إن من الأدعية التي دَرج المسلمون على التَّمسُّك بها هو دعاء قضاء الديون لما له من أثر عظيم في جلب الطمأنينة والراحة النفسية فالله سبحانه وتعالى قد وعد عباده بإجابة دعائهم لا سيما في أوقات الشدة والمحن وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله في كل الأحوال والظروف لأن الله يحب عبده الذي يناجيه ويلجأ إليه في السراء والضراء خاصةً إذا تعلق الأمر بمواقف تُثقل كاهل الإنسان مثل أزمات الديون.
يمر الإنسان في كثير من الأحيان بظروفٍ قاسية قد تتجاوز طاقته على الاحتمال والتدبر مما يدفعه للشعور بالعجز والحزن ويضاعف معاناته النفسية تلك أنه قد يجد نفسه أمام مأزق لا يملك حتى أقرب الناس إليه حلاً له فتبدأ هذه المشاعر السلبية بالتأثير على تفاصيل حياته اليومية مما يجعل من الدعاء وسيلة لطلب العون والتدبير من الله لأن خالقه هو الأحق بأن يلجأ له والقادر وحده على تخفيف معاناته وتفريج كرباته مهما كانت جسامتها.
تُعتبر مشكلة الديون أكثر ما يثقل فكر الإنسان ويجعله يشعر بعدم الاستقرار فالديون حين تحاصر الشخص تُصيبه بالقلق والخوف من المستقبل ولكن من يلتمس رضا الله ويُقبل عليه بالدعاء الصادق لطلب الفرج يجد قلبه يهدأ وروحه تطمئن ليبدأ بإيجاد حلول لمشاكله بفضل الله وتوفيقه ومن بين الأدعية التي يمكن أن تُقال للتوجه إلى الله بقصد قضاء الديون ورفع البلاء:
- اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من العجز والكسل اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من الهرم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.
- اللهم أنت ربي وأنت حسبي وأنت أعلم بما في قلبي فاللهم إني أعوذ بك من الهم والغم وأعوذ بك من الكرب وأعوذ بك من الدين وغلبته اللهم أعني على قضاء ديوني وفرج عني كروبي فإنك أنت الكريم.
- لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- اللهم فرجك القريب ومعروفك القديم وسترك الحصين اللهم عوائدك الحسنة وعطائك الجميل فيا دائم المعروف أكفني بحلالك عن حرامك وفرج عني هم الدين.
- اللهم أغنني بفضلك عمن سواك واكفني بحلالك عن حرامك فأنت الكريم.
دعاء مستجاب لقضاء الدين
الديون من المسائل التي أثقلت كاهل الإنسان على مر العصور وهي عادة ما تمثل عبئًا كبيرًا على الشخص الذي يجد نفسه غير قادر على الوفاء بها ومع أن الإسلام يحثنا على الوفاء بالعهود ورد الحقوق إلى أهلها إلا أن العجز والضيق قد يجعلان الإنسان يلجأ إلى طلب العون من الله عز وجل فهو الملاذ الآمن وهو الحَكيم الرّحيم الذي لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض والذي يقبل دعاء عباده بصدق ويستجيب لمن يتضرع إليه بإخلاص.
هُناك العديد من الأدعية المستحبة التي يمكن التوجه بها إلى الله وقت الحاجة لتيسير الأمور وسداد الديون ومن أبرز الأدعية التي يمكن التوجه بها إلى الله سبحانه وتعالى:
- اللهم أنت يا من تكشف الكُروب وتفرّج الهموم ويا من تقدر على كل شيء في السماوات والأرض فرّج همي وضيقي وأعني على سداد ديني يا قوي يا متين سبحانك رب العزة والجلال إنك قادر على تفريج الهم العظيم وقضاء الدين الذي أعجزني برحمتك وجبرك يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا من لك ملك السماء والأرض يا من كل العظمة والجلال بيدك وحدك ويا من تهب الملك لمن تشاء وتنزعه ممن تشاء ساعدني على الوفاء بدَيني وارزقني من عطفك ما يغنيني عن سؤال عبادك برحمتك التي وسعت كل شيء وكرمك الذي لا ينقطع عن عبادك يا من لا تنفذ خزائنك يا كريم.
