دعاء ربي إني مغلوب فانتصر وتجربتي مع الدعاء

دائِمًا ما كنتُ أُردِّد دعاء رَبِّي إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ورأيت في ذلك تجربة مُلهمة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ فقد لمستُ فيها كيف تتجلى قدرة الله العظيمة في إظهار الحق وإنصاف المظلوم فمهما طال الزمن فإن الله سبحانه وتعالى لا يُحب الظّلم ولا يترك الظَّالم دون حساب بل بحكمته وعدله يجعل كيده يرتد عليه ومن رحمته أنه يُمهل لكنه لا يُهمل ولأجل ذلك فإن الدعاء يظل الركيزة الأساسية في حياة كل فرد فهو وسيلته المباشرة للجوء إلى الله ومصدرُ الطمأنينة والقوة التي يستمدُّها في لحظات ضعفه وضيقه.

دعاء “ربي إني مغلوب فانتصر” وأثره في تفريج الكرب

يظل الدعاء الوسيلة الأقوى التي يلجأ إليها الإنسان في أوقات المحن والشدائد فهو الذي يبدل الحال من ضيق إلى فرج ومن كرب إلى راحة وطمأنينة ولا يوجد أقرب إلى الله من عبد متضرع يدعوه بصدق طالبًا العون والنصرة خاصة عند وقوع الظلم فالله سبحانه هو القادر على رد الحقوق ونصرة المظلوم.

حين يشتد البلاء ويغلب الظلم تضيق السبل أمام العبد ولا يبقى له إلا التوجه إلى الله بأدعية تعكس حاجته لنصر الله ومنها قول “ربي إني مغلوب فانتصر” التي تحمل في طياتها الاستسلام لحكمه عز وجل والاعتماد عليه في رفع الظلم كما يمكن للمظلوم أن يلجأ إلى عدة أدعية أخرى طلبًا للإنصاف منها:

  • يا الله أنت الذي تملك القلوب وتبصر كل خفايا الأمور وحدك القادر على دفع الظلم عني والوقوف بجانبي يا رب أنت حسبي وكفى بك نصيرًا فانصرني ممن ظلمني بلا وجه حق وفرج همي ويسر أمري وكشف ضيقتي.
  • اللهم أبعد عني كل عين حاسدة تعطل رزقي واحفظني من كل ظالم لا يخشاك يا رب اكفني شرهم وأنت حسبي ونعم الوكيل.
  • يا رب أنت أعلم بما في قلبي وتعلم الضيق الذي أصابني فارجُ همي وأبدل ضيق نفسي بفرج منك وجبرًا لخاطري ولنفوس كل المظلومين.
  • يا رب أنت حسبي على كل من ظلمني فأنت العادل الذي لا يظلم عنده أحد أسألك بعظمتك وجلالك أن ترد لي حقي وتقتص لي ممن جار علي.
  • يا الله أنت الحكم العدل الذي لا تخفى عليه خافية وأنت الذي وعدت بأن دعوة المظلوم لا ترد فارفع الظلم عني وأظهر الحق وأنصفني.
  • يا رب اجعل نصرة الحق ظاهرة وأرني في الظالم عجائب قدرتك ومن قهرني وأساء إلي ظلماً أسألك أن تذيقه مما أذاقني وترد كيده في نحره.
  • اللهم لا قوة لظالم أمام عدلك وسلطانك وأنت الذي تسمع أنين المظلوم وترى خفايا الأمور ولا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء فأنصفني وأرني قدرتك فيمن طغى وتجبر.
  • اللهم إني لجأت إليك بعدما تخلى عني الجميع وانقطعت بي السبل وأغلقت الأبواب إلا بابك يا الله فلا تردني خائبًا وخذ لي حقي وانصرني.
  • اللهم أنت العليم بكل ما في نفسي وأنت السميع البصير بحالي فأنت حسبي ونعم الوكيل فاهدني إلى ما فيه الخير ودبر لي أمري.
  • والله إن نصر الله آتٍ لا محالة ومن ظن أن الظلم يستمر فقد غفل عن عدالة الله وحكمته في تدبير الأمور.
  • اللهم أنت المعين والناصر وأنت القادر فوق كل ظالم اللهم اجعل الظالمين يذيقون بعضهم بعضًا وخلصنا من شرهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر.
  • يا رب أنت العدل ولا يعجزك شيء في السماوات ولا في الأرض لا قوة لي إلا بك وأنت حسبي ونعم الوكيل اللهم اقتص لي ممن ظلمني ورد كيده في نحره.

تجربتي الشخصية مع دعاء “ربي إني مغلوب فانتصر”

مَررتُ بتجربة كانت أصدق برهان على أن اللجوء إلى الله هو السبيل الوحيد لمن ظُلِم ومهما اشتد الظلم فإن عدل الله فوق كل شيء لم يكن بوسعي حينها سوى الدعاء كنت أعلم أن الله مُطّلع على أمري وفي أكثر لحظات ضعفي لم يكن لي سوى باب الله مفتوحًا كنت أُردد دعاء نبي الله نوح عليه السلام ربي إني مغلوب فانتصر وأنا على يقين بأن الله هو العدل وهو وحده القادر على إعادة الحق إلى صاحبه.

