خطبة محفلية عن التخرج قصيرة (مقدمة وعرض وخاتمة)

حفلات التخرج من المناسبات التي تبقى محفورة في الذاكرة كونها تمثل ثمرة أعوام من الجهد والاجتهاد سواء بالنسبة للخريج الذي كرس وقته وبذل جهده وواجه التحديات طوال مسيرته التعليمية ليصل إلى هذه اللحظة أو لأولياء الأمور الذين يرون أحلام أبنائهم تتحقق بعد سنوات من الدعم والتضحيات ، ليحملوا بين أيديهم شهادة تفتح لهم الأفق نحو مستقبل واعد ومسيرة مهنية ناجحة وغالبًا ما تتضمن حفلات التخرج فقرة مخصصة لكلمة التخرج التي يتم خلالها توجيه الحديث إلى الخريجين وأسرهم وأصدقائهم بالإضافة إلى الشخصيات الأكاديمية التي كان لها دور بارز في المسيرة التعليمية.

خطبة رسمية بمناسبة التخرج

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبيِّنا مُحمَّد

نَحتَفِلُ اليَومَ بِتَخرُّجِ أبنائِنا الطُلَّابِ بَعدَ رِحلَةٍ طَويلَةٍ مِنَ الجُهدِ والعَطاءِ والإصرارِ على التَّحصِيلِ العِلميِّ ، فَمِشوارُ التَّعَلُّمِ لَم يَكُن يَسِيرًا كُلُّ طالِبٍ بَذَلَ الوَقتَ والجُهدَ وَصالَ اللَّياليَ فِي كِفاحٍ مُستَمِرٍّ لِيَبلُغَ هَذهِ اللَّحظَةَ الَّتِي تُمثِّلُ لَهُم مَرحَلَةً جَدِيدَةً فِي حَياتِهِم إِنَّ الحُصولَ عَلى الشَّهادَةِ الأكادِيمِيَّةِ لَيسَ مُجرَّدَ وِثيقَةٍ وُقِّعَت بِالحِبرِ بَل هِيَ بِدايَةُ خُطوَةٍ راسِخَةٍ فِي طَرِيقِ النَّجاحِ المِهنِيِّ والمُستَقبَلِيِّ.

قَبلَ أن نَتَحَدَّثَ عَمَّا يَنتَظِرُ الخَرِّيجِينَ فِي المُستَقبَلِ لا بُدَّ أن نَستَذكِرَ كُلَّ التَّضحِياتِ الَّتِي قُدِّمَت وَكُلَّ الإنجازاتِ الَّتِي حُقِّقَت فِي طَرِيقِهِم لِبُلوغِ هَذا اليَومِ فَالمَسِيرَةُ العِلميَّةُ لَم تَكُن سَهلةً ولَم تَكُن مَسارًا بَسيطًا خالِيًا مِنَ التَّحَدِّياتِ، بَل كَانَت مَحفُوفَةً بِالتَّعبِ والاجتِهادِ والمُثابَرَةِ الدَّائِمَةِ وَإِن كَانَ الطَّالِبُ هُوَ الَّذِي واجَهَ اختِباراتِ العِلمِ وَسَهرَ اللَّيالِيَ فَإِنَّهُ لَم يَكُن وَحدَهُ فِي هَذَا الطَّرِيقِ بَل وَقَفَ إلَى جَانِبِهِ دَاعِمُونَ حَقِيقِيُّونَ يَستَحِقُّونَ كُلَّ الشُّكرِ وَالتَّقدِيرِ.

يَأتِي فِي المُقدِّمَةِ الوالِدانِ اللَّذَانِ كَانَا العَمودَ الفِقرِيَّ لِكُلِّ نَجاحٍ قَضَيَا اللَّيَالِيَ يُتابِعَانِ ويُدَعِّمانِ بِكُلِّ حُبٍّ وَحِرصٍ كَانَا العَضُدَ وَالمُسانِدَ فِي كُلِّ خُطوَةٍ، قَدَّمَا الغَالِيَ وَالنَّفِيسَ مِن أَجلِ أن يَحصُلَ ابنُهُمَا أو ابنتُهُمَا عَلَى فُرَصَةٍ تعليميَّةٍ نَاجِحَةٍ بِيئَتُها خَالِيَةٌ مِنَ العَوائِقِ وَالمُشتِّتَاتِ كَانَا وَرَاءَ هَذا اليَومِ بِكُلِّ صَبرٍ وَتَفَانٍ بَذَلا مِن وَقتِهِمَا وَرَاحتِهِمَا فَبِكُلِّ خُطوَةٍ نَحْوَ التَّفَوُّقِ كَانَت تُوجَدُ دُعَواتُهُم المخلِصَةُ وَتَوجِيهَاتُهُم الصَّادِقَةُ.

