أصبح دعاء السجدة في القرآن الكريم موضوعاً يلفت اهتمام الكثير من الأشخاص الذين يسعون لفهم الطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها عند سماع آيات السجود كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك فإذا استمعت إلى آية تحتوي على سجدة يتعين عليك معرفة الأحكام المرتبطة بالسجود وكيفية أدائه بالشكل الصحيح الذي يوافق ما جاء به ديننا الحنيف مما يعبر عن حالة عميقة من الخشوع والتقرب إلى الله عز وجل ويدفع الإنسان للتوجه إليه بالدعاء بالطريقة التي رسمها لنا الشرع الإسلامي.
ما هو الدعاء الوارد في سجود التلاوة بالقرآن الكريم
في سجدة التلاوة تُمثل هذه الوقفة عبادةً عظيمةً يتقرب فيها المسلم إلى الله عز وجل بالدعاء والخضوع وقد جاءت أدعية مأثورة نُقلت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خلال الصحابة الكرام رضي الله عنهم ويتوجه المسلم من خلالها إلى الله بخالص الدعاء والرجاء، ولقد ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد للتلاوة في قيام الليل يقول: “سجد وجهي للذي خلقه وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوته” يعكس هذا الدعاء عظمة الخالق وقوة إرادته التي أوجد بها الإنسان فكان هذا الخضوع من المسلم اعترافًا بفضله المطلق.
كما ورد أيضًا عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد قال: “اللَّهُمَّ لكَ سجدتُ ولكَ أسلمتُ وبِكَ آمنتُ وأنتَ ربِّي سجدَ وجهي للَّذي خَلقهُ وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ فتباركَ اللَّهُ أحسَنُ الخالِقينَ” يُبرز هذا الدعاء أبرز معاني الخشوع والإيمان الراسخ حين يسجد الإنسان لخالقه الذي أبدع تكوينه وشق له سمعه وبصره فمن حول الخالق وقوته يستقيم الكون وتستمر الحياة.
وقد بين العلماء أنه إذا مرت على المسلم آية فيها سجدة أثناء تلاوته للقرآن الكريم أو أثناء الاستماع إليه فإنه يُستحب له أن يدعو الله ويُشرع له أن يُسبح مثلما يقول في سجود الصلاة قائلًا: “سبحان ربي الأعلى”. ولقد جاءت السيرة النبوية لتُبين أهمية التسبيح والإقرار بعظمة الله وتسبيحه في كل موضع سجود، سواء كان أثناء أداء الصلاة أو عند تلاوة كتاب الله العزيز.
ومن الأدعية المروية ذات المعاني العميقة والمليئة بالرجاء للمغفرة والرحمة دعاء ورد عن عبد الله داود عليه السلام حيث جاء فيه: “اللهم اكتب لي بها عندك أجراً واجعلها لي عندك ذخرًا، وضع عني بها وزرًا واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام” يحمل هذا الدعاء أبعادًا عظيمةً من الإيمان، حيث يطلب الداعي من الله الأجر والثواب وانقضاء الذنوب ونيل الرضا الإلهي لتتحقق معاني العبادة التي تجمع بين تعظيم الخالق وحب العبد للقاء ربه.
معنى سجود التلاوة وأهميته
سجود التلاوة يُعَدّ من الأحكام المهمة التي يُوليها المسلم اهتمامًا خلال قراءة القرآن الكريم إذ إنه يُظهر تعظيمه لكلام الله واستجابته لآيات السجود الواردة فيه وقد بيّن العلماء والفقهاء أن سجود التلاوة يُشابه في هيئته سجود الصلاة ولكنه يختلف عنه من حيث أنه يُؤدى عند قراءة آية من آيات السجود في القرآن الكريم يبلغ عدد مواضع آيات السجود في القرآن الكريم خمس عشرة آية فقط ورغم هذا العدد المحدود إلا أن الالتزام بها والحرص على أدائها ينطوي على فضل وأجر عظيم للمسلم الذي يحرص عليها بصدق وإخلاص.
