الأدعية التي تُقال لشهداء الجيش العراقي تجمع بين مشاعر الحزن العميق والفخر العظيم، حيث إن هذا الجيش الذي يُعد واحدًا من أعرق الجيوش العربية يمتلك تاريخًا حافلًا بالمواجهات الصعبة والملاحم البطولية، إذ مر بمراحل مليئة بالتحديات القاسية التي تتضمن الانقلابات العسكرية والسياسية، ولكنه ظل شامخًا لا يتزعزع أمام كل تلك المحن،
فقد مثّل رمزًا للصمود وشجاعة لا مثيل لها ليبقى شاهدًا على إرث مليء بالعظمة والتضحيات الجليلة التي قُدمت من أجل رفعة واستقرار هذا الوطن العزيز، فلا تزال في ذاكرة كل عراقي المواقف البطولية التي سطّرها هذا الجيش برجاله، إذ كان وسيبقى دائمًا وأبدًا درعًا حاميًا لهذه الأرض. والآن نقدم في هذا المقال مجموعة من الأدعية الخالصة التي تُهدى لشهداء الجيش العراقي الذين وهبوا أرواحهم فداءً لهذا البلد العظيم:
- اللهم ارحم شهداء الجيش العراقي بواسع رحمتك واجعل مثواهم الجنة.
- اللهم اجعل تضحياتهم نورًا يضيء طريق العراق نحو الأمن والسلام.
- اللهم احمِ العراق برجاله الأوفياء وارزقنا السلام والرخاء اللهم آمين.
أدعية خاصة لشهداء القوات العسكرية العراقية
الجيش العراقي يُقدّم تضحيات عظيمة في مواجهة تنظيم داعش والجماعات الإرهابية وكل من يساندهم مدافعًا بكل شجاعة عن أرض الوطن وكرامته لذا نسأل الله أن يرحم شهداء الجيش العراقي الأبطال ويتقبلهم عنده في عليين ومن هذا المنطلق نُقدّم لكم مجموعة من الأدعية النابعة من القلب لشهدائنا الأبرار راجين من الله أن يتقبلها ويجعلها سببًا لرحمتهم ورفع درجاتهم في الجنة ومن بين هذه الأدعية.
- اللهم يا من وسعت رحمتك كل شيء ويا عظيم الشأن ويا من رفعت السماوات بغير أعمدة ويا من نصرت موسى على فرعون وأعوانه وشققت البحر أمامه وأنبعت الماء من الحجر لصالح عليه السلام ويا من يرجع لك الملك والملكوت وأمر السماوات والأرض بين يديك وحدك يا عزيز يا قدير نسألك برحمتك التي سبقت غضبك وبقدرتك التي تعجز كل شيء وبخلقك الذي لا ينفذ أن ترحم شهداء العراق الشرفاء وتغفر لهم وترفع درجاتهم وتجعلهم من أهل الفردوس الأعلى من الجنة يا رحيم يا غفور كما نسألك أن تغفر ذنوبنا وتعيننا على طاعتك وتعافي كل جريح وتبارك في كل من يدافع عن دينك ومن يرفع رايتك وتغفر لجميع الأمة الإسلامية وتكتب لنا مغفرة شاملة يا الله اللهم أقم بحكمتك وسلطانك القصاص على كل من اعتدى عليهم أو ساهم في أذاهم وإن كان بكلمة أو رضًا بما حدث وأرنا فيهم آياتك وقدرتك واجعلهم عبرة لكل طاغٍ وبارك في من بقي صامدًا وامنن علينا بقلوب خاشعة تسير وفق طاعتك لك الحمد يا من لا إله إلا أنت عدد السماوات والأرض والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه الأخيار يا رب استجب يا ذا الجلال والإكرام اللهم آمين آمين آمين.
معلومات شاملة حول الجيش العراقي
تم تأسيس الجيش العراقي في عام 1921 حين كانت البلاد تحت سيطرة الاحتلال البريطاني وشكّل أول فوج عسكري آنذاك مجموعة من الضباط العراقيين الذين سبق لهم الخدمة تحت راية الدولة العثمانية التي كان العراق جزءًا منها ومع اندلاع الثورة العربية الكبرى انضم عدد من هؤلاء الضباط إلى الثورة وساهموا في مواجهاتها ضد الجيوش العثمانية وعقب انهيار الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى بدأت جهود تشكيل الجيش العراقي بوصفه النواة العسكرية التي صارت تتوسع خطوة بخطوة لتشمل قطاعات متنوعة تهدف إلى حماية العراق وخدمة مصالحه.
