دعاء الحروف الأبجدية مكتوب (أدعية مستجابة)

الدعاء من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى فهو وسيلة لطلب رحمته وسؤاله الرزق والتوفيق في كل حين سواء في أوقات النعمة أو أوقات البلاء يرفع العبد يديه إلى الله داعيًا متضرعًا متيقنًا بالإجابة، لأن الدعاء طاعة لله وامتثال لأمره كما قال جل وعلا في كتابه الكريم في سورة غافر: [وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ] فمن دعا الله بصدق وإخلاص استجاب له لأنه استجاب لأمره واتبع عبادته.

  • هل يجوز الدعاء بـ كهيعص: لم يثبت عن النبي ﷺ أو عن الصحابة الكرام أنهم استخدموا هذه الصيغة في الدعاء ولم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبوية ما يدل على مشروعيتها لذلك لا يجوز للإنسان أن يدعو بها لأنها لا تستند إلى أي دليل شرعي، كما أن بعض العبارات التي ترد ضمن هذا الدعاء مثل: (بسم الله بابنا، تبارك حيطاننا، يس سقفنا، كهيعص كفايتنا، حم عسق حمايتنا، ستر العرش مسبول علينا) غير مأثورة عن النبي ﷺ ولم يرد لها مستند صحيح في الشريعة الإسلامية لذلك ينبغي اجتنابها وعدم استخدامها في الدعاء.
  • هل يجوز القسم بالحروف المقطعة: ذكر بعض أهل اللغة أن ما نسب إلى الكلبي في تفسيره بأن الحروف المقطعة أقسام ليس تفسيرًا صحيحًا لأن ألفاظ القسم في اللغة العربية معروفة ويعقبها حروف تدل على الجواب مثل: إن، وقد، ولقد، وما، واللام الجازمة وهذه الحروف لم ترد بعد الحروف المقطعة في القرآن الكريم مما يدل على أن تفسيرها بأنها أقسام غير دقيق ولا يقوم على أساس لغوي واضح لذا فإن اعتبار هذه الحروف أقسامًا لا يصح لغويًا أو تفسيرًا وفق القواعد المتعارف عليها في اللغة العربية والتفسير.
  • هل كهيعص اسم الله الأعظم: ورد في بعض الآثار عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال بأن (كهيعص) هي من أسماء الله العظمى كما جاء في رواية نقلها ابن جرير بسند صحيح وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي أنه ذكر عن ابن عباس رضي الله عنه أن (الم) من أسماء الله الأعظم ، كما جاء في بعض الروايات عن ابن عباس رضي الله عنه أن الحروف المقطعة مثل (الم) و(طسم) و(ص) من الأسماء التي أقسم الله بها ومع ذلك فاختلف أهل العلم في هذا الأمر لأن هناك أقوال تشير إلى أن أسماء الله الأعظم غير محددة بهذه الحروف تحديدًا قاطعًا وهو ما يجعل الأمر من الأمور المختلف فيها بين العلماء.
  • ما هو سر الحروف المقطعة في أوائل السور في القرآن الكريم: وردت عدة تفسيرات حول الحروف المقطعة التي استُهلت بها بعض السور في القرآن الكريم وكان من بين هذه التفسيرات أن هذه الحروف من أسرار الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ومن الأمور التي استأثر الله بعلمها ولم يطلع عليها أحد، ولذلك فإنها تُقرأ كما جاءت دون تأويل أو تفسير قاطع نقل عن الصحابة الكرام كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين أنهم كانوا يرون أن هذه الحروف من الأمور التي لم يُكشف سرها للبشر ولم يوضح الله معناها بشكل نهائي لذا يؤمن بها المسلم كما وردت دون البحث في تأويلها.

