حوار بين شخصين عن بر الوالدين سؤال وجواب

يُعد بِر الوالدين من الأمور الأساسية التي يجب أن تكون جزءًا من حياتنا اليومية وينبغي أن نُعزز هذا المفهوم لدى الأجيال المختلفة سواء في المدارس أو في المساجد فقد قرن الله سبحانه وتعالى طاعة الوالدين برضاه واعتبر سخطهم من أسباب سخطه مما يدل على مدى علوّ منزلتهم وأهميتهم كما أن عقوق الوالدين يُعد من الكبائر التي يُحاسب عليها الإنسان ليس فقط في الآخرة بل قد يرى أثرها في حياته الدنيا قبل مماته.

حوار ثنائي مؤثر حول بر الوالدين

دَارَ حديث بين أسماء وصديقتها عايدة في المنزل حول أهمية بر الوالدين، حيث قالت:

  • أسماء: مرحبًا يا عايدة كيف حالُكِ؟ يَبدو عليكِ شاردة الذهن، ما الذي يشغل تفكيركِ؟.
  • عايدة: أهلاً يا أسماء، كنتُ أفكر في موضوع درس اليوم.
  • أسماء: ما هو موضوع الدرس؟
  • عايدة: كَانَ عن برّ الوالدين.
  • أسماء: هذا موضوع في غاية الأهمية، ولكن ما الذي يثير قلقكِ بشأنه؟
  • عايدة: أفكر في الطريقة التي أتعامل بها مع والديَّ أجادلهما كثيرًا وأُهمِلُ أوامرهما في مسائل جوهرية بل وأُثقل عليهما بتصرفاتي غير المسؤولة، ورغم ذلك يُقابلانني دائمًا بالحُبِّ والرحمة.
  • أسماء: هذا أمر مُؤلم يا عايدة، هل تدركين أن ما تفعلينه يُعَدُّ من العقوق؟ والداكِ يُحسنان إليكِ لأن الله عز وجل جبلَ قلوب الآباء على حب أبنائهم قبل أن يُبصروا الحياة وحُسن مُعاملتهم لكِ يُعدُّ نوعًا من العبادة.
  • عايدة: عقوق الوالدين؟! هل هناك دليلٌ شرعي يؤكد ذلك؟
  • أسماء: بالطبع، الله سبحانه وتعالى ذكر ذلك في سورة الإسراء:
“وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا”
  • عايدة: ومَا جزاء من يعوق والديه؟
  • أسماء: عقوق الوالدين من كبائر الذنوب وقد جعل الله لمن يرتكب هذا الذنب عقابًا شديدًا في الدنيا والآخرة فالواجب علينا برُّهما وطاعتهما في كل شيء إلا فيما يخالف أمر الله.
  • أسماء: إلى أين أنتِ ذاهبة يا عايدة؟
  • عايدة: لا بُدَّ لي من الذهابِ إلى والديّ والاعتذارِ منهما على تقصيري سأطلب منهما العفو وأعدهما بأن أكون بارةً بهما فما فائدة الحديث عن البرّ إن كنتُ مُقصرةً في حقهما؟ برُّ الوالدين هو الخير كله.

حكاية ذات مغزى عن حسن البر بالوالدين

في سياق الحديث عن بر الوالدين، جلس الأب مع ابنه ذات يوم في الحديقة وأراد أن يوضح له قيمة بر الوالدين بأسلوب بسيط وعفوي فدار بينهما الحوار التالي:

  • الأب: يا بني، ما هذا الصوت الذي أسمعه؟
  • الابن: إنه صوت غراب يا أبي.
  • الأب: يا بني، ما هذا الصوت؟
  • الابن: يا أبي، إنه صوت غراب.
  • الأب: كرر سؤاله مرات عدة.
  • الابن: ردّ بصوت يملؤه الضيق قائلاً: لقد أخبرتك أكثر من مرة، هذا صوت غراب.
  • الأب: تنهد قليلاً وقال: هل يمكنك أن تحضر لي دفتر يومياتي الموجود على المكتب؟
  • الابن: اتجه إلى داخل المنزل، بحث عن الدفتر، ثم عاد به إلى والده.
  • الأب: يا بني، افتح الدفتر واقرأ، فأنت تعلم أنني لا أستطيع القراءة دون نظارتي.
  • الابن: بدأ بقراءة الصفحات حتى وقع نظره على جملة: “اليوم أكمل ابني عامه الثالث، كنا نجلس معاً في الحديقة، سمع صوت غراب لأول مرة، سألني عنه فأجبته، ثم كرر السؤال مرارًا، وفي كل مرة كنت أجيبه بابتسامة وحب قائلًا: إنه صوت غراب”.
  • ما إن انتهى من القراءة حتى اغرورقت عيناه بالدموع، فقد شعر بالندم لأنه رفع صوته على والده.
  • الأب: مسح دموع ابنه برفق وقال: يا بني، بر الوالدين لا يكون فقط بالكلام بل بالأفعال الحسنة والتعامل الحنون وهو من الأمور التي أمرنا الله بها وربطها بطاعته ورضاه ودخول الجنة.
  • الابن: نظر إلى والده معتذرًا، وعاهد نفسه ألا يكرر هذا السلوك مرة أخرى.

حوار ثلاثي يناقش فضل بر الوالدين

  • بدأت الحصة، دخل المعلم إلى الفصل وكتب على السبورة عنوان الدرس “بر الوالدين”، ثم التفت إلى الطلاب وقال.
  • المعلم: هل يستطيع أحدكم أن يخبرني بمعنى بر الوالدين؟
  • أنس: نعم يا أستاذ، سبق وتحدثت مع والدي عن هذا الموضوع، وأخبرني أن طاعة الوالدين واجبة في كل الأمور، إلا إذا كان فيها معصية لله سبحانه وتعالى.
  • سارة: كلامك صحيح يا أنس، بالإضافة إلى ذلك يجب علينا مساعدتهم في أعمال المنزل دون أن نشق عليهم، وعلينا الحرص على إرضائهم بالأفعال والأقوال.
  • المعلم: إجاباتكم رائعة، وهذا ما أكده القرآن الكريم في أكثر من موضع، ومن ذلك قوله تعالى في سورة العنكبوت.
“وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”.
  • لكن هل تعلمون أن بر الوالدين لا يقل شأنًا عن الجهاد في سبيل الله؟ فقد بينت السنة النبوية ذلك في حديث الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له.

(يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ، أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم، قالَ: ارجَع فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ، قالَ: وَيحَكَ، أحيَّةٌ أمُّكَ؟

قلتُ: نعَم يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: فارجِع إليها فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ، أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: ويحَكَ، الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ).

  • سارة: هذا صحيح يا أستاذ، ففي السنة الماضية درسنا هذه الآيات وتعرفنا على مدى عظمة بر الوالدين.
  • أنس: كلامكم صحيح، فلا يوجد أحد في هذا العالم يحبنا أكثر من والدينا، وبرهم هو طريقنا لنيل رضا الله ودخول الجنة.

كان هذا نقاشًا بين ثلاثة أشخاص حول فضل بر الوالدين، وإذا كان لديكم أي استفسارات عن قصص شيقة تتعلق بالصدق والأمانة، لا تترددوا في ترك تعليقاتكم أسفل المقال.

إيمان محمد محمود، خريجة تكنولوجيا التعليم والمعلومات ، أعمل مدرب حاسبات ونظم، كاتبة مقالات في العديد من المواقع ، متخصصة في الأدعية والاخبار السعودية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x