- اللهم حسبي أنت في كل ما يشغلني وفي همي وضيق الحيلة نعمت الوكيل والمعين يا رب لا ملجأ لي إلا إليك وحدك أعوذ بك من ثقل الديون ومن ضعف القوة والعجز عن السداد وأسألك رحمتك التي تغني بها عن معونة غيرك وأن تخفف عني هذه المحنة وتعينني بفضلك على قضائها يا مجيب الدعوات.
- يا رب أسألك أن تسخّر لي العون والخير ممن تضعهم في طريقي وتقف معي بقدرتك التي لا يعجزها شيء اللهم أنت العالم بسرّي وجهري ومعاناتي أنت الرحيم الكريم الذي سبقت رحمته غضبه فاجعل لي فرجًا قريبًا وسدد ديني برحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم يا رازق من في الأرض ومن في السماء ويا فاتح الأرزاق من خزائنك الواسعة يا من بيده الخير كله والقادر على أن يسخر الأسباب أسألك أن تقضي عني ديني وأن تغنيني بكرمك عن طلب العون من أحد غيرك فاللهم أنت الأول الذي ليس قبلك شيء وأنت الآخر الذي ليس بعدك شيء اكشف عني ضيقي في الدين وأكرمني بعطاياك التي لا تنقطع يا كريم يا منعم.
أدعية ميسرة لقضاء الدين
إن الدعاء كله مستجاب عندما ينبع من قلب مليء بالإيمان وموقن بأن الله يسمع ويرى ويستجيب، وهو وسيلة عظيمة للتقرب إلى الله واللجوء له في كل حاجة يشعر بها العبد، وكل شخص يمكنه أن يدعو الله بما يشعر به وما يحتاج إليه، ومن أدعية تيسير قضاء الدين التي يمكن ذكرها:
- يا الله إني أرجو رحمتك التي وسعت كل شيء ولا أجد من غيرك من يعينني في ضيقي، اللهم انظر لحالي ويسر لي أمري وأصلح لي شأني كله ولا تتركني أواجه مصاعب الدنيا وحدي ولو للحظة عين، سبحانك لا شريك لك ولا معبود بحق سواك.
- سبحانك يا من يعطي بلا حد ولا حسيب، سبحانك عدد ما خلقت وما ستخلق، وعدد ما أخرجت من باطن الأرض وعدد ما أنزلت من السماء، وعدد ما رزقت وهديت، اللهم يا عالم ما في القلوب وما تخفيه النفوس منا، بأيامك المباركة ارزقني غنى النفس وسعة في الرزق وسدد ديني وكن عونًا لي فلا معين لي إلا أنت يا جبار السماوات والأرض.
- يا من بيده ملكوت السموات والأرض، عبدك الضعيف يسألك رحمتك، أنا عبدك وابن عبدك وابن أَمَتِك، أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى وبكل اسم احتفظت بعلمه عندك أن تفرّج همي وتقضي ديني وتعينني على أموري فأنا لا أقدر على ذلك إلا بعونك، اللهم اغنني بحلالك عن الحرام واكفني بفضلك عمن سواك، يا قدير يا كريم.
- اللهم يا خالق السموات والأرض وما بينها، يا ربنا ورب كل شيء، أكرمني بسعة من رزقك وامنحني رحمتك واعفُ عني زلاتي، لا تجعلني أتكبد مشقة الأمور وحدي وكن لي معينًا في مواجهة أعباء الحياة، يا حي يا قيوم اجعل قوتي في ضعف قلبي وفرج عني كل ضيق واملأني من رضاك ما يغنيني عن الدنيا وما فيها.
