يتساءل الكثير من الناس عن دعاء سيد الاستغفار ويبحثون عنه في المواقع المختلفة لما له من عظيم الأثر والمكانة في الدين الإسلامي بسبب الأحاديث النبوية التي نقلها الصحابة رضي الله عنهم عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي تؤكد فضل هذا الدعاء العظيم وأهميته الكبيرة.
- اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ خلقتَني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لكَ بذنبي وأبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن من قال هذا الدعاء صباحًا وهو مستيقن بما فيه ثم مات كُتب له دخول الجنة ومن قاله مساءً بنفس اليقين ثم مات وجبت له الجنة وهذا فضل عظيم.
- الاستغفار يعني طلب المغفرة والعبودية لله بقلب خاشع يدعو فيه المؤمن ربّه ليغفر له زلاته وأخطائه ويعينه على تجاوز الذنوب والخطايا التي ارتكبها.
- وللاستغفار العديد من الصيغ والأدعية التي يمكن أن يتوجه بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى ليطلب مغفرته وتقبل توبته مع الرجاء أن يرده إلى الطريق المستقيم الذي يرضي الله عز وجل.
- لكن من الضروري أن يدرك الإنسان أن للاستغفار مقومات أساسية ليكون مستجابًا ومقبولًا عند الله وأهمها هو الندم الحقيقي والصادق على ارتكاب الذنوب والمعاصي مع شعور عميق بالرغبة في العودة إلى الله والتوبة النصوح.
- كما يجب أن يكون لدى الشخص نية ثابتة وواضحة بعدم العودة إلى المعاصي مرة أخرى لأن التوبة الحقيقية تعتمد على صدق الإحساس بالندم مع تصميم صارم على السعي إلى الإصلاح والابتعاد عن الأخطاء.
- الاستغفار ليس مجرد كلمات تُقال بل هو حالة قلبية وروحية تعود بالنفع الكبير على من يقوم به فمن فوائده أنه يقوي صلة العبد بالله ويزيد من إيمانه ويعمق تقواه.
- كما يساعد الاستغفار في تقوية العلاقة بين الإنسان وربه ويبعده عن ارتكاب المعاصي وأسباب الشر ويكون سببًا في فتح الأبواب المغلقة وزوال الهموم والمشاكل التي تضغط على نفس المؤمن.
- وله أيضًا دور كبير في تحقيق الراحة النفسية والسكينة ويساعد المسلم على التغلب على التوتر والقلق ويمنحه شعورًا بالطمأنينة والسلام الداخلي.
- الاستغفار يسهم في رفع البلاء والمحن التي قد تصيب الإنسان ويكون سببًا لدفع الأذى أو وقوع المكروه خاصة إذا داوم عليه المؤمن بصدق وإخلاص.
- من البركات التي يمنحها الله تعالى نتيجة لكثرة الاستغفار هو نزول المطر على الأرض التي في حاجة ماسة إليه كما يجلب البركة في الأرزاق بمختلف أنواعها سواء في المال أو الأبناء أو في النعم الأخرى.
- وأهم ثمرة من ثمار الاستغفار مع الاستمرار عليه هو أنه يكون سببًا في دخول الجنة والابتعاد عن عذاب النار وفقًا لما وعد به الله لعباده التائبين المستغفرين.
دعاء “سيد الاستغفار”
يُعتبر دعاء سيد الاستغفار من أبرز الأدعية المأثورة التي تحظى باهتمام كبير من قبل المسلمين لما ورد في فضله وأهميته من أحاديث نبوية واضحة تُبرز مكانته العالية عند الله سبحانه وتعالى ويتميز هذا الدعاء بكونه أفضل صيغ الاستغفار التي يمكن للمسلم الالتزام بها حيث إنه يحمل معاني عميقة تعبر عن الخشوع والتوبة والإقرار بفضل الله ونعمه والاعتراف بالذنب مع طلب المغفرة ويُطلق عليه لقب سيد الاستغفار نظرًا لرتبته العالية ومنزلته الفضيلة مقارنة بسائر صيغ الاستغفار الأخرى وسيد الاستغفار يحتل مكانة مركزية في أذكار الصباح والمساء التي ينبغي على المسلم الحرص على قراءتها يوميًا سواءً عند بداية يومه أو عندما يحلّ المساء وقد ورد في السنة النبوية ما يؤكد على فضل هذا الدعاء وأهميته اذ أُثِر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن الصحابي شدّاد بن أوس رضي الله عنه نص الدعاء المعروف: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وهذا الدعاء في جوهره ليس مجرد كلمات تُقرأ لكنه يُعبّر عن خضوع العبد لله ورغبته في التكفير عن أخطائه مع التضرع لربه بصفاء النية وخالص الإيمان في طلب المغفرة ولهذا يُعَد الدعاء ركنًا أساسيًا من أذكار المسلم التي يواظب عليها باستمرار ليُحافظ بذلك على ارتباطه الروحي بربّه ويحظى بفيض الأجر والرحمة.
