان النبي ﷺ يُكثر من الصيام في هذا الشهر أكثر من غيره وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك بقولها: “ما رأيت رسول الله في شهر أكثر صياماً منه في شعبان”.
- هذا الشهر يُعد تهيئة واستعداداً لشهر رمضان حيث يكون الصيام فيه فرصة لتعويد النفس على العبادة والتدرب على الصيام دون مشقة.
- يُعرف شهر شعبان بأنه شهر الطاعات والقربات وهو باب مفتوح للعبد ليجتهد في تلاوة القرآن والإكثار من الأعمال الصالحة التي تقربه من الله عز وجل.
- يحرص المسلمون خلال هذا الشهر على الإكثار من الصدقات حتى ولو كانت بشيء يسير كمقدار تمرة بالإضافة إلى قيام الليل ومداومة الذكر وإخراج الزكاة والتضرع بالدعاء طلباً للمغفرة والرحمة.
- كان السلف الصالح يعظّمون هذا الشهر فيتركون أمور الدنيا وينشغلون بالطاعات مستثمرين كل أوقاتهم في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.
- شعبان هو الشهر الذي تُرفع فيه أعمال العباد إلى الله سبحانه وتعالى ولهذا كان النبي ﷺ يحرص على الصيام فيه حتى تُرفع أعماله وهو صائم.
- ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة ذات الفضل العظيم فهي ليلة تغفر فيها الذنوب ويُعتق فيها العباد من آثار الخطايا التي قد يقع فيها الإنسان.
فضل وأهمية صيام شهر شعبان
قبل التحدث عن دعاء دخول شهر شعبان ينبغي معرفة فضل الصيام في هذا الشهر المبارك فقد اختصه الله سبحانه وتعالى بمكانة عظيمة بعدما جعل شهر رمضان أعظم الشهور إذ تُرفع فيه الأعمال الصالحة إلى الله عز وجل.
كما أنه يُعتبر فرصة للمسلمين للاستعداد لشهر رمضان شهر الرحمة والبركات فاغتنام شهر شعبان بالصيام والعبادة يمنح العبد نصيبًا من خيره ويجعله متهيئًا لاستقبال شهر الصيام والطاعات.
وكان النبي ﷺ يحرص على استغلال المواسم والأيام المباركة بالصيام لما له من فضل عظيم عند الله وأجر لا يدرك مقداره إلا هو سبحانه فقد خص الله الصيام لنفسه تفضيلًا وتشريفًا كما ورد في الحديث القدسي الذي قال فيه النبي ﷺ: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به).