ليس هناك صيغة مخصوصة تقتصر على دعاء وقت السحر لكن هذا الوقت يُعد من الأوقات المباركة التي اختصها الله -سبحانه وتعالى- برحمته الخاصة مما يجعله من أرجى الأوقات لاستجابة الدعاء وقد جاء ذلك في النصوص الشرعية التي بيّنت مدى فضل هذا الوقت الذي يُستحب فيه الإلحاح في الطلب والتضرع بين يدي الله.
وقد ورد في الحديث القدسي الذي رواه النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يدل على مكانة هذا الوقت وفضله العظيم:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» رواه البخاري (1145) ومسلم (758).
- وفي حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من تعار من الليل، فقال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) ثم قال: (اللهم اغفر لي، أو دعا)؟ استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته» رواه البخاري (1154).
الدعاء في ساعات السحر
ليس هناك أمر أعظم من أن يستجيب الله لدعاء عبده ويمن عليه بعطائه فهو -سبحانه- ينادي عباده في هذا الوقت المبارك كي يتوجهوا إليه بالدعاء والذكر ويُعد وقت السحر من الأوقات التي تُرجى فيها استجابة الدعاء بإذن الله.
فمن أنعم الله عليه ووفقه لعبادته ومن ضمنها الدعاء في جوف الليل حيث يتنزل رب العزة -سبحانه وتعالى- إلى السماء الدنيا فعليه أن يغتنم هذه الفرصة ويبتهل إلى الله بما يشاء سواء كان سؤاله طلبًا للرزق للمغفرة لإصلاح الحال لأن هذا الوقت له مكانة عظيمة وأثر بالغ في استجابة الدعاء وقد ذكر العلماء أنه من أعظم الأوقات التي يُرجى فيها الإجابة لذا من المستحب أن يُلح العبد في دعائه ويختار من صيغ دعاء وقت السحر ما يفتح له أبواب الخير.
- اللهم إني لا أعلم من أين سيأتي رزقي لكنني أجدّ في السعي وأبحث عنه في كل مكان وأبذل جهدي في طلبه وأنا لا أدري أهو في سهل أم جبل في أرض أم سماء في بر أم بحر وعلى يد من سيكون وإلى أين سأصل إلا أنني أعلم يقينًا أن علمه عندك وأسبابه بيدك وأنت الذي توزعه بكرمك وتيسر طرقه برحمتك اللهم صلِّ على محمد وآله واجعل رزقك لي واسعًا وسهل المنال وأبعد عني العناء في طلب ما لم تكتبه لي فأنت غني عن مشقتي وأنا فقير إلى رحمتك فأسألك أن تغنيني بفضلك وتكرمني من واسع جودك فإنك ذو الجود العظيم.
- اللهم إني أسألك رحمةً تنير بها قلبي وتجمع بها أمري وتصلح بها شأني وتصرف عني الفتن وتحفظني وأهلي وتزيدني رفعة وتبارك لي في عملي وتبيض وجهي يوم ألقاك وتلهمني الصواب وتجعلني بعيدًا عن الخطأ وتعصمني من كل شر وبلاء وتجعل هذه الرحمة سببًا لسعادتي في الدنيا والآخرة.
- اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت القائم على كل شيء والمدبر لكل أمر لك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق.
- اللهم إني أتوجه إليك بحاجتي وإن ضعف تدبيري وقصر عملي واحتجت إلى رحمتك فأسألك يا مدبر الأمور ويا من بيده مفاتيح الفرج كما تيسر سير البحور وتجمع الأمور بعد تفرقها أن تحفظني من عذاب النار وتصرف عني سوء العاقبة وتنجيني من فتنة القبر وكل ما يبعدني عن طريق الهداية.
أدعية قصيرة خلال وقت السحر
الدعاء في وقت السحر سواء كان قصيرًا أو طويلًا فإنه في هذا الوقت المميز يكون أقرب للقبول وأرجى للإجابة لأن السحر من الأوقات التي تتنزل فيها رحمات الله على عباده الله جل وعلا ينزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت ويفتح أبواب الرحمة والمغفرة ويحث عباده على الدعاء والاستغفار كما ورد في الحديث القدسي مما يدل على عظم هذا الوقت وفضل التضرع إلى الله فيه.
- جاء في مسند الإمام أحمد (15 / 362): «….هل من تائب فأتوب عليه؟» كما روي في المسند (12 / 478): «….من ذا الذي يسترزقني فأرزقه؟ من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه عنه؟».
- اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المهتدين الذين ينشرون الخير والسلام ويكونون نصرة لأوليائك وسيفًا على أعدائك طهر قلوبنا من الظلال وثبتنا على طريق الصواب.
- اللهم إني أعوذ بك من الجار السوء الذي يعكر صفو الحياة ويفسد طمأنينة الدار فإن جار السفر يمكن أن يرحل لكن جار السوء يبقى يؤذي ويضر.
- اللهم ارزقني علمًا نافعًا يرفعني في الدنيا والآخرة ورزقًا طيبًا مباركًا ينفعني ويفتح لي سبل الخير.
- اللهم زدني من المال والولد وبارك لي فيما رزقتني وسهّل لي طريق البركة والنماء.
- اللهم إني أسألك الجنة وكل ما يقرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما يدنيني منها من قول أو فعل.
- اللهم اجعل اسمي في هذه الليلة من السعداء اللهم اجعل روحي مع الشهداء واقسم لي فيها من رحمتك ما يمحو ذنوبي ويكفر عني خطاياي.
- اللهم اجعلنا من الذين تشملهم مغفرتك ورحمتك واعتق رقابنا ورقاب أحبابنا من النار.
- اللهم اجعل هذه الليالي مليئة بالبركات لكل من رفع يديه إليك واملأها بعفوك وكرمك اجعلها ساترة للعيوب ومطهرة من الذنوب وكاشفة للكروب.
- اللهم اشف كل مريض وارحم كل ميت وأسعد كل قلب ينتظر فرجك يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا أرحم الراحمين يا من علمت الإنسان البيان ويسرت له القرآن لك الحمد كله ولك الشكر كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمر كله ظاهره وباطنه إنك على كل شيء قدير.
دعاء لجلب الرزق في ساعات السحر
الرزق ليس مقتصرًا على المال أو العمل، بل يشمل كل نعمة أكرم الله بها عباده ومن أهم وسائل طلب الرزق والتوسعة فيه التوجه إلى الله بالدعاء في الأوقات المباركة ويُعد وقت السحر من أعظم الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء فمن يناجي الله في هذا الوقت عليه أن يكون قلبه موقنًا بأن الله هو الرزاق بيده الخير كله كما قال سبحانه:
- ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الشورى: 12].
- اللهم يا مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تمنح من عطائك من تشاء وتمنع بحكمتك من تشاء اللهم اغنني من فضلك الحلال وبارك لي فيما رزقتني واكتب لي من خيراتك رزقًا واسعًا لا ينتهي.
- يا إلهي أتضرع إليك دعاء عبد فقير إلى رحمتك محتاج إلى عفوك أسألك يا الله برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترزقني رزقًا طيبًا مباركًا أقيم به ديني وأصلح به حالي اللهم بحق اسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سُئلت به أعطيت فرج عني كل ضيق واقضِ حاجتي وأغنني برزقك الحلال عن الحرام.
- اللهم يا رب السماوات السبع ورب الأرض ورب العرش العظيم يا فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعذني من كل شر وسوء وأكرمني بالبصيرة التي تهديني إلى أرزاقك الطيبة المباركة.
- اللهم يا أول ليس قبلك شيء ويا آخر ليس بعدك شيء ويا ظاهر ليس فوقك شيء ويا باطن ليس دونك شيء يسر لي رزقي وبارك لي فيه وأقضِ عني ديني وأغنني بفضلك عن سواك.
من يرفع يديه إلى السماء في هذا الوقت المبارك عليه أن يكون قلبه معلقًا بيقين أن الرزق بيد الله وحده وأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع فمن أراد التوسعة في رزقه ليجمع بين الدعاء والسعي ويضع ثقته في الله الذي تكفل بأرزاق عباده كما ورد في العديد من آيات القرآن الكريم.
دعاء مكتوب للميت في ساعات السحر
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: (صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له)» مما يدل على أن الدعاء للميت يُعد واحدًا من أعظم الأمور التي يمكن أن نقدمها له كونه طريقًا لرفع درجاته ومغفرة ذنوبه وهذا ما أكده النبي -عليه الصلاة والسلام- في أكثر من حديث صحيح لذلك فإن الدعاء للمتوفى في وقت السحر من أفضل ما يمكن تقديمه له حيث تُستجاب الدعوات بإذن الله في هذا الوقت الذي يعد من أشرف الأوقات لذكر الله والتضرع إليه.