- ربي ورب ما خلقت من العدم، يا ظاهر لا شيء فوقك، ويا باطن لا شيء دونك، أتوسل إليك بعظمتك ورحمتك أن تعينني على قضاء ديني وتغنيني من الفقر وتحفظ لي نعمك التي بها أعيش، اللهم أعوذ بك من تبدل النعمة إلى نقمة ومن أن أكون عاجزًا عن التصرف فيما يرضيك عني، يا الله ارحمني وكن لي يد العون لأنك أنت وحدك القادر على فك كل عقدة، يا سند المظلوم والمحتاج.
أدعية لتفريج الكرب وقضاء الدين
إن سداد الديون قد يُشكِّل تحديًا كبيرًا خاصةً عندما تكون الظروف المادية في حالة من الضعف والضيق ولكن عندما يتوجه الإنسان إلى الله بالدعاء والتوسل موقنًا بعظمته ورحمته فإن قلبه يطمئن ويشعر بالسكينة والراحة لأن الله سبحانه قريب من عباده يستجيب دعاءهم ولا يخيب رجاءهم أبدًا ومن الأدعية المباركة التي يمكن للمسلم أن يدعو بها عند الكرب وسداد الدين:
- اللهم يا من لا يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء أنت العالم بأحوالنا وهمومنا وما تخفي صدورنا أسألك يا كريم أن تيسر لي أموري وتصلح لي شأني كله فأنت رحيم بعبادك واسع الكرم.
- يا الله يا واسع الرحمة والمغفرة يا من تعلم ما نخفيه في نفوسنا وأسرارنا التي لا نبوح بها لأحد بأسمائك الحسنى ونور عظمتك أسألك أن تمنّ علي من رزقك الوافر وخيراتك الكثيرة إن كل أمر في هذا الكون لا يتم إلا بإرادتك وأمرك فاجعل لي منها نصيبًا واسعًا بفضلك ورحمتك يا أكرم الأكرمين.
- يا رب أنت مفرج الهم ورافع الكرب وميسر كل عسير أسألك أن تخفف هموم المكروبين وتمنح الشفاء لمرضانا ومرضى المسلمين وترحمنا برحمتك الواسعة فأنت أرحم الراحمين.
- اللهم ارزقني من فضلك رزقًا طيبًا مباركًا فيه وأجب دعائي بكرمك يا الله أعوذ بك من عجز القلوب وضيق الحال ومن أن تثقلني الديون وتضعف نفسي وأعوذ بك من الفقر الذي يُنهك حياة الإنسان ويثقل همومه أغننا يا الله من رزقك الحلال السمح وكن لنا خير الرازقين والناصرين.
- يا رب، احفظني بحلالك وأعنّي على الابتعاد عن كل محرم واغنني ببركاتك ورحمتك عن كل ما سواك وهب لي العافية والقوة فأنت رب العرش العظيم.
- اللهم يا مالك الملك يا صاحب الجلال والجبروت أعني على قضاء ديوني بيسر ورفق واجعل لي في كل خطوة بركة شملني برحمتك يا كريم وأعزني بعزك عن ذلّ السؤال فأنت الرحمن الرحيم.
أدعية مستحبة لرد الدين لأصحابها
حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية قضاء الديون ورد الحقوق إلى أصحابها مؤكدًا على أن ذلك من أعظم الواجبات التي ينبغي الالتزام بها دون تقصير وخاصة قبل حلول الأجل وهذا يؤكد مكانة الحقوق في الدين الإسلامي وحرصه الدائم على تعزيز قيم العدل بين الناس مسلمين كانوا أو غير مسلمين لأن الأمانة ليست محلًا للاستهانة أو التأجيل وفيما يلي بعض الأدعية التي يمكن أن ترفع عنّا الكرب وتعيننا على سداد ديوننا:
- اللهم يا رازق العباد ارزقني رزقًا حسنًا طيبًا حلالًا وسّهل لي كل عسير وبارك في رزقي وكشِف عني همومي وأحزاني يا علام الغيوب وأسرار القلوب أعني بقوتك وحدك فقد ضاقت الدنيا علي وضعفت نفسي يا من إليه الملتجأ وحدك لا إله إلا أنت الفرد الصمد أسألك وأبتهل إليك مستجيرًا برحمتك الواسعة يا أكرم الأكرمين.