شرح لمعاني ودلالات دعاء “سيد الاستغفار”
دعاء سيد الاستغفار يُعتبر من أعظم صيغ الاستغفار وأبلغها مكانة وفضلاً لأنه يجمع بين أعمق معاني التوبة والإنابة إلى الله تعالى ويحتوي على معانٍ غزيرة وشاملة تُظهر عبودية العبد وخضوعه الكامل لله سبحانه.
يبدأ الدعاء باعتراف العبد المطلق بأن الله هو ربه الذي خلقه وسواه في أحسن هيئة وهو رب كل شيء يملك ملكوت السماوات والأرض ويتصرف في خلقه بحكمته وعدله فيقر العبد أن لا رب غيره وأنه وحده لا شريك له.
- يتضمن الدعاء تأكيدًا على وحدانية الله جل وعلا حيث يشهد العبد أن لا إله غير الله سبحانه المالك لكل شيء والذي لا ينازعه أحد في سلطانه وهذا يعزز التوحيد ويدعو العبد إلى الإخلاص في طاعته..
- يلي ذلك اعتراف العبد بأنه مخلوق من مخلوقات الله قد خرج من ظلمة العدم إلى نور الحياة بإرادته سبحانه فيعترف عبد الله بأن خالقه هو وحده الذي أوجده وخلقه على أكمل صورة وأفضل حال.
- ثم يظهر في الدعاء خضوع العبد لله تمام الخضوع حيث يلتفت بكيانه وقلبه إلى مولاه سبحانه طالبًا رحمته وفضله بعد أن عاش في كنف نعمته مستشعرًا عظمة الخالق الذي تفضل عليه بالخلق والهداية.
- يمضي الدعاء ليؤكد على دور العبد في الإقرار بذنوبه والخطايا التي اقترفها حيث يأتي قول “أعوذ بك من شر ما صنعت” ليُظهر عِظَم التوبة والندم وهي من أهم شروط الاستغفار الذي يؤدي إلى مغفرة المولى سبحانه وتعالى.
- وفي فقرة أخرى يقول العبد “أبوء لك بنعمتك علي” وهو يُقر بعظيم فضل الله وإحسانه عليه بالعديد من النعم التي لا تُعد ولا تُحصى من الصحة والرزق والهداية وسائر العطاءات التي منَّ الله بها عليه.
- هذا الإقرار يجعل العبد يتذلل لله سبحانه ويشعر بالضعف أمام عظمة خالقه ورحمته التي وسعت كل شيء حيث يجمع في دعائه بين الذلة الكاملة لله وبين التوسل إليه بعفوه وكرمه.
- كما يعترف العبد بخطيئته وضعفه أمام نزوات نفسه فيُظهر احتياجه المطلق لله كي يمن عليه بالعفو والمغفرة ويرزقه الهدى ويبعد عنه الشرور والمعاصي.
- في خاتمة الدعاء يتوجه العبد إلى الله بقلب خاشع واثقًا أن الله وحده هو الذي يغفر الذنوب ويمحو الخطايا معلنًا أنه لا ملجأ له من الله إلا إليه مؤمنًا بأن الله هو الحكم العدل الذي لا يحتاج إلى شريك أو معين في أمره.
- يمثل هذا الدعاء أسمى مراحل السكينة والخضوع حيث يعيش العبد حالةً من الصدق المطلق مع نفسه ومع خالقه جامعًا بين التوبة الصادقة واليقين برحمة الله الواسعة.