- اللهم اغفِر له وارحَمه، وتجاوز عن سيئاته وأكرِم نزله، ووسع مدخله، واغسِله بالماء والثلج والبرد، وطهِّره من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أبدِله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار، اللهم أنِس وحشته، وثبِّته عند السؤال، وأكرم نزله بواسع رحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم اجعل مستقره في الفردوس الأعلى من الجنة، وارْزقه من نعيمها، وأكرِمه بكرمك ورحمتك، وأدخله بفضلك الجنة بلا حساب اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأغدِق عليه بنعيمك، واكفِه عن فتنة القبر وعذابه، وأنت أرحم الراحمين.
- دعاء للمتوفى؛ اللهم إن عبدك فلان بن فلان في ذمتك، وحبل جوارك، فأكرِمه بمغفرتك، ونجِّه من فتنة القبر وعذابه اللهم اغفِر له ذنوبه، وارحَمه برحمتك، وتجاوز عن زلّاته، وأنت أكرم الأكرمين.
- اللهم اغفِر لموتانا وموتى المسلمين جميعًا، اللهم اجعل مَن أحييته منا على الطاعة والإسلام، ومَن توفيته منا فتوفَّه على الإيمان ربنا لا تحرمنا أجره، ولا تضلَّنا بعده، واجعل كل دعوة تُرفَع إليه سببًا لمغفرة ذنوبه ورفع درجته عندك.
- دعاء للمتوفى؛ اللهم أنت الذي خلقت روحه وأحييته، وأنت الذي هديته لدينك، وأنت الذي قبضت روحه إليك اللهم ارحَمه، واغفِر له، واجعل أعماله الصالحة في ميزان حسناته، وارزقه جنتك بلا حساب، وأنت الكريم الرحيم.
أعظم الأدعية المأثورة في وقت السحر
الدعاء في الثلث الأخير من الليل من أرجى الأوقات للاستجابة فهو وقت تنزل الرحمة الإلهية ويكون العبد أقرب ما يكون إلى ربه وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هذا الوقت مظنة لإجابة الدعاء لذا يُستحب الإلحاح في الطلب والتضرع إلى الله بمطالب الدنيا والآخرة.
في هذه اللحظات المباركة يكون القلب أكثر خضوعًا والخشوع أعمق ومن الأدعية الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية التي يُستحب الدعاء بها في هذا الوقت:
- «رَبِّ ٱغفِر لِي وتُب عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّاب ٱلرَّحِيم».
- اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع.
- «اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ».
- «رَبِّ ٱغفِر لِي خَطِيئَتِي وَجَهلِي، وَإِسرَافِي فِي أَمرِي كُلِّهِ، وَمَا أَنتَ أَعلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ ٱغفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمدِي وَجَهلِي وَهَزلِي وَكُلَّ ذَلِكَ عِندِي».
- اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني منها بالماء والثلج والبرد.
- اللهم إني أعوذ بك من يوم السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء في دار المقامة.
- اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، واصرف عنا شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يُقضى عليك إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت.
- اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.
أدعية مكتوبة مأثورة في وقت السحر
يُعد وقت السَّحر من الأوقات المباركة التي تُستجاب فيها الدعوات فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيُنادِي عباده الذين يناجونه ويدعونه فيستجيب لهم من غير أن يكون هناك دعاءٌ معيّن يجب الالتزام به في هذا الوقت.
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار من الدعاء في هذا الوقت من الليل دون أن يُخصص دعاءً بعينه ولكن من أفضل ما يُمكن للمسلم أن يدعو به في هذا الوقت المبارك الأدعية الواردة في القرآن الكريم لما فيها من خيري الدنيا والآخرة:
- ﺭﺏ ﻻ ﺗﺬﺭﻧﻲ ﻓﺮﺩﺍ ﻭﺃﻧﺖ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺭﺛﻴﻦ.
- ﺭﺏ ﺍﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻘﻴﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻣﻦ ﺫﺭﻳﺘﻲ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﺗﻘﺒﻞ ﺩﻋﺎﺀ.
- ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ.
- ﺭﺏ ﺃﻧﻲ ﻣﺴﻨﻲ ﺍﻟﻀﺮ ﻭﺃﻧﺖ ﺍﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ.
- ﺭﺏ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﻫﻤﺰﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﺭﺏ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮﻭﻥ.
- ﺭﺑﻨﺎ ﻫﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺯﻭﺍﺟﻨﺎ ﻭﺫﺭﻳﺎﺗﻨﺎ ﻗﺮﺓ ﺃﻋﻴﻦ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ ﺇﻣﺎﻣﺎ.