إذا كان المسلم في الصلاة وقرأ آية تحتوي على سجدة فإنه يسجد فورًا دون أن يركع بعد نهاية الآية ويعود ليقوم من السجدة متابعًا صلاته كما هو المألوف والطبيعي في أدائه أما إذا كان في حال قراءة القرآن الكريم خارج إطار الصلاة كأن يكون جالسًا يقرأه بهدف التقرب من الله ففي هذه الحالة لا يتطلب سجود التلاوة تكبيرة إحرام ولا الوقوف أو أداء صلاة متكاملة وإنما يقوم بسجدة واحدة يعبر فيها عن خضوعه وخشوعه لله عز وجل وهذه السجدة تكون كافية إن شاء الله لتأدية هذا الفرض التعبدي المهم والله أعلى وأعلم.
أبرز الأحكام المتعلقة بسجود التلاوة
تتعلق الأحكام الخاصة بسجود التلاوة ببعض التفاصيل الفقهية التي كان لابد من توضيحها بعد أن تم تعريف السجدة وذكر الأدعية التي يُستحب قولها أثناء السجود ومن المهم فهم الحكم الشرعي المرتبط بسجدة التلاوة بناءً على ما ورد في الجدول الآتي.
- الحالة: سجود التلاوة.
- الحكم الشرعي: سجدة التلاوة ليست فرضًا واجب الالتزام به ولكنها تعتبر من السنن المؤكدة والمستحب القيام بها، لما فيها من تقرب وتذلل بين يدي الله سبحانه وتعالى.
- ويجوز في هذه السجدة الدعاء بما شاء الشخص، إلى جانب الدعاء المعروف الخاص بسجدة التلاوة.
- الاستناد لذلك الحكم: استند العلماء في هذا الحكم إلى ما ورد في السنة النبوية المطهرة.
- الحالة: سجود التلاوة بدون وضوء.
- الحكم الشرعي: يُسمح بالسجود في هذه الحالة سواء أثناء قراءة القرآن أو عند تكرار آيات محفوظة وتحوي موضع آية سجدة.
- الاستناد لذلك الحكم: يعتمد ذلك على أن السجدة ليست من أركان الصلاة الأساسية التي تشترط الطهارة ويجوز السجود بلا وضوء والله ورسوله أعلم.
الأحكام الخاصة بسجود التلاوة للنساء
توجد أحكام خاصة تتعلق بسجود التلاوة عندما تؤديه النساء وتتضمن هذه الأحكام تفاصيل مختلفة توضحها النقاط التالية:
- الحالة: حكم سجود التلاوة أثناء فترة الحيض أو النفاس.
- الحكم الشرعي: هناك اختلاف بين العلماء في جواز هذا السجود، حيث يرى بعضهم عدم الجواز.
- الاستناد لذلك الحكم: استنادًا إلى أن المرأة في هذه الحالة ممنوعة من لمس المصحف وقد أشاروا إلى قوله تعالى: لا يمسه إلا المطهرون والله تعالى أعلم.
- الحالة: أداء سجود التلاوة للمرأة دون ارتداء الحجاب.
- الحكم الشرعي: جاء الإجماع على أن سجود التلاوة يحكمه ما يحكم سجود الصلاة من الأحكام والضوابط.
- الاستناد لذلك الحكم: باعتبار أن السجدة تمثل صورة من الخضوع والتذلل لله عز وجل، ويستحب بل ويُفضل أن تكون المرأة في هيئة مكتملة ومستوفية لشروط الكمال في اللباس بما يعزز التقوى ويشهد على احترام الهيئة المناسبة السجود أمام الله عز وجل.
المواضع التي يُشرع فيها سجود التلاوة في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم مواضع محددة يُشرع فيها سجود التلاوة وعددها خمس عشرة آية وتتوزع هذه الآيات في سور متعددة وكل منها يحتوي على دعوة صريحة للسجود استجابة لأوامر الله وتعبيراً عن الخشوع التام له ومن هذه المواضع:
- سورة الأعراف وفيها يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}، مؤكدةً على خشوع عباده المخلصين الذين لا يعرفون الكبر.
- وفي سورة الرعد يظهر قول الله عز وجل: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ}، مما يُبرز شموليّة السجود لله حتى في الظلال التي تستجيب لقدرة الله رغم أنها بلا إدراك.
- وفي سورة النحل تأتي الآية: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، لتوضح خشوع وسجود كافة المخلوقات لله بمحض إرادتها دون تردد أو معصية.