موقف لن أنساه ما حييت وقع عليّ ظلمٌ لم أكن أتوقعه يومًا كنت أعمل في محل تجاري وكان الجميع يشهد لي بالصدق والأمانة سواء زملائي أو الإدارة لم يُسجَّل عليَّ أي تقصير أو شكوى طيلة عملي لكن حدثت سرقة مفاجئة في المحل وفي ذلك الوقت لم يكن هناك سواي مع أحد زملائي فكان من الطبيعي أن تُوجَّه الشكوك نحونا ومع أن صاحب العمل كان يعلم تمامًا أني لم أكن يومًا إلا مخلصًا وأمينًا إلا أن الشبهة لم تبتعد عني.

تفاجأت بأن زميلي هذا استطاع تحويل الشبهات نحوي بذكاء لم أكن أتوقعه تلاعب بالأدلة حتى بدا كل شيء ضدي وفي لحظات تحولتُ من شخص معروف بالصدق إلى مجرد متهم بلا ذنب اجتاحني شعور بالقهر فالأمر لم يكن مجرد خسارة وظيفة فحسب بل أن تُنزع منك سمعتك وتُلطَّخ دون جريرة هو ما جعل الأمر مؤلمًا إلى حد يفوق الوصف.

خسرْتُ عملي لأنني لم أملك ما أدافع به عن نفسي حاولت أن أوضح موقفي لكن حجتي كانت أضعف من أن تُغيّر شيئًا مرت الأيام وسط تحقيقات وضغوط نفسية أثقلت كاهلي حتى وصلتُ إلى مرحلة شعرت فيها بالعجز حينها لم يتبق أمامي سوى الدعاء لجأت إلى الله بنفس مُنكسِرَة وكنت أُردد ربي إني مغلوب فانتصر في كل لحظة كنت واثقًا بأن الله لن يخذلني فهو سبحانه العدل الذي لا يضيع حق عبدٍ ناجاه بصدق.

واصلت الدعاء دون أن يداخلني اليأس ومرت الأيام وأنا مؤمن أن الإجابة قريبة فجأة استقبلتُ اتصالًا من صاحب العمل يُطالبني بمقابلته شعرتُ بأن هناك شيئًا ما خاصة من نبرة صوته التي كانت مختلفة عن المعتاد وعندما التقيته لم أكن أُصدِّق ما سمعت فقد تبيَّن له كل شيء شاء الله أن يُكشف زيف زميلي عن طريق أحداث لم تكن في الحسبان فكان قد ارتكب سرقات مماثلة عدة مرات وأوقعه الله بنفسه ليعترف لاحقًا بكل ما فعله وأقر بأنه لفّق الأدلة ليحمِّلني المسؤولية ظلمًا.

قدَّم صاحب العمل بلاغًا ضده ليأخذ جزاءه أما أنا فقدّم لي اعتذاره وعبّر عن تقديره لأمانتي ولم يكتفِ بإعادتي إلى وظيفتي بل منحني ترقية لطالما كنت أتطلع إليها في تلك اللحظة شعرت أن الله أعاد إليّ كرامتي وأنه أنصفني بعد أن فقدتُ كل بارقة أمل شكرته سبحانه من أعماق قلبي وأدركت أن من ظلم لا بد أن يأتي يوم وينكشف أمره ومن ظُلم فأيقن بعدل الله سيجد نصره بأبهى صورة.

أثر الدعاء في دفع البلاء وتيسير الأمور

يُعَدُّ الدعاء من أقوى العبادات التي يلجأ إليها الإنسان لرفع الكرب وتيسير الأمور، فهو السلاح الذي يمنحه الله لعباده ليكون وسيلة لتحقيق الراحة والطمأنينة وإزالة الهموم، وما أعظم أثر دعاء “ربي إني مغلوب فانتصر” الذي يحمل في طياته معاني التضرع والافتقار إلى الله والثقة المطلقة بعدله وقدرته على نصر المظلوم مهما بلغت قوة من ظلمه.

هذه الكلمات القليلة تتضمن أعظم معاني التوكل على الله والتسليم لحكمه، إذ لا ملجأ للعبد إلا ربّه، فيأتي الرد الإلهي العظيم ليؤكد بأن النصر للمظلوم دائمًا بقدرته المطلقة إذ قال الله تعالى:

  • فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ.

الدعاء ليس مجرد كلمات بل هو طريق لجلب الخير وإبعاد الشر وتحقيق المراد بأمر الله، فكم من بلاء رُفِع بسبب دعوة صادقة، وكم من كرب أُزيل بتضرع خاشع، فهو من أعظم أسباب الفرج وتغيير الأقدار بلطف الله.

من وجد نفسه في ضيق أو أصابه ظلم فليتوجه إلى الله بهذا الدعاء العظيم، ليدعو بيقين وثقة بأن رحمة الله قريبة من عباده، فالله لا يخيب راجيه ولا يرد سائله، ولذلك فإن مناجاته والإلحاح عليه في الدعاء سبب لتيسير الأمور ودفع البلاء.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x