- ﺭﺏ ﺇﻧﻲ ﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ ﻭﺇﻻ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻲ ﻭﺗﺮﺣﻤﻨﻲ ﺃﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ.
- ﺭﺑﻨﺎ ﻻ ﺗﺰﻍ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﺫ ﻫﺪﻳﺘﻨﺎ ﻭﻫﺐ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻟﺪﻧﻚ ﺭﺣﻤﺔ ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻧﻚ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺨﻠﻒ ﺍﻟﻤﻴﻌﺎﺩ.
- ﺭﺏ ﺃﻧﺖ ﻭﻟﻴﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺗﻮﻓﻨﻲ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻭﺃﻟﺤﻘﻨﻲ ﺑﺎﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ.
أدعية مستجابة مكتوبة خلال وقت السحر
يُعد وقت السحر من الأوقات ذات الفضل العظيم وهو من الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء بإذن الله لذلك ينبغي على المسلم أن يكون على يقين بأن الله يسمعه ويستجيب له إذا كان في دعائه خير له أو لغيره فقد بَشَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذه الفضيلة في قوله:
- «ما مِن مسلمٍ يدعو بدَعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رَحِمٍ إلَّا أعطاه اللهُ بها إحدى ثلاثٍ إمَّا أن يُعَجِّلَ له دَعوتَه وإمَّا أن يدَّخِرَها في الآخرةِ وإمَّا أن يصرِفَ عنه مِنَ السُّوءِ مِثلَها قالوا: إذن نُكْثِرَ قال: اللهُ أكثَرُ».
ومن الأجمل أن يحرص المسلم على تكرار بعض الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الوقت المبارك:
- «اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى».
- «اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر الغنى والفقر».
- «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق، والأعمال، والأهواء».
- «اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك».
- «اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي».
- «اللهم إني أعوذ بك من البرص، والجنون، والجذام، وسيئ الأسقام».
- «اللهم إني أسألك حبك، وحب من يحبك، والعمل الذي يبلغني حبك اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي، وأهلي، ومن الماء البارد».
- «اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار».
- «اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم – وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد – صلى الله عليه وسلم – وأنت المستعان، وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
- «اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت». وزاد بعض الرواة: «ولا حول ولا قوة إلا بالله».
لقد وردت هذه الأدعية في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويُستحب أن يحرص المسلم عليها خلال هذا الوقت المليء بالبركة فهو من اللحظات التي ينزل فيها الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويقول: «هل من داع فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له» فمن الجَميل اغتنام هذه الأوقات بالدعاء والاستغفار وطلب العفو والمغفرة لأن الله لا يرد من لجأ إليه بقلب صادق وخاشع.
التوقيت الدقيق لساعات السحر
العلماء أوضحوا أن تحديد وقت السَحَر بدقة بالساعات والدقائق ليس ممكنًا لكنه يُعرف عند أهل العلم بأنه يقع في الثلث الأخير من الليل وهناك بعض الآراء التي تشير إلى أنه الوقت الذي يسبق طلوع الفجر مباشرة من الأقوال المشهورة التي وردت في هذا الشأن ما قاله الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عندما سُئل عن وقت السَحَر حيث ذكر أنه يكون في الثلث الأخير من الليل يعني أن وقت السَحَر هو الفترة التي تأتي في نهاية الليل والتي يُنزِل الله -سبحانه وتعالى- فيها رحمته إلى السماء الدنيا فيكون أقرب إلى إجابة الدعاء.
أهمية الدعاء خلال ساعات السحر
يُعَدّ وقت السحر من الأوقات التي ميّزها الله -سبحانه وتعالى- بفضلٍ كبير، فقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث القدسية والنبوية التي تُبرز مدى قُرب الله من عباده في هذا الوقت واستجابته لدعواتهم:
- قُرب الله من عباده وسماع نجواهم، مما يجعل وقت السحر من أعظم الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء والتضرع إلى الله.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزل ربنا تبارك اسمه كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا فيقول: (من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟) حتى يطلع الفجر».
- يكون هذا الوقت سببًا في أن يمُنّ الله على العبد بالتوبة النصوح، لأن النفوس في هذا الوقت تكون أكثر صفاءً، والقلوب أكثر خشوعًا.
- جاء في مسند الإمام أحمد (15 / 362): «…هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟».