- اللهم إني أعترف بضعفي أمام جلالك فأنت وحدك صاحب القوة والعزة يا خالق الكون ومدبر الأمر يا من تبدأ النعم دائمًا دون سؤال أو رجاء أسألك يا رحيم أن تنعم عليّ برزق حسن وتوفّر لي ما أحتاجه وأدعوك أن تقضي عني ديوني وتمنحني العافية والستر في الدنيا والآخرة يا من بيده كل عطاء منك أستمد طاقتي وأملي.
- أحمدك ربي على نعمك التي لا تُحصى وعلى كرمك الذي لا ينتهي يا من وعدت عبيدك بالمعونة عند تفاقم الكروب أسألك أن تكون عونًا لي وترفع عني كل هم وضيق اللهم اجعل رحمتك ملاذي والسند الذي أركن إليه كلما أثقلتني قسوة الأيام فبك وحدك يا الله تستقيم حياتي.
- يا رب أسألك الفرج كما فرّجت عن نبيك زكريا عندما وهبته ولده يحيى وكما أعدت لنبيك يعقوب ابنه يعقوب طمئني يا أرحم الراحمين كما طمّنت نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وهو مع رفيقه في الغار حين قلت له “لا تحزن إن الله معنا” أدعوك في أيامك الطيبة أن تُيسر لي قضاء ديوني وأن تهبني رحمتك الواسعة.
- يا الله يا من تقول للشيء كن فيكون أسألك أن تُبدل همومي بفرحة وسروري وأن تفرّج عني كربي وتسدد ديني بكرمك الذي ليس له مثال يا من فيه الأمان والسكينة أسألك راحة في القلب وصفاء في النفس تُبعد عني كل هم وتزيل كل شقاء سبحانك سلمت لك أمري فأنت الكريم المحسن الذي لا يُغلق بابه في وجه عبدٍ تضرع إليه.
أدعية مكتوبة لقضاء الدين
يمكن للإنسان التوجه لله بالدعاء لتخفيف همومه وقضاء دينه بطرق متعددة فالبعض يفضل الأدعية المسموعة التي يستمع إليها من مقاطع صوتية أو فيديوهات بينما يحب آخرون قراءة الأدعية المكتوبة التي تمكنهم من الدعاء مباشرة بأسلوب شخصي يناسب حالتهم النفسية حيث تمنحهم فرصة للتحدث مع الله بصدق ووضوح وطلب ما يتمنون مع ذكر التفاصيل التي يحتاجونها بشدة.
وقد وردت العديد من الأدعية الخاصة بتيسير قضاء الدين والتي يمكن ترديدها بإيمان ويقين كبير لتنال بها رضا الله وقضاء حاجتك ومن الأمثلة على هذه الأدعية:
- اللهم اجعل لنا من فضلك فرجًا بعيدًا عن الفقر، وأزل عنا ثقلة الدين، واشفِ أبداننا من كل سقم واقضِ ديوننا اللهم اجعل وجوهنا مشرقة، واغننا عن سؤال الناس وقربنا من خيرك وجودك سبحانك يا من تعاليت وجل جلالك.
- يا الله أنت المعين على همومنا والمتكفل بقضاء ديوننا، نسألك بكرمك الواسع ورحمتك التي شملت كل الأشياء أن تغفر لنا ذنوبنا وترفع عنا كل كرب اللهم لا تجعلنا من أصحاب الهموم الثقيلة وكن لنا عونًا ورحمة كما تكون للأم الحانية على صغارها يا أرحم الراحمين.
- اللهم في كل صلاة نناجيك وفي كل وقت نرفع أيدينا بالدعاء إليك، طهر قلوبنا من كل شوائب حياتنا وأصلح لنا أمورنا، واجعلنا ممن تغنيهم بحلالك عن حرامك وتيسر لهم كل صعب يا من وسعت رحمتك كل شيء، واغفر لنا خطايانا بفضلك العظيم.