دعاء الحروف الهجائية مكتوب

  • سُبْحانَ الَّذِي تَجِلُّ لِعَظَمَتِهِ الْقُلُوبُ وَتَهْتَزُّ مِنْ خَشْيَتِهِ الأَبْدَانُ سُبْحانَ الَّذِي تَسْجُدُ لَهُ الْجِبَاهُ وَتَخْضَعُ لِقُدْرَتِهِ الْخَلائِقُ سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ.
  • اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا مِنْ أَلِفِ الْقُرْآنِ أُلْفَةً وَمِنَ الباءِ بَصِيرَةً وَمِنَ التاءِ تَقْوَى وَمِنَ الثاءِ ثَرَاءً وَمِنَ الْحاءِ حِلْمًا وَمِنَ الْخاءِ خيْرًا وَمِنَ الدالِ دِيَانَةً ، وَمِنَ الذالِ ذِكْرًا وَمِنَ الراءِ رِضْوانًا وَمِنَ الزاي زِيَادَةً وَمِنَ السِّينِ سَكِينَةً وَمِنَ الشِّينِ شُكْرًا وَمِنَ الصَّادِ صَبْرًا وَمِنَ الضَّادِ ضِيَاءً وَمِنَ الْعَيْنِ عَافِيَةً وَمِنَ الْغَيْنِ غُفْرَانًا، وَمِنَ الْفاءِ فَرَجًا وَمِنَ الْقافِ قُرْبًا وَمِنَ الْكَافِ كَرَمًا وَمِنَ الْواوِ وِدًّا وَمِنَ الْياءِ يَقِينًا.
  • يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ نَدْعُوكَ دُعَاءَ الْمُنْكَسِرِ الَّذِي خَضَعَ لِعَظَمَتِكَ وَذَلَّ لِقُوَّتِكَ وَتَوَاضَعَ لِجَلالِكَ وَأَذْرَفَ لَكَ الدَّمْعَ فِي طَلَبِ رِضَاكَ، يَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى وَأَكْرَمَ مَنْ وَهَبَ وَأَحْلَمَ مَنْ عَفَا يَا مُجِيبَ مَنْ دَعَاكَ وَيَا غُوثَ مَنْ تَوَسَّلَ إِلَيْكَ، ارْحَمْنَا وَتَقَبَّلْ صَلاتَنَا وَرُكُوعَنَا وَسُجُودَنَا وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ وَصَلِّ اللّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

آثار الدعاء وفضائله الجليلة

للدعاء منزلة عظيمة وآثار بالغة الأهمية في حياة المسلم، فهو من أعظم العبادات التي تُقرب العبد من ربه وتمنحه السكينة، كما أنه وسيلة لنيل الخير والبركة في الحياة وهذه بعض الفضائل العظيمة التي يحملها الدعاء:

  • يُعد الدعاء مظهراً من مظاهر التوحيد والإيمان بالله عز وجل فهو إقرار بقدرة الله المطلقة وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فعندما يرفع العبد يديه إلى ربه متضرعًا فإنه في الحقيقة يُجدد إيمانه بأن الله وحده هو المستحق للعبادة وأنه الغني الكريم الذي بيده مقاليد كل شيء.
  • الدعاء وسيلة عظيمة لاستجلاب رضوان الله سبحانه والتماس رحمته ورفع البلاء، فقد جاء في الحديث القدسي: “من لم يسأل الله يغضب عليه”، مما يدل على أن ترك الدعاء قد يكون سببًا في وقوع الإنسان في السخط الإلهي، بينما الدعاء الدائم يُعد سببًا من أسباب محبة الله للعبد وزيادة فضله عليه.
  • يمنح الدعاء الإنسان قوة في مواجهة المحن ويُبعد عنه مشاعر الضعف والعجز، فهو عبادة مضمونة النتيجة إذ إن الله يُجيب دعاء عبده إذا كان صادق النية ومتوكلًا عليه، حتى وإن تأخرت الإجابة فقد تكون الاستجابة مباشرة أو يتم تأجيلها إلى الوقت المناسب أو يُصرف بذلك دعاؤه شرًّا كان سيصيبه، وفي كل الأحوال فإن الذي يلجأ إلى ربه بالدعاء لا يعود خائبًا أبدًا.
  • يُعتبر الدعاء ملاذًا لكل مظلوم وقع عليه الجور ولم يجد من يُنصفه، فإذا ضاقت به السبل ولم يجد نصيرًا، لجأ إلى الله سبحانه فهو ناصر المستضعفين ولو بعد حين، إذ إن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ويستجيب الله لها مهما طال الزمن.
  • يُسهم الدعاء في غرس الثقة بالنفس ورفع الهمة، ذلك أن الإنسان حينما يعلم أن الأمر كله بيد الله ولا يُمكن لأي أحد أن يمنعه من تحقيق مراده إلا بإرادة الله، فإنه لا يتعلق بالناس ولا يرجو منهم شيئًا بل يبقى متوجهًا إلى خالقه واثقًا في قدرته ومشيئته.
  • يعكس الدعاء مدى اعتماد العبد على الله وتوكله عليه في كل شؤونه، فالداعي يُسلم أمره لله ويدرك تمامًا أن تدبير الله يفوق تدبيره، وأن ما يختاره الله لعباده هو الخير لهم حتى وإن لم يدركوا ذلك في اللحظة الراهنة.
  • يُعمّق الدعاء روح الأخوة بين المسلمين ويزيد من المودة بينهم، فحين يدعو المسلم لأخيه بظهر الغيب فإن الله يُرسل ملكًا يقول له: “ولك بمثل” مما يزيد الترابط بين القلوب ويُشيع المحبة والمودة بين أبناء الأمة الإسلامية.