- من الأوقات التي يُفتح فيها باب الرزق، إذ إن الله ييسر فيها أمور العباد ويفتح لهم أبواب الخير.
- جاء في مسند الإمام أحمد (12 / 478): «…من ذا الذي يسترزقني فأرزقه؟ من ذا الذي يستكشف الضر فأكشفه عنه؟».
- إجابة الدعاء ومغفرة الذنوب، لأن هذا الوقت مليء بالرحمات التي تتنزل من السماء، وهو فرصة عظيمة لكل من يريد التقرب إلى الله والتطهر من الذنوب.
- جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أنه ينادي منادٍ كل سحرة من السماء من سائل يُعطى، من داعٍ يُجاب، أو مستغفرٍ يُغفر له. فيسمعه من بين السماء والأرض إلا الجن والإنس، أفلا ترى الديكة وأشباهها من الدواب تصيح تلك الساعة؟».
أفضل الأعمال المستحبة في وقت السحر
تُعد أوقات السَّحَر من أفضل الأوقات التي يُستحب للعبد أن يُكثر فيها من العبادات والطاعات، فهي لحظات تفيض بالرحمة والبركة، ومن أكثر الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء وتُرفع فيها الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى وقد وردت في الكتاب والسنة أعمال كثيرة يُستحب القيام بها في هذا الوقت ومن أبرزها قيام الليل الذي لا يقتصر على مجرد الصلاة بل يتسع ليشمل كل عبادة تُقرب العبد من ربه وتزيد من حسناته وتجعله من الذين يذكرون الله سبحانه وتعالى ويُداومون على الطاعات.
- الصلاة: فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة على عباده وجعل لها أوقاتًا محددة وخصّ أوقات السَّحَر بفضل كبير حيث قال جل وعلا: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) [الإسراء: 78] وتُعد صلاة قيام الليل واحدة من أعظم العبادات التي يمكن أن يحرص عليها المسلم خلال هذا الوقت المُبارك.
- كثرة الاستغفار: الاستغفار من العبادات التي لها فضل عظيم لا سيما في لحظات السَّحَر، فقد أثنى الله سبحانه وتعالى على عباده المُتقين بأنهم يُكثرون من الاستغفار في هذا الوقت حيث قال جل شأنه: (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 17-18].
- قراءة القرآن: تُعد تلاوة القرآن الكريم من أشرف الأعمال التي تُقرب العبد من ربه وقراءته في أوقات السَّحَر تُنير القلب وتزيد من الطمأنينة.
- الدعاء: يُعد وقت السَّحَر من أعظم الأوقات التي يُستَجاب فيها الدعاء فقد ثبت في الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أنه ينادي منادٍ كل سحرة من السماء: من سائل يُعطى، من داعٍ يُجاب، أو مستغفر يُغفر له، فيسمعه من بين السماء والأرض إلا الجن والإنس، أفلا ترى الديكة وأشباهها من الدواب تصيح تلك الساعة».
فضل قيام الليل وفقًا لما ورد في القرآن والسنة
قيامُ الليل من النِّعَم العظيمة التي يمنحُها اللهُ لعبادِه المخلصين الذين تتعلَّق قلوبُهم بطاعتِه ويسعونَ للقربِ منه، فهو عبادةٌ جليلةٌ لا ينال أجرَها إلا من اجتهد فيها وحافظَ عليها، فجعل الله لهذا القيام مكانةً رفيعةً وأجراً عظيماً وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديدُ من الأدلَّة التي تؤكِّد فضله ومنزلته عند الله:
- قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 15-18].
- وخاطب الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم مُبيِّنًا فضلَ قيامِ الليل: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79].
- وجاء وصفُ الله لعباده الصالحين مؤكِّداً حرصَهم على قيام الليل وعبادته سبحانه: ﴿إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [السجدة: 15-16].
- وفي موضع آخر بيَّن الله تفرُّد القائمين بين يديه في الليل عن غيرهم: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 9].
- أما في السنة النبوية، فقد روى أبو مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدَّها الله لمن أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام» وهذا يُظهر العَظَمة التي أعدَّها الله لعبادة الليل.
- وجاء حديثٌ آخر يُبيِّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم شرفَ هذه العبادة حيث قال سهل بن سعد رضي الله عنه: «جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به وأحبِب من شئت فإنك مفارقه واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل وعزُّه استغناؤه عن الناس» فالمستمرُّ على القيام بإخلاص يكون عند الله ذا شرفٍ ومكانة.