- وفي سورة الإسراء يقول تعالى: {قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}، لتُبيّن عمق الخشوع الممزوج بالبكاء عند تلقي الآيات الإلهيّة.
- وفي سورة مريم وردت الآية: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}، وهي تجمع بين لحظات الخشوع والبكاء في سجود يملؤه الإخلاص لله.
- أما سورة الحج فقد تميزت بوجود موضعين للسجود الأول حين يقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء} والثاني عند قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، حيث يدعونا كلاهما للخشوع في السجود تأكيدًا على الارتباط بالله.
- وفي سورة الفرقان يقول تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}، ما يُظهر الكِبر والإعراض الذي اتسم به بعض الأقوام الذين رفضوا السجود لله.
- أما سورة النمل فقد ورد فيها: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}، موضحةً عظمة الله واستحقاقه للسجود تعظيمًا له وتقديسًا.
- وفي سورة السجدة يقول الله سبحانه: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}، وهو وصف صادق لحال المؤمن في لحظة سماعه الآيات وتأثره بها.
- وفي سورة ص قال الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}، لتشير إلى التوبة الصادقة والعودة بتواضع وخشوع لله.
- وفي سورة فصلت قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ}، ليُظهر وجوب السجود فقط لله دون سواه.
- وفي سورة النجم ورد قول الله: {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} وهو أمر مباشر بالسجود لله مقرونًا بالعبادة الكاملة والخضوع.
- وفي سورة الانشقاق جاء قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ}، محذراً من الإعراض عن الاستجابة للآيات وبيان تقاعس الغافلين عن سجود التلاوة.
- وفي سورة العلق يقول الله تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}، ليدلنا على أن السجود يُعد أعلى المراتب للتقرب إلى الخالق عز وجل.
أوجه الاختلاف بين سجود التلاوة وسجود الشكر وسجود السهو
يتضح أن هناك اختلافات واضحة تميز بين سجود التلاوة وسجود الشكر وسجود السهو وهذه الاختلافات تتعلق بالمواقف والأسباب التي تؤدى فيها كل نوع من هذه الأنواع من السجود وفيما يلي توضيح لهذه الفروقات بطريقة دقيقة ومبسطة:
- سجود التلاوة: هو سجود يتم عند قراءة مواضع معينة في كتاب الله عز وجل حيث يسجد المسلم عند بلوغ آيات فيها أمر بالسجود أو دلالة عليه ويكون هذا السجود تعبيرًا عن الخشوع والإجلال لله عز وجل واستجابة لأوامره أثناء تلاوة كتابه الكريم.
- سجود الشكر: هو سجود يعبر فيه المسلم عن امتنانه وشكره لله تعالى عند حصول نعمة عظيمة أو دفع بلاء عنه ويتم بدون الحاجة إلى شروط مثل الطهارة أو الاتجاه إلى القبلة مما يمنح المسلم حرية التعبير عن شكره لله في أي وقت أو مكان يشعر فيه بالامتنان.
- سجود السهو: هو جزء من الصلاة يُؤدى لتعويض الأخطاء العرضية التي قد تقع مثل النقص أو الزيادة أو الشك في الصلاة ويتم أداء هذا السجود داخل الصلاة قبل التسليم أو بعده كوسيلة تُكمل الصلاة وتجعلها خالية من النقص حرصًا على قبولها من الله عز وجل.
يسأل كثير من المسلمين عن الأدعية التي تُقال في سجود التلاوة بناءً على ما ورد في السنة النبوية حيث ذكر أن الدعاء المخصص لهذا السجود له طابع خاص يعكس الخشوع لله تعالى كما أن هناك آيات معينة في القرآن الكريم تستوجب على المسلم السجود عندها ومن روعة الإسلام وعمق عبادة السجود أن لكل نوع هدفًا وحكمًا مختلفًا يعبر عن حالة روحية وقلبية مميزة مثل سجود التلاوة الذي يعكس خضوع المسلم لآيات الله المعجزة وسجود الشكر الذي يظهر امتنان العبد وفرحه بنعم الله وسجود السهو الذي يعكس حرص المسلم على تقديم عبادته بشكل كامل وصحيح رغبة في رضا الله وتقربًا إليه بإتمام عبادته بأكمل صورة ممكنة.