- يا الله يا واسع العطايا ارزقنا من كرمك اللامحدود ورحمتك التي تشمل كل محتاج، اجعل لنا من كل كرب وضيق مخرجًا وارزقنا قلوبًا مطمئنة بدينك يا منشئ السماوات والأرض وبيدك مفاتيح الغيب كلها، اغفر لنا ذنوبنا وحقق لنا حاجاتنا وأزل عنا المخاوف والهموم برحمتك يا أكرم الأكرمين.
- اللهم نسألك يا كريم بعطاياك الواسعة وبالرحمة التي لا تحصى ولا تُمنع، أن تكرمنا بنعَمك المستمرة التي نعيش تحت ظلها كل يوم، يا الله ارزقنا الخير بلا عناء واملأ قلوبنا بالعافية والطمأنينة يا من لا تصرف وجهك عن عبادك وناصر المستضعفين، كن معنا في كل أوقاتنا وارزقنا رحمتك التي تغنينا عن أي شيء.
دعاء لتيسير وفك وقضاء الدين
إن الله عز وجل هو الوحيد القادر على فك كرب البشر مهما عظمت الأزمة أو اشتدت المحنة فهو خالق الكون ومدبر أموره ورازق جميع خلقه من إنسان وطير وحيوان ومن سائر المخلوقات فالإنسان المؤمن الذي يوثق علاقته بربه بدوام الدعاء والخشوع لن يجد الله إلا قريبًا منه سامعًا لدعائه ومستجيبًا لطلبه فلا مجال للقلق أو الحيرة في قضاء الحاجات وسداد الديون طالما التوكل على الله حاضر بقلب مخلص ومن الأدعية المؤثرة التي يسن رفعها إلى الرب الكريم لطلب قضاء الدين وتيسير الأحوال:
- اللهم يا من بيده خزائن السماء والأرض، إذا كان رزقي في السماء أنزله وإن كان بعيدًا فقربه لي، وإن كان قليلًا فباركه وزده لي وإن كان رزقي مدفونًا في الأرض فأخرجه بقدرتك وإن كان كثيرًا اجعل بركتك فيه يدوم بلا انقطاع.
- يا رب اغفر لي خطاياي وارزقني الهداية لسلوك طريق الحق ووفقني للثبات عليه، أسألك يا الله أن ترفق بي من هموم الديون وأعبائها الثقيلة وأعني على سدادها واغمرني بلطفك حتى لا يحزنني ضيق الحال يوم أقف بين يديك في يوم القيامة.
- اللهم يا كاشف الكرب ورافع المحن، أزل كربي ويسر لي سداد ديني، واغنني عن الحاجة للناس وأبعد عني المحرمات وقربني من الهداية والصواب، اللهم اجعلني ممن نال رضاك واغفرت له ذنوبه وباركت في عمره وامنحني ولأهلي رزقًا طيبًا وعطاءً مباركًا من فيض جودك.
- يا رب أنا عبدك الضعيف الذي لا حول له ولا قوة إلا بك، فلا تتركني وحيدًا ولا تجعلني أعاني بمفردي ما لا أستطيع تحمله، اللهم اجعل قلبي مطمئنًا وامنحني راحة البال وأكرمني بالستر والرضا ونجني من الوقوع في أي مكروه أو فضيحة ولا تجعل ظهري ينحني أمام النوائب أو بين يدي أحد غيرك.
- اللهم يا من تسبح لعظمتك الإنس والجن وكل من في السماوات والأرض، أنت رب العالمين ومالك كل شيء بلا شريك، بجودك وكرمك نسألك، يا كريم اقض حاجاتي وحقق أمنياتي وامنحني الرزق الواسع ودوام العافية والصحة بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
أدعية مأثورة عن الرسول لرد الدين
يحرص المسلم على الاطلاع على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لما تحتويه من مواقف عظيمة مر بها النبي مع أصحابه ولأنها تقدم لنا الإرشادات الصحيحة التي يمكن أن نستند إليها في حياتنا اليومية كما أنه من خلال الالتزام بتطبيق السنن النبوية نتعلم اتباع النبي ونقترب أكثر من طاعة الله ورضاه.
