مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون على استغلال كل لحظة فيه للتقرب إلى الله واغتنام هذه الأيام الفضيلة بالأعمال الصالحة لذلك، من الضروري أن تكون النية في الصيام صحيحة وخالصة لوجه الله لما لها من أهمية كبيرة في صحة الصيام باعتبارها ركنًا أساسيًا من أركان هذه العبادة العظيمة لهذا السبب، سيتم توضيح دعاء نية صيام شهر رمضان ووقت قوله بالشكل الصحيح.
- شروط نية الصيام: يَجِبُ أن تُعقد النية من الليل وقبل طلوع الفجر ويجب أن تكون محددة بحيث يكون المقصود هو صيام شهر رمضان بالكامل كما يلزم تكرارها يوميًا طوال أيام الشهر وأن تكون النية جازمة غير معلقة على شرط أو مترددة في صحتها.
- تعريف النية: تُعد أحد الأركان الأساسية للصيام والتي لا يَصح الصيام بدونها تمامًا كوجوب الامتناع عن الأكل والشرب والقيام بجميع المفطرات.
دعاء مُدوَّن بنية صيام شهر رمضان مكتوب
النية محلها القلب فهي لا تُرى بالعين لكنها تُعدّ ركنًا أساسيًا في العبادات ولا سيما في الطاعات المتعلقة بشهر رمضان حيث يعتمد الصيام على استحضار النية قبل الفجر ولهذا فإن تجديد النية والدعاء قبل الصيام من الأمور التي يستحب الحرص عليها وهذا دعاء نية صيام رمضان لمن يرغب في التوجه إلى الله بنية صادقة:
- اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملًا لوجهك الكريم إيمانًا واحتسابًا فتقبله مني واغفر لي وأعني على طاعتك وسلّمني فيه من الزلل ووفقني لما تحب وترضى.
- اللهم إني عقدت نيتي على صيام شهر رمضان المبارك خالصًا لوجهك الكريم فاجعلني من المقبولين ويسر لي الصيام والقيام وأعنّي على طاعتك واغفر لي ذنوبي.
- اللهم اجعلني في هذا الشهر الكريم من المستغفرين وأكرمني بأن أكون من عبادك الصالحين القانتين واجعلني من المقربين إليك برحمتك يا أرحم الراحمين.
أدعية مُستحبة عند استقبال شهر رمضان
- اللهم أهلَّ علينا هلال رمضان بالخير والبركة والطمأنينة والإيمان وأمددنا بالصحة والعافية واكتب لنا فيه القبول والرضوان اللهم بلغنا هذا الشهر المبارك وأعنا على قيامه وصيامه وأكرمنا بتلاوة كتابك الكريم آناء الليل وأطراف النهار اللهم اجعله شهر مغفرة ورحمة واعتق رقابنا فيه من النار.
- اللهم اجعل صيامي خالصًا لك كما أمرت وقيامي نورًا يضيء دربي اللهم اجعلني من عبادك الصالحين ووفقني فيه لطاعتك كما تحب وترضى اللهم ارزقني القرب منك واهدني إلى سبيل مرضاتك وابعدني عن كل ما يغضبك ووفقني في تلاوة كتابك على الوجه الذي ترضاه.
كيفية انعقاد النية لصيام شهر رمضان
يُعتبر صيام شهر رمضان أحد أركان الإسلام الخمسة وفرضاً على كل مسلم بالغ عاقل. ومن المعلوم أن الصيام لا يَصِحُّ إلا بالنية. وفيما يلي كيفية انعقاد النية لصيام شهر رمضان:
- يجب عقد النية لصيام كل يوم من أيام شهر رمضان قبل الفجر.
- النية محلها القلب ولا يشترط التلفظ بها.
- يستحب أن تكون النية في القلب بأن يعزم المسلم على أن يصوم غداً لوجه الله تعالى.
- تكفي النية العامة للشهر كله في بداية الشهر إذا نوى الشخص الصيام عند دخول شهر رمضان.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إِنَّمَا ٱلْأَعْمَالُ بِٱلنِّيَاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ ٱمْرِئٍ مَا نَوَى)”
كيفية انعقاد النية لصيام شهر رمضان
يَجِب على المُسلم تحديد النية مُسبقًا قبل بداية الصيام وذلك من الليلة السابقة حتى فجر اليوم التالي مع التأكيد على أن النية محلها القلب ولا يُشترط النطق بها أو إخبار الآخرين بها كما أنه من الضروري أن يكون نوع الصيام واضحًا في النية كأن ينوي الشخص صيام شهر رمضان كاملًا أو ينوي قضاء أيام قد فاتته من قبل.