فضل وأجر الالتزام بدعاء “سيد الاستغفار”
الالتزام بدعاء “سيد الاستغفار” يُعد من أعظم العبادات لما يحمله من فضل وأجر كبير في الدين الإسلامي، فهو يعبر عن الخضوع الكامل لله والاعتراف بفضله العظيم وإنعامه اللامتناهي على عباده، كما يحتوي هذا الدعاء على معانٍ جليلة تتجلى في ذكر الله والثناء عليه والاعتراف بالذنوب والتوسل إليه بالمغفرة والرحمة،مما يجعله واحدًا من أهم الأدعية المتعلقة بالاستغفار، يبرز في كلماته عمق التوحيد والثناء على الله وضرورة التوجه إليه بطلب الصفح مما أكده النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الشريفة.
- الفضيلة الأولى التي بيّنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حيث قال: “ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة”. كما ورد أن النبي أضاف: “ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة“، في هذا الحديث يبرز أهمية هذا الدعاء ودلالته على رحمة الله الشاملة وفضله العظيم في منح عباده المؤمنين فرصة لدخول الجنة.
- يبرز الحديث النبوي كيف أن دعاء سيد الاستغفار بعباراته الوجيزة والمليئة بالمعاني العميقة يمثل طريقًا مباشرًا للحصول على مغفرة الله والفوز بجناته.
- الفضيلة الثانية تظهر في كونه دعاءً يرسخ في قلب المسلم توحيد الله وتذكيره بجلال الله وعظمته مما يجعل الإنسان يشعر بحقيقة افتقاره إلى الله وحاجته إلى مننه المستمرة التي لا تنقطع.
- الفضيلة الثالثة تتجسد في تأكيد الدعاء لعبودية الإنسان لخالقه كما يتضح في قوله: “وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي”، ففي هذه العبارات تجسد العبادة الخالصة لله التي تجعل العبد في حالة من التذلل والتقرب إلى الله مما يعزز إيمانه ورسوخه في عقيدته.
- الفضيلة الرابعة كما أشارت العديد من الآراء العلمية والدينية تكمن في دور الدعاء في تحقيق السكينة وتهدئة النفس حيث أن تكراره والالتزام به يسهم في إزالة الأحزان وتخفيف الآلام والضغوط النفسية مما يجعل المسلم في حالة من الراحة والطمأنينة في حياته اليومية.
الأوقات الموصى بها لأداء دعاء “سيد الاستغفار”
أوقات أداء دعاء “سيد الاستغفار” متنوعة ولا تقتصر على وقت محدد وقد شرع قوله في كل الأوقات لكن الأفضلية تكون ضمن أذكار الصباح والمساء كما جاء في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم إذ أن أذكار الصباح والمساء لها أوقات معينة لكن العلماء اختلفوا في تحديدها بشكل دقيق حيث اعتبر البعض أن وقت أذكار الصباح يبدأ من ظهور الفجر وحتى شروق الشمس في حين رأى آخرون أنه يمكن امتداده حتى وقت الضحى وهناك فريق أضاف أنه يمكن استمراره حتى العصر أما أذكار المساء فعادة ما يكون وقتها مقتصرًا على نهاية النهار وبداية الليل وهو الفترة الممتدة بين العصر والمغرب لكن بعض العلماء أكدوا على أن أوقات الأذكار أكثر مرونة ولا يجب حصرها في أوقات محددة بشكل صارم وهذا التفسير يمنح المسلم حرية أكبر في تكرار الأذكار بما يناسب وقته وظروفه دون تقييد معين.
- يمكن للمسلم ترديد دعاء سيد الاستغفار في أي وقت حيث إنه غير مرتبط بوقت معين.
- إلا أنه من المستحسن أن يُقال ضمن أذكار الصباح والمساء تنفيذًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أما فيما يتعلق بأوقات أذكار الصباح والمساء فقد أجمع العلماء على وجود اختلافات طفيفة في تحديد أوقاتها.
- أشار بعضهم إلى أن أذكار الصباح تبدأ من وقت الفجر حتى شروق الشمس بينما رأى آخرون أنها قد تمتد حتى العصر.