في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم نجد تنوعًا كبيرًا من الأدعية التي تمثل حاجة المسلم في مختلف نواحي حياته فمنها أدعية للمغفرة وأخرى تخص طلب الزواج ومنها ما يلبي حاجة المسلم في رد الدين بالإضافة إلى الكثير من الأدعية التي يمكن استخدامها في مختلف المواقف الحياتية لذلك من المهم جدًا أن نحرص على تعلم هذه الأدعية ونعمل على تطبيقها بما يناسب ظروفنا. ومن أشهر الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم لتيسير سداد الديون:
- ورد في رواية الإمام أحمد عن أبي موسى رضي الله عنه أنه قال: أحضرت للنبي صلى الله عليه وسلم ماءًا للوضوء فتوضأ ثم صلى وبعدها دعا قائلاً: (اللَّهُمَّ أصلِحْ لي دِيني، ووَسِّعْ علىَّ في ذاتي، وبارِكْ لي في رِزْقي)، ويُظهر هذا الدعاء مدى طلب النبي من الله إصلاح أمر الدين وتيسير الرزق وزيادة البركة فيه.
- عن أم سلمة رضي الله عنها، رُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في بداية يومه بأدعية تعكس حاجته إلى الله في العلم النافع والرزق الطيب والعمل الذي يُرضي الله وقال: (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ عِلمًا نافعًا، ورِزْقًا طيِّبًا، وعمَلًا مُتقَبَّلًا)، وهذا الدعاء يبرز أهمية طلب المعرفة التي تفيد المسلم والسعي وراء الرزق الحلال والعمل الذي يرضى عنه الله عز وجل.
- وفي حديث شريف آخر رواه ابن مالك، علّم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي معاذ بن جبل دعاءً عظيمًا للمسلم الذي أثقلته الديون مهما كانت كثيرة أو صعبة مثل جبل أُحد حيث قال له: (اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قدير)، ويؤكد هذا الدعاء على التوكل على الله والإيمان بقدرته المطلقة التي تُعين المسلم على سداد الدين مهما بلغ حجمه.
دعاء لجلب الرزق وسداد الدين
الدّعاء للنّفس بسعة الرِّزق وسداد الدّيون يُعدّ من الأدعية التي يُبثّ بها الرجاء بالله وهو سبحانه وتعالى القادر على الاستجابة بما فيه صلاح الأمور حيث يُمكن جمع النوايا الصّالحة في مناجاة واحدة كطلب المغفرة والإعانة على الابتلاء والدعاء بالبركة للأهل ومن الأدعية التي تُلهم النفوس بمعانيها العميقة وتُعبر عن توكّل الإنسان على خالقه وتُسهم في بثّ الطمأنينة والاستبشار:
- اللّهم يا خالق السّماوات والأرض ومن بيدك الأمر كله اقضِ لنا الدّين وأغننا بفضل عفوك عن ذنوبنا وبما أحللت لنا عن حرامك وبجودك عن الحاجة لغيرك اللهم يا من ترزق من تستجيب لهم وتُكرم من تلجأ إليه القلوب امنحنا من خزائنك التي لا تُفنى رزقًا واسعًا وفرجًا قريبًا وافتح لنا أبواب الخير الّتي تهدي إلى طاعتك وتُرضيك عنّا ووسع أرزاقنا بفضلك العظيم عند الشدائد والضّيق.
- اللهم يا من لا يخيب من يدعوه بأسمائك الحسنى أسألك وأنت الغفور الرّحيم أن توفقنا لما يُسعدنا وتُبعدنا عن الذّنوب وتُبدل بها مغفرة ورحمة وأكرمنا برزق تُبارك فيه وتزيد عليه بلا تعب أو مصدر غير حلال وامنحنا القوّة لتجاوز العقبات والمحن واجعل كل فعل لنا يوصلنا إليك فاكتب لنا الأقدار الجميلة التي ترفع شأننا وتُشبع قلوبنا بالسرور فالخير الذي عندك أنت وحدك أدرى بإتيانه يا كرم الكريمين ويا أكرم الأكرمين.
