يَجب على المسلم أن يكون دائم القرب من ربه لأن هذا القرب ينعكس على حياته ويمنحه القبول والمهابة بين الناس بينما إذا استمر في ارتكاب الذنوب والمعاصي فإنه قد يلاحظ نفور الناس عنه دون سبب واضح فقد يرتكب العبد ذنبًا في خلوته ولا يعلم به أحد لكن أثر هذا الذنب يظهر في تصرفاته وتعابير وجهه مما يجعل الآخرين يشعرون بشيء غير مألوف تجاهه دون أن يدركوا السبب ولذلك من الضروري أن يُكثر من التضرع إلى الله ويدعوه أن يجعله من المقبولين عنده وفي قلوب عباده ومن الأدعية التي يمكن أن يقولها:
- اللّهُمَّ اجعَلني مِن المقبولين عندك وأَبعد عني ذُنُوبي، واكفر عَني سيئاتي.
- رَبِّي اغفِر لِي وارزُقني مَغفِرَتك ورحمَتَك واهدِني إلى صراطك المستقيم.
- يا حيُّ يا قَيُّوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تَكِلنِي إلى نَفسِي طرفَةَ عين.
دعاء مكتوب لجلب الهيبة ونيل القبول
- اللّهم ارزقني الهيبة والمقام الرفيع واجعل لي من لدنك سلطانًا مؤيدًا يعزز شأني بين عبادك ويسهل لي أبواب الخير والتوفيق اللّهم ألّف بيني وبين من أحب وأصلح أحوالي معهم واهدني لما فيه الرضا والصلاح واكتب لي سعة في الرزق وبركة في العمر وسعادة لا تنقطع في الدنيا والآخرة اللّهم اغنني بفضلك عمن سواك واجعلني متوكلًا عليك في كل أمري فأنت حسبي ونعم الوكيل.
- اللّهم يسّر لي كل عسير وانثر أمامي سبل التوفيق والرشاد اللّهم دبّر لي أمري فأنا لا أحسن التدبير وبارك لي في رزقي واكتب لي من الخيرات ما لا يخطر ببالي وارضني بما قسمت لي واملأ قلبي بالسكينة واليقين اللّهم بارك لي في صحبتي وألهمني الصواب في قراراتي وارزقني القبول حيثما حللت.
- اللّهم ارزقني القبول والمحبة بين عبادك ووفقني إلى ما تحب وترضى اللّهم سخّر لي من الأقدار أجملها ومن الخير أوفره وأجعل لي نصيبًا من التوفيق في كل خطوة ألجأ فيها إليك اللّهم دبّر لي أمري بحكمتك وأكرمني بمنزلة رفيعة بين الناس واغمرني برحمتك وعفوك واحفظني من كل سوء واصرف عني الشرور والهموم.
- اللّهم اجعلني محبوبًا بين عبيدك واحط قلبي بنور المحبة والمودة اللّهم اجعل مسيرتي عامرة بالتوفيق والهداية وأرشدني دائمًا إلى ما فيه الخير لي في ديني ودنياي وأكرمني بتيسير أموري وراحة قلبي وثبات يقيني.
أساليب فعالة لاكتساب محبة الآخرين
الدعاء يُعَدّ مِن أعظم الوسائل التي تُساعد الإنسان على نَيل محبة الناس ومودتهم بإذن الله وَمِمّا يُمكن للمُرء أن يُردده لتحقيق ذلك هو هذا الدعاء:
- “اللهم يامن أبدعت في خَلق الأشياء وذكرت القَبول في كتابك العزيز فاجعلني محبوباً في أعيُن عبادك اللهم أنِرني بنُورك حتى يَتعجب مني الصغيرُ والكبير اللهم ألبسني من المهابة والمحبة ما تريد وكيفما تشاء وبالطريقة التي تُحب.
- اللهم اجعل في ناظري نوراً لا يُفارقني مَن رآني اللهم ارزقني حلاوة اللسان والفصاحة حتى لا يَملني من أُحدث اللهم أنت القَوي فقوني بالمحبة اللهم سَخّر لي عبادك كما سَخّرت هذا الكون لخَلقك”.
هُناك أدعية عظيمة يُمكن للإنسان الاستعانة بها لينال القبول والمودة بين النّاس بِإذْن الله ومن أهمها الدعاء بأسماء الله الحُسنى المُرتبطة بالأنبياء والملائكة والصالحين لِمَا فيها مِن بركة ونفحات روحانية عَظيمة.
- “اللهم إنّي أسألك بعظَمة عَرشِك وبسِعة كُرسيك وبميزانك الذي تخف به الموازين وبسرعة قلمك وعرض لوحك ودقَّة صراطك وَبجوهر جبريل وَوحيه وَأمانة ميكائيل وَنفخة إسرافيل وَقبضة عزرائيل وَرِضوان وجَنته وَمالك وَزبانيته وَبِآدم وتوبته وَشِيث وهيبته وَإدريس وَرفَعته وَصالح وَناقته وَنوح وَسفينته وَهدى هود وَذريته بِنور إبراهيم وَخلَّتِه وَبشدّة كَربِ يوسف وحسرة يَعقوب ونبوة شعيب وَوَحدة هارون وآيات موسى وَمقام داود وحكمة سُليمان ومملكة دانيال وسياحة الخضر وَهيبة عيسى وَدعوة يونس وَعفة زكريا وبلاء أيوب وَخشية لوط وَبشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وَبشجاعة الإمام علي وَبدم الحَسَن وَقَتلته فاجعلني محبوباً مقبولاً بين خَلقك وَسَهّل لي طريق المودة بينهم”.