- كما بيّن مجموعة من الفقهاء أنها قد تستمر إلى وقت الضحى.
- أما بالنسبة إلى أذكار المساء فقيل إن وقتها ينطلق مع انتهاء النهار ودخول الليل في الفترة ما بين العصر والمغرب.
- ولا يزال هناك رأي معتبر لدى بعض العلماء يؤكد أن الأوقات التي يمكن فيها أداء الأذكار تتسم بمرونة كبيرة، مما يتيح أدائها في أي وقت.
الصيغة المعتمدة لدعاء “سيد الاستغفار”
يُعد دعاء سيد الاستغفار من أبرز الأدعية التي تحمل معاني عميقة تعكس تذلل المؤمن لربه وخضوعه له سبحانه وتعالى بصدق وإخلاص الدعاء هذا ذو فضل عظيم فمن داوم عليه كل صباح ومساء بقي في رحمة الله ومغفرته وكان له مكانة كبيرة عند خالقه جل وعلا إذا قاله المسلم صباحًا ومات في نفس اليوم فإنه يدخل الجنة برحمة الله وإذا قاله مساءً وتوفي في تلك الليلة فسيكون من أهل الجنة بمشيئة الله وجاءت صيغة هذا الدعاء الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم كما يلي:
- اللَّهمَّ أنتَ ربِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ خلقتَني وأنا عبدُكَ وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ أبوءُ لكَ بذنبي وأبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ فاغفِر لي فإنَّهُ لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ فإن قالها حينَ يصبحُ موقنًا بها فماتَ دخلَ الجنَّةَ وإن قالها حينَ يمسي موقِنًا بها دخلَ الجنَّةَ.
يحوي دعاء سيد الاستغفار معانٍ سامية يظهر فيها إقرار المسلم بحقيقة عبوديته لله واعترافه بأن كل أمر في حياته هو من تدبير الله وحده دون شريك كما يتضمن الدعاء إقرار العبد بذنوبه وتقصيره واعترافه بشكر النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى عليه مما يظهر مدى افتقاره لربه ويعكس مدى ثقته بأن الله هو الوحيد الذي يُمكنه أن يغفر الذنوب ويجمع بين طلب المغفرة والتعبير عن الامتنان لله مما يقرب العبد من ربه ويزيد مكانته في كنف رحمته وفضله.
صيغ مكتوبة أخرى للاستغفار
- يا رب أسألك أن تسامحني على كل ذنب تبت إليك منه ثم عدت إليه وطغت فيه نفسي وأرجو منك أن تغفر لي عن تلك الأعمال التي قصدت بها رضاك الكريم ولكن شابها نوايا دنيوية غير خالصة لك وأطلب منك أن تغفر لي لأن نعمك التي منحتني إياها استُخدمت في ما يبعدني عن طريقك وأرجو منك أن تغفر لي يا من تعلم كل غيب وكل شهادة عن كل خطأ ارتكبته سواء كان في وضح النهار أو جنح الظلام سواء كنت بصحبة أو كنت وحدي كان الأمر في العلن أو السر وأنت الجواد الكريم.
- اللهم سامحني عن كل ذنب فعلته بجهل أو تجاوز عن حدودك وأنت أعلم بحالي مني اللهم أطلب منك أن تغفر لي سواء كنت جاداً أو مازحاً أو كنت أخطأت قاصداً أو دون قصد وكل ذلك يمكن أن يصدر مني اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وأنت الأعلم بأسراري وأنت وحدك القادر على المغفرة وأنت وحدك المدبر لكل الأمور وأنت الواحد الأحد المتصرف بملكه.
- يا الله سلمت لك نفسي كلها وآمنت بك إيماناً خالصاً وتوكلت عليك في أمري كله وعدت إليك تائباً وأشهدك على ذلك ومنحتك الثقة المطلقة ووقفت بين يديك حاكماً نفسي عندك فأسألك أن تغفر لي خطاياي كلها ما سبق منها وما تأخر وما ظهر منها وما بطن وأنت يا رب تقدم وتشرف وأنت تؤخر وتقسم بقدر حكمتك ولا معبود بحق سواك.