منافع أخرى للدعاء

الدعاء وسيلة تحفظ الإنسان من الوقوع في الغرور والتعالي فهو يساعد على تهذيب النفس ويغرس في القلب التواضع والخضوع بين يدي الله إذ أن التكبر من الصفات التي حذّر منها الله سبحانه وتعالى، الدعاء من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه فمن خلاله يشعر الإنسان بحاجته الدائمة إلى الله مما يساعده في ترويض النفس على التواضع وعدم التفاخر.

الدعاء يبعث الطمأنينة في القلب فهو يرفع عن الإنسان الهموم ويفرج الكروب ويزيل الغم مما يجعله أكثر قدرة على الصبر والثبات في مواجهة الشدائد كما أنه سبب في تيسير الأمور فهو مفتاح لأبواب الخير والفرج إذ أن الله إذا رضي عن عبده بارك له في حياته وفتح أمامه أبواب الرحمة والعناية.

يُعد الدعاء من أكرم العبادات عند الله فقد ورد عن النبي ﷺ أن الله يحب العبد الذي يُكثر من الدعاء وهو أيضاً وسيلة لتحقيق الثبات والقوة في مواجهة الأعداء والتحديات لأن من يتوجه إلى الله بالدعاء يكون أكثر يقيناً بنصره وعونه مما يمنحه الثبات في المواقف الصعبة ويجعله أكثر تصلباً وثقةً بالله.

الدعاء من سمات عباد الله الصالحين الذين يُسارعون في الطاعات ويحرصون على الأعمال الصالحة فهم يدركون أن الدعاء بابٌ من أبواب التقرب إلى الله مما يقوي علاقتهم به ويزيدهم توفيقاً في أمور حياتهم فكلما ازداد العبد دعاءً كلما كان أقرب إلى الرحمة والمغفرة.

ليكون الدعاء مجاباً يجب أن يصدر من قلبٍ مُخلصٍ خاشع فلا ينبغي أن يكون مصحوباً برياء أو تصنّع بل يكون صادقاً نابعاً من رغبة العبد في التقرب إلى الله ، ومن الأمور الهامة التي يجب مراعاتها أن لا يكون الدعاء مقتصراً على أوقات الضيق والأزمات، بل يتوجب على الإنسان أن يظل متصلاً بربه في كل حال سواء عند الفرح أو الشدة فالثبات على العبادة والتضرع لله في كافة الأحوال من علامات الإيمان الصادق.

يارا محمد محمود، خريجة هندسة ، كاتبة متخصصة في الأخبار السعودية والأدعية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x