فهذا التحديد يُوضّح النية بشكل دقيق ويمنع وقوع أي التباس وهناك مسألة يُشدّد عليها بعض العلماء وهي ضرورة تحديد نية القضاء لضمان صحة الصيام وعدم الوقوع في أي خطأ في النية فإن كان الصيام لتعويض أيام متفرقة فلا يُشترط تجديد النية يوميًا أما إذا كانت الأيام مُتتابعة فمن الأفضل تحديد النية في البداية لضمان صحة الصيام.
الشروط التي يجب استيفاؤها في نية الصيام
لِصحّة الصّيام في شهر رمضان، هُناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتحقّق في نِيّة الصّيام، وهي كالتّالي:
- التّبييت: يجب على المُسلم أن ينوي الصّيام من اللّيل إلى ما قبل الفجر، فلا تصحّ النّية بعد طلوع الفجر لأن هذا الأمر يُعدّ شرطًا أساسيًا عند الشافعية، وقد استدلّوا على ذلك بحديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: “مَن لم يبيِّتِ الصِّيامَ قبلَ الفجرِ، فلا صيامَ لَهُ”. صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- التّعيين: ينبغي على المُسلم أن يُحدّد نوع الصّيام الّذي ينوي صيامه سواء كان فريضة مثل صيام رمضان أو صيام قضاء أو أي نوع آخر من الصّيام، وذلك لأنّ الشافعية يرون أنّ الصّيام لا يكون صحيحًا إلّا إذا تمّ تحديد نوعه مُسبقًا.
- التّكرار: لا بُدّ للمُسلم من تجديد نِيّة الصّيام كلّ ليلة خلال شهر رمضان، فلا تكفي نيّة واحدة لبقيّة الأيّام لأنّ كُلّ يوم في رمضان يُعتبر عبادة مُستقلّة، لهذا يجب أن تَكون النّية مُتجددة يومًا بيوم.
- عدم التّعليق على فِعل شيء: عند الحنفية، لا يَصحّ أن يربط المسلم نيّة الصّيام بأمر مُعيّن أو بشرط مُحدد، فلا يجوز أن يقول على سبيل المثال “إذا حدث كذا سأصوم”، لأنّ في حال لم يتحقّق هذا الشّرط فالصّيام لا يكون صحيحًا، فلا بُدّ أن تكون النية قائمة دون تعليقها على أمر آخر.
الأحكام الشرعية الخاصة بنية الصيام
في أحكام الصيام، هناك بعض المسائل الهامة المتعلقة بالنية والتي يجب على المسلم معرفتها نظراً لأن النية تُشكل ركنًا أساسيًا في صحة الصيام وهذه بعض التفصيلات حول هذا الأمر.
- حكم قطع النية أثناء الصيام.
وفقًا للمذهب الشافعي، إذا نوى الشخص في أي وقت من اليوم أنه سيفطر لكنه لم ينفذ ذلك فعليًا، فصيامه يبقى صحيحًا لأن النية لم تتحقق بعمل فعلي ولم تُحدث أثرًا حقيقيًا على صحة الصيام.
- نسيان تبييت النية من الليل.
في حال كان الصيام واجبًا كصيام شهر رمضان، فإن النية تكون موجودة ضمنيًا عند المسلم مع بداية الشهر، فلا يلزمه تجديدها كل ليلة لأنه ينوي صيام الشهر كاملاً منذ بدايته، أما في الصيام الذي يحتاج إلى تعيين كنوافل أو الكفارات، فيلزم عقد النية من الليل ليكون الصيام صحيحًا.
- حكم التلفظ بالنية.
ذهب علماء الشافعية والحنفية والحنابلة إلى أن التلفظ بالنية مستحب لكنه غير واجب، فإن قالها الشخص بلسانه فهو أمر حسن لكنه لا يُعد شرطًا لصحة الصيام لأن النية محلها القلب فإذا كان المسلم قد أضمر عزمه على الصيام بصدق فإن ذلك يكفي دون الحاجة إلى التصريح بها.
- تعليق النية بمشيئة الله.
إذا قال المسلم عند عقد النية: “نويت الصيام غدًا إن شاء الله” وكان قصده الاستعانة بمشيئة الله وتوفيقه، فإن ذلك لا يؤثر على صحة نيته، أما إذا كان يقصد تعليق النية بدون حسم أمره بالصيام، فإن ذلك يجعل النية غير جازمة وبالتالي لا يكون الصيام صحيحًا لعدم تحقق النية بشكل واضح.