- يا رب لقد ظلمت نفسي ظلماً عظيماً ولا أحد يغفر الذنوب إلا أنت يا الله فامنحني رحمتك بمغفرة منك وحدك وارحمني برحمتك الواسعة فأنت الغفور الرحيم اللهم اغفر لي كل ذنوبي واجعلني من التائبين العائدين إليك تغفر لهم وترحمهم يا الله اغفر لي لأنك وحدك الحي القيوم الذي نرجع إليه وأنت أهل الرحمة والمغفرة.
دعاء “سيد الاستغفار” وأسباب استجابته
- أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأطلب مغفرته جليل الذنوب وستار العيوب ورب العرش العظيم أعود إليه من كل معصية ومن كل خطيئة أو ذنب ارتكبته سواء أدركته بنفسي أو غاب عن إدراكي أستغفره من كل صغيرة وكبيرة ومن كل قول أو فعل صدر عني علمته أو لم أعلمه أطلب مغفرته على كل لحظة قضيتها وكل نفس تنفسته وكل خاطر مر في قلبي أرجو منه أن يغفر لي ما كان معلومًا لدي أو خفيًا عني بأضعاف ما تحمله السماوات والأرض من أعداد وتعاظمت كلمات الله عز وجل أرجوه بمغفرة تتناسب مع عظمته وسلطانه ورحمته وأسأله مغفرة تملأ الكون وتفيض بما يعجز العقل عن إدراكه وتليق بكرم الله سبحانه وتعالى ورحمته التي وسعت كل شيء.
- اللهم يا كريم يا من تعطي على الطاعة أجرًا وتغفر بالمعصية ذنبًا نسألك من بحور رحمتك وكرمك أن تتفضل علينا بالغفران والعفو عن تقصيرنا وظلمنا لأنفسنا كما أنعمت علينا من قبل وآملين أن تتجاوز بقدرتك العظيمة عما ارتكبناه من ذنوب ندعوك أن تمحوها بفضلك وكرمك لا لأننا نستحق ولكن لأنك أنت الرحمن الرحيم يا رب إن أخطأت فما كان ذلك استهانة بعظمتك ولا تقليلًا من حقك ولكن سبق في علمك الكمال نقصي والضعف فيّ فالله غفور رحيم أرجع إليك بقلبي تائبًا معترفًا وأنا لا ألتجئ إلا إليك ولا أرجو عفوًا إلا منك يا أكرم الأكرمين سبحانك يا من عصيتك بقلة حيلتي وأخطأت مع علمي أنك ربي ورب كل شيء أستغفرك من كل ذنب أرجو مغفرتك وعفوك اللهم إنك أرحم الراحمين وأنت الكريم الجواد لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وأرجوك برحمتك أن تتوب عليّ وتمحو عني ذنبي يا رحمن الدنيا والآخرة.
أهمية ودور دعاء “سيد الاستغفار” في حياة المسلم
يُعدُّ دعاء سيد الاستغفار من الأدعية التي تحمل معاني عظيمة وأثرًا كبيرًا في حياة المسلم فهو يُعتبر من أهم الأدعية التي يتوجه بها العبد إلى ربه بصدق وإخلاص، وقد جاءت مكانته العظيمة من الفضائل العديدة المرتبطة به مما يظهر دوره الحيوي في الحياة اليومية للمسلم ويمكن إبراز هذه الفضائل على النحو الآتي:
- يُبرز المسلم في دعاء سيد الاستغفار عظيم اعترافه بقدرة الله وجلاله، فهو يقر بأن الله سبحانه وتعالى هو المالك والمدبر لشؤون الكون بأسره وجميع مخلوقاته مما يدل على تعلُّق العبد بربه واستشعاره لعظمته التي لا تضاهى.
- يحمل هذا الدعاء أرقى معاني التوسل واللجوء إلى الله حيث يعبر المسلم فيه عن خوفه من غضب الله ورجائه لرحمته مما يعكس ثقته العميقة بالله وحده واعتماده عليه بشكل مطلق دون الالتفات إلى أحد من الخلق.
- يُعتبر هذا الدعاء مصدراً لحماية المسلم من كل الشرور والمخاطر التي قد تواجهه في جوانب حياته المختلفة فهو بمثابة وسيلة لتحصين النفس من الأذى سواء كان نفسيًا أو جسديًا مما يمنحه شعوراً بالأمان والاطمئنان.