وسائل إضافية لتعزيز محبة الناس
تناولنا سابقًا أثر دعاء القبول في زيادة حب الناس، حيث إن الشعور بالمودة من الأمور التي تُسعد القلب وتضفي بهجة على الحياة ويسعى الكثير لاكتساب الصفات الطيبة التي تجعلهم محبوبين بين من حولهم، فالشخص الذي يتميز بأخلاق رفيعة يحظى بمكانة خاصة لدى الآخرين وهناك مجموعة من الوسائل التي تُساهم في تعزيز محبة الناس:
التحلي بالأخلاق الطيبة، فالشخص الذي يُعامل الآخرين بأسلوب رقيق ويحترم مشاعرهم يكون أكثر قُربًا إلى قلوبهم حيث تلعب الكلمة الحسنة والتصرف اللبق دورًا كبيرًا في كسب ود المحيطين به، فعندما يصبح الإنسان راقيًا في تعامله ويحرص على مراعاة أحاسيس الآخرين يجد أنهم ينجذبون إليه ويحرصون على البقاء بقربه.
الذكاء والنشاط، امتلاك الشخص لقدرة ذهنية قوية وسرعة بديهة يجعله دائمًا محور اهتمام الآخرين حيث إن الأشخاص الذين يستطيعون حل المشكلات والإبداع في التفكير يتركون انطباعًا جيدًا لدى غيرهم، ويمكن تنمية الذكاء بطرق متعددة مثل حل الألغاز والكلمات المتقاطعة أو ممارسة ألعاب تعتمد على التفكير العميق مثل الشطرنج التي تُساعد على تطوير المهارات العقلية وتعزيز القدرة على التحليل المنطقي.
التركيز على الجوانب الإيجابية بدلاً من السلبيات، كل إنسان لديه مزايا وعيوب ولكن الفرق يكمن في النظرة التي نوجهها لمن حولنا، فمن الأفضل أن نسلط الضوء على الصفات الحميدة ونحاول تجاهل الأخطاء البسيطة وإن كان هناك حاجة إلى تصحيح سلوك معين فمن الحكمة تقديم الملاحظة بطريقة غير مباشرة كأن يتم الحديث عن الموقف بصفة عامة بدلاً من توجيه النقد بشكل مباشر مما يُساعد في إيصال الرسالة دون إحراج.
تعزيز الروح الإيجابية والتشجيع، فالفرد الذي ينشر التفاؤل ويبث الحماس في نفوس الآخرين يُصبح من الأشخاص الذين يسعد الجميع بالتعامل معهم حيث يتمتع بقدرة على تقديم الدعم والتحفيز لمن حوله مما يجعله محبوبًا ومن المهم أيضًا الابتعاد عن التدخل فيما لا يعنيه حيث إن كثرة الفضول في شؤون الآخرين قد تسبب نفورهم.
التواضع والاحترام، فالشخص المتعالي الذي يشعر بأنه أفضل من غيره يبتعد عنه الناس، بينما الذي يتعامل بتواضع ويُقدّر الآخرين يُكسبهم محبته، كما أن احترام الكبير والرفق بالصغير يزيد من قيمة الإنسان في أعين من حوله، إلى جانب ذلك فإن الكرم لا يقتصر فقط على المال بل يشمل كرم المشاعر والمعاملة الطيبة، حيث إن الشخص الذي يعبر عن مشاعره بصدق ويمنح الآخرين كلمات طيبة يجد أنهم يحبونه ويفضلون التعامل معه.
طرق أخرى لاستمالة قلوب الناس
امتلاك حِسٍّ فكاهي يُضيف لمسةً من البهجة ويُضفي جوًا مُمتعًا بين الناس فالشخص الذي يتمتّع بروحٍ مرحة ويستطيع أن ينشر طاقةً إيجابية يَجد مَن حوله ينجذبون إليه ويشعرون بالراحة أثناء الحديث معه، بينما مَن يتّسم بالجدية المُفرطة ولا يُتيح مجالًا للمرح قد يُلاحظ أن الآخرين يَميلون إلى تجنّب الجلوس معه أو لا يشعرون بالارتياح أثناء التواصل معه.
التفرُّد بشخصيةٍ مُميزة يُساعد على لَفت الأنظار فالناس غالبًا ما ينجذبون للأشخاص الذين يَمتلكُون طابعًا خاصًا يُميِّزهم عن غيرهم، فحين يكون الفرد صاحب شخصيةٍ متميزة يكتسب حضورًا قويًا يُثير اهتمام الآخرين وهذا ما يجعلهم يَشعرون برغبةٍ أكبر في التقرُّب منه والتواصل معه.
المُحافظة على بشاشة الوجه تعكس انطباعًا إيجابيًا فالابتسامة الصادقة النابعة من القلب تُضفي جوًا من الألفة وتُسهم في تعزيز علاقات وُدية مع الآخرين حيث يشعرون بارتياحٍ عند التعامل معه ويجدون متعةً في البقاء بجواره، فليس من الضروري أن يكون الشخص مُتكلَّفًا أو مُصطنعًا، بل يكفي أن يحافظ على ملامح مُريحة تُعطي مَن حوله طاقةً إيجابية تُشجّعهم على التفاعل معه بحبٍ وانسجام.