- اللهم أذقنا جمال غفرانك وارفع عنا البلاء واعصمنا بفيوض برك من الخطايا التي تُسبب تأخر الإجابة وتمنع الرّزق وأذهب عنا كل ضيق تثاقلت به قلوبنا واستبدله براحة تمتدّ بالنّعيم في حياتنا اللهم اشرح صدورنا لكل ما هو خير وردّ إلينا حقوقنا عن علمك وقدرتك الواسعة وأغننا بشمل فضيلتك يا رحيمًا بعباده وموليًا فضل خلقه اللهم فرّج الكرب ووفّق أبناءنا وبارك بحياتنا وأكرمنا بما تتمنّى له نوايانا الصّادقة ورغائب الحقّ دوماً.
أسباب منع استجابة أدعية قضاء الدين
بعد أن قدمنا دعاء رد الدين بصيغ مختلفة ومتنوعة يمكننا أن نوضح أنه في بعض الأحيان، على الرغم من كثرة الإلحاح في الدعاء والاستمرار عليه، قد تبقى بعض الدعوات غير مستجابة من الله سبحانه وتعالى وهذا يحدث لوجود أسباب تعيق تحقيق الدعاء أو وصوله مباشرة وهذه الأسباب غالبًا تكون مرتبطة بـالذنوب أو الأسباب الباطنة التي تمنع استجابة الدعوات ومن أبرز هذه الموانع ما يلي:
- عدم اختيار الشخص عبارات مناسبة عند دعائه كأن يدعو بشيء يتسبب بضرر للآخرين مثل قطع صلة الأرحام أو الدعاء بالهلاك لشخص ما والله سبحانه وتعالى لا يحب الظالمين بل دائماً ما يكون حامياً للمظلومين وداعماً لهم.
- الابتعاد عن الإلحاح بالدعاء يعد من المعوقات الرئيسية لوصول الدعوة لأن الله يحب أن يرى عباده يلجؤون إليه بصدق وإصرار في جميع أوقاتهم وخاصة أثناء الصلاة وفي كل لحظة من يومهم.
- إهمال أداء الواجبات التي أمر الله بها يعتبر عائقاً كبيراً مثل ترك الالتزام بالصلاة وصيام شهر رمضان وعدم دفع الزكاة والابتعاد عن الأعمال الصالحة فهذه جميعها شروط أساسية ولازمة ليعيش المسلم حياة مرضية عند الله.
- أحيانًا يؤجل الله سبحانه وتعالى تحقيق الدعوة أو يختار وقتاً آخر مناسباً لها بناءً على حكمته الربانية التي لا يعلمها إلا هو وهذا يجعلنا نطمئن أن تأخير الإجابة أو عدم تحقيق ما نسعى إليه قد يخفي لنا خيراً أكبر وأفضل مما نتمنى.
- ترك الالتزام بتجنب المحرمات التي نهى الله عنها مثل شرب الخمر أو الوقوع في الزنا أو أكل مال اليتيم فهذه المعاصي والذنوب ليست فقط تمنع تحقيق الدعوات بل تضعف البركة وتجلب البلاء في حياة الإنسان.
- فقدان الصبر والاستعجال في انتظار الإجابة على الدعاء بشكل مبالغ فيه يمكن أن يؤثر سلباً على تحقيق الدعاء لأن ذلك يعكس نقص اليقين والثقة بالله وهو الذي يعلم الوقت المناسب لتحقيق كل شيء.
- غياب حضور القلب عند الدعاء فالإنسان عند مناجاته لله يجب أن يكون حاضر القلب ومدركاً لعظمة الله وقدرته لأن هذا التواصل الصادق يعمق العلاقة بين العبد وربه ويجعل الدعاء أقرب للاستجابة.
- الشك في استجابة الدعاء وعدم الثقة بحسن الظن بالله وهذا من أكثر الأسباب التي تحول دون تحقيق الدعوة لأن الإيمان بأن الله قادر على كل شيء والثقة بحكمته هما جزء أساسي من العقيدة والإيمان.