مع إعلان استقلال العراق عن النفوذ البريطاني في عام 1931 خضع الجيش العراقي لعملية تطوير شاملة تضمنت تأسيس القوات البحرية والجوية لرفع كفاءته العسكرية وتعزيز قدراته الدفاعية إلا أن المشهد العسكري في البلاد شهد تحولات بارزة بعد سنوات قليلة حيث وقع أول انقلاب عسكري في عام 1936 نُفذ بواسطة الجيش ضد الحكومة القائمة في ذلك الوقت لاحقًا وفي عام 1941 خاض العراق صراعًا عسكريًا مع القوات البريطانية التي تمكنت من استعادة السيطرة لفترة وجيزة قبل أن تنسحب نهائيًا هذه التحولات كشفت عن الصراعات السياسية والعسكرية التي واجهها العراق في مراحله التأسيسية.
كان الجيش العراقي عنصرًا فاعلًا في النزاعات العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي حيث شارك في حروب 1948 و1967 و1973 وقدم الجنود العراقيون جهودًا كبيرة دفاعًا عن القضايا العربية التي وُصفت بأنها تمثل وحدة المصير بين الدول العربية مع ذلك شهد العراق انقلابًا آخر في عام 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم الذي أطاح بالنظام الملكي وغيّر ملامح الساحة السياسية في العراق لتشهد بغداد أحداثًا تاريخية لا تزال حاضرة في ذاكرة الأجيال إلى أن وصل حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة صدام حسين إلى الحكم وهو ما وضع البلاد في إطار سياسي وعسكري مختلف.
فترة حكم حزب البعث تُعتبر من أكثر المراحل التي عاش خلالها الجيش العراقي تطورات ملحوظة حيث تم تزويده بأحدث المعدات العسكرية وتمكينه من التدريب على أعلى المستويات حتى أصبح يعدّ من أقوى الجيوش في المنطقة لكن في هذه الأثناء واجه العراق تحديات كبرى منها الحرب مع إيران التي دامت ثماني سنوات وخلّفت آثارًا كبيرة على الجانب البشري والاقتصادي ولم تكد هذه الحرب تنتهي حتى دخل العراق في مواجهة أخرى مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ما أدى إلى احتلال العراق في عام 2003 وكانت النتيجة حل الجيش العراقي وفقًا للقرارات التي اتخذتها سلطات الاحتلال وهو الإجراء الذي أحدث خللًا كبيرًا على الصعيد الأمني وترك البلد في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي.
في ظل الاحتلال تم تشكيل جيش عراقي جديد ليكون نواة للقوات المسلحة الحديثة غير أن هذه الخطوة جاءت في ظروف سياسية وأمنية صعبة مليئة بالتوترات الإقليمية والمحلية وهو ما أثّر بشكل ملحوظ على أداء وقدرات الجيش الجديد الذي ما زال حتى اليوم يواجه تحديات ضخمة مقارنة بتاريخ الجيش السابق الذي ترك إرثًا من الصمود والعزيمة على مدار عقود طويلة.
مستجدات الأوضاع الصعبة في العراق
العراق اليوم يُواجه ظروفًا سياسية متوترة تنعكس بشكل مباشر على استقرار البلاد حيث يعاني من صراعات داخلية وتحديات سياسية معقدة جعلته في مصاف الدول العربية التي تشهد أزمات مشابهة مثل سوريا واليمن والتي أثرت جميعها على استقرار الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية فيها.
هذه الأزمات المتشابكة جعلت العراق محور اهتمام العديد من الدول والمنظمات الدولية التي تحاول البحث عن حلول فعالة تسهم في التخفيف من الضغط اليومي الذي يعيشه الشعب العراقي غير أن تأزم الأوضاع أدى إلى استمرار معاناة النازحين الذين يواجهون قلة واضحة في المساعدات الإنسانية المتوفرة وضعفًا كبيرًا في الخدمات الطبية التي لا تُغطي احتياجات الكثير من الأفراد مما يُنتج عنه أضرار صحية ونفسية خطيرة على السكان.
ورغم أن العراق يُعد واحدًا من الدول الغنية بالنفط والثروات الطبيعية إلا أن الأوضاع الراهنة بما تتضمنه من أزمات سياسية واستمرار الحرب على الإرهاب التي أرهقت ميزانية الدولة وأثرت بشكل سلبي على استغلال الموارد هذا الواقع الصعب جعل إمكانياته ضعيفة جدًا وزاد من تعقيد المشهد التنموي الذي كان من الممكن أن يلعب دورًا في تحسين وضعه الاقتصادي والاجتماعي بشكل ملحوظ.