- يقوم المسلم من خلال هذا الدعاء بفتح باب الاعتراف بخطئه وتقصيره في أداء العبادات والطاعات على الوجه الأمثل، كما يُظهر ندماً صادقاً على ما ارتكبه من الذنوب والهفوات بسبب غفلته ولحظات ضعفه غير متناسيًا طلب المغفرة والرحمة من الله جل وعلا.
- يمثل هذا الدعاء وسيلة مضمونة للحصول على مغفرة الله ورضوانه، فهو يُعدُّ أحد أسباب القرب من الله والعودة إلى الطريق المستقيم إذ يمنح المسلم فرصًا متجددة في حياته للبدء من جديد بتوبة خالصة مستقيمة واستغفار دائم.
فوائد عبادة وفعل الاستغفار
للإستغفار منزلة سامية لدى المسلم ويمنحه فوائد عظيمة تعود عليه في حياته الدنيا وفي آخرته ومن أبرز هذه الفوائد:
- أن يعكس استغفار المسلم طاعته المطلقة لربه جل وعلا وامتثاله لأوامره السماوية كما أنه يجسد اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتأسي بصالح الأنبياء ويُعبر عن قوة الروابط بين العبد وربه ويعمق الإيمان في نفسه.
- يُمثل الاستغفار مفتاحًا للحصول على خيري الدنيا والآخرة حيث يُساهم الاستغفار في عيش المسلم حياة عامرة بالخير والأفراح ويحظى من خلاله بأجر عظيم يُثْبِت أقدامه في نعيم الآخرة ويرى لطف الله الذي يجلب له الراحة والسعادة.
- يكون الاستغفار بابًا للرزق الواسع الذي يمنحه الله لعباده مما يزيد الخير وينشر البركة في كل موارد الحياة كما يُخصب الأرض بأنواع من المطر النافع الذي يجلب الخير ويساهم في تحسين جودة حياة الناس ويضفي على أيامهم رخاءً وسعةً.
- يشكل الاستغفار وسيلة فعالة لاستجابة الدعاء إذ يُقرب بين قلب العبد ومولاه عز وجل ويجعل أبواب السماء مفتوحة لتنزل منه الرحمات وتجعل كل طلباته وأمانيه قيد التنفيذ بإذن الله.
- يُكسب العبد محبة الله ورحمته حيث يمنح المستغفر شعورًا بالقرب من الله ويُلهمه الطمأنينة أثناء شعوره بمؤانسة الله وإحسانه عليه وتظل العناية الإلهية تحيط به وتؤمن له السكينة.
- يجلب الاستغفار النعم الوفيرة على العبد حيث يكون سببًا في تحقُّق ما يطمحه من خير فضلاً عن دفع البلايا ومنع المصائب التي قد تعترض حياته ما يوفر له بيئة من الأمن والسكينة بعيدةً عن كل أخطار.
- يحمي الاستغفار المسلم من كل أنواع الابتلاءات التي من شأنها أن تُضعف قواه أو تعطل مسارات حياته فهو يُشكل درعًا واقيًا من العذاب الذي قد ينزل على من تجاهلوا عبودية الله أو كانوا في غفلة عن واجباتهم تجاه خالقهم.
- يمثل نقمة على الشيطان ويُصيبه بالخذلان والانهزام فهو يُعيد العبد إلى رحمة ربه ويُبطل حيل وكيد الشيطان مما يقوي صلة العبد بالله ويضعف سيطرة الشيطان على النفس البشرية.
- يُعد الاستغفار وسيلة لتحقيق التوازن والقدرة على مواجهة العقبات التي تواجه المسلم في مشوار حياته ويعطيه نورًا يهديه نحو حلول للأمور التي يشعر بتعقيدها أو يواجه صعوبة في التحكم بها.
- ينشر البهجة في حياة الإنسان ويخفف عنه شعور الضيق والكرب حيث يترك الاستغفار أثرًا إيجابيًا في النفس يجعل قلب المسلم مطمئنًا مليئًا بالسعادة التي تنعكس على كافة تفاصيل حياته بشكل مستمر.