حَرب أكتوبر التي وقعت يوم السادس من أكتوبر عام 1973 تُعَدُّ واحدة من أبرز الأحداث التاريخية في الوطن العربي حيث يحرص الطلاب دائمًا على البحث عن مقدمة مناسبة للإذاعة المدرسية للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة فقد شهد ذلك اليوم هجومًا منسقًا بين القوات المصرية والسورية ضد القوات الإسرائيلية وذلك لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل بعد حرب 1967 وكان الهدف الأساسي هو رد الاعتبار للأمة بعد النكسة التي ألمّت بها في ذلك العام.
مقدمة لبث إذاعي مدرسي حول انتصار السادس من أكتوبر
نفتتح إذاعتنا الصباحية بمشاعر ملؤها الفخر والانتماء نبدأها بتلاوة عطرة من كتاب الله نستمع إليها بخشوع وتدبر ثم ننتقل لكلمة مميزة تسلط الضوء على واحدة من أروع البطولات العسكرية في التاريخ المعاصر ذكرى السادس من أكتوبر المجيدة يلي ذلك فقرة هل تعلم التي تقدم حقائق موثقة ومعلومات دقيقة حول هذه الحرب التي سطرها التاريخ بأحرف ناصعة الذهب واختتامًا برفع الأكف متضرعين إلى الله أن يحفظ وطننا الغالي ويبارك في جيشه الباسل ويديم علينا نعم الأمن والنصر والاستقرار والتقدم.
السادس من أكتوبر عام 1973 لم يكن يوماً عادياً في سجل الأيام بل تحول إلى علامة فارقة في ذاكرة الوطن فقد استطاع خلاله أبناء مصر وقواتها المسلحة أن يستعيدوا الثقة ويكسروا حاجز الهزيمة الذي خلفته نكسة 67 وكان ذلك إيذاناً بصفحة جديدة من صفحات العزة تحمل دلائل واضحة على قدرة المصريين على استعادة الأرض ودحر العدوان بما يعكس صورة الإرادة الوطنية حين تُبنى على العلم والتخطيط والإيمان.
بسم الله الرحمن الرحيم ومع نسائم صباح جديد نحيي في قلوبكم معاني الكبرياء والانتماء من خلال إذاعتنا التي تتناول إحدى المناسبات الوطنية العظيمة وهي ذكرى نصر أكتوبر التي تعيد إلى الأذهان صورة الجنود الشجعان وتضحياتهم العظيمة من أجل تراب هذا الوطن هذا اليوم يظل مشهدًا خالدًا يجسد آيات من البطولة الخالدة ويسجل في سجلات المجد أن مصر لا تُهزم طالما فيها رجال عاهدوا الله والوطن.
وبعَون الله ثم بإصرار رجال صدقوا ما عاهدوا عليه تحقق الإنجاز وتمكن الجيش المصري من أن يصنع النصر وأن يتجاوز محنة الهزيمة فكان هذا التحول مفصلًا تاريخيًا أظهر أن المعركة لا تُحسم بالسلاح فحسب بل بالتخطيط العسكري الدقيق والروح القتالية العالية والأهداف الوطنية الواضحة فتحققت معادلة الانتصار بمجموعة من القيم التي جعلت من الحرب نموذجًا يُحتذى لكل شعوب تسعى للتحرر واستعادة السيادة.
ومن خلال التضحيات الجليلة التي قدمها الأبطال خلال ملحمة العبور تمكنت مصر من بدء مسار استعادة أرضها المحتلة وكان الإعلان عن توقيع اتفاقية السلام في عام 1979 ثمرة ذلك النصر المُشرف هذا الإنجاز ما كان ليتحقق بهذه الصورة لولا مواقف الدول العربية التي وقفت إلى جانب مصر وسوريا دعمًا ماديًا وعسكريًا فكان لهذه المواقف الأثر البالغ في تعزيز مفاهيم الوحدة والتضامن العربي ضد الاحتلال وتثبيت القناعة أن الجيش الإسرائيلي ليس عصياً على الكسر وأن ميزان القوة لا يُحسم إليه أبداً.
الحدث لم يقتصر فقط على الجانب العسكري بل أحدث تحولًا في المشهد السياسي الإقليمي والدولي فكان دافعًا للتدخل المباشر من قوى كبرى كأمريكا والاتحاد السوفيتي الذين سعوا لإعادة توازن المصالح وتقريب وجهات النظر فتشكل من خلال هذه الديناميكية باب للسلام ساهم في صياغة واقع جديد في المنطقة كما اكتسب الجيش المصري خلال ذلك خبرات استراتيجية متطورة واعتمد على أنماط قتالية جديدة إلى جانب تقنيات تسليح حديثة استطاع من خلالها تحقيق مكاسب ميدانية تُدرس في أروقة المؤسسات العسكرية وصارت هذه الحرب مصدر فخر وإلهام لكل الأجيال.
أما السادس من أكتوبر فكان يوماً حاسماً ما تزال دقائقه محفورة في الوجدان حين انطلقت ساعة الصفر في تمام الثانية ظهراً بهجوم منسق على جبهتين الأولى بسيناء بقيادة أبطال مصر والثانية على جبهة الجولان بقيادة الأشقاء من الجيش السوري فمثل هذا التنسيق ضربة مباغتة على أكثر من محور أربكت الخطط الدفاعية الإسرائيلية وغيّرت قواعد الاشتباك بتحرك مدروس محسوب النتائج والآثار.
وفي هذه المرحلة الدقيقة تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس رغم أنها كانت تحظى بتحصينات هي الأقوى في تلك الفترة والمعروفة بخط بارليف هذا العبور لم يكن إنجازًا عادياً بل كان تحولًا عسكريًّا ونفسيًّا شاملاً إذ أربك حسابات العدو وفتح المجال لتقدم ميداني حقيقي وفي الجبهة المقابلة استطاعت القوات السورية كذلك اقتحام مواقع العدو والدخول بعمق الأراضي المحتلة بعد تجاوز الخندق الاصطناعي الذي أنشأته إسرائيل فكان الموقف على الجبهتين داعمًا لقوى النصر في كل محور وهذا الإجماع العربي في الميدان أجبر إسرائيل على تغيير خططها ومراجعة استراتيجياتها بالكامل.