- وفي حديثٍ عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بقيام الليل فإنه دَأْبُ الصالحين قبلكم وهو قُرْبةٌ إلى ربكم ومَكفِّرةٌ للسيئات ومنهاةٌ للإثم» فيُظهر هذا الحديث أن قيام الليل ليس مجرَّد عبادة بل هو وسيلة عظيمة للقرب من الله وتكفير الذنوب والوقاية من المعاصي.
- كذلك جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «ألا أدلُّك على أبواب الخير؟ الصوم جُنَّة والصدقة تُطفئ الخطيئة كما يُطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل» ثم تلا قوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حتى بلغ {يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16] وهذا يؤكِّد أن قيام الليل من أعظم الأبواب التي يفتحها الله لعباده للتقرُّب إليه والحصول على رحمته ومغفرته.
فضل الاستغفار خلال أوقات الأسحار
الاستغفار من أعظم العبادات التي منحها الله لعباده فهو وسيلة لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات ونيل القرب من الله فقد جاء في كتاب الله -سبحانه وتعالى-:
- (… وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
كما أثر عن الإمام علي -رضي الله عنه- قوله: «ما ألهم الله –سبحانه- عبدا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه» وهو ما يؤكد أن الاستغفار من أعظم النعم التي يهبها الله لعباده فمن رزقه الله الاستغفار فقد رزقه مفتاحًا للرحمة والمغفرة لا سيما إذا كان ذلك في أوقات الأسحار وهو الوقت الذي يتجلى فيه فضل الاستغفار وتتضاعف فيه البركات.
إذ لا يقتصر أثر الاستغفار على تكفير الذنوب ومحو السيئات بل يمتد ليشمل جلب الخير وزيادة الرزق وتيسير الأمور فهو باب واسع للفرج والراحة في الدنيا كما أنه سبب في علو الدرجات في الآخرة وهو ما بينه الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم وأكده النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته الشريفة.
فالاستغفار في أي وقت عبادة عظيمة لكن الاستغفار وقت السحر له منزلة خاصة إذ إنه من علامات أهل الطاعة والإيمان ففي هذا الوقت المبارك يكون الله قريبًا ممن يدعوه يغفر زلاتهم ويحقق أمنياتهم.
- الاستغفار يجلب الخيرات ويفتح أبواب الرزق.
- (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) [نوح: 12:10].
- من صفات أهل التقوى والإيمان.
- ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الذاريات: 15: 18].
- اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- واتباع سنته.
- فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة».
- مفتاح لتيسير الأمور وإزالة الهموم وتفريج الكرب.
- فقد ورد في سنن أبي داود عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب».
صيغ مكتوبة للاستغفار خلال وقت السحر
الثابت أن العبد يستطيع أن يستغفر الله بأي صيغة كانت ولكن تظل الصيغ التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هي الأصح والأفضل لما لها من أثر عظيم في حياة الإنسان وبعد وفاته كما أنها تُعد من أسباب استجابة الدعاء خصوصًا خلال وقت السحر الذي يمتاز ببركته العظيمة. صيغ الاستغفار وقت السحر التي جاءت في السنة النبوية تحمل منزلة رفيعة ولها فضل كبير إذ إنها مأخوذة من كلام النبي مباشرة مما يجعل أثرها أقوى وأكثر بركة.
- فعن سعد -رضي الله عنه- قال: «كنا جلوسًا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب، أو بلاء من بلايا الدنيا دعا به فُرِّج عنه؟) فقيل له: بلى فقال: دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» هذا الدعاء يُعد من أقوى الأدعية التي تُفرج الكرب وتزيل الهم، وهو الدعاء الذي دعا به سيدنا يونس -عليه السلام- حينما كان في بطن الحوت فاستجاب الله له وأنجاه.
- وعن شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سيد الاستغفار أن تقول: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) يعد هذا الدعاء من أعظم صيغ الاستغفار وأكثرها أثرًا إذ إن من قاله في النهار ثم مات قبل حلول المساء كان من أهل الجنة، وإذا قاله بالليل ثم توفي قبل الفجر كان من أهل الجنة» وهذا يوضح مدى ما يحمله هذا الدعاء من فضل وخير عظيم.
- عن أبي يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «(من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) غُفر له وإن كان قد فر من الزحف» وهذا يدل دلالة واضحة على أن الاستغفار بهذا الدعاء يغفر الذنوب مهما عظمت حتى وإن كانت من كبائر الذنوب ما دام العبد قد تاب إلى الله بصدق وعزم على عدم الرجوع إليها.