وَلَا يُمكِنُ أبدًا إهمَالُ دَورِ المُعَلِّمِينَ الَّذِينَ سَطَّرُوا بِنُورِ العِلمِ طَرِيقًا لِلأَجيَالِ لَم يَكُونُوا رُسُلَ مَعرِفَةٍ فَحَسب بَل كَانُوا مُلهِمِينَ وَقادةً وَمُرشدِينَ نَقلُوا العِلمَ بِكُلِّ صِدقٍ، تَحمَّلُوا أعبَاءَ التَّعَلِيمِ وَوَاجَهُوا كُلَّ صُعُوبَةٍ بِتَفَانٍ فِي إيصَالِ المَعرِفَةِ وَغَرسِ قِيمِ المُثابَرَةِ وَالتَّحَدِّي بَدَّلُوا المَعُوقَاتِ إلَى دَوَافِعَ وَحَرِّكُوا الهِمَمَ نَحْوَ آفَاقٍ جَدِيدَةٍ فِي العِلْمِ وَالإِبداعِ وَبِفَضلِهِم تَحَوَّلَتِ التَّحدِّيَاتُ إلَى مَحَطَّاتٍ لِلنُّموِّ وَالإنجَازِ.

كلمة موجزة بمناسبة التخرج

التخرج يُمثل حصاد سنواتٍ من الجهد والمثابرة وهو محطة فارقة في مسيرة كل طالبٍ سعى وبذل أقصى ما لديه من أجل تحقيق طموحاته العلمية وبناء مستقبله، كل شخص يطمح لاكتساب المعارف والعلوم والحصول على المؤهلات الأكاديمية ليكون قادرًا على تحقيق طموحاته لأن كل جهدٍ يُبذل في طلب العلم ينعكس بالنفع على صاحبه ويكون له أثر واضح في حياته.

وهذا وعدٌ صادقٌ من الله بالقرآن الكريم لمن جدّ واجتهد في سبيل العلم والعمل حيث أكد الله تعالى هذا الأمر في كتابه الكريم (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105).

من أخذ طلب العلم هدفًا له فقد سلك طريقًا يُرضي الله ويحقق له الخير والبركة، لأن العلم يُعلي من شأن صاحبه ويمنحه مكانةً رفيعة مما يُسهم في خدمة الأمة الإسلامية ورُقيّها، وهذا من أعظم أسباب التوفيق في الدنيا والآخرة لأن التقدم والتطور والنجاح لا يتحقق إلا لمن سعى إليه بالعلم والمعرفة.

خطبة احتفالية مختصرة عن التخرج

الله سبحانه وتعالى أكد في كتابه العزيز على أهمية السعي لاكتساب العلم والمعرفة لأنها سبب في رفع مكانة الإنسان وتمكنه من أن يكون فردًا نافعًا يسهم في ارتقاء مجتمعه ويشارك في تطور الحياة التي ينتمي إليها.

قال الله تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ النحل  اية رقم 43.

هذا وإن دل يدل على أن الإنسان الذي يبذل جهده في طلب العلم ويحرص على تحصيل المعرفة يصبح قادرًا على تحسين حياته ويشعر بالطمأنينة، لأن ازدياد علمه يمنحه القدرة على تحديد الخيارات الصائبة لنفسه ولمن حوله مما يساعده في مواجهة العقبات بقوة ويكون داعمًا في بناء مجتمعه واستقراره.

خطبة محفلية في يوم التخرج

يوم التخرج يعد لحظة فارقة ينتظرها الطالب وأسرته بكل حماس، فهو ثمرة سنوات طويلة من الاجتهاد والتعلم لكنه في الواقع ليس نهاية الطريق بل هو بداية مرحلة جديدة كليًا حيث يبدأ فيها الخريج رحلته نحو بناء مستقبله والاندماج في المجتمع بشكل أعمق وأكثر تأثيرًا.

بعد التخرج تصبح مسؤولية تحقيق الذات على عاتقك عليك أن تخطو بخطوات ثابتة نحو أهدافك سواء بالبحث عن عمل يتناسب مع طموحك أو ببدء مشروعك الخاص أو بالسعي للدخول في المجال الذي تطمح إليه، لأن النجاح لا يُدرك إلا بالمثابرة والتخطيط الصحيح والسير في درب واضح يضمن لك التقدم ويعزز مكانتك في المجتمع ويحقق أحلامك.

الوطن يضع آماله عليكم أنتم أيها الخريجون فأنتم القوة التي ستعمل على تطويره والركيزة التي يُبنى عليها مستقبله واليوم قد تشعرون بأنكم أنجزتم مرحلة كبيرة، لكن القادم أكثر أهمية وتأثيرًا فقراراتكم وخياراتكم هي التي ستشكل ملامح المستقبل ومسؤولية النهضة والتطور تقع على عاتقكم لذلك لا تتوقفوا عن الاجتهاد وواصلوا تطوير مهاراتكم وقدراتكم حتى تصلوا إلى المكانة التي ترفع شأنكم وتعبر عن قيمكم وترسخ دوركم في الحياة.

رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كان يُعلي من شأن العلم والمتعلمين فقد كان يدرك أن المعرفة هي الأساس في بناء أمة قوية تنهض بحضارتها وتعزز مكانتها وترفع من قيمة أبنائها.

كما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ، وإِنَّ طالبَ العلمِ يستغفِرُ له كلُّ شيءٍ، حتى الحيتانِ في البحرِ”.

وهذا الحديث يُبين أن السعي نحو طلب العلم ليس مجرد اختيار بل هو واجب فبالعلم تنير حياتك وتخدم أمتك وتحقق بواسطته رسالتك في هذه الحياة.

كلمة محفلية وجيزة حول التخرج

  • حين نتحدث عن خطبة محفلية حول التخرج فلا بد أن نشير إلى أن كل أمة تفخر بأبنائها وتعتز بشبابها، فهم الركيزة الأساسية التي تقوم عليها نهضتها وهم القوة الدافعة التي تُسهم في دعم تطورها وتحقيق تقدمها وهم رواد المستقبل الذين سيحملون مسؤولية بناء الأوطان والارتقاء بها إلى أعلى المستويات.
  • خلال هذا اليوم نحتفي بخريجي هذا الجيل الذين سيصبحون قادة الغد في مختلف الميادين فالمهندس الذي تخرج اليوم سيكون هو المبدع الذي يرسم ملامح المدن الجديدة ويطور المرافق الحيوية التي تخدم المجتمع، فهو الذي يضع الأسس الهندسية التي تساهم في حل التحديات العمرانية والاستجابة لاحتياجات السكان المتزايدة.
  • أما الطبيب فهو الحامي الأول لصحة الأفراد يقف في الصفوف الأمامية لمواجهة الأمراض والأوبئة يبذل قصارى جهده للحفاظ على سلامة المجتمع ويسخر علمه وخبراته لخدمة الإنسانية فهو الذي يرعى المرضى ويقدم لهم العلاج يسهر على راحتهم ويبذل الوقت والجهد ليضمن أن يبقى الوطن قويًا بشعبه المعافى فبفضل الأطباء تنهض الأمم ويترسخ الأمن الصحي الذي يعد ركيزة أساسية في مسيرة التنمية.
  • وبالنسبة للضابط فهو حصن الوطن الذي يسهر على أمنه واستقراره يبذل الغالي والنفيس من أجل حماية أراضي بلاده يقف بكل شجاعة وعزيمة ليؤمن حدود الوطن ويحمي أبناءه فهو الدرع الذي يتصدى لكل تهديد، وهو العين الساهرة التي لا تعرف طعم الراحة من أجل أن ينعم المواطنون بالأمان فهو الذي يضحي بروحه ليبقى الوطن شامخًا ومستقرًا فالأوطان لا تزدهر من دون رجال أمن مخلصين يعملون بإخلاص وتفانٍ لحماية ممتلكاتها وصون سيادتها.
  • والعالِم هو ركيزة أساسية في صناعة المستقبل فهو الذي يحمل على عاتقه مسؤولية التطوير والابتكار يسعى لاكتشاف تقنيات جديدة وحلول مبتكرة تساعد في تيسير حياة الناس والنهوض بالمجتمعات، فبالعلم تُبنى الحضارات وبالمعرفة تتطور الأمم فأنتم اليوم في بداية طريقكم نحو تحقيق أحلامكم لا تدعوا اليأس يتسلل إليكم وتمسكوا بالأمل والإصرار اجتهدوا في طلب العلم واسعوا بكل طاقتكم نحو تحقيق أهدافكم فالله هو الموفق والهادي إلى كل خير نسأل الله أن يكتب لنا ولكم النجاح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يارا محمد محمود، خريجة هندسة ، كاتبة متخصصة في الأخبار السعودية والأدعية علي موقع كبسولة ، للتواصل معي capsula.sa/contact_us .

0 0 التصويت
Article Rating
الاشتراك في تنبيهات التعليقات
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتا
التعليقات المضمنة
عرض جميع التعليقات
0
اكتب تعليقك او استفسارك وسنرد عليك في أقرب وقت بمشيئة الله